فهد القرقاوي: «مؤسسات الدولة لم ترفع يدها عن مساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز وجودها».

«دبي للاستثمار»: الانفتاح والتجارة الحرة منهج دولتنا ولا مجال للتراجع الآن

أكد المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للاستثمار، فهد القرقاوي، أن دخول الشركات العالمية إلى الأسواق المحلية، يمثل إضافة حقيقية للاقتصاد الوطني، لافتاً إلى أن الشركات الكبرى ليست مجرد ضخ أموال ضخمة في سوق محلية، بل تأتي بالمعرفة، ونشر قيم الكفاءة في الأعمال، وتأسيس مناخ من التنافس.

وقال، لـ«الإمارات اليوم»، إن السوق المحلية تنافسية، ولا يوجد فيها مجال للحماية، ومن لا يتطور لا يستطيع البقاء في السوق.

وشدد القرقاوي على أن دولة الإمارات تقوم، منذ تأسيسها، على منهج الانفتاح واعتماد حركة التجارة الحرة، وهذا هو أحد أسرار نجاحها وتطورها في المنطقة والعالم، ولا مجال في التراجع عن هذه المبادئ الآن.

إضافة حقيقية

وتفصيلاً، قال المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للاستثمار، إحدى مؤسسات اقتصادية دبي، فهد القرقاوي، إن دخول الشركات العالمية إلى الأسواق المحلية، يمثل إضافة حقيقية للاقتصاد الوطني.

وأكد القرقاوي أن السوق المحلية سوق تنافسية ولا يوجد فيها مجال للحماية، كما لا يمكن توفير الحماية للشركات المحلية، على حساب فتح المجال أمام المنافسة الحرة والعادلة أمام الجميع.

وأوضح أن الشركات الكبرى ليست مجرد ضخ لأموال ضخمة في سوق محلية، بل تمثل قيمة مضافة كبيرة للسوق وللشركات الصغيرة والمتوسطة فيه، إذ تأتي بالمعرفة، ونشر قيم الكفاءة في الأعمال، وتأسيس مناخ من التنافس، وتشجيع الأطراف الفاعلة في السوق على التطور.

وتابع: «من لا يتطور لا يستطيع البقاء في السوق، ويجب أن يسعى الكل إلى تطوير ذاته، ومعرفة نقاط القوة لتنميتها، والعمل على معالجة نقاط الضعف».

تطوير الذات

ولفت القرقاوي إلى أن شركة كبيرة، مثل «أمازون»، عندما رغبت في التمدد بسوقنا المحلية، عمدت إلى شراء شركة أخرى محلية ناجحة، وبالتالي هناك فرصة أمام الشركات المحلية لتطوير ذاتها، ولا مجال للتخوف من الشركات الكبيرة، مشدداً على أن المؤسسة التي تبحث عن حماية لمواجهة المنافس، لا يمكن أن تستمر في السوق.

وأفاد بأن دولة الإمارات، والآباء المؤسسين لها، أكدوا منذ بداية التأسيس، منهج الانفتاح واعتماد حركة التجارة الحرة، وتعزيز وجودنا كسوق منفتحة على العالم، وهذا هو أحد أسرار نجاحنا وتطورنا في المنطقة والعالم، ولا مجال الآن للتراجع عن هذه المبادئ التي تأسس عليها الاقتصاد المحلي.

وأضاف أن جزءاً من تقبل الشركات للمنافسة تلك، هو سعيها إلى تطوير ذاتها، والاستفادة من وجود الشركات الكبيرة في التعاون، أو التعلم، واكتساب الخبرات والمعرفة.

ضرورة التطور

واستطرد القرقاوي، قائلاً: «إذا لم تأتِ إلينا (أمازون)، ستأتي شركة أخرى، وبالتالي المشكلة ليست في (أمازون)، لكن في استيعابنا أن العالم يتطور، وأننا جزء من هذا العالم ويجب أن نتطور معه».

وشدد على أن مؤسسات الدولة لم ترفع يدها عن مساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز وجودها من جانب آخر، وإتاحة الفرصة لها للتأسيس، والاستمرار، وتقديم كل أشكال الدعم لها، من خلال برامجها المختلفة، لأن السماح للشركات الكبرى بالعمل في السوق المحلية، لا يعني التخلي عن الشركات الناشئة ومساعدتها على النمو والازدهار، لكن عليها أن تتحلى بالرغبة في التطور، والبحث عن أوجه المعرفة التي تمكنها من ذلك.

قدرات عالمية

وأكد القرقاوي أن الاقتصاد المحلي يستفيد من الشركات العالمية، فهي تساعد بقدراتها اللافتة في تحسين مستوى الخدمات، خصوصاً في مجال الخدمات اللوجستية، وهو قطاع مهم في الاقتصاد المحلي.

وأوضح أن الشركات الكبرى تأتي ومعها أعلى مستوى من التكنولوجيا التي تنقلها للسوق المحلية، كما تغذي السوق بالعمالة ذات الكفاءة العالية، وتنقل إلى السوق المعرفة بأنظمة العمل المتطورة والبرامج الأكثر تقدماً، التي تترك أثراً إيجابياً في السوق، وفي الأطراف الفاعلة فيها.

سوق مفتوحة

وأضاف القرقاوي أن في دولة الإمارات سوقاً كبيرة ومفتوحة، وأحد عناصر نجاح تلك السوق هو توافر الخدمات، وقدرتنا على استيعاب التطورات الاقتصادية.

وتابع: «الاستثمارات الأجنبية تجد لدينا المناخ المناسب لنا، ولو لم تجد ذلك لذهبت إلى أسواق أخرى منافسة لنا، والمنافسة تلك هي التي علمتنا كيف يمكن أن نتطور ونطور شركاتنا، وكيف ننشئ شركات على مستوى عالمي، وهناك نماذج ناجحة عدة، إذ لو لم تكن (سوق دوت كوم) شركة ناجحة، ما سعت (أمازون) للاستحواذ عليها في صفقة كانت هي الأعظم، خلال العام الماضي».

ورأى المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للاستثمار أن المنافسة قادمة لا محالة، في وقت تمثل فيه الشركات الكبرى قيمة مضافة عالية، ومن الأفضل أن تأتيني شركات تعطيني تلك القيمة، أفضل من أن تأتي شركات للمكسب فقط، دون أي إضافة للسوق المحلية.

واختتم القرقاوي بالقول: «التطوير جزء رئيس من الحياة، ونحن نتعلم كل يوم، وهذا العمل الذي نقوم به لاستقطاب الشركات والاستثمارات الأجنبية، يؤدي إلى نجاح اقتصادنا».

الأكثر مشاركة