دبي.. منصة لصادرات رواندا إلى الشرق الأوسط وآسيا
قال مستثمرون ومسؤولون في شركات إماراتية، إن دبي يمكن أن تكون منصة لصادرات رواندا لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا، لما تملكه من امكانات هائلة في مجال إعادة التصدير، وبنيتها الاساسية المتقدمة، خصوصاً في مجال النقل والشحن الجوي والبحري.
وأشار مستثمرون شاركوا في فعاليات ملتقى الشراكة الذي نظمته مؤسسة دبي لتنمية الصادرات، إحدى مؤسسات اقتصادية دبي في العاصمة الرواندية كيغالي، الى أن دبي أثبتت إمكانية أن تكون بوابة لصادرات إفريقيا الى العالم، وأن الشركات الرواندية، التي شاركت في الملتقى، تتطلع الى التعاون مع الشركات الاماراتية لزيادة صادراتها، خصوصاً في مجال المواد الغذائية والشاي والقهوة، من خلال استخدام التسهيلات التي تمنحها دبي للمستثمرين والشركات، مؤكدين أن البعثة التجارية الإماراتية الى كيغالي كانت ناجحة وحققت أهدافها.
فيما دعت مؤسسة دبي لتنمية الصادرات، المشاركين في الملتقى الى تكثيف تعاونهم مع الشركات الإماراتية، مشيرة الى استعدادها لتقديم كل أشكال الدعم والمساعدة.
الأعمال الثنائية
وتفصيلاً، أكد مدير أول بالإنابة في مؤسسة دبي لتنمية الصادرات، عمر الغفلي، أن لقاءات الأعمال الثنائية التي عقدتها الشركات الإماراتية المشاركة في فعالية البعثة التجارية إلى كيغالي، كانت إيجابية، حيث أتاحت الاطلاع على واقع متطلبات السوق الرواندية وآليات التجارة وممارسة الأعمال في البلاد، مشيراً الى أن رجال الأعمال المشاركين في البعثة بحثوا فرص التعاون مع مجموعة من الشركات الرواندية التي تستورد سلعاً ومنتجات عدة، بالاضافة الى الاطلاع على امكانية التعاون في مجال الخدمات، والاستفادة من خبرة الشركات الإماراتية وما تقدمه من جودة عالية وعلامات تجارية متميزة.
ولفت الغفلي إلى أن كثافة إقبال رجال الأعمال ومسؤولي الشركات الرواندية، خلال ملتقى الشراكة الذي تم تنظيمه ضمن فعاليات البعثة، يعكس السمعة المرموقة التي تتمتع بها الشركات والمنتجات الإماراتية.
وأوضح أن رواندا، وفي ظل ما تشهده من تطورات اقتصادية واستثمارية متسارعة، توفر سوقاً واعدة للمصدرين والمستثمرين في الإمارات، فضلاً عن إمكانية الاستفادة من موقعها الجغرافي والتسهيلات التي تقدمها للمستثمرين الأجانب واتخاذها مقراً للتوزيع والتوسع في أسواق وسط وشرق إفريقيا.
أسواق جديدة
من جانبه، قال المدير الإداري في شركة «إم بي إن» القابضة، خالد راشد السويدي، إن «(مؤسسة دبي لتنمية الصادرات)، تقوم بدور وجهد كبيرين لنقل الشركات من المحلية الى العالمية من خلال فتح أسواق جديدة وايجاد شراكات دولية، مشيراً الى أن البعثة مثلت فرصة لاكتشاف السوق الرواندية، وأن وجود رجال الأعمال والمستثمرين الإماراتيين تحت قيادة مؤسسة دبي لتنمية الصادرات يختصر الكثير من الخطوات والجهد لاكتشاف الفرص التي يمكن أن توفرها الأسواق الإفريقية.
ولفت إلى أن «البعثة كانت فرصة مثالية لاكتشاف هذا البلد الإفريقي المتطور، خصوصاً أن الاسواق الافريقية تتسم بسرعة النمو، وهو ما يجعل رجال الأعمال يتطلعون إلى مزيد من البعثات المماثة الى دول إفريقية أخرى».
بدوره، قال رئيس شركة «رايق لمعدات الأمن والسلامة»، خالد عبيد عبدالله حسن البلوشي، إن «البعثات الخارجية التي تنظمها مؤسسة دبي لتنمية الصادرات، تمثل أهمية خاصة بالنسبة لرجال الأعمال الإماراتيين، خصوصاً أنها تمنح الشركات التي تعمل على مستوى محلي الفرصة لاكتشاف الاسواق الدولية والتعرف الى الفرص التي يمكن أن توفرها»، مشيراً الى الفرص التي وفرتها البعثة في التخصص الذي تعمل به الشركة، وهو تركيب وصيانة معدات الاطفاء وتجارة معدات ومستلزمات الاطفاء، مشيداً بالجهود التي تبذلها الحكومة الرواندية لزيادة الشفافية في التعامل مع المستثمرين الأجانب، ومنح الشركات الدولية الفرصة للاستثمار في بلد يحقق معدل نمو لافتاً».
الفرص التجارية
من جهته، قال المدير العام في شركة «إن آر جي» للأغذية والمشروبات، رمضان بن عمرو، إن «البعثة نجحت في استكشاف الفرص التجارية المحتملة في رواندا، لافتاً إلى أنه يعمل في مجال تعبئة المواد الغذائية، ومن بينها الشاي والقهوة، وأن رواندا تعد واحدة من أهم دول العالم في إنتاج الشاي والقهوة، وهو ما يعد أساساً قوياً لبناء قاعدة من التعاون التجاري وابرام الصفقات مع الشركات المنتجة في رواندا».
وأوضح أنه استعرض خلال اللقاءات الثنائية التي جرت مع شركات من رواندا، الإمكانات التي تتمتع بها دبي كمنصة لتصدير الشاي والقهوة الرواندية الى عدد من أسواق الشرق الأوسط وآسيا، بما تملك من امكانات لوجستية وتسهيلات تمنح للمستثمرين في مجال بدء الأعمال وإنشاء الشركات.
وقال إن اللقاءات ستستمر بعد انتهاء أعمال الملتقى، حيث سيتم عقد عدد من اللقاءات الأخرى التي سيتم خلالها بحث سبل التعاون في مجال تعبئة المواد الغذائية وانتاج الشاي بنكهات عدة، حيث يمكن استخدام منصات «إكسبو 2020 دبي» لترويج المنتجات ذات المنشأ الرواندي لدى الشركات التي ستشارك في المعرض، الذي يعد أهم دورات «إكسبو» منذ انطلاقه.
في السياق نفسه، قال المدير العام في شركة «سوبريور تكنولوجي»، عماد الحسوني، إنه «حضر الملتقى بحثاً عن شركات تعمل في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث تمكن من لقاء عدد من المسؤولين في الشركات المحلية برواندا»، مشيراً الى أنه لاحظ اهتماماً من الشركات الرواندية في مجال الاتصالات، وأن اللقاءات تعد نقطة انطلاق لبدء تعاون مستقبلي مع السوق الرواندية خلال الفترة المقبلة.
سكان رواندا
أكد مدير أول بالإنابة في مؤسسة دبي لتنمية الصادرات، عمر الغفلي، أن «عدد سكان رواندا يصل إلى 12.1 مليون نسمة، وتشكل شريحة الشباب 70% من إجمالي السكان، وسجل حجم الناتج المحلي الإجمالي للبلاد نمواً سنوياً مركباً بنسبة 7.5% خلال السنوات العشر الماضية، لتكون بذلك ثاني أسرع اقتصاد نمواً في إفريقيا بحسب التقارير الدولية المتخصصة والبيانات الحكومية الرسمية، فيما تصل حصة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي إلى 774 دولاراً للفرد».