«فض المنازعات» يوقف حكماً بإخلاء أم وأولادها هجر والدهم مسكن الزوجية

أوقف مركز فض المنازعات الإيجارية، الذراع القانونية لدائرة الأراضي والأملاك في دبي، تنفيذ حكم إخلاء بحق زوجة تركها زوجها وأطفالها من دون دفع المستحقات الإيجارية.

وأشار المركز لـ«الإمارات اليوم» إلى أن إدارة التنفيذ فوجئت بالعائلة داخل المنزل من دون «معيل»، حيث توصل المركز لحل مؤقت مع المالك لإيقاف حكم التنفيذ وتسوية الخلاف بالتنسيق مع «لجنة يد الخير» بالمركز.

وتفصيلاً، قال رئيس مركز فض المنازعات الإيجارية في دبي، القاضي عبدالقادر موسى، إن «المنازعات الإيجارية ليست مجرد نزاعات قضائية على مطالبات مالية، فهناك الكثير من الحالات التي تحمل بُعداً إنسانياً، ويراعيها المركز في إجراءاته بما يتوافق وروح مدينة دبي».

وأضاف أن «هناك العديد من المنازعات الإيجارية التي يكون فيها الأمر مرتبطاً بأسر تمر بظروف إنسانية»، لافتاً إلى أن المركز يفتح الباب أمام الأشخاص من ذوي الحالات الإنسانية، عبر رفع طلب لـ«لجنة يد الخير»، يوضحون فيه مشكلتهم، لتبت اللجنة بدورها في الطلب رفضاً أو قبولاً.

من جانبه، قال مدير قسم الإخلاء بالمركز، محمد عبدالله المرزوقي، إن «إدارة الإخلاء بالمركز تصادف أثناء عملها، حالات إنسانية تجعل من الجهة التنفيذية ممثلة في إدارة الإخلاء تقف أمامها مكتوفة الأيدي، ولا تستطيع التنفيذ في حينها»، مشيراً إلى إحدى القضايا التي كان فيها عقد الإيجار باسم رب الأسرة، وكان على خلاف أسري مع زوجته، ما جعله يترك منزل الزوجية، ويتوقف عن دفع البدل الإيجاري، ما دفع المالك إلى استصدار حكم بالإخلاء واجب التنفيذ من مركز فض المنازعات.

ولفت إلى أنه عند تنفيذ الحكم بالإخلاء، فوجئ مسؤول التنفيذ بوجود أم وأولادها في العين المؤجرة من دون «معيل»، وبالتدقيق في الأمر، تبين أن الزوج ترك منزل الزوجية منذ فترة، وتوقف عن دفع القيمة الإيجارية.

وأوضح المرزوقي، أنه تم تحويل الأمر إلى «لجنة يد الخير» بالمركز لاتخاذ اللازم، حيث تم إيقاف حكم الإخلاء مؤقتاً، وتم التفاوض مع المالك لإبقائهم في الوحدة السكنية فترة معينة إلى حين تدبير الأمر، مبيناً أن المركز توصل بعد ذلك إلى عائل هذه الأسرة، وتم حل الأمر بشكل ودي بعد التوفيق بين رب الأسرة وعائلته، حيث تم استمرار العقد الإيجاري بعد موافقة المالك، وهي من الحالات الإنسانية التي نجح فيها المركز في لم شمل أسرة بعد رفعها للجنة يد الخير.

إلى ذلك، أشار المرزوقي إلى أن المركز يعتبر مراعاة البُعد الإنساني عاملاً أساسياً في ما يعرض عليه من نزاعات بين المالك والمستأجر، وهو ما يتم تدريب موظفي التنفيذ عليه، بحيث يتم أخذ الجانب الإنساني في الحسبان، ولابد أن تتوافر في مأمور التنفيذ أمور عدة، منها كيفية التصرف في حال التعرض لموقف إنساني أثناء القيام بمأمورية التنفيذ.