434.8مليون دولار حجم التبادل التجاري بين الإمارات ورواندا
قال سفير دولة الإمارات لدى رواندا، هزاع القحطاني، إن حجم التبادل التجاري بين البلدين سجل ارتفاعاً ملحوظاً خلال عام 2018، بلغ نحو 434.8 مليون دولار، مؤكداً أن العلاقات بين البلدين تطورت منذ انطلاق العلاقات الدبلوماسية عام 1995.
وأوضح القحطاني أن افتتاح مقر سفارة الدولة في كيغالي مارس 2018، بحضور سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، أسهم في تعزيز العلاقات الثنائية المشتركة وتنمية أوجه التعاون مع رواندا في المجالات كافة.
وأضاف أن دولة الإمارات ترى إمكانات كبيرة لتعزيز تعاونها مع رواندا، من خلال التعاون في مجموعة من المجالات الاقتصادية والاستثمارية، من بينها الزراعة، والتعليم، والبنية التحتية، والسياحة، لافتاً إلى أن التجارة الثنائية غير النفطية ارتفعت بين عامي 2014 و2016، من 30 مليون دولار إلى 200 مليون دولار، مع التوقيع على اتفاقات اقتصادية مهمة، مثل حماية الاستثمارات، وتجنب الازدواج الضريبي، فإن حجم التبادل التجاري بين البلدين يسجل ارتفاعاً ملحوظاً.
إنجازات رواندا
وأشار القحطاني، خلال لقاء صحافي بمقر السفارة الجديدة في العاصمة كيغالي، إلى أن رواندا نجحت في تحقيق الكثير من المنجزات التي أسهمت في استقطاب استثمارات متعددة، وشهدت جملة من التغيرات جعلتها رائدة السياحة الإفريقية، فضلاً عن احتلالها مواقع متقدمة في إفريقيا من حيث سهولة الاستثمار، وفقاً للتصنيف العالمي للتطور الاقتصادي، كما احتلت المركز 29 عالمياً من حيث سهولة إقامة المشروعات الاستثمارية والأعمال التجارية، بحسب مؤشر البنك الدولي لتقييم الأعمال للعام الجاري، وبلغ معدل النمو الاقتصادي فيها عام 2018 نحو 8.2%، حسب إحصاءات صندوق النقد الدولي، كما تقلص الوقت اللازم لإنشاء نشاط تجاري فيها من 43 يوماً إلى أربعة أيام فقط، مشيراً إلى تصدر رواندا الدول الإفريقية في استقطاب رجال الأعمال، وفقاً لتقرير السوق الإفريقية المشتركة، ما وفر مناخاً استثمارياً متكاملاً، وفرصاً متعددة في قطاعات الأعمال والطاقة والتصنيع، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتعدين، والبنية التحتية والسياحة، والعقارات والبناء.
شراكة فريدة
وأكد أن لدى الإمارات ورواندا رغبة مشتركة قوية في دعم التنمية المستدامة للبلدين والمنطقة، وتعزيز اتفاقات التعاون بينهما، التي بدأت بشراكة فريدة في قطاع النقل والخدمات اللوجستية، من خلال منح مجموعة موانئ دبي العالمية امتيازاً مدته 25 عاماً لتطوير وتشغيل مركز لوجيستي جديد في كيغالي.
وتابع: «خلال زيارة سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، لافتتاح السفارة في كيغالي، شهد سموّه، التوقيع على مذكرة تفاهم لتوفير 20 منحة دراسية لطلبة وطالبات رواندا في جامعة الإمارات، ومذكرة تفاهم أخرى لتوفير التدريب المهني لـ100 امرأة رواندية في مجال السياحة والضيافة، كما أن هناك اتفاقية بين البلدين لحماية الاستثمارات، واتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي، ومذكرة تفاهم بشأن إعفاء مواطني الدولة من حملة جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والمهمة والعادية، ومواطني رواندا حملة جوازات السفر الدبلوماسية من تأشيرة الدخول المسبقة للبلدين، ووقع البلدان في يوليو الماضي مذكرة تفاهم لزيادة التعاون في مجال استقدام العمالة الرواندية، وتوظيفها في القطاع الخاص الإماراتي، فضلاً عن تعزيز التعاون في قطاع القوي العاملة خلال الفترة المقبلة»، لافتاً أن الإماراتيين يزورون رواندا بهدف السياحة.
فرص استثمارية
وأشاد القحطاني بزيارة البعثة التجارية الموسعة التي نظمتها مؤسسة دبي لتنمية الصادرات، إحدى مؤسسات اقتصادية دبي، إلى العاصمة الرواندية كيغالي، مشدداً على الدور الفاعل الذي تلعبه المؤسسة في استكشاف الأسواق الإفريقية النامية التي تدعم فرص النمو والتوسع للمصدر الإماراتي.
وقال إن هذه الزيارة تفتح الباب أمام المصدّرين والشركات لاستكشاف الفرص الاستثمارية في رواندا، وتدعم عملية ترويج الفرص المتنوّعة في مجال التصدير والتجارة بين رواندا والشركات العاملة في الإمارات، كما تمهد اللقاءات الرسمية مع المسؤولين الروانديين في القطاعين العام والخاص، لبناء شراكات وعلاقات تجارية بين مجتمع الأعمال في كلا البلدين، وتعزيز التجارة المشتركة والتعاون الاستثماري.
تواصل المجتمعات
ولفت القحطاني إلى أن نظرة الروانديين لدولة الإمارات ومواطنيها تأتي من خلال التواصل بين المجتمعين، التي تتم عبر صور مختلفة، منها ما يعايشه بعض الروانديين الذين يسافرون كثيراً إلى الإمارات، سواء للسياحة أو التجارة، فضلاً عن المقيمين ممن يعيشون على أرض دولة الإمارات، فهم يشعرون بقيم التسامح والإخاء وينعمون بالحياة الكريمة والاحترام، فقوانين الدولة تكفل للجميع العدل والاحترام والمساواة.
وأضاف أن الروانديين ينظرون لدولة الإمارات كونها من بين الدول القليلة التي استطاعت أن تحجز مكانتها ضمن قائمة الدول الرائدة في نشر قيم التسامح والمحبة، وقدمت منذ تأسيسها نموذجاً حياً للتسامح، على النحو الذي يجعله جزءاً من شخصية الدولة ومواطنيها، ومن يقيمون على أرضها، لاسيما أن الإمارات وضعت الأطر التشريعية والقانونية التي تدعم الجانبين الإنساني والحضاري، وتجرّم كل أشكال التعصب أو نبذ الآخر أو الإساءة إلى معتقداته.
ولفت القحطاني كذلك إلى العطاء الإنساني لدولة الإمارات نحو إفريقيا عبر مؤسسات العمل الطوعي والخيري، التي مثلت جسراً إنسانياً خفف الكثير من معاناة شعوب العالم، جرّاء الكوارث والفقر والمجاعات والحروب.
مشاركة رواندية في «إكسبو 2020 دبي»
قال سفير دولة الإمارات لدى رواندا، هزاع القحطاني، إن المشاركة الرواندية في «إكسبو 2020 دبي» فاعلة، إذ إنها من الدول الداعمة لملف «إكسبو 2020 دبي» والمشاركة فيه، وبدأ الدعم مع الانطلاقة الحقيقية والعملية، حينما أسهمت كيغالي ضمن الإجماع الإفريقي على التصويت لدولة الإمارات في سباق «إكسبو»، ويأتي ذلك إيمانا بأن استضافة الإمارات لهذا الحدث العالمي، يعني فرصاً أكبر للاستثمار والشراكة للعديد من الشركات الإفريقية والكثير من المستثمرين من القارة الإفريقية.
ولفت إلى أن لكيغالي نصيباً من مبادرة المجلس العالمي لـ«إكسبو 2020 دبي»، إذ استضافت جلسة المجلس العالمي الثامنة التي عقدت خلال مارس 2019، والتقى قادة الحاضر والمستقبل من أنحاء إفريقيا ودولة الإمارات في مكتبة كيغالي العامة، لمناقشة الطبيعة المتغيرة لكيفية تنمية المواهب والاستفادة منها، والدور الرائد الذي تلعبه إفريقيا في التواصل بين الشركات الصغيرة والكبيرة، وبين الحكومات والمنصّات المستقلة.