محللون: «الانتقائية» و«القيمة المضافة» وتغيّر عادات المستهلكين أبرز الأسباب
35.8 % تراجعاً في مبيعات شركتين للمشروبات الغازية خلال 9 أشهر
تراجعت مبيعات شركتين عاملتين في قطاع المشروبات الغازية، بنسب وصلت إلى 35.8%، خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2017، بحسب رصد أجرته «الإمارات اليوم» في البيانات المالية لتلك الشركات.
ورأى محللون ماليون أن تطبيق الضريبة الانتقائية بنسبة 100%، وما تلاه من تطبيق ضريبة القيمة المضافة، وتغير عادات المستهلكين، أسهمت بشكل كبير في تراجع المبيعات، لاسيما مع توجه مستهلكين عقب تطبيق «الضريبة الانتقائية» إلى العصائر باعتبارها بديلاً للمشروبات الغازية.
وأوضحوا أنه على الرغم من نجاح الضريبة في تحقيق أهداف الحد من استهلاك تلك المنتجات، فإن عودة مبيعاتها وأرباحها للاستقرار، خلال الفترة المقبلة، ترتبط بطرح بدائل تتناسب مع التوجهات الصحية في الأسواق، والاعتماد على سياسات تسويقية.
نتائج مالية
وتفصيلاً، أظهرت النتائج المالية لـ«شركة دبي للمرطبات»، العاملة في إنتاج المشروبات الغازية، والمدرجة في سوق دبي المالي، تراجع مبيعات الشركة خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2018، لتصل إلى 456.246 مليون درهم، مقارنة بمبيعات بلغت 728.979 مليون درهم خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2017، بانخفاض نسبته 37.4%.
كما أظهرت بيانات «شركة الإمارات للمرطبات»، المدرجة في سوق دبي المالي، انخفاضاً في مبيعات الشركة خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2018، لتبلغ 37.986 مليون درهم مقارنة بمبيعات بلغت 41.031 مليون درهم خلال الفترة نفسها من عام 2017، بنسبة انخفاض بلغت 7.4%.
وسجلت مبيعات الشركتين معاً، خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، 494.232 مليون درهم، مقارنة بمبيعات بلغت 770.01 مليون درهم خلال الفترة المناظرة من عام 2017، بتراجع نسبته 35.8%.
تأثير الضريبة
إلى ذلك، قال الخبير المالي المدير الشريك في شركة «جلوبال» لتداول الأسهم والسندات، وليد الخطيب، إن تطبيق الضريبة الانتقائية كان العامل الأساسي الأكثر تأثيراً في تراجع مبيعات المشروبات الغازية، ما انعكس بدوره على عائدات ومبيعات الشركات التي تعمل على إنتاج تلك المشروبات، وفقاً للبيانات المالية المعلنة لها.
وأضاف أن تطبيق ضريبة القيمة المضافة على أسعار تلك المنتجات، بعد زيادتها من جراء الضريبة الانتقائية، كان العامل المؤثر الثاني في تراجع الطلب على تلك المنتجات مقارنة بالعام الماضي، خصوصاً خلال فترة ما قبل تطبيق الضريبة الانتقائية.
ورأى الخطيب أن عودة الاستقرار والتحسن إلى مبيعات المشروبات الغازية، مرهونة بتوجه الشركات المنتجة إلى طرح بدائل لديها القدرة على زيادة الحصص السوقية مجدداً من المبيعات، واستقطاب عدد أكبر من المستهلكين، إضافة إلى زيادة الوسائل التسويقية لتلك المنتجات، لافتاً إلى أن قوائم الضريبة الانتقائية شملت المشروبات الغازية مع التبغ ومشروبات الطاقة، ما أدى بدوره إلى تقليل، أو عزوف بعض المستهلكين عن، طلب تلك المنتجات.
ولفت الخطيب إلى عامل ثالث أثر في مبيعات المشروبات الغازية، يتمثل في بطء الطلب بقطاع التجزئة والمطاعم عموماً، تأثراً بالمتغيرات الاقتصادية العالمية، أو بتطبيق الضريبة المضافة.
تأثير كبير
من جانبه، أشار المحلل المالي الأول في شركة «مينا كورب» للخدمات المالية، عصام قصابية، إلى أن «البيانات المالية خلال الأشهر التسعة الأولى لشركات تعمل في إنتاج مشروبات غازية، كشفت بأرقام واضحة تراجعاً للمبيعات خلال تلك الفترة، مقارنة بالفترة الزمنية المماثلة من العام الماضي، وهو ما يؤشر إلى مدى التأثير الكبير، لمتغير تطبيق الضريبة الانتقائية، في مبيعات المشروبات الغازية، خصوصاً أن العام الأول لعملية التطبيق يكون الأكثر تأثيراً في حركة المبيعات.
وأضاف أن تطبيق ضريبة القيمة المضافة، بعد ارتفاع أسعار تلك المشروبات جراء «الانتقائية»، زاد من نسب تأثيرها في حركة المبيعات، خصوصاً مع زيادة التنافسية لمصلحة العصائر في حركة الطلب بالأسواق.
وأوضح أن عودة التحسن أو استقرار المؤشرات المالية للشركات التي تعمل في إنتاج المشروبات الغازية، يرتبط خلال الفترة المقبلة بسياسات إعادة هيكلة للتحكم في تكاليف العمل، وإيجاد طرق جديدة للتوسع في الأسواق.
تنافسية العصائر
في السياق نفسه، اتفق المحلل المالي، وائل محيسن، في أن تطبيق الضريبة الانتقائية كان له تأثيرات واضحة في قوائم مبيعات السلع التي شملتها الضريبة، لافتاً إلى أنه ظهر بشكل واضح عبر تراجع مبيعات شركات المشروبات الغازية وفقاً للنتائج المالية الأخيرة المعلن عنها.
وأضاف أنه على الرغم من أنه كان للضريبة الانتقائية التأثير الأكبر في حركة الطلب على مبيعات تلك المنتجات، فإن عوامل أخرى، مثل تطبيق ضريبة القيمة المضافة، وزيادة حدة التنافسية في قطاع المشروبات بالأسواق، كانت من العوامل المؤثرة في تراجع مبيعات المشروبات الغازية.
وذكر محيسن أن العصائر استأثرت بحصص أكبر من المبيعات، بعد الارتفاعات السعرية للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة. ونبه محيسن إلى أن الهدف من تطبيق الضريبة الانتقائية هو الحد من مبيعات تلك المشروبات لأسباب صحية، أآتى ثماره، بدليل مؤشرات مبيعاتها أخيراً في الأسواق، في ما تتعلق عودة مؤشرات تحسن مبيعات المشروبات الغازية بطرح بدائل لها تتناسب مع التوجهات الصحية في الأسواق.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news