بالتعاون بين مركز الإمارات العالمي للاعتماد وجامعة دبي
إطلاق «أكاديمية الحلال» لتأهيل الكوادر البشرية عالمياً
أطلق مركز الإمارات العالمي للاعتماد، بالشراكة مع مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي، برنامج «أكاديمية الحلال»، ضمن مبادرات «استراتيجية دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي 2017-2021»، التي تهدف إلى تأهيل الكوادر البشرية العاملة في قطاع المنتجات «الحلال» على مستوى العالم.
وأكد وزير الاقتصاد رئيس مجلس إدارة مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي، سلطان المنصوري، أن إطلاق «أكاديمية الحلال» يعدّ خُطوة مهمة لتعزيز مكانة دبي عاصمة عالمية للاقتصاد الإسلامي، في ظل النمو المتزايد في الإقبال على المنتجات الحلال على مستوى العالم.
الموقع الريادي
وقال إن هذه الخطوة ستعزّز الموقع الريادي الذي حققته دبي عالمياً منذ إطلاق مبادرة «دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي»، وتقدمها إلى المراكز الأولى في مؤشرات الصناعات «الحلال» على مستوى العالم، بما يرفع من جهوزيتها لتقود مسيرة تسريع النمو وتحفيز الابتكار وتعزيز الشراكات والتواصل بين المستثمرين والمنتجين وصناع القرار، مشيراً إلى أن دولة الإمارات حلت في المرتبة الأولى في خمسة قطاعات، هي: الأغذية الحلال، والسفر الحلال، والأزياء المحافظة، والإعلام والترفيه الحلال، والأدوية ومستحضرات التجميل الحلال، بالمقارنة مع ثلاثة قطاعات في العام (2017-2018)، وذلك وفقاً لتقرير (واقع الاقتصاد الإسلامي العالمي للعام 2018-2019) الصادر أخيراً.
وأشار إلى أن إطلاق «أكاديمية الحلال» يأتي مواكبة لهذا التوسع المتزايد من جانب الشركات في قطاع المأكولات الحلال، أكثر من أي قطاع آخر في الاقتصاد الإسلامي، بفضل التوقعات بأن يصل إنفاق المسلمين على المأكولات والمشروبات إلى 1.9 تريليون دولار بحلول عام 2023، ولذا فثمة فرص كبيرة للاستثمار وإنشاء علامات تجارية عالمية للأطعمة الحلال.
وأضاف المنصوري، أن «(أكاديمية الحلال) تستهدف تعزيز المهارات الفنية للعاملين بقطاع المنتجات الحلال، ونحن نؤمن بأن ما يضمن منظومة الاقتصاد الإسلامي وتقدمه وازدهاره هو رأس المال المعرفي الذي يتم بناؤه بدعم الطاقات الشابة المتطلعة إلى المعرفة والباحثة عن فرصة لتوظيف كفاءاتها، والمساهمة بدورها في مسيرة التنمية، وقد قطعنا شوطاً كبيراً وسبقنا الكثير من الدول المتقدمة، من خلال إشراك الشباب في مسيرة بناء المستقبل، وإذا كنا نتطلع إلى استدامة نمو منظومة الاقتصاد الإسلامي، فلابد لنا من الاستثمار في مهارات الشباب والأجيال الجديدة، ليقودوا مسيرة الازدهار في قطاعاته».
برنامج أكاديمي
من جهته، أكد رئيس «جامعة دبي»، الدكتور عيسى البستكي، أن «برنامج التدقيق على المنتجات الحلال، وهو الأول من نوعه على مستوى العالم، والذي يتم بالتعاون مع (جامعة دبي)، يعتبر فريداً من نوعه على المستوى الجامعي والدولي، وقد تبنت (الجامعة) أول تطبيق أكاديمي له، مستفيدة من خبرتها في هذا المجال، وكجزء من خطتها الاستراتيجية في مواكبة احتياجات أسواق العمل وتطوير أدائها أكاديمياً وعملياً»، مشيراً إلى أن هذا البرنامج يعكس الدور التطبيقي للجامعة، وتعظيم الشراكات الاستراتيجية بين جامعة دبي وقطاع المنتجات الحلال، متمثلاً في (مركز الإمارات العالمي للاعتماد).
وأعلن البستكي أن البرنامج سيبدأ عملياً في الربع الأول من عام 2019، وسيستقطب العاملين في العديد من القطاعات المختلفة على مستوى الدولة وخارجها.
تنمية المهارات
من جانبها، أكدت المديرة التنفيذية لمركز الإمارات العالمي للاعتماد، أمينة أحمد محمد، أن «هذه المبادرة اكتسبت أهمية كبيرة منذ اقتراحها، ولاقت قبولاً لدى القطاعات المختلفة والشركاء محلياً ودولياً، كونها تمس جانب الخبرة البشرية، وتعزز المهارات الفنية للعاملين بقطاع المنتجات الحلال، الذي يمثل أحد أهم قطاعات تطوير الاقتصاد الإسلامي».
وقالت إن «فكرة المبادرة أتت من خلال تحليل وضعية أسواق المنتجات الحلال، وتقييم المُطابقة على مستوى العالم، إضافة إلى مخرجات عمليات اعتماد المنتجات الحلال بدول الإنتاج، والتي قام بها مركز الإمارات العالمي للاعتماد منذ عام 2016، والتي خلُصت إلى غياب البرامج التخصصية التي تخدم التطبيق الأمثل لمواصفات الاعتماد ومنح الشهادات، خصوصاً بعد الطفرة التي شهدها تطبيق المواصفات الجديدة في تقييم المطابقة على هذا القطاع منذ إطلاق مبادرة (دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي)، وقد حدّد فريق العمل وجود فجوات في بعض المهارات الفنية للمدققين، والتي يتم علاجها عن طريق تقديم برامج تدريبية مهنية تخصصية، تُحدث تناغماً بين المواصفات الجديدة للمنتجات، والمواصفات العالمية ذات الصلة».
لغات عالمية
وأضافت أن المبادرة وضعت شعاراً للبرنامج هو «بكل لغات العالم»، ليعكس عالمية برنامج التعلم، وتأثيره في المستوى الدولي، كونه يتحدث بلغة أسواق الإنتاج المختلفة، بغرض إزالة حاجز اللغة في نقل المعرفة، ويساعد على تطوير البنية التحتية للمطابقة والجودة في مناطق صناعة المنتجات الحلال، وستتحدث برامج الأكاديمية بلغات عدة منها الإسبانية، الإيطالية، الألمانية إضافة إلى العديد من اللغات الأخرى.
ولفتت إلى أنه تم الأخذ في الاعتبار عند تحديد لغة البرنامج، حجم أسواق الإنتاج، والاحتياجات الخاصة بكل منها، من مواصفات وتشريعات تخص سلامة وجودة الأغذية والمنتجات الحلال.
وذكرت أنه تم إطلاق أول برنامج أكاديمي بالتعاون مع (جامعة دبي)، وهو برنامج دبلوم مهني، يستهدف المشغلين والمدققين، والمفتشين ومقيمي الاعتماد وجهات تقييم المطابقة، وسيحاضر فيه مجموعة من الخبراء الدوليين في مجال الاعتماد وتقييم المطابقة للمنتجات الحلال، وتشمل هذه البرامج الجودة والإنتاج والتدقيق والذبح ورعاية الحيوان، ومنح الشهادات والتفتيش والفحص المخبري، واعتماد الحلال وبرامج الأبحاث العلمية في مجال الصناعات الحلال، وتنفيذها عن طريق الجامعات والجهات المؤهلة والمعتمدة لدى مركز الإمارات العالمي للاعتماد، وتنقسم البرامج المقدمة إلى ثلاثة قطاعات، هي: برامج أكاديمية فنية وبحثية بالتعاون مع الجامعات المحلية والدولية.
تعليم إلكتروني عن بُعد
أكدت المديرة التنفيذية لمركز الإمارات العالمي للاعتماد، أمينة أحمد محمد، أن برنامج «أكاديمية الحلال»، سيضم في خطته المستقبلية، برامج تعلّم ذكية وإلكترونية عن بُعد، لقطاع المنتجات الحلال في العديد من الدول وأسواق المنتجات الحلال والمطابقة، تهدف إلى التطور المعرفي ونشر الوعي بين الأفراد والشركات، عن المتطلبات العلمية للمنتجات الحلال من المزرعة إلى المائدة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news