المزروعي: أسعار النفط ليست مرتفعة..ونسعى إلى تصحيح السوق
دعا وزير الطاقة والصناعة، سهيل بن محمد المزروعي، المزيد من منتجي النفط للانضمام إلى منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» والمنتجين من خارج المنظمة، مؤكداً أن أسعار النفط ليست مرتفعة، وأن «أوبك» تقوم بدورها لتصحيح السوق.
«أوبك»: نحن أصدقاء للولايات المتحدة قال الأمين العام لمنظمة «أوبك»، محمد باركيندو، إن أعضاء «أوبك» أصدقاء للولايات المتحدة، ولديهم اهتمام قوي بنموها وازدهارها. وأضاف باركيندو في تصريحات له بعد أن انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب «أوبك»، بسبب ارتفاع أسعار النفط: «إعلان التعاون الذي أبرمته 24 دولة منتجة في ديسمبر 2016، وتم تنفيذه بإخلاص، لم يمنع التراجع فحسب، بل أنقذ أيضاً صناعة النفط من انهيار وشيك». من جهته، أكد وزير النفط العراقي، جبار اللعيبي، أن أسعار النفط «ليست مرتفعة جداً»، وقال إن جميع الأمور جيدة حالياً، وإن السوق تستقر. مخزونات النفط العالمية انخفضت عن مستوى ذروتها لكنها لم تتراجع بما يكفي. |
وتسببت تغريدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر «تويتر» بانخفاض أسعار النفط، في وقت انطلقت فيه أعمال اللجنة الوزارية المشتركة بين «أوبك» والمنتجين المستقلين في مدينة جدة السعودية.
ويخفض أعضاء «أوبك» وروسيا ومنتجون آخرون من خارج المنظمة، الإنتاج منذ يناير 2017، لتقليص المخزونات ودعم الأسعار. ويسري الاتفاق حتى نهاية العام الجاري، ومن المقرر أن يتخذ المشاركون في اجتماع «أوبك» الذي سينعقد في العاصمة النمساوية فيينا، يونيو المقبل، قراراً بشأن الخطوة التالية.
اللجنة المشتركة
وتفصيلاً، انطلقت في مدينة جدة السعودية، أمس، أعمال اللجنة الوزارية المشتركة بين «أوبك» والمنتجين المستقلين. وقالت اللجنة إن مستوى مخزونات النفط التجارية في الدول الصناعية بلغ 2.83 مليار برميل في مارس 2018.
وأضافت اللجنة المشتركة أن المخزونات التجارية الحالية تظل فوق المستويات المسجلة قبل هبوط السوق، لافتة إلى أن اجتماعها المقبل سيُعقد يوم 21 يونيو في العاصمة النمساوية فيينا.
وكشفت أنها كلفت الأمانة العامة لـ«أوبك» النظر في المقاييس المختلفة، مع تحليلات متعمقة بشأن عوامل الضبابية في السوق.
دعوة للانضمام
وكان وزير الطاقة، سهيل بن محمد المزروعي، قال إن على المزيد من منتجي النفط الانضمام إلى منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» والمنتجين من خارج المنظمة.
ونقلت صحيفة «هاندلسبلات» الألمانية عن المزروعي قوله في مقابلة نُشرت أمس، أن أعضاء «أوبك» والمنتجين من خارج المنظمة، نفذوا ما يفوق تخفيضات الإنتاج التي تعهدوا بها، إلا أنه يجب علينا أن نضم دولاً أخرى إلى الاتفاق.
وجدّد المزروعي الدعوة إلى زيادة الاستثمار في القطاع لمواكبة ارتفاع الطلب، مؤكداً أن قطاع النفط بحاجة إلى استثمارات بمليارات الدولارات، وليس مئات الملايين التي نراها حالياً.
ولفت في تصريحات أخرى إلى أن إنتاج النفط الصخري يعود بوتيرة أسرع من المتوقع، مبيناً أن الهدف هو تحقيق استقرار الأسواق في الأجل الطويل.
وشدد المزروعي على أنه غير منشغل بشأن الأسعار، وإنما باستقرار السوق ومستوى الاستثمار.
وأكد أن أسعار النفط ليست مرتفعة على نحو مصطنع، وأن الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» والمنتجين من خارجها، يقومون بدورهم من أجل تصحيح السوق.
وتابع المزروعي: «نحن نضطلع بدورنا لتصحيح السوق، فهي كما قلنا ليست متوازنة بعد، وأعتقد أن هذه المجموعة عليها واجب ينبغي أن تقوم به، ونحن مستمرون في القيام بواجبنا».
انخفاض المخزونات
بدوره، قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، إن مخزونات النفط العالمية انخفضت عن مستوى ذروتها، لكنها لم تتراجع بما يكفي.
وأضاف الفالح للصحافيين، خلال اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة بين «أوبك» والمنتجين المستقلين، أن «المخزونات» حالياً لاتزال عند نحو 2.8 مليار برميل، وهي منخفضة كثيراً عن ذروة عام 2017، البالغة 3.12 مليارات برميل، لكنها تظل فوق مستواها وقت بدء تكون التخمة.
وتابع الفالح: «علينا التحلي بالصبر، فلا نريد التسرع، ولا نريد في الوقت نفسه أن نركن إلى الرضا عمّا تحقق، والاستماع لما يتردد عن (إنجاز المهمة) وأشياء من هذا القبيل»، لافتاً إلى أنه لاتزال هناك العديد من المتغيرات في السوق، نظراً للضبابية بشأن الطلب، وظهور إمدادات جديدة بوتيرة أسرع من المتوقع.
مكاسب وانتكاسة
إلى ذلك، اتجهت أسعار النفط إلى تحقيق مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي، أمس، بفضل تقلص الإمدادات، واستمرار الدعم من منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك»، وحلفائها، بشأن خفض الإمدادات.
وسجلت العقود الآجلة لخام القياس العالمي «مزيج برنت» 74 دولاراً للبرميل، بارتفاع قدره 22 سنتاً عن الإغلاق السابق. كما ارتفعت العقود الآجلة لـ«خام غرب تكساس الوسيط الأميركي» 21 سنتاً إلى 68.50 دولاراً للبرميل، وسجل الخامان أعلى مستوياتهما منذ نوفمبر 2014، أول من أمس، عند 74.75 دولاراً و69.56 دولاراً للبرميل على التوالي.
إلا أن تغريدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب حوّلت الخامين للانخفاض، عندما اعتبر ترامب أن أسعار النفط مرتفعة جداً، وقال في تغريدة له على موقع التدوين المصغر «تويتر»: «يبدو أن (أوبك) تعيد الكرّة، فأسعار النفط مرتفعة جداً على نحو مصطنع، وهذا ليس جيداً، ولن يكون مقبولاً».
ونتيجة لذلك، سجلت العقود الآجلة لـ«مزيج برنت» 73.26 دولاراً للبرميل، بانخفاض قدره 52 سنتاً عن الإغلاق السابق، كما انخفضت العقود الآجلة لـ«خام غرب تكساس الوسيط الأميركي» 48 سنتاً إلى 67.81 دولاراً للبرميل.
ولا يمكن للولايات المتحدة التأثير بشكل مشروع على النفط سوى من خلال السحب من الاحتياطي الاستراتيجي لديها، وهو ما كانت تفعله بين حين وآخر. وكانت آخر مرة أقدمت فيها على تلك الخطوة العام الماضي بعد العاصفة المدارية هارفي.