مستهلكون: تخفيضات محدودة على اللحوم.. وتغيب عن الدجاج الطازج

أكد مستهلكون خلوّ منافذ بيع رئيسة من عروض التخفيضات على الدجاج الطازج، ومحدودية العروض على سلع غذائية أساسية، أبرزها اللحوم الحمراء والطحين.

ورصدت جولة ميدانية لـ«الإمارات اليوم» في أربعة مراكز رئيسة لتجارة التجزئة في دبي والشارقة، غياب العروض الخاصة بالدجاج الطازج في ثلاثة مراكز منها، فيما طرح منفذ بيع واحد عروضاً محدودة على أنواع لحوم من جنوب إفريقيا، وأنواع للحوم أسترالية مرتفعة السعر، فيما غابت التخفيضات عن اللحوم الباكستانية والهندية. كما شهدت منافذ بيع عروضاً محدودة على الطحين وبيض المائدة.

وأرجع مسؤولون في تلك المنافذ ذلك، إلى عاملين أولهما عدم التوصل إلى اتفاقات مع شركات توريد تلك المنتجات على طرح تخفيضات عليها، فيما يتمثل العامل الثاني في أن تلك السلع تشهد طلباً استهلاكياً كبيراً عليها، وتسجل مبيعات مرتفعة، وبالتالي، فإنه لا توجد حاجة لشمولها بالتخفيضات.

شكاوى مستهلكين

حرية اختيار العروض التخفيضية

قال مدير إدارة المنافسة وحماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، الدكتور هاشم سعيد النعيمي، إن الموسم الرمضاني الحالي يشهد مظاهر تنافسية كبيرة بين منافذ البيع في طرح عروض التخفيضات على سلع جاوزت نحو 10 آلاف سلعة.

وأكد أن السياسات الحرة في الأسواق تتيح لمنافذ البيع حرية طرح العروض التخفيضية على السلع التي تختارها، وبالتالي، فإن تنوع العروض يرجع إلى سياسة كل منفذ بيع.

وأضاف النعيمي أن الوزارة تراقب الأسواق بالتعاون مع الدوائر المحلية، لضمان التزام منافذ البيع بالأسعار المحدودة، وتطبيق العروض المعلنة من جانبها، وعدم زيادة الأسعار استغلالاً لشهر رمضان.

سياسات منفذ البيع

اعتبر المدير التنفيذي في «شركة أسواق لتجارة التجزئة»، يوسف شرف، أن تباين العروض التخفيضية على السلع الغذائية بين منافذ البيع، تعد من الأمور السوقية التي ترجع إلى سياسات كل منفذ بيع، والمبادرات التي يتفق مع الموردين على تنفيذها خلال شهر رمضان، لتشمل العروض سلعاً غذائية متنوعة.

وتفصيلاً، قال المستهلك ياسر عبدالمنعم، إن معظم منافذ البيع تسابقت في طرح تخفيضات على أصناف غذائية متشابهة مثل الأرز أو الأجبان والمعلبات، فيما كانت التخفيضات محدودة للغاية على اللحوم، وخلت منافذ بيع رئيسة من التخفيضات على الدجاج الطازج الذي يعد من السلع الرئيسة خلال شهر رمضان.

بدوره، قال المستهلك محمد لطفي إن عدداً من المراكز التجارية كانت تشهد عروضاً محدودة للغاية على سلع غذائية رئيسة، مثل الطحين وبيض المائدة واللحوم، فيما خلا عدد منها من العروض والتخفيضات الخاصة بالدجاج الطازج.

وأضاف أن بعض منافذ البيع طرح أخيراً عروضاً على لحوم من دول منشأ غير شائعة لدى المستهلكين مثل جنوب إفريقيا، فيما خلت منافذ من تخفيضات على الأنواع الأكثر طلباً من قبل المستهلكين العرب والآسيويين، وهي اللحوم الباكستانية والهندية المنشأ، لافتاً إلى أن العروض الخاصة باللحوم الأسترالية كانت على أنواع مرتفعة السعر، وراوح سعر الكيلوغرام بعد التخفيضات بين 60 و89 درهماً. واتفق المستهلك تامر بشير على أن المستهلكين فوجئوا بغياب العروض الخاصة بالدجاج الطازج من عدد كبير من منافذ البيع. وأكد أن منافذ بيع أخرى طرحت عروضاً محدودة على اللحوم لا تتناسب مع متطلبات عدد كبير من المستهلكين، لافتاً إلى أن منافذ بيع طرحت تخفيضاً على نوع من لحم ضأن، ليصل سعر الكيلوغرام إلى 44 درهماً، وهو ما يقارب السعر الأساسي دون تخفيض في منافذ بيع أخرى.

طلب كبير

من جهته، أرجع مدير المشتريات في «جمعية الإمارات التعاونية»، وليد المغربي، عدم طرح بعض منافذ البيع لتخفيضات على الدجاج الطازج، أو وجود عروض محدودة على اللحوم أو الطحين، إلى أن تلك المنتجات تشهد طلباً كبيراً خلال شهر رمضان من قبل المستهلكين، وبالتالي، فإن البعض يفضل طرح التخفيضات على سلع أخرى لتنشيط مبيعاتها.

وأكد أن عدم التوصل إلى اتفاقات بين الموردين ومنافذ البيع، سبب آخر يحد من شمول بعض السلع الأساسية في العروض الرمضانية.

وأكد المغربي أن الجمعية تصدت لمحاولات طلب بعض الموردين لزيادة أسعار بعض تلك السلع.

اتفاقات الموردين

إلى ذلك، قال المدير العام في «جمعية أسواق عجمان»، حسن علي، إن اتفاقات الموردين مع منافذ البيع قد تؤثر أحياناً في شمول سلع ومنتجات بعروض التخفيضات، ما لم تتدخل تلك المنافذ لدعم فروق الأسعار بمخصصات مالية كبيرة.

وأضاف أن اللحوم والدجاج الطازج من السلع الغذائية الرئيسة في شهر رمضان، وهي تشهد طلباً استهلاكياً مرتفعاً خلال تلك الفترة، ما يحد من دعمها أو طرح تخفيضات عليها مقارنة بسلع أخرى يتم تخفيض أسعارها خلال العروض، ما يسهم بدور في تنشيط المبيعات.

تنوّع وتوازن

في السياق نفسه، قال مدير إدارة الاتصال المؤسسي في «مجموعة اللولو التجارية»، ناندا كومار، إن من المهم أن تستند تخفيضات عروض شهر رمضان الى التنوع والتوازن، بما يفيد العدد الأكبر من فئات المستهلكين وتلبي احتياجاتهم.

وأرجع اختلاف عروض التخفيضات، ومحدوديتها، أو زيادتها في بعض السلع، إلى تباين السياسات التسويقية بين منافذ البيع.

مسؤولية اجتماعية

من جانبه، أرجع مدير إدارة التسويق والسعادة في «جمعية الاتحاد التعاونية»، سهيل البستكي، توسع الجمعيات التعاونية في طرح العروض على السلع الغذائية الأساسية، والتزامها بشمول العروض لسلع أساسية مثل الدجاج الطازج واللحوم والطحين وبيض المائدة، إلى أن الجمعيات التعاونية تختلف عن مراكز التجزئة والـ«هايبرماركت»، في كونها تعمل وفق معايير المسؤولية الاجتماعية ضمن دورها في قطاع تجارة التجزئة، ما يجعلها تتحمل فروق التخفيضات على تلك السلع، بصرف النظر عن طرح عروض من شركات التوريد من عدمه.

وأضاف أن من أسباب عدم شمول سلع مثل الدجاج الطازج في تخفيضات بعض منافذ البيع، يعود إلى اتفاقات التعاون مع الموردين، وسياسات التسويق في تلك المنافذ التي تدخل السلع في تلك التخفيضات من عدمه، خصوصاً أن تلك السلع تعد من الأكثر طلباً خلال شهر رمضان، وبالتالي، فقد تفضل بعض المنافذ تركيز التخفيضات في منتجات أخرى لزيادة مبيعاتها.

الأكثر مشاركة