مستأجرون: العروض العقارية «تحايل» على ظروف السوق
اعتبر مستأجرون العروض والتسهيلات التي تقدمها بعض الشركات العقارية حالياً بمثابة تحايل على خفض القيم الإيجارية وظروف السوق.
وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن الشركات التي تدير وحداتهم السكنية عرضت عليهم تسهيلات في السداد، فضلاً عن منح شهر أو أكثر مجاناً، فيما لجأت شركات أخرى إلى توفير مواقف للسيارات، وفتح المرافق الرياضية أمام المستأجرين، في وقت تعاقد مستثمر مع عيادة طبية لتوفير فحوص طبية مجاناً للقاطنين تقيس مستوى السكر وضغط الدم.
التسهيلات المتعلقة بالدفعات وتواريخها المرنة تعد من أبرز العوامل التي تؤثر على القرارات المتعلقة بالانتقال إلى شقة جديدة. |
شهران مجاناً
وتفصيلاً، قال المستأجر محمد المصري، إن الشركة العقارية التي يتعامل معها عرضت عليه تسهيلاً في عقد الإيجار لشقته السكنية في منطقة «جبل علي» يتمثل في تجديد العقد معها مقابل الحصول على شهرين مجاناً.
وأضاف لـ«الإمارات اليوم» أنه كان يعتزم البقاء في شقته بشرط الحصول على شهرين مجاناً لمدة سنتين متتاليتين، لكن الشركة رفضت ضمان التجديد بالشروط نفسها للسنة الثانية.
ولفت إلى أن المعروض العقاري في مناطق دبي يتيح توفير العديد من المزايا والتسهيلات، مشيراً إلى أن العروض الترويجية لاستئجار العقارات تتضمن شروطاً أفضل، خصوصاً في الضواحي السكنية البعيدة نسبياً عن مركز المدينة، والتي تقل فيها خدمات التسوق والترفيه الخارجي.
وأكد أنه يفضل اختيار المباني التي تعتمد على وحدات تبريد حديثة، كونها تلعب دوراً مهماً في خفض كلفة فواتير الكهرباء.
عدد الدفعات
في سياق متصل، قال المستأجر أحمد الشامي، إنه استأجر شقة في منطقة «واحة دبي للسيلكون» نظراً للتسهيلات المالية التي قدمتها الشركة التي تدير المبنى، لافتاً إلى أنه تفاوض على زيادة عدد الدفعات المستحقة من ثلاث إلى خمس دفعات.
وأوضح أن التسهيلات المتعلقة بالدفعات وتواريخها المرنة تعد من أبرز العوامل التي تؤثر على القرارات المتعلقة بالانتقال إلى شقة جديدة، مشيراً إلى أن الشركات العقارية تراعي متطلبات المستأجرين حالياً، كما أن الشركة العقارية التي يتعامل معها خفضت بعد مرور 10 أشهر القيم الإيجارية بنسب قليلة وفقاً لحالة الشقة، لرفع معدل الإشغال.
تجديدات المرافق
من جانبه، قال المستأجر أمجد السيد، إن مالك المبنى الذي كان يقيم في إحدى شققه جدّد الصالة الرياضية وبعض المرافق الخدمية بما في ذلك المسبح ومواقف المركبات، إضاف إلى توفير منطقة ترفيهية مخصصة للأطفال، وذلك في إطار سعيه لتشجيع القاطنين على البقاء، فضلاً عن إشغال الشقق الفارغة، لافتاً إلى أن العديد من المستأجرين يفضلون البقاء في ظل ارتفاع تكاليف الانتقال إلى سكن جديد.
وأكد أن الشركة خفضت كذلك القيم الإيجارية، ومنحت حرية أكبر للمتعاملين بخصوص تنظيمهم للدفعات المالية.
وأضاف أن ملاك المباني يلجأون إلى عملية تجديد شاملة للشقق بعد خروج المستأجرين منها، مبيناً أنه لم يلحظ هذه التسهيلات خلال السنوات السابقة.
عيادة طبية
في السياق نفسه، قال المستأجر سامر الإبراهيم، إن الشركة التي تدير العقار الذي يسكن فيه حالياً عرضت عليه تسهيلات تتمثل في زيادة عدد الدفعات المستحقة للإيجار، وتوفير تكاليف الصيانة،وموقف إضافي للمركبات، فضلاً عن تحمل الشركة تكاليف الصيانة التي لا تزيد على 500 درهم، مشيراً إلى أن ذلك دفعه إلى اتخاذ القرار لاستئجار الشقة.
وأكد أن الشركات التي تدير العقارات تبدي حالياً سياسات مرنة أثناء التفاوض معها من خلال توفيرها تسهيلات مالية أو خدمية أو ما يتعلق بعمليات الصيانة.
وكشف أن مالك الشقة التي يسكن فيها تعاقد مع عيادة طبية لتوفير فحوص طبية مجاناً للقاطنين تقيس مستوى السكر وضغط الدم.
التسهيلات.. تحايل
إلى ذلك، قال المستأجر رياض الوكيل، إن مالك الشقة التي يقيم فيها بمنطقة النادي السياحي بأبوظبي، اقترح عليه مجموعة تسهيلات بدلاً من خفض القيمة الإيجارية، مثل دفع القيمة الإيجارية البالغة 95 ألف درهم على أربع دفعات، والتعاقد نيابة عنه على موقف خارجي لسيارته نظراً لقلة المواقف في المنطقة.
وأوضح أنه يرغب في خفض القيمة الإيجارية بدلاً من هذه التسهيلات، لاسيما أن معظم الشقق في المنطقة نفسها انخفضت قيم إيجارها بنحو 10 آلاف درهم.
وأضاف أنه يبحث حالياً عن شقة أخرى، معتبراً التسهيلات بمثابة تحايل من الملاك على الظروف التي تشهدها السوق العقارية حالياً.
أما المستأجر محمد إبراهيم، فقال إن السوق، وخلال بحثه عن شقة، تزخر بالعديد من التسهيلات لجذب مستأجرين، لافتاً إلى منح شهر مجاناً، وزيادة عدد الدفعات إلى أربع دفعات بدلاً من دفعتين أو ثلاثة.
ورأى إبراهيم أن هذه التسهيلات ليست كافية في ضوء كثرة المعروض، معتبراً أنها مجرد محاولة من ملاك للتحايل بدلاً من خفض القيمة الإيجارية، رغم وجود شقق خالية كثيرة في أبوظبي. وأشار إلى أن خفض الإيجارات بشكل أكبر قادم لا محالة رغم هذه المحاولات.
في السياق نفسه، رفضت المستأجرة إلهام حفار الحوافز أو التسهيلات التي قالت إنها ضئيلة مقارنة بخفض الإيجارات. وقالت إن مالك الشقة التي تقيم فيها عرض عليها زيادة عدد الدفعات، وتحمل جزء من رسوم التجديد، وبعض المصروفات الإدارية الأخرى بعد أن خضعت لضريبة القيمة المضافة، مؤكدة أن ذلك ليس كافياً في ضوء ظروف السوق على حد قولها.