محققةً 46.6 مليار درهم بنمو استثنائي مقارنةً بالفترة ذاتها من 2018
حمدان بن محمد: تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى دبي تنمو 135% في النصف الأول من 2019
كشف سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، أن تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى دبي سجلت نمواً استثنائياً خلال النصف الأول من العام الجاري، إذ بلغت رؤوس أموال المشروعات الاستثمارية المُعلنَة في تلك الفترة 46.6 مليار درهم، بنمو قدره 135%، مقارنةً مع الفترة ذاتها من العام الماضي، بحسب بيانات «مرصد دبي للاستثمار» التابع لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، إحدى مؤسسات اقتصادية دبي.
وقال سموه إن «التنمية المستمرة ضمن مختلف القطاعات الاقتصادية، بما فيها قطاع الاستثمار، والتي تسير وفقاً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، للمستقبل، نجني ثمارها إنجازات تشهد بنجاح السياسات الاقتصادية للإمارة، والمُصممة بأسلوب يخدم أهدافنا الاستراتيجية، ويراعي مصالح شركائنا، ويضمن نجاحهم».
تصدر
وأضاف سموه، أن «تصدُّر دبي الترتيب الثالث بين مدن العالم الجاذبة للاستثمار ما هو إلا شهادة على نجاح سياساتنا الاقتصادية، وإنجاز جديد يعكس التطور الإيجابي لبيئتنا الاستثمارية بصورة خاصة وللمشهد الاقتصادي في الإمارة بصورة عامة».
ولفت سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم إلى أن «الروابط القوية التي طالما جمعت بين دبي وجمهور المستثمرين، سواء من داخل الدولة أو خارجها، تُعدُّ من الأعمدة التي يرتكز عليها بنيانها الاستثماري، وهي تمهد لمزيد من النجاح الذي يشارك في إرساء أسسه وحصد ثماره القطاعان الحكومي والخاص».
وقال سموه: «علاقاتنا المتميزة مع مجتمع المستثمرين المحلي والعالمي ضمانة تدعم طموحاتنا لمزيد من النجاحات المشتركة».
الثالثة عالمياً
وكان مؤشر فايننشال تايمز «إف دي آي ماركتس»، الذي يسجل بيانات تدفقات رأس المال ومشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة حول العالم، أورد دبي في المرتبة الثالثة عالمياً في استقطاب الاستثمار الأجنبي المباشر من حيث تدفقات رؤوس الأموال وعدد المشروعات الاستثمارية الجديدة، لتواصل دبي تقدمها خلال النصف الأول من عام 2019 في تصنيف المدن الأكثر جذباً للاستثمارات الأجنبية، وتأكيد مكانتها بيئة استثمار عالمية، تواكب تطلعات المستثمرين وتحولات التكنولوجيا وطموحات رواد الأعمال والمبتكرين في المنطقة والعالم.
بيئة استثمار متطورة
إلى ذلك، أكد مدير عام اقتصادية دبي، سامي القمزي، أن حفاظ إمارة دبي على موقعها المتقدم بين أفضل المدن الجاذبة للاستثمار الأجنبي المباشر على مدار السنوات الخمس الماضية يعكس تنوع الفرص الاستثمارية الجديدة في مختلف القطاعات الاقتصادية الحيوية بالإمارة، وهو ما توضحه نتائج تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى دبي في النصف الأول عام 2019، التي تعكس تنافسية ومرونة اقتصاد دبي في مواجهة ما يشهده العالم من تحولات وتحديات اقتصادية أثرت سلباً في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر عالمياً في السنوات الأخيرة.
وقال القمزي إن صعود دبي في المؤشرات العالمية يؤكد تنامي ثقة مجتمع الاستثمار العالمي في بيئة الاستثمار المتطورة في الإمارة، في ظل توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبفضل المتابعة المستمرة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، التي عززت من جاهزية دبي وجاذبيتها لتصبح الوجهة المفضلة لنمو وتوسّع الشركات العالمية والناشئة من مختلف أنحاء العام.
مدينة رئيسة
وأشار القمزي إلى أن نمو تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى إمارة دبي يأتي في ظل تطورات إيجابية كثيرة في بيئة الاستثمار في دولة الإمارات، مدفوعة بحزمة من التشريعات المحفزة للاستثمار، أهمها صدور قانون الاستثمار الجديد، إلى جانب مبادرات إمارة دبي لتحفيز النمو الاقتصادي، والتواصل المستمر لتعزيز الشراكة مع مجتمع المستثمرين، سواء في دولة الإمارات أو من مختلف أنحاء العالم.
ولفت القمزي إلى أن بيانات وتقارير «مرصد دبي للاستثمار» توضح مكانة إمارة دبي في مقدمة المدن الأكثر جذباً للاستثمارات الأجنبية في مؤشرات المؤسسات العالمية المتخصصة، حيث تُصنّف الإمارة مدينة رئيسة على خريطة الاستثمار العالمي، وذلك في إطار المقارنات المرجعية التي تحدد أفضل مواقع الاستثمار الأجنبي المباشر في العالم.
وأوضح أن إمارة دبي حلت في المركز الثالث في تصنيف أفضل مواقع الاستثمار عالمياً، والمركز الثاني من حيث الآفاق الاقتصادية في تقرير «المدن المستقبلية العالمية 2018 - 2019»، الصادر عن مؤشر «إف دي آي بنشمارك» التابع لـ«فاينانشال تايمز»، بما يؤكد نجاح مبادرات حكومة دبي الاستراتيجية في جميع القطاعات الاقتصادية الحيوية في فتح آفاق رحبة للاستثمار بالإمارة حاضراً ومستقبلاً.
جاهزية بيئة الاستثمار
من جانبه، قال المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، فهد القرقاوي، إن النتائج القياسية التي تواصل إمارة دبي تحقيقها في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر تأتي في إطار توقعات مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، بعد أن استقطبت الإمارة خلال العام الماضي تدفقات تاريخية هي الأعلى من منذ 10 سنوات.
وأضاف القرقاوي أن مشروعات الاستثمار الأجنبي تتميز بتوجيه رؤوس الأموال والتكنولوجيا والمواهب إلى القدرات الإنتاجية والتشغيلية، مشيراً إلى أن اختيار إمارة دبي كموقع مفضل للاستثمار، يعبر عن مدى جاهزية بيئة الاستثمار في الإمارة التي تزخر بفرص واعدة.
بيانات النصف الأول
وأكد القرقاوي أن بيانات «مرصد دبي للاستثمار» تؤكد نجاح اقتصاد دبي المتنوّع في خلق فرص استثمارية جديدة على صعيد مشروعات الاستثمار الاستراتيجية، التي تعكس نمو وتوسع الشركات العالمية في إمارة دبي، حيث تشير بيانات «مرصد دبي للاستثمار» إلى أن عدد مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر بالإمارة بلغ 257 مشروعاً في النصف الأول من عام 2019، توزعت بنسبة 61% للمشروعات الجديدة، و27% لمشروعات أنواع الاستثمار الجديد، و6% لمشروعات إعادة استثمار، و5% لمشروعات عمليات الدمج والاستحواذ، و1% للمشروعات المشتركة الجديدة، بينما شكّلت المشروعات الاستثمارية الاستراتيجية 62% من إجمالي تدفقات رأس مال الاستثمار الأجنبي المباشر إلى دبي في النصف الأول من 2019.
وأضاف أن بيانات دول المصدر تشير إلى مواصلة الولايات المتحدة الصدارة في تدفقات رأس مال الاستثمار الأجنبي المباشر إلى دبي بنسبة 34%، في حين صعدت الصين إلى المرتبة الثانية بنسبة 28%، تلتها المملكة المتحدة في المركز الثالث بنسبة 11%، ثم فرنسا في المركز الرابع بنسبة 5%، وسنغافورة في المركز الخامس بنسبة 5%، فيما مثلت الدول الخمس مجتمعة نسبة 83% من إجمالي تدفقات رأس مال الاستثمار الأجنبي المباشر إلى إمارة دبي في النصف الأول من العام الجاري.
صفقات استثمارية كبرى
وذكر القرقاوي أن الصفقات الاستثمارية الكبرى التي شهدتها إمارة دبي في النصف الأول من عام 2019 تؤكد نجاح الإمارة في توفير بيئة استثمار تتمتع بالمقومات والمزايا الاستراتيجية والنسبية التي تعزز نجاح الصفقات والمشروعات الاستثمارية الكبرى، حيث تقدر قيمة الاستثمار في صفقتي استحواذ شركة التكنولوجيا العالمية «أوبر»، التي استحوذت على «كريم» واحدة من الشركات الرائدة في مجال النقل في دبي، واستثمار شركة «ماستركارد» العالمية في شركة «نتورك إنترناشيونال»، إحدى الشركات التابعة لبنك الإمارات دبي الوطني، بنحو 13 مليار درهم من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
ولفت القرقاوي إلى أن إمارة دبي تعمل على خلق فرص جديدة للنمو والشراكة والابتكار للشركات العالمية، مبيناً أن النصف الأول من عام 2019 شهد إطلاق مشروعين استثماريين كبيرين من الصين، إذ تستثمر مجموعة «تشجيانغ شاينا كوموديتيز جروب» في «سوق التجار» الجديد، المشروع المشترك مع موانئ دبي العالمية، كما أعلنت شركة «شاينا كو أوب جروب» عن الاستثمار في إنشاء مصنع جديد لتصنيع المواد الغذائية في دبي.
وبيّن أن إجمالي الاستثمار لكلا المشروعين سيصل إلى نحو 12.5 مليار درهم، بما يعزز مكانة دبي كنقطة انطلاق للتوسّع في الأسواق الإقليمية والعالمية، ويبرز دورها كمحور رئيس في الاقتصاد العالمي.
إعادة الاستثمار
وأشار القرقاوي إلى أن بيانات «مرصد دبي للاستثمار» تشير إلى زيادة نشاط إعادة الاستثمار من قبل الشركات العالمية في مشروعات نوعية، مثل مشروع المقر الرئيس الجديد لمنطقة الشرق الأوسط، لبنك «HSBC» البريطاني، باستثمارات تبلغ 918 مليون درهم، إضافة إلى مشروع إنشاء أول منشأة لتحليل الهيدروجين بالطاقة الشمسية في المنطقة لشركة «سيمنز» الألمانية، باستثمارات تبلغ 248 مليون درهم.
ولي عهد دبي:
«تصدُّر دبي الترتيب الثالث عالمياً بين المدن الجاذبة للاستثمار شهادة على نجاح سياساتنا الاقتصادية».
«علاقاتنا المتميزة مع مجتمع المستثمرين ضمانة تدعم طموحاتنا لمزيد من النجاحات المشتركة».
«الروابط القوية التي طالما جمعت بين دبي والمستثمرين تُعدُّ من الأعمدة التي يرتكز عليها بنيانها الاستثماري».
دبي في المركز الثاني عالمياً من حيث الآفاق الاقتصادية.
تقدم ملحوظ
حققت دبي تقدماً ملحوظاً في جذب مشروعات التكنولوجيا المتقدمة والمواهب المتخصصة، إذ تشير بيانات «مرصد دبي للاستثمار» إلى نمو نسبة المشروعات التي تستخدم التكنولوجيا الفائقة والمتوسطة، حيث بلغت نسبتها 47% من إجمالي المشروعات الاستثمارية خلال النصف الأول من العام الجاري، بحسب بيانات المرصد والتصنيف المُعتمَد عالمياً من منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي.
وحافظت دبي على تصنيفها في المركز التاسع عالمياً على صعيد إيجاد فرص عمل جديدة عبر الاستثمار الأجنبي المباشر، بحسب مؤشر «إف دي آي ماركتس»، بما يعزز من مكانتها كإحدى الوجهات العالمية الأكثر جاذبية للمواهب الواعدة.
نوعيات خاصة من الشركات
أكد المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، فهد القرقاوي، أن هناك وعياً عاماً على المستوى الدولي بأن دبي توفر نوعيات خاصة من الشركات التي يمكن أن تنطلق عالمياً، وبالتالي فإن هناك تركيزاً من شركات كبرى على صفقات الاستحواذ الكبيرة التي شهدتها دبي خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى أن الاستحواذات هي استثمار في الاقتصاد المحلي.
وكشف القرقاوي أن مناقشات جرت مع صناديق استثمار عالمية تتطلع للوجود في السوق المحلية، بما يمكن من إنجاز استحواذات ناجحة أخرى، وبحث الفرص الممكنة، مشيراً إلى أن هذا التحول يطلق نوعاً جديداً من الشركات في دبي، التي تنظر إلى السوق المحلية باعتبارها فرصة.
الاستثمار في مدينة المستقبل
قال المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، فهد القرقاوي، إن نتائج تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى إمارة دبي ستلقي الضوء على الاتجاهات التي تشكل مسار النمو المستقبلي لتدفقات الاستثمار إلى الإمارة، في إطار فعاليات «أسبوع دبي للاستثمار»، الذي يُعقد في الفترة من 29 سبتمبر إلى الثالث من أكتوبر المقبل، برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي ورئيس المجلس التنفيذي، تحت شعار «الاستثمار في مدينة المستقبل».
ويتضمن برنامج الفعاليات «منتدى الجاهزية للاستثمار»، المتخصص في بناء قدرات العاملين في مجال ترويج الاستثمار بإمارة دبي، ومنتدى «الاستثمار المؤثر في التنمية»، الذي يُعقد بالشراكة مع مؤسسة دبي للمستقبل، ويناقش فرص الاستثمار المؤسسي في ريادة الأعمال والابتكار في مدينة المستقبل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news