محللون: عوامل نفسية وراء تراجع الأسهم
عزا محللون ماليون تراجع الأسواق المحلية، خلال جلسة تداول أمس، إلى تزايد الارتباط بين مؤشرات الأسواق المحلية والعوامل الجيوسياسية في المنطقة، إضافة إلى عوامل نفسية تركزت في عمليات بيعية من قبل الأفراد وهيكلة المحافظ الكبيرة في السوق.
وقالوا، لـ«الإمارات اليوم»، إن الأسواق تجاهلت تحسن عوامل كانت لها تأثيراتها القوية في الأسواق، ومن أبرزها ارتفاع أسعار النفط، بالإضافة إلى أداء الشركات المدرجة والتي تحسنت أعمالها في العام الجاري، والتوقعات بتوزيعات جيدة لهذه الشركات، فضلاً عن ارتفاع العوائد الاستثمارية لأسواقنا المحلية، مقارنة بالأسواق المجاورة.
إلى ذلك، هبط مؤشر سوق دبي المالي بنهاية تعاملات أمس بنسبة 1.89%، بينما انخفض سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 1.14%.
سوق دبي
وتفصيلاً، تراجع مؤشر سوق دبي المالي بنهاية تعاملات أمس بنسبة 1.89%، مغلقاً عند مستوى 3414.92 نقطة، وخسر 65.78 نقطة، كما انخفض مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 1.14%، مغلقاً عند مستوى 4369 نقطة، فاقداً 50.56 نقطة.
وقال المحلل المالي، العضو المنتدب لشركة «أبوظبي الوطنية للخدمات المالية»، محمد علي ياسين، إن «مؤشرات الأسواق المحلية تجاوبت مع الضغوط البيعية القوية التي حدثت في جلسة أمس، لاسيما مع تزايد مخاوف وقلق المستثمرين من الأوضاع الجيوسياسية بالمنطقة، وهو ما يفسر حالات البيع على جميع الأسهم دون تمييز، على الرغم من تحقيق بعضها نتائج جيدة»، مشيراً إلى أن العامل النفسي كان له تأثير واضح في المستثمرين، الذين بالغوا في التأثر بالعوامل الخارجية، ما دفع البعض إلى البيع.
العوامل الإيجابية
وأضاف أن الأسواق تجاهلت العوامل الإيجابية، والنتائج التي حققتها العديد من الشركات في السوق، والتي من المتوقع أن تقوم بعمل توزيعات جيدة عن العام المالي الجاري، ما يرفع العائد الاستثماري في أسواقنا المحلية بالمقارنة ببقية الأسواق الإقليمية.
التأثير النفسي
من جهته، أكد المحلل المالي، عضو المجلس الاستشاري لمعهد الأوراق المالية بالإمارات، وضاح الطه، أن التأثير النفسي كان له الدور الأبرز في عمليات البيع، التي هبطت بمؤشرات الأسواق المحلية في جلسة أمس، إذ بالغ المستثمرون في تأثرهم ببعض العوامل الخارجية المتعلقة بالأحداث الجيوسياسية في المنطقة، والتي من المفترض أن الأسواق المحلية وصلت لمرحلة جيدة من الخبرة في التعامل معها، لكون المنطقة تعيش منذ فترة أجواء سياسية متطورة.
وأوضح أن الأسواق تجاهلت عوامل إيجابية لها تأثيراتها القوية في الأسواق، ومن أبرزها تحسن النفط والتوقعات بوصوله إلى 70 دولاراً للبرميل، مع اقتراب «خام برنت» القياسي من حاجز 65 دولاراً حالياً، بالإضافة إلى أداء الشركات المدرجة والتي تحسنت أعمالها في العام الجاري، بالتزامن مع التوقعات بتوزيعات جيدة من قبل العديد منها، ما يزيد العوائد الاستثمارية لأسواقنا المحلية.
وأشار الطه إلى أن الأسواق تجاهلت مؤشرات قوية، تم الإعلان عنها، منها الميزانية الاتحادية التي تم إعلانها أول من أمس بـ51 مليار درهم، لكن حالة الخوف لاتزال هي المسيطرة على الأسواق، مؤكداً أن حركة السيولة في الأسواق عند مستويات عادية.
في السياق نفسه، قال المحلل المالي، رئيس العمليات بشركة «آت ورلد» للتطوير، أحمد عبدالواحد، إن «العوامل الجيوسياسية كان لها تأثير في الأسواق، وهناك العديد من المحافظ الكبيرة التي تبيع في الأسواق، جنياً للأرباح في أسهم قيادية.
وأضاف أن الأسواق المحلية لاتزال مغرية بالنسبة للمستثمرين، لارتفاع العوائد الاستثمارية للأسهم، بالتزامن مع التوقعات بتوزيعات جيدة من قبل العديد من الشركات، متوقعاً أن تقف هذه العمليات البيعية، لاسيما مع اقتراب نهاية إعلان النتائج للربع الثالث.
ولفت إلى أن خوف المستثمرين والذي ظهر خلال جلسة أمس وبالجلسات السابقة غير مبرر، مطالباً المستثمرين بعدم الانصياع لرغبة البيع، في ظل وجود استقرار بالاقتصاد المحلي وتحسن النتائج، خصوصاً بالشركات الكبرى.