متاحف دبي.. رحلة عبر الزمن وحكاية تروي حاضر الإمارة
تأخذ متاحف دبي زوارها في رحلة عبر الزمن، مقدمة لهم نبذة غنية ووافية ومتكاملة عن تاريخ دبي الضارب في القدم، كما تروي الحكاية الكبرى للإبداع الإنساني، حكاية المثابرة والصمود والعزيمة القوية والإصرار على تحقيق التقدم الذي حصل في الإمارة وشكّل دبي الحاضر. وفي ما يلي أشهر متاحف دبي:
«حصن الفهيدي»
يقع «حصن الفهيدي» في الجهة الجنوبية من خور دبي، في منطقة السوق الكبير الذي يعج بالحركة التجارية النشطة. ويعود تاريخ تشييد هذا المتحف إلى عام 1787، أي منذ ما يزيد على 200 عام ليكون مقراً لحاكم الإمارة. ورُمّم هذا الحصن في عهد المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم. وكان «حصن الفهيدي» افتتح عام 1971 (أي في عام قيام الاتحاد) ليكون متحفاً رسمياً يعرض تاريخ دبي وتراثها الأصيل.
وتتاح الفرصة لزوار متحف دبي «حصن الفهيدي» لأخذ نبذة غنية ووافية ومتكاملة عن تاريخ دبي المتواصل مع مختلف الشعوب والحضارات على مر التاريخ، حيث يطلع الزائر فيه على مختلف بيئات الحياة الحضرية والريفية في دبي. وتتوزع القطع الأثرية النادرة، والعينات الأصلية، واللوحات والنماذج التوضيحية، والمواد الصوتية والضوئية في مختلف أجنحة المتحف، إذ يتكون المتحف من جناح الآثار الذي يعرض المكتشفات الأثرية الضاربة في القدم من أوانٍ فخارية، وأسلحة، ومدافن، وجناح دبي الماضي والحاضر، وجناح السوق في خمسينات القرن العشرين الذي يعرض نماذج تفصيلية عن جو السوق، والباعة، والدكاكين، والبضائع المتداولة في تلك الحقبة، وغيرها من الأجنحة.
متحف المسكوكات
يقع متحف المسكوكات في أحد مساكن حي الفهيدي التاريخي، وقد حُوّل إلى متحف للمسكوكات في عام 2004، ويتكون من طابقين، وهو مبني من الحجر المرجاني، والجص، وخشب الشندل، وسعف وجذوع النخل، وخشب الساج. وتتاح لزوار المتحف الاطلاع على مسكوكات نقدية تعود إلى عصور تاريخيّة مختلفة، والمتحفُ مزوّد بخزائن عرض خاصة، ويحتوي على شاشات مكبرة لكل عملة، إلى جانب شاشات لمس بقوائم إلكترونية منسدلة تحتوي على معلومات تفصيلية عن كل عملة من حيث الشكل، والحجم، والمعدن، وطريقة وتاريخ سكّها، والعبارات التي كتبت عليها، والرسوم والأشكال التي تحتويها.
متحف الاتحاد
يحمل متحف الاتحاد طابعاً حيوياً بسمات القرن الـ21، حيث يركز على إلهام مواطني الإمارات وزوارها من خلال قصة تأسيس دولة الإمارات. كما يحتفي بما أظهره مؤسّسو الدولة من تفانٍ والتزام وروح وطنية، لتشجيع الأفراد، من جميع المشارب، على اقتفاء خطاهم في بناء الأمة. ويأخذ المتحف زواره برحلة فريدة، مقدماً معارض وبرامج تفاعلية ومبادرات تعليمية تستكشف التسلسل الزمني للأحداث، وصولاً إلى إعلان دولة الإمارات في عام 1971، مع التركيز بشكل رئيس على الفترة ما بين 1968 و1974.
ومن خلال المعارض التفاعلية والبرامج التعليمية، يحكي المتحف قصة الاتحاد من وجهة نظر قادة الدولة. ويهدف المتحف إلى نشر المعرفة بين الزوار حول دستور الدولة. وتضم معروضات المتحف مواد ووثائق تتعلق بأحداث تأسيس دولة الإمارات.
متحف الشندغة
يقع متحف الشندغة في منطقة خور دبي، وهو متحف تراثي من طراز عالمي، يبحر في عباب الذاكرة، ويشكّل حجر الزاوية في حي دبي التاريخي النابض بالحياة. وتأسس المتحف في إطار مبادرة ترمي إلى تحويل الخور إلى مركز إقليمي للثقافة والتراث، ويروي الحكاية الكبرى للإبداع الإنساني، حكاية المثابرة والصمود، حكاية العزيمة القوية والإصرار على تحقيق التقدم الذي شكّل دبي الحاضر. ويأخذ المتحف زواره في رحلة عبر القرون إلى زمن شهد انطلاقة تشكّل ملامح مجتمع دبي الحديث على جانبي المياه الزرقاء المتلألئة في خورها الشهير، لاكتشاف ما كانت تحتاجه الحياة من المواطنين المجتهدين والمبدعين في الماضي. ويسمح المتحف للزوار بالخوض في قصص شخصية، تروي حكاية طموح الروح البشرية وقوّتها التي لا تلين، وكيف تمكن أهل دبي من بناء مدينة ناجحة متجذرة في تراثها، واستقاء الحكمة من الماضي.
متحف نايف
بُنيت قلعة نايف في عام 1939 في موقع استراتيجي في منطقة ديرة وفي قلب المدينة التجارية، لتكون أول مركز شرطة في دبي، ومقراً للنيابة والمحكمة المدنية آنذاك، وضمت القلعة في ذلك الوقت مكتب القائد العام لشرطة دبي، ومكاتب شرطة دبي، والمباحث، والمحكمة، وغرفة للتوقيف. وفي بداية السبعينات جددت القلعة مع الحفاظ على ملامحها الأثرية؛ وفي عام 1997 أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتحويل جناح من القلعة إلى متحف رسمي يرتاده الزوار، ليتعرفوا إلى تاريخ الشرطة والخدمات الأمنية في إمارة دبي.
- المتاحف تتيح للزائرين الاطلاع على مختلف بيئات الحياة الحضرية والريفية في دبي.