عقاريان: مراعاة المستأجر القديم عبر خفض الأسعار حفاظاً على نسب الإشغال بالعقار
مستأجرون قدامى يطالبون بخفض الإيجارات أسوة بالعقود الجديدة
طالب مستأجرون قدامى بإمارة عجمان، الملاك بتخفيض الإيجارات أسوة بالعقود الايجارية الجديدة، مشيرين إلى أن مُلاكاً في الإمارة يقدمون تسهيلات للمستأجرين الجدد بينما يتعنتون مع قدامى المستأجرين، ولا يمنحونهم تسهيلات مماثلة، حسب قولهم.
وأرجعوا عدم انتقالهم لأماكن أخرى إلى أسباب عدة، أبرزها ارتفاع كلفة النقل، وإمكانية دفع تكاليف إضافية تتعلق باستبدال وإضافة قطع أثاث، بالإضافة إلى تخوفهم من دفع عمولات سمسرة جديدة، فضلاً عن تكاليف تركيب الأجهزة المنزلية، وخدمات الاتصالات والإنترنت والكهرباء، ما يمثل أعباء كبيرة على المستأجر القديم. وأكدوا لـ«الإمارات اليوم»، أن هناك فجوة كبيرة بين القيم الايجارية التي يتم التأجير بها للمستأجر الجديد مقارنة مع المستأجر القديم، مطالبين بضرورة المعاملة بالمثل، خصوصاً أنهم تعاقدوا على وحداتهم بقيم مرتفعة. في المقابل، قال مسؤولان عقاريان، إنه من المقبول وجود اختلافات في القيم الايجارية، لكن يجب ألا يكون بصورة كبيرة، مؤكدين على ضرورة مراعاة المستأجر القديم عبر خفض القيم الايجارية عند تجديد العقد حفاظاً على نسب الإشغال الموجود بالعقار.
بنايات جديدة
وتفصيلاً، قال عيد إسماعيل، مستأجر، إنه استأجر شقة غرفة وصالة في إحدى البنايات الجديدة على كورنيش عجمان منذ عام تقريباً، بسعر 35 ألف درهم، وبعد مرور ستة شهور، وعند سؤال أحد الجيران الجدد عن القيمة الإيجارية لشقته التي تقع في المبنى نفسه وبالمساحة ذاتها، اتضح أن مدير البناية قام بتأجيرها له بـ28.5 ألف درهم.
واتفق معه، محمد طمان، مستأجر، أنه استأجر شقة غرفتين وصالة في إحدى البنايات في منطقة «الرميلة 1»، منذ عامين ونصف العام تقريياً بقيمة 45 ألف درهم، واقترب ميعاد تجديد عقده، ما جعله يطالب المالك بتخفيض القيمة الايجارية أسوة بالمستأجرين الجدد، لكن المالك منحه 5% فقط بينما خفض هو نفسه الإيجار أكثر من 20% في العقود الجديدة.
وقال محمود أبومنصور، مستأجر في بناية بمنطقة «النعيمية»، إنه استأجر وحدة سكنية بإحدى البنايات مدة تزيد على خمس سنوات، وعندما طالب المالك بخفض الإيجار رفض، وأخبره بأن مُلاكاً آخرين يؤجرون بالقيمة نفسها. وتابع أنه عندما استفسر من السكان الجدد القاطنين في البناية، اكتشف أن المالك يخفض القيمة الإيجارية للساكن الجديد، في حين لا يعطي الميزة نفسها للساكن الموجود في البناية منذ سنوات، لافتاً إلى أن الفارق بين القيم الإيجارية للوحدة نفسها يصل إلى 7000 درهم.
ولفت إلى أنه فكر في الانتقال إلا أن التكاليف الإضافية دفعته للتراجع عن الانتقال والاستمرار في البناية.
مدير العقارات
وقال فادي فارس، مستأجر بمجمع أبراج في عجمان منذ أربع سنوات، إنه وقع ضحية لخديعة مدير العقارات في البناية، حيث أخطره بأن القيم الإيجارية التي يستأجر بها منذ فترة هي الأقل في البناية، لكنه وجد أنه منح إيجارات أقل لعدد من المستأجرين الجدد، وبما لا يقل عن 5000 درهم، لافتاً إلى أن الكلفة الإجمالية للانتقال الى بناية جديدة وتغير بعض قطع الأثاث المتهالكة يجعل من الصعب الانتقال الى وحدة جديدة.
وأضافت سامنتا دانتي، مستأجرة بمنطقة الجرف منذ عامين، أن الفارق في البناية التي تقطنها يصل إلى 8000 درهم لفئة الغرفتين، والتي ترواح قيمتها بين 28 ألف درهم، و36 ألف درهم، مطالبة مديري العقارات بمراعاة المستأجر القديم ومنحه مزايا مماثلة.
تراجع الإيجارات
من جانبه، قال صاحب «مكتب النشمي للعقارات»، هاني العبادي، إن «هناك تراجعاً في إيجارات عجمان بشكل كبير، ما سمح بوجود الكثير من الاختلافات في العقود الايجارية، وهو أمر وارد، لكن من غير الطبيعي تأجير الوحدة السكنية نفسها لمستأجر جديد بقيم أقل بكثير من العقود القديمة بالبناية»، مطالباً بضرورة الحذر من هذه السلوكيات لأنها تضر بسمعة السوق الإيجارية بعجمان، وعلى مديري العقارات مراعاة أن تكون القيم الايجارية متقاربة بين العقود الإيجارية القديمة والجديدة.
بدوره، قال المدير العام لشركة «منارة الشاطئ» للعقارات، فؤاد جاسم، إن «هذه السلوكيات تضر بالعقار أكثر مما تضيف له، فمدير العقار الذكي هو من يحتفظ بمستأجريه القدامى، عبر مراعاة الفروق بين العقود القديمة والجديدة، وحتى لا يثير حفيظة المستأجرين القدامى ما يدفعهم لترك البناية، وفي المحصلة يكون المالك هو الخاسر».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news