تأخذ زائرها في رحلة غوص بحثاً عن اللؤلؤ.. وتتألق بخيولها استعداداً لـ«كأس دبي»
دبي.. سباقات هجن وصيد وفروسية على أنغام «اليولة» الإماراتية
لاتزال السباقات التقليدية، مثل سباقات الجمال، فضلاً عن الصيد بالصقور، والسفن الشراعية، والغوص، وغيرها من أنشطة كانت تمارسها الأجيال السابقة، رائجة في دبي، ويتم تقديمها بنمط بدوي يعكس الماضي العريق، فالسياحة في الإمارة لا تقتصر على زيارة معالم دبي الحديثة، وما تشتهر به الإمارة من ناطحات سحب، فهي أيضاً مدينة ذات تاريخ عريق يمتد إلى العصر الحديدي.
وتعتبر سباقات الصيد جزءاً لا يتجزأ من الحياة الصحراوية التي يعود تاريخها إلى القرن الـ13 قبل الميلاد، التي يتم تنظيمها من قبل شيخ القبيلة.
«متحف الإبل» شيّد في أربعينات القرن الـ20 بمنطقة «الشّندغة» وكان يُسمى «بيت الرِكاب»
|
ويمكن في منطقة «ند الشبا» التمتع بالحياة البدوية، من خلال المشاركة في مهرجان الصيد بالصقور، إذ يوفر هذا المرفق مجموعة من مظاهر الحياة البدوية، ومجموعة مختارة من الصقور، من بينها الشاهين، والسنقر، وطيور هجينة، إضافة إلى استعراض بعض المعلومات التاريخية التي توضح مراحل تطور عملية صيد الأرانب البرية، والحبارى وتحولها إلى مسابقات رياضية، إذ كان الصقارون العرب قديماً يصطادونها بصقورهم، خلال مرورها بشبه الجزيرة العربية في بداية فصل الشتاء في طريق هجرتها جنوباً.
ولمشاهدة أفضل الطيور أثناء تجوالها، يستضيف «مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث» فعاليات عدة ومسابقات رياضية، تشمل الصيد، والرماية، واليولة (رقصة عربية تقليدية)، إضافة إلى الصيد بالصقور، كما توجد مسابقات تقليدية أخرى، تتمثل في كلاب الصيد، إذ تستخدم «كلاب السلق» المعروفة بقدرتها على العدو لمسافات طويلة وبسرعة تصل إلى نحو 65 كيلومتراً في الساعة في هذه المسابقة. وهي رياضة مارسها الأجداد الأوائل، واستطاعوا فيها تطويع وتدريب «السلق» على الصيد.
أما «بطولة فزاع للغوص الحر»، فيقصد بها الغوص على الطريقة القديمة، يخوض فيها المشاركون تجربة الغوص على الطريقة التقليدية من دون وسائل مساعدة، مع التزامهم بالغوص لأعماق بعيدة على غرار الغواصين الباحثين عن اللؤلؤ.
وتتاح لزائر «قرية الغوص» في دبي، فرصة فريدة للمعايشة والاطلاع على المهن البحرية التراثية من صناعة للسفن، وصيد السمك، والغوص بحثاً على اللؤلؤ، والسباقات البحرية، كما يطلّع الزائر على عينات ونماذج من أدوات الصيد من الشباك والحظائر (قراقير)، ونماذج لأنواع من القوارب التقليدية المخصصة للصيد والسباقات البحرية.
أما أن «اليولة» فهي فن إماراتي أصيل، له جذوره التاريخية المرتبطة بالحماسة والفخر والفرح، يستعرض فيه المتسابقون تباعاً، مهارات التحكم بسلاح «اليولة» بخفة ورشاقة، بمصاحبة الإيقاع الموسيقي، وهي من أكثر الفعاليات جماهيرية، وبانتشارها بدأ بروز اتجاه ثقافي وطني ينادي بالاهتمام بالموروث الثقافي عموماً، وتحفيز الشباب والناشئين والأطفال على ممارسته.
وتستقطب سباقات الهجن أعداداً كبيرة من أبناء دولة الإمارات الذين يتابعون مجرياتها بترقب وحماس وشغف، إذ تتعالى هتافات أصحاب الجمال والمشجعين الذين يتابع العديد منهم السباقات من سياراتهم التي تسير جنباً إلى جنب مع الجمال المتسابقة. كما تتاح الفرصة للاقتراب من الجمال والتقاط الصور معها قبل بدء المنافسات، إذ لاتزال التقاليد الإماراتية القديمة موجودة إلى اليوم في مضمار «المرموم» الذي يستضيف سباقات الهجن التقليدية.
وطالما تحملت الجمال الكثير من أعباء الحياة البدوية، وأسهمت في استمرارها لآلاف السنين، وللتعرف إلى هذه الجمال باعتبارها «سفينة الصحراء»، عليك تجربة السباقات المقامة، كما يمكن زيارة «متحف الإبل» الذي شيد في أربعينات القرن 20 في منطقة «الشّندغة»، وكان يُسمى «بيت الرِكاب»، وتتاح لزائر متحف الإبل فرصة فريدة للتعرف إلى معلومات وفيرة متعلقة بإبل الجزيرة العربية، كما يأخذ المتحف الزائر في رحاب رحلة موسوعية مثيرة تزيد من معرفته بالإبل،
وتجعل الخيول العربية الأصيلة، والسباقات المفعمة بالحماس، والمناظر الطبيعية الصحراوية الشاعرية، من دبي المكان المثالي لممارسة هوايات الفروسية كافة، ويعِدنا نوفمبر الجاري بمسابقات ملؤها الحماس ينتظرها العالم في كل عام، إذ تزدان رمال الصحراء الذهبيّة بصهيل الخيول الأصيلة وهتافات الحضور، من خلال تنظيم سباقات متتالية، إلى حين الوصول لليوم الكبير والمنتظر، إذ يتهافت آلاف الجماهير من جميع أنحاء العالم لحضور «كأس دبي العالمي» في 31 مارس 2018.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news