شركات كبرى تغلق مقارها في الصين .. تعرف إليها
يتسبب عدم اليقين بشأن فيروس كورنا، الذي أصاب أكثر من 14500 شخص، في تعطيل التجارة العالمية وسلاسل التوريد، وانخفاض أسعار الأصول، كما أنه يجبر الشركات الكبرى ومتعددة الجنسيات على اتخاذ قرارات صعبة بمعلومات محدودة.
الولايات المتحدة والحكومات في أوروبا وآسيا بدأت بالفعل في تطبيق لوائح تمنع الزوار من الصين وفحص العائدين منها، في حين أوقفت شركات طيران كبرى رحلاتها إلى البلاد والشركات التي سحبت المديرين التنفيذيين المغتربين.
وأعلنت عملاق التكنولوجيا الأميركية، شركة أبل التي توظف 10000 شخص في الصين، في نهاية هذا الأسبوع إنها ستغلق جميع متاجرها ومكاتبها في الصين حتى 9 فبراير الجاري الشركة، فضلا عن توقف العمل في المصانع التي تنتج مكونات المنتجات التي تبيعها حولها العالم.
ويقول خبراء اقتصاديون إن الأزمة الصحية في الصين تختبر النظام الاقتصادي العالمي بأكمله، وتضع ضغوطاً غير متوقعة وإضافية على هشاشة الطفرة الاقتصادية الممتدة في العالم. إذ أنها اختبارا لقوة الصين كمستهلك -وقدرة الولايات المتحدة على الصعود مع تأخر الصين.
شركات عالمية عدة من بينها شركة ليفايز للملابس، والتي افتتحت في أكتوبر أكبر متاجرها في الصين في مدينة ووهان -مركز اندلاع المرض -من بين العلامات التجارية العالمية التي أغلقت إلى جانب شركات أخرى مثل ماكدونالدز وستاربكس للامتثال لطلبات الحكومة من الناس بالتزام المنازل.
وشهدت الأسواق الصينية تراجعا حادا عندما أعيد فتحها صباح الاثنين للمرة الأولى منذ 23 يناير، بعد عطلة نهاية العام الممتدة. وأغلق مؤشر شنغهاي المركب الرئيسي بانخفاض 7.7 ٪، وهو أكبر انخفاض له في يوم واحد منذ أغسطس 2015. انخفض مؤشر شنتشن المركب بنسبة 8.4 ٪.
كما أن فيروس كورونا أدى الى انخفاض بنسبة 3.7٪ في مؤشر داو جونز الصناعي منذ أن سجل رقماً قياسياً في 17 يناير، ما أدى إلى تراجع مكاسب هذا العام. كما بدأ عمالقة الأدوية والمؤسسات المالية والشركات متعددة الجنسيات في إجلاء القوى العاملة المغتربة من جميع أنحاء الصين.
كما طلبت مجموعة بوسطن الاستشارية من موظفيها في الصين قضاء أسبوع إضافي في العمل من المنزل بعد انتهاء العطلة، بيد أن شركات الطيران بما في ذلك American Airlines Group Inc. أميريكان إيرلاينز ودلتا وينايتيد علقت خدماتها إلى الصين مؤقتًا منذ يوم الجمعة ، حيث قام السياح بإلغاء خطط السفر كما حظرت سنغافورة الكثير من الزوار من الصين، في حين تتزايد الضغوط على هونج كونج لإغلاق حدودها مع الصين.
منذ ظهور الفيروس لأول مرة في ووهان، أكبر مدينة في وسط الصين، في أواخر ديسمبر، قتل أكثر من 300 شخص، لكن يبدو أن فيروس كورونا أقل فتكًا من فيروس سارس، الذي تسبب في وفاة نحو 10٪ من الأشخاص الذين أصيبوا به. حتى الآن، بينما توفي 2 ٪ من المصابين بفيروس كورونا الجديد.
من المستحيل التنبؤ بتكاليف الأزمة. ففي العام الماضي، بيد أنه عندما ضرب "سارس"، العالم، كان الاقتصاد الصيني في حالة من الصعود، حيث تضخم أعداد المسافرين إلى الخارج والتجارة سريعة النمو، لكنه كان سادس أكبر اقتصاد في العالم في حينها، في حين أنه اليوم رقم 2 في الناتج المحلي الإجمالي والرقم 1 في التجارة العالمية.
من غير المؤكد متى ستستأنف الحياة الطبيعية في الصين، ومدينة وهان التي تنتج قطع من هاتف أي فون، بيد أن مئات الملايين من الصينيين مترددين في الوقت الراهن في مغادرة منازلهم، ما أدى إلى تراجع كبير للمستهلكين خلال عطلة رأس السنة القمرية الشهر الماضي. كما أن المخاوف تتزايد من أن الشركات الموجودة بالفعل على حافة الهاوية وأنها قد تواجه مشكلة في البقاء على قيد الحياة، خصوصا إذا لم يعد العمال إلى أعمالهم، أو وضعت الحكومة تأخيرات جديدة في استئناف الأعمال والمدارس.