مطاعم ترفع أسعارها أكثر من «القيمة المضافة».. وأخرى تؤجل تطبيقها

أظهرت جولة لـ«الإمارات اليوم» في عدد من المطاعم بالأسواق، وجود مطاعم رفعت أسعار وجباتها بنسب وصلت إلى 20%، متخطية بذلك نسبة ضريبة القيمة المضافة الـ«فات» VAT البالغة 5%، بينما أجلت مطاعم أخرى تطبيق الضريبة على المستهلكين، وقررت تحملها نيابة عنهم، بهدف الاستعداد بشكل أكبر للتطبيق، والمنافسة الشديدة في السوق، والانتظار لمعرفة أحوال السوق وتأثيرات الضريبة في العادات الغذائية للمستهلكين.

وطالب مستهلكون بمزيد من الرقابة وتشديد المخالفات، مؤكدين أن تلك الزيادات تشكل عبئاً على العائلات الكبيرة.

شكاوى مستهلكينوتفصيلاً، قال مدير إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، الدكتور هاشم النعيمي، إن الوزارة تلقت شكاوى بشأن ارتفاع أسعار وجبات في مطاعم، بقيم أعلى من ضريبة القيمة المضافة، وأكد أنها تحقق في الشكاوى لاتخاذ الإجراءات القانونية إزاء تلك المطاعم، وفرض غرامات مالية.

من جانبه، أشار المستهلك، أحمد حمدالله، إلى مطعم في أبوظبي رفع سعر وجبة دجاج من 25 إلى 27 درهماً بزيادة تبلغ درهمين وارتفاع نسبته 8%، بما يفوق نسبة ضريبة القيمة المضافة المقررة بـ5%، لافتاً إلى أن المطعم رفع سعر وجبة عائلية سبعة دراهم من 125 درهماً إلى 132 درهماً، بنسبة ارتفاع بلغت 5.6%. وطالب الجهات المتخصصة بمراقبة منافذ البيع في المطاعم، ومدى التزامها بنسبة الضريبة المقررة.

وقال المستهلك، فاروق لطفي، إنه لاحظ أن قوائم الوجبات في مطاعم لم تتغير لتتضمن الضريبة الجديدة، لافتاً إلى وجود مطاعم لم تفرض نسبة الضريبة البالغة 5% على الوجبات كافة، إذ طبقتها على وجبات، بينما طبقت نسبة تراوح بين 7 و8% على وجبات أخرى.

أما المستهلكة، فاطمة المرزوقي، فذكرت أن هناك تفاوتاً في نسب الارتفاعات بوجبات المطاعم، إذ يدور معظمها بين 4 و8%.

وقالت إن مطعماً رفع سعر طبق يتضمن أصنافاً من المعجنات، من 24 إلى 26 درهماً بنسبة زيادة 8.3%، بينما رفع مطعم آخر سعر وجبة دجاج من 42 إلى 45 درهماً بنسبة زيادة بلغت 7%.

ولفتت إلى أنها لاحظت عدم تغيير القوائم السعرية لتتناسب مع الضريبة، خصوصاً في مطاعم الوجبات السريعة، كما لم تغير مطاعم أسعار الوجبات التي تطلب «أون لاين» ليفاجأ المستهلكون عند توصيل الطلبات للمنازل بالأسعار الجديدة.

ورأت أنه على الرغم من أن الزيادات تقل عن 10 دراهم في الوجبة، فإنها تشكل عبئاً على العائلات الكبيرة، ما يتطلب تكثيف الرقابة لضمان الالتزام بنسبة الضريبة المقررة.

تغيير القوائم

في السياق نفسه، قال المستهلك، محمد أيمن، إنه فوجئ عند طلب ساندوتش «شاورما» من مطعم في دبي، بارتفاع سعره من سبعة إلى ثمانية دراهم، بارتفاع نسبته 14%، ما يفوق نسبة الضريبة المقررة، البالغة 5%، لافتاً إلى ارتفاع أسعار ساندوتش آخر من خمسة إلى ستة دراهم.

وفي الشارقة، أشار المستهلك، محمود جعفر، إلى مطعم لم يغير قوائم الأسعار لديه، فضلاً عن أنه لم يوفر للمستهلكين فواتير ضريبية، بل لايزال يتعامل بالفواتير السابقة.

وقال إنه لاحظ زيادة سعرية في وجبات مطعم، إذ ارتفع سعر بعض الوجبات من 35 إلى 38 درهماً بنسبة ارتفاع بلغت 8.6%.

واتفق المستهلك حسام إبراهيم مع نظيره جعفر في أن بعض المطاعم رفعت أسعارها بنسب إضافية تُجاوز ضريبة القيمة المضافة.

وأكد أن مطاعم رفعت أسعار وجباتها من 35 إلى 40 درهماً، فيما رفعت أخرى أسعار «ساندوتش» من ستة إلى سبعة دراهم.

ولفت إلى أن عدداً من المطاعم لم يغير من قوائم أسعار الوجبات، على الرغم من زيادته للأسعار بعد تطبيق الضريبة، كما فرضت مطاعم زيادات راوحت بين 50 فلساً ودرهم على أسعار زجاجات المياه الصغيرة.

تأجيل التطبيق

إلى ذلك، قال مسؤول في مطعم بأبوظبي، بينديت فاركي، إن المطعم قرر تأجيل تطبيق الضريبة على المستهلكين، على أن يتحملها المطعم حتى إشعار آخر.

وأرجع فاركي قرار المطعم إلى الرغبة في الاستعداد لتطبيق الضريبة بشكل أكبر، وتغيير القوائم السعرية في المطعم، والانتظار لمعرفة الظروف التي تشهدها السوق بعد تطبيق الضريبة، فضلاً عن التغييرات التي قد تطرأ على سلوكيات المستهلكين وعاداتهم الغذائية.

وذكر مسؤول مطعم آخر في أبوظبي، محمد حماد، أن المطعم قرر كذلك تأجيل فرض ضريبة القيمة المضافة، على أن تتحملها الشركة المالكة للمطعم.

وأرجع ذلك إلى المنافسة الكبيرة بين المطاعم في المنطقة نفسها، التي تقدم الأطباق نفسها، فضلاً عن مراقبة سلوكيات المستهلكين وتأثير الضريبة في إنفاقهم.

زيادات متباينة

وفي الشارقة، قال مسؤول المبيعات في مطعم، محمود علي، إن إدارة المطعم فرضت زيادات بنسب مختلفة وفقاً لكل وجبة، والارتفاع في المواد الأساسية لكلفة إعدادها في الأسواق، بعد تطبيق ضريبة القيمة المضافة التي رفعت كل المواد الغذائية الأساسية في الأسواق.

وأشار مدير المبيعات بمطعم آخر في الشارقة، أحمد حسين، إلى أن إدارة المطعم فرضت زيادات وفقاً لنسبة الضريبة المضافة، لكنها لم تتمكن من تغيير أسعار قوائم وجباتها بشكل سريع، نظراً إلى أن ذلك يستغرق وقتا أطول في إعدادها وطباعتها مرة أخرى.