يوم عالمي للهندسة من أجل التنمية المستدامة
يحتفل العالم في الرابع من مارس، كل عام، باليوم العالمي للهندسة، حسب ما قرر الاتحاد العالمي للمنظمات الهندسية، وقد أطلق على المناسبة تسمية "الهندسة من أجل التنمية المستدامة".
ويأتي اليوم العالمي للهندسة تكريماً لدور المهندسين كأفضل القائمين على حل المشكلات الإنشائية في محيطنا، بفضل ما يملكونه من مهارات عملية وتقنية متخصصة تؤهلهم لأداء هذه المهمة على الوجه الأمثل. فالتركيبة الفريدة الجامعة بين الرياضيات، والعلوم والبحوث، وبناء النماذج الأولية، والتصميم، والصيانة، والإنتاج تؤلّف مجموعة مهارات نفيسة من شأنها تسيير أعمال العالم بالفعل.
وقال عميد كلية الهندسة والمعلوماتية في جامعة ولونغونغ دبي، البروفسور خالد حسين: إن كل قطاع يمدّ المجتمع بالطاقة يعتمد، ولو جزئياً على الأقل، على عمل المهندسين الدقيق والفعال. فالمهندسون يطرحون الحلول التقنية للمشكلات، والقضايا والأفكار التي تؤثر على جوانب حياتنا كافة. إنهم يصممون ويصنعون ويصلحون كل شيء تقريباً- من الحواسيب والأجهزة الطبية والمركبات الفضائية والسيارات والطائرات والسكك الحديدية والقوارب إلى المثاقيب والمباني والمفاعلات الكيميائية. وما كان أعظم إنجاز للبشرية، المتمثل في إرسال رجل إلى القمر، لم يتحقق دون عمل المهندس.
وأضاف: استفدنا استفادة عظيمة من هذا العمل في دولة الإمارات، سواء ما يتعلق بإقامة بنيتنا التحتية الحديثة أو ناطحات السحاب الشاهقة أو حتى مواصلة العيش في جزء من العالم يتصف بظروفه الصعبة من حيث درجات الحرارة المرتفعة وشح الموارد الطبيعية.
ولا شك أن الهندسة تلعب دوراً مهماً في دعم اقتصاد البلاد على صعيد التطور والتنمية بالإضافة إلى تحسين جودة حياة المواطنين. ولذلك، هناك صلة مهمة تربط بين القدرات الهندسية للبلاد وتنميتها الاقتصادية. ولا تقتصر الأمثلة في ذلك على شق الطرق والجسور، بل تشمل أيضاً إنشاء البنية التحتية للاتصالات والوسائل الرقمية.
وفي الوقت الراهن، أصبحت استدامة النمو فكرة رئيسية متزايدة الأهمية على الصعيد المحلي والعالمي. وهي اليوم ركيزة أساسية للتفكير في مختلف القطاعات بصرف النظر عما تقدمه من خدمات أو تعرضه من منتجات. ومع ما يتخلل المنتجات والعمليات من تعقيدات متزايدة، ينبغي للمهندسين دراسة الأثر المترتب على الناس والبيئة جراء استعمال الموارد الطبيعية.
وحسب الاتحاد العالمي للمنظمات الهندسية، فقد تقرر أن يكون الرابع من شهر مارس، المعروف سابقاً بـ "يوم المهندس"، موعداً للاحتفال بـ "اليوم العالمي للهندسة من أجل التنمية المستدامة" للمرة الأولى حسبما صدر عن الاتحاد العالمي للمنظمات الهندسية في عام 2019.
ومع ظهور مهن جديدة، تواجه نظيراتها من المهن التقليدية صعوبة في جذب الكفاءات. غير أن استمرار مجتمعنا في النمو قائم على أسس هذه الأدوار الحيوية. وبينما نشرع في تقديم أنفسنا للعالم من خلال إكسبو 2020، ستكون هناك حاجة متزايدة للخريجين الماهرين في تخصصات الهندسة بدولة الإمارات، سواء هندسة الحاسوب أو الهندسة المدنية أو الهندسة الميكانيكية أو الكهربائية او غيرها من المجالات ذات الصلة.
من المنتظر أن يكون للمهندسين الميكانيكيين دور رئيس في إكسبو 2020، يلخصه البروفيسور خالد حسين: "ضمان راحة الزوار ونقلهم بأمان من مكان لآخر وعرض ابتكارات تقنية جديدة للزوار وغير ذلك الكثير. ومع ترقب أكثر من 25 مليون زائر وامتداد الموقع المجهز بمحطة مترو خاصة على مساحة 4.38 كيلومتر مربع، فمن الإنصاف القول بأن دور المهندسين المدنيين هام للغاية. لقد صمم الجناح الإماراتي، الذي يأخذ شكل صقر في وضع الطيران، المهندس المدني والمعماري الإسباني الشهير سانتياغو كالاترافا. وتسهم فروع الهندسة الأخرى مثل الاتصالات والحواسيب إسهامات جليلة في إقامة هذا المشروع".