أبوظبي تطلق أول جامعة للدراسات العليا المتخصصة في بحوث الذكاء الاصطناعي عالمياً
محمد بن زايد: بناء القدرات في مجال الذكاء الاصطناعي يجسد روح الريادة لــــدى الإمارات
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن «بناء القدرات في مجال الذكاء الاصطناعي، يجسد روح الريادة التي تتميز بها دولة الإمارات»، وأضاف سموه، في تغريدة له على موقع «تويتر»، أنه «بإطلاق جامعة متخصصة بالذكاء الاصطناعي في أبوظبي، نخطو خطوة طموحة نحو تسخير إمكانات التكنولوجيا لتعزيز التقدم، وتمهيد الطريق لابتكارات جديدة تعود بالفائدة على دولة الإمارات والعالم».
جاءت تغريدة سموه بمناسبة إعلان أبوظبي، أمس، عن تأسيس «جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي»، أول جامعة للدراسات العليا المتخصصة في بحوث الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم.
بناء القدرات
وتفصيلاً، شهدت أبوظبي، أمس، الإعلان عن تأسيس «جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي»، أول جامعة للدراسات العليا المتخصصة في بحوث الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم. وتهدف الجامعة إلى تمكين الطلبة والشركات والحكومات من تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتسخيرها في خدمة البشرية.
وتحمل الجامعة اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي تركز رؤيته على إطلاق المبادرات الهادفة لتطوير المعرفة والتفكير العلمي، من أجل تعزيز تقدم الوطن نحو المستقبل.
وستقدم «جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي» نموذجاً أكاديمياً وبحثياً جديداً في مجال الذكاء الاصطناعي، وستوفر للطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية أحدث أنظمة الذكاء الاصطناعي وأكثرها تطوراً في العالم لتسخير إمكاناتها للتنمية الاقتصادية والمجتمعية.
وأقيم مؤتمر صحافي، أمس، لإطلاق «جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي»، وذلك في مدينة مصدر التي تستضيف مقر الجامعة، وأعقب المؤتمر أول اجتماع لمجلس أمناء الجامعة.
حضر الحدث، الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، رئيس مجلس إدارة شركة مطارات أبوظبي، ووزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي، ووزير دولة للذكاء الاصطناعي، عمر بن سلطان العلماء، ومدير مجمع كليات التقنية العليا، الدكتور عبداللطيف محمد الشامسي، وعدد من الخبراء والمسؤولين والمعنيين بالقطاع الأكاديمي.
وجرى خلال المؤتمر عرض فيديو حول جهود دولة الإمارات في التركيز على التعليم، واكتساب القدرات في مجال الذكاء الاصطناعي، ثم تحدث أعضاء مجلس أمناء الجامعة عن الهدف من إطلاقها، والإمكانات الكبيرة التي توفرها وعن خططها المستقبلية.
استشراف المستقبل
وقال وزير دولة رئيس مجلس أمناء جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي المشرف على تأسيس الجامعة، الدكتور سلطان بن أحمد الجابر: «يتماشى إطلاق أبوظبي لـ(جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي)، مع رؤية القيادة بالتركيز على استشراف المستقبل وبناء القدرات في المجالات التي ترسخ المشاركة الفاعلة لدولة الإمارات، في إيجاد حلول عملية قائمة على الابتكار، وأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا، لضمان استدامة التنمية والتقدم والرفاه للإنسانية».
وأضاف: «توجه (جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي) دعوة مفتوحة من أبوظبي إلى العالم، للعمل يداً بيد لإطلاق الطاقات الكاملة التي توفرها التكنولوجيا المبتكرة للذكاء الاصطناعي، الذي بدأ بالفعل بتغيير العديد من جوانب حياتنا وعالمنا، ولاشك أن استثمار الفرص والقدرات التي يزخر بها الذكاء الاصطناعي، سيسهم في تمكين وتطوير الإنسان وتشجيع المخيلة البشرية الخصبة لاستكشاف الفرص، وتطبيق الحلول القادرة على الارتقاء بجودة الحياة، وهنا يأتي دور (جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي)، التي ستعمل على إعداد وتمكين رواد الابتكار القادرين على المضي قدماً نحو عصر جديد يدعمه الذكاء الاصطناعي».
خبراء عالميون
وتم اختيار خبراء من جميع أنحاء العالم للانضمام إلى مجلس أمناء الجامعة، بمن فيهم البروفيسور السير مايكل برادي، الذي يتولى مهمة الرئيس المؤقت لجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، والذي يشغل حالياً منصب أستاذ تصوير الأورام بجامعة أوكسفورد في المملكة المتحدة، والأستاذ في جامعة ولاية ميشيغان في الولايات المتحدة الأميركية، البروفيسور أنيل جاين، وعميد معهد علوم المعلومات متعددة التخصصات بجامعة تسينغهوا في بكين بالصين، البروفيسور أندرو تشي تشي ياو، والمسؤول التنفيذي في مجال التكنولوجيا المستثمر الرأسمالي استثماري في بكين بالصين، الدكتور كاي-فولي، ومديرة مختبر علوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأميركية، البروفيسورة دانييلا روس، والرئيس التنفيذي لمجموعة «جروب 42»، بين شياو.
وسيحظى مجلس الأمناء بدعم مجلس استشاري يترأسه وزير دولة للذكاء الاصطناعي، عمر بن سلطان العلماء، ويضم كلاً من وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، ووزيرة دولة مسؤولة عن ملف العلوم المتقدمة، سارة الأميري، ورئيس دائرة المالية في أبوظبي، جاسم الزعابي، وكبير علماء ذكاء الآلة في شركة «علي بابا»، الدكتور ون لي مين.
الذكاء الاصطناعي
وخلال العقد المقبل، من المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي في إحداث تأثير جذري في الاقتصاد العالمي، ويقدّر الخبراء أنه بحلول عام 2030، يمكن أن يبلغ حجم هذا الإسهام نحو 16 تريليون دولار.
وتماشياً مع هذه الدراسات ومع استراتيجية دولة الإمارات في التوجه نحو الاقتصاد القائم على المعرفة، أصبح الذكاء الاصطناعي، أولوية وطنية استراتيجية، حيث تم الإعلان في عام 2017 عن خريطة طريق واضحة لمستقبل مدعوم بالذكاء الاصطناعي، من خلال استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031، وتعيين أول وزير للذكاء الاصطناعي في العالم.
ويُقدر الخبراء حالياً أنه بحلول عام 2030، سيرتفع إسهام الذكاء الاصطناعي في الناتج المحلي الإجمالي للدولة، إلى ما يقارب 14%، ما يُعد أكبر حصة من الناتج المحلي الإجمالي في منطقة الشرق الأوسط.
تحول اجتماعي
وأضاف الدكتور سلطان بن أحمد الجابر: «يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على إحداث تحول اجتماعي واقتصادي واسع التأثير، بما يشبه النقلة النوعية التي أحدثها اختراع الكهرباء والقطار والهواتف الذكية، والعديد غيرها من الابتكارات التكنولوجية. ولاغتنام الفرص المتنوعة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي، علينا الاستعداد والتحضير وتهيئة البنية التحتية المناسبة، والاستثمار في تطوير المهارات وإطلاق مؤسسات أكاديمية متخصصة في هذا المجال، ولطالما أدركت القيادة الرشيدة في أبوظبي أهمية اكتساب هذه القدرات، كما يتضح من خلال رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وإيمانه الراسخ بأهمية المعرفة كأداة للتقدم الاجتماعي».
وأشار إلى أنه يعد إطلاق «جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي»، دليلاً واضحاً على التزام دولة الإمارات تجاه تشجيع الابتكار وتمكين جيل الشباب في الدولة ومختلف أنحاء العالم.
المجالات الرئيسة
ومن موقعها في «مدينة مصدر»، ستقدم الجامعة برامج ماجستير العلوم، والدكتوراه في المجالات الرئيسة للذكاء الاصطناعي التي تشمل: تعلم الآلة، والرؤية الحاسوبية، ومعالجة اللغات الطبيعية، كما سيكون هناك تعاون مع واضعي السياسات والشركات من جميع أنحاء العالم، حتى يتم تسخير الذكاء الاصطناعي على نحو مسؤول كقوة قادرة على إحداث تحول إيجابي.
ويمكن للطلاب الخريجين التقدم إلى «جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي» ابتداء من أكتوبر الجاري، عبر موقع الجامعة الإلكتروني، ومن المقرر فتح باب التسجيل في أغسطس 2020. وسينطلق العام الدراسي الأول لطلاب الدراسات العليا في حرم «جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي» بمدينة مصدر في سبتمبر 2020.
مجلس الأمناء يعكس مكانة الجامعة عالمياً
قال وزير الدولة لشؤون التعليم العالي، الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، في تصريحات صحافية على هامش حفل إطلاق الجامعة، إن «الجامعة ستركز على برامج الدراسات العليا، وتستقطب الطلاب من الدولة وأفضل العقول في المنطقة العربية والعالم، بهدف خلق تطبيقات للذكاء الاصطناعي يمكن الاستفادة منها في الواقع بما يخدم دولة الإمارات»، مشيراً إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تشمل الآن كل القطاعات في الصحة والتعليم والاقتصاد وغيرها»، لافتاً إلى أن مجلس الأمناء تشكل من عدد من دول العالم، بما يعكس أهمية الجامعة كونها إضافة نوعية للتعليم على مستوى العالم.
عائد اقتصادي كبير للإمارات والعالم
قال وزير الدولة للذكاء الاصطناعي، عمر بن سلطان العلماء: «نعمل على أن نمكن الطلاب الدارسين في دولة الإمارات من معرفة كيفية الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي»، مؤكداً أن توجّه الإمارات طويل الأمد يسعى إلى صناعة اقتصاد قائم على الاستغناء عن النفط، وهذا ما يتم العمل عليه حالياً للاحتفال بآخر برميل نفط بالتزامن مع تطبيق الذكاء الاصطناعي في مناحٍ كثيرة من حياتنا.
وتابع: «سيكون هناك تركيز كبير في استخدام الذكاء الاصطناعي بقطاعات حيوية، مثل الطاقة المتجددة، سواء في إنتاجها أو توزيعها أو تخزينها بشكل يفوق القدرات البشرية».
منحة دراسية
ستقدّم «جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي» لجميع الطلاب المقبولين منحة دراسية كاملة، بالإضافة إلى مجموعة مزايا، مثل مكافأة شهرية والتأمين الصحي والإقامة والسكن. وستعمل الجامعة مع كبرى الشركات المحلية والعالمية لتأمين التدريب للطلاب ومساعدتهم في الحصول على فرص عمل.
الإمارات أفضل دولة في العالم لإنشاء الجامعة الجديدة
أمل المنشاوي - أبوظبي / قال وزير دولة رئيس مجلس أمناء جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي المشرف على تأسيس الجامعة، الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، إن «الإمارات تعد أفضل دولة في العالم لإنشاء الجامعة الجديدة، فقد أثبتت التجربة أن الإمارات مركز جذب يستقطب أفضل العقول في العالم، كما أن الإمارات اليوم بيئة جاذبة للشركات المتخصصة، فضلاً عما تشهده من تطور تقني لاستقطاب الأموال الذكية، وكل هذه العوامل تؤهل الإمارات لذلك». وأكد في مؤتمر صحافي، أمس، بمدينة مصدر، أن الذكاء الاصطناعي يشكل اليوم أبرز الأولويات في كل القطاعات والصناعات، ومن المهم أن نواكب التطور الكبير في العالم، وذكر أن الجامعة الجديدة ستشكل إضافة قوية للدراسات العليا الأكاديمية و«الماجستير» و«الدكتوراه» في الذكاء الاصطناعي، وستركز على دراسات الكمبيوتر والتعليم الآلي ومعالجة اللغة الطبيعية. وأضاف الجابر أنه سيتم تزويد الجامعة الجديدة بكل البرامج والمرافق التي تحتاج إليها، وسيكون لها مجلس استشاري يضم أهم الخبرات العالمية في الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى مجلس أمنائها. وتابع: «من هنا يأتي دور جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، التي ستعمل على إعداد وتمكين رواد الابتكار والقادرين على المضي قدماً نحو عصر جديد يدعمه الذكاء الاصطناعي».
ويشمل برنامج علوم تعلم الآلة الذي ستوفره الجامعة، الدراسة العلمية للخوارزميات، والنماذج الإحصائية التي تستخدمها نظم الحاسوب لإنجاز مهمة محددة على نحو فعال من دون استخدام تعليمات صريحة، ويتم استخدام تعلم الآلة بشكل كبير في تطبيقات المشروعات التجارية، منها دراسات وتحليل الأعمال، والبحث الفعال عبر الإنترنت والروبوتات، والمدن الذكية، وفهم الجينات البشرية.
فيما يختص برنامج علوم الرؤية الحاسوبية بدراسة كيفية استخدام أجهزة الحاسوب لفهم وتفسير الصور المرئية بشكل تلقائي، حيث يهدف هذا المجال العلمي إلى محاكاة القدرات المذهلة للقشرة البصرية في دماغ الإنسان باستخدام خوارزميات الرؤية الآلية، وتدرس الرؤية الحاسوبية كيفية تكوّن الصورة وهندسة الأجسام ثلاثية الأبعاد، والمهام الدقيقة مثل تمييز ورصد وتتبع الأشياء، وتجزئة الصورة، وتمييز الأفعال.
فيما يركز برنامج معالجة اللغات الطبيعية، على معالجة وتطوير النظم، التي تتيح لأجهزة الحاسوب التواصل مع الأفراد باستخدام اللغات المحكية، وتعمل أنظمة توليد اللغات الطبيعية على تحويل المعلومات من قواعد البيانات، إلى لغة بشرية قابلة للقراءة أو مسموعة وبالعكس.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news