مساحة حرة

القطاع العقاري.. وتأثيراته البيئية

يعتبر قطاع التشييد والتطوير العقاري أحد أكثر القطاعات تأثيراً سلبياً في البيئة، وأكثرها ضرراً، إذ يسهم بنسبة 40% من الانبعاثات الكربونية، و25% من نسبة استهلاك المياه، وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة. إضافة إلى معدلات استهلاك الموارد والمواد الخام التي تعد الأعلى بين القطاعات كافة.

وشكل كل هذا دافعاً للجهات المعنية في دولة الإمارات، لوضع معايير تساعد على رفع الكفاءة في استخدام الموارد من طاقة، ومياه، ومواد، ما يقلل التأثيرات الضارة على صحة الإنسان من خلال الاختيار الأمثل لموقع البناء، وعمليات التصميم، والبناء، والتشغيل والصيانة، ويتمثل ذلك في الأنظمة المختلفة لتقييم الأبنية الخضراء مثل «استدامة»، و«ليييد» LEED، و«برييم» BREAM.

وتعتبر المباني الخضراء من القطاعات الاقتصادية الجديدة، التي يقدر حجمها بتريليون دولار على مدى الـ20 عاماً الماضية، ومن المتوقع نمو هذا القطاع بصورة مستمرة في السنوات الخمس المقبلة.

وفي «ماجد الفطيم القابضة» نهتم اهتماماً بالغاً بتطبيق كل معايير الاستدامة، لاسيما الأبنية الخضراء، إذ طورت الشركة خلال الـ20 عاماً الماضية، أكثر من ثلاثة ملايين متر مربع من الأبنية الخضراء، ووضعت لوائح تلزم كل الأبنية الجديدة بأن تحصل على تقييم «لييد» الذهبي، أو «برييم» جيد جداً، أو ما يعادلهما.

إن مميزات الأبنية الخضراء تتخطى حدود التأثير الإيجابي في البيئة، إذ تحقق نفعاً اقتصادياً طويل الأمد من خلال العائدات المباشرة، أو خفض تكاليف التشغيل المتعلقة بالطاقة والمياه والنفايات.

ومثال ذلك، أننا في «ماجد الفطيم» خفضنا استهلاك الطاقة والمياه بما يتخطى 140 مليون كيلوواط/‏‏‏‏ ساعة، و1.9 متر مكعب على الترتيب في الفترة من 2010 إلى 2015.

كما زدنا معدلات التدوير بنسبة 18% في مجموعة الفنادق، و17% في مراكز التسوق. ومن الأمثلة البسيطة التي تسهم في تحقيق مدخرات كبيرة، هو تغيير أنظمة الإضاءة إلى LED، إذ تقدر المدخرات المتوقع تحقيقها بثلاثة ملايين درهم.

وقد أدرجت «ماجد الفطيم»، أخيراً، أول صكوك خضراء مرجعية مؤسسية على مستوى العالم، وأول صكوك خضراء يتم إصدارها في المنطقة. ومن المقرر أن تتم الاستعانة بعائد الإصدار، لتمويل وإعادة تمويل مشروعات حالية ومستقبلية تابعة للشركة، بما في ذلك إنشاء الأبنية الخضراء، ومشروعات طاقة متجددة والإدارة المستدامة للمياه وكفاءة استهلاك الطاقة.

إن اقتصادات المنطقة العربية والشرق الأوسط هي اقتصادات نامية، تعتمد على الموارد الطبيعية كالماء والطاقة بصورة كبيرة، ويزداد التحدي بدرجات الحرارة، وظروف المناخ الحار. لذلك فإن الالتزام بمعايير الأبنية الخضراء هو السبيل لقطاع عقاري متنامٍ ذي تأثيرات منخفضة في البيئة.


- الالتزام بمعايير  الأبنية الخضراء  السبيل لقطاع عقاري  متنامٍ ذي تأثيرات  منخفضة في البيئة.

الرئيس التنفيذي للاستدامة – «ماجد الفطيم القابضة»

تويتر