أكدن رفضهن للوظائف المكتبية وإقبالهن على وظائف غير معتادة للمواطنين

مواطنات: نفخر بالعمل في وظيفة «الكاشير» ومستهلكون يفضلون التعامل معنا

صورة

أفادت مواطنات يعملن في صناديق الدفع (الكاشير) بأنهن يشعرن بالفخر، رغم دهشة البعض من عملهن في هذه المهنة البسيطة، موضحات أن المواطنات أصبحن أكثر تفهماً لأهمية العمل، ويقبلن على العمل في وظائف جديدة لم يعملن بها من قبل.

وقالت المواطنات لـ«الإمارات اليوم» إنهن يعملن في فترات عمل صباحية ومسائية، واستطعن كسب ثقة المستهلكين من مختلف الجنسيات، ومعرفة بعض اللغات وتحية المستهلكين بلغتهم.

وأوضحن أنهن يفضلن الوظائف غير المكتبية التي يتم التعامل فيها مع المستهلكين مباشرة، حيث رفضن فرص عمل مكتبية كثيرة.

«صندوق الدفع»

وتفصيلاً، قالت فاطمة أنس الشحي، إنها تعمل في صندوق الدفع بجمعية الاتحاد التعاونية، فرع جميرا، منذ أكثر من ثلاث سنوات، وتحمل شهادة الثانوية العامة، مضيفة أنها لم تكن تريد العمل في البداية، لكنها وجدت أن عندها وقت فراغ كبيراً مع ذهاب أبنائها للمدارس وانشغالهم بالدراسة، مشيرة إلى أنها لا تحب أن تضيع وقتها في المقاهي ومراكز التسوق يومياً بلا هدف واضح.

وأوضحت أنها عملت في البداية بأحد برامج التغذية في المدارس، حيث يتم بيع المواد الغذائية بسعر رمزي للأطفال في المدارس، ثم سعت للعمل في الجمعية، خصوصاً إنها تعرف البضائع الموجودة هناك، من خلال ذهابها للتسوق لسنوات طويلة.

وأكدت الشحي أنها تفتخر بالعمل في صندوق الدفع، حيث أثبتت نفسها سريعاً، بعد خضوعها للاختبار وقضاء فترة تدريب لم تتجاوز أسبوعين، وتعمل نحو ثماني ساعات يومياً، وأصبحت حالياً تحفظ بيانات مختلف السلع (الباركود) عن ظهر قلب، وتسعى دائماً للابتكار وتطبيق أفضل السبل لإنهاء معاملات المستهلكين بسهولة ويسر، مشيرة إلى وجود منافسة مع زميلاتها في توفير أفضل الخدمات للمستهلكين.

ولفتت إلى سعادتها بالعمل كموظفة في صندوق الدفع، حيث استطاعت تكوين صداقات مع مختلف الجنسيات، خصوصاً مع كبار المواطنين، وتسعد بدعواتهم لها بعد قضاء عملها على أكمل وجه، كما استطاعت معرفة بعض اللغات وتحية المستهلكين باللغة التي يتحدثون بها، مبينة أن العديد من المستهلكين يبحثون عنها ويختارون الدفع لدى صندوق الدفع المسؤولة عنه.

وأكدت أنها متمسكة بعملها، ولا ترى فيه عيباً أو غضاضة، موضحة أن «العيب أن تضيّع وقتها في ما لا ينفع ولا يفيد».

شهادة الثانوية

من جانبها، قالت فاطمة حسن عبيد، إنها تعمل كموظفة في صندوق الدفع منذ نحو 12 عاماً، بعد حصولها على شهادة الثانوية العامة، حيث تعمل حالياً في فرع الجمعية بمنطقة مردف، الذي يعد من أكبر الفروع حالياً، حيث تدربت لمدة أسبوع، واستطاعت إثبات نفسها واستلام العمل سريعاً.

وأضافت عبيد أنها تفتخر بعملها كثيراً واستطاعت تكوين انطباع جيد للغاية لدى المستهلكين من مختلف الجنسيات، كما أصبحت تتمتع بثقتهم، حيث يسألون عنها ويطلبون التعامل معها بصفة خاصة، مشيرة إلى أنها أصبحت تحفظ «الباركود» الخاص بمختلف السلع، من خلال خبرتها في العمل بالجمعية.

وأكدت أنها تطمح إلى أن تصبح أكثر تميزاً في عملها، موضحة أنها لا تحب العمل الإداري بالمكاتب، الذي وصفته بالروتيني، وأنها تحب التجديد والابتكار في عملها بشكل يومي، وهي تفضل أن تكون في وظيفة تتعامل فيها مع المستهلكين.

وبينت أنها تؤمن بضرورة عمل المواطنات في مختلف المهن بالدولة، بلا استثناء، لافتة إلى أن بعض المستهلكين يبدون دهشتهم عندما يجدون مواطنة تعمل في وظيفة «الكاشير»، لكنها تحب عملها وتتقنه، مشيرة إلى أن الناس أصبحت أكثر تفتحاً وتقبلاً لفكرة العمل في أي وظيفة طالما أنها عمل شريف.

مصدر فخر

من جهتها، قالت سكينة علي محمود، تحمل شهادة الثانوية العامة، إنها تعمل في صندوق الدفع بجمعية الاتحاد التعاونية، فرع العوير، منذ أربع سنوات، وهي تشعر بالسعادة في عملها ولا تفكر في تركه رغم وجود وظائف أخرى.

وأوضحت محمود أن هناك مميزات عديدة في هذا العمل، أهمها التعامل مع المستهلكين مباشرة، وأن العمل يتم في فترات مختلفة، كما أنها تجد تقديراً كبيراً من الإدارة ومختلف الأقسام بالجمعية والمستهلكين، فضلاً عن وجود مرونة لدى إدارة الجمعية في تقدير أي ظروف خاصة تمرّ بها، لاسيما أنها أمّ لطفلين.

وبينت أن البعض يندهش من أنها مواطنة وتعمل في صندوق الدفع، إلا أن الجميع الآن أصبح يتفهم حبها الشديد لعملها والتفاني فيه، مشيرة إلى أن المواطنات أصبحن أكثر تفهماً لأهمية العمل، ويقبلن على العمل في وظائف لم يعملن بها مسبقاً.

وطالبت المواطنين بالإقبال على العمل في كل الوظائف والتخصصات، مؤكدة ضرورة عمل مواطني الدولة في كل الوظائف.

فترة قصيرة

وقالت مريم علي محمد المدحاني إنها تعمل منذ سنوات عدة في وظيفة «الكاشير»، وتمكنت من إثبات وجودها خلال فترة قصيرة، مضيفة أنها تشعر بسعادة كبيرة عند التعامل مع المستهلكين من مختلف الجنسيات.

وأضافت أن مستهلكين يطرحون عليها أسئلة كثيرة ويندهشون من أنها مواطنة وتعمل بصندوق الدفع، وفي دوام مسائي منذ الثانية ظهراً إلى العاشرة مساء، مشيرة إلى أن المرأة مثل الرجل، قادرة على العمل في مختلف الوظائف وفي أوقات مختلفة.

كفاءة عالية

بدوره، قال رئيس الاتحاد التعاوني الاستهلاكي رئيس جمعية الاتحاد التعاونية، ماجد حمد رحمة الشامسي، إن «المواطنات أثبتن كفاءة عالية في عملهن خلال الفترة الماضية»، موضحاً أن «عمل المواطنات في مختلف المهن يعد تطوراً إيجابياً مهماً في مسيرة العمل بالدولة»، وبيّن أن المواطنات تعاملن مع هذه المهن سابقاً باعتبارها غير جاذبة لهن، وهي نظرة خاطئة تماماً وليس لها ما يبررها.

وأوضح أن تركيز المواطنين والمواطنات في العمل بمناصب الإدارة العليا فقط له آثار سلبية، لأن الوظائف المتاحة في المناصب العليا محدودة، وبمرور الوقت لن تكون هناك حاجة اليهم، ويصبح تعيين مواطنين في هذه المناصب غير ذي جدوى، بعكس مناصب الإدارة المتوسطة والدنيا، التي تحتاج إلى عدد كبير، وبالتالي تستوعب الكثير من المواطنين.

تدريب المواطنين

طالب رئيس الاتحاد التعاوني الاستهلاكي رئيس جمعية الاتحاد التعاونية، ماجد حمد رحمة الشامسي، بضرورة توفير عمليات التدريب والتأهيل اللازم للمواطنين، للعمل في القطاع الخاص، لاسيما أن بعض شركات القطاع الخاص تنظر إلى أن عدم تأهيل وتدريب المواطنين، يعد مبرراً لعدم تعيينهم، والتركيز على تعيين الجنسيات الأخرى فقط، وهو الأمر الخاطئ الذي يتنافى مع توجه الحكومة حالياً.


- المواطنات أثبتن كفاءة عالية في عملهن خلال الفترة الماضية.

تويتر