تراجع في مواد التعقيم المحتوية على الكحول.. والمنتج المحلي يسد النقص
شكا مستهلكون من تراجع منتجات مواد التعقيم المحتوية على كحول في معظم أسواق الدولة، مشيرين إلى أن أنواع مواد التعقيم المتاحة حالياً يباع معظمها بأسعار مرتفعة، مقارنة بالأسعار السابقة، وترجع إلى علامات تجارية جديدة في الأسواق.
وأظهرت جولة لـ«الإمارات اليوم» على الأسواق، شملت منافذ بيع وجمعيات تعاونية، وعدداً من الصيدليات، وجود نقص في كميات المطهرات ومواد التعقيم المنزلية والمكتبية التي تحتوي على نسبة كحول عالية، فضلاً عن وجود نقص في معقمات الأيدي لدى بعض المنافذ، حيث يوجد في الكثير من المنافذ نوع أو نوعان على الأكثر.
وتبين خلال الجولة أن المطهرات الأخرى التي لا تحتوي على الكحول شهدت توافراً كبيراً، وعروض تخفيضات وصلت إلى 40%، تحفيزاً للمستهلكين على الشراء.
وأرجع مسؤولو منافذ بيع للتجزئة النقص في المعقمات إلى زيادة الطلب عليها خلال الأسبوعين الماضيين، بنسب جاوزت 300%، بعد تفشي فيروس «كورونا» عالمياً، مشيرين إلى أن الاستيراد من الخارج يأخذ وقتاً، خصوصاً في ظل ارتفاع الطلب، لكنهم أكدوا أن معقمات الأيدي من الإنتاج المحلي نجحت في سد جانب من النقص.
نوع جديد
وتفصيلاً، رصدت «الإمارات اليوم»، خلال جولة ميدانية لها في أسواق مختلفة بالدولة، خلو فرعين لمنفذ «كارفور» بمنطقة المارينا وشارع المطار في أبوظبي، من الكحول المركز والمطهرات التي تحتوي على الكحول، حيث تم طرح نوع جديد محلي من معقم الأيدي، بعد نفاد الكميات التي كانت موجودة من المعقمات المعروفة.
وأظهرت الجولة، أيضاً، خلو فرعين لجمعية أبوظبي التعاونية بمنطقة الميناء ومنطقة البطين من المطهرات والمعقمات، التي تحتوي على الكحول والكحول المركز، في الوقت الذي توافر فيه نوع من معقمات الأيدي بأحد الفروع، ونوعان من معقم الأيدي في فرع آخر.
كما خلت فروع لـ«اللولو هايبر ماركت» من معقمات الكحول المركز والمطهرات التي تحتوي على الكحول، فيما علقت على الأرفف لافتات تطلب من المستهلكين شراء عبوتين فقط من معقم الأيدي، نظراً لوجود نقص.
ارتفاع الأسعار
وتبين، خلال الجولة، طرح منتجات تعقيم ومطهرات من علامات تجارية جديدة، تكون إما خالية من الكحول، أو تكون عبواتها لا تتضمن بيانات المكونات، التي توضح وجود نسب كحول فيها من عدمه.
كما لوحظ ارتفاع أسعار المعقمات الجديدة، مقارنة بمثيلاتها من العلامات الشهيرة التي كانت تباع سابقاً، حيث إن عبوات مواد تعقيم للأيدي سعة 60 ميليغراماً من علامة جديدة تباع بسعر تسعة دراهم، بينما تباع عبوات مماثلة لعلامة شهيرة قديمة بالسعة نفسها بسعر سبعة دراهم.
تساؤلات
ورصدت «الإمارات اليوم»، في جولتها على معظم أسواق أبوظبي ودبي والشارقة، تساؤلات عدد من المستهلكين عن مواد التعقيم، التي تحتوي على الكحول في العديد من المنافذ.
وقال المستهلك عمرو عبدالحكيم: «إنه يبحث عن معقمات محتوية على الكحول المركز في منافذ بيع وصيدليات، إلا أنه لم يجدها»، مشيراً إلى أنه في الوقت نفسه توجد عروض على المطهرات الأخرى التي لا تحتوي على الكحول بنسب تتجاوز 30%، كما أن هناك نقصاً في معقمات الأيدي التي يوجد بها كحول، ما دعا منافذ إلى تحديد الحصول عليها بقطعتين حداً أقصى.
وأضاف أنه «حاول الحصول على أكثر من اثنتين، لأن لديه أطفالاً صغاراً، إلا أن المنفذ طالبه بالالتزام بالحصول على اثنتين فقط، لإعطاء الفرصة لبقية المستهلكين».
نوعان
من جهته، قال المستهلك أشرف محمد: «إنه بحث في ثلاثة منافذ بيع وصيدليات عن المعقمات والمطهرات، التي تحتوي على كحول لكنه لم يجد مطلقاً، بينما يتوافر نوعان أو نوع واحد من معقمات الأيدي حسب المنفذ»، مضيفاً أنه «لاحظ أن معقمات الأيدي الموجودة جديدة ومحلية الصنع، وتطرح للمرة الأولى».
ولفت إلى أن أحد منافذ البيع الكبرى في أبوظبي يسمح للمستهلكين بالحصول على أي عدد من معقمات الأيدي، رغم النقص الكبير فيها. وأفاد بأنه شاهد مستهلكاً يبدو أنه يمتلك بقالة، يحصل على أكثر من 50 قطعة من معقم الأيدي، واستمر يراقب ما إذا كان يتم السماح له بذلك، حيث سمحوا له بالفعل.
واتفقت عاليا ماجد في عدم وجود معقمات تحتوي على الكحول ونقص معقمات الأيدي، مطالبة بتوفيرها ووجود عروض عليها مثل المطهرات الأخرى لما لها من أهمية كبيرة في الوقاية من فيروس «كورونا».
معاناة
بدوره، قال المستهلك، محمد يوسف: «إنه عانى كثيراً في البحث عن منتجات تعقيم سائلة للأيدي في منافذ بيع وصيدليات بدبي والشارقة، خصوصاً تلك التي تتضمن نسب كحول عالية»، مشيراً إلى أنه لم يجد في منافذ البيع سواء الـ«سوبرماركت» أو المراكز التجارية والجمعيات تلك النوعية من المعقمات، وإنما وجد بعض الأنواع من علامات تجارية جديدة تباع بأسعار مرتفعة، مقارنة بمثيلاتها التي كانت موجودة في الأسواق سابقاً.
وأكد المستهلك، إبراهيم حمزة، أن معظم منافذ البيع لا تتوافر فيها معقمات كحولية للأيدي، بل هناك بعض الأنواع غير مكتوب على عبواتها أي بيانات تتعلق بمكونات المنتجات، وإن كانت تحتوي على نسب كحول من عدمه.
المناديل المبللة
وأفاد المستهلك، حسن الشيخ، بأن هناك نقصاً، أيضاً، في أنواع المناديل المبللة المعقمة التي تحتوي على نسب من الكحول، وكذلك بالنسبة لمواد التعقيم الكحولية، لاسيما من علامات تجارية شهيرة، مبيناً أن ما يتوافر، حالياً، إما أنواع معقمات خالية من الكحول، أو أنواع لعلامات تجارية جديدة تباع بأسعار مرتفعة.
وذكرت المستهلكة، سماح ناجي، أنها اضطرت إلى شراء عبوات تعقيم من علامات تجارية جديدة لم تجربها من قبل وبأسعار مرتفعة، مع النقص الحاد لتلك المنتجات في منافذ البيع، وعدم توافر العلامات التجارية الشهيرة لدى معظم المنافذ.
سحب غير مسبوق
إلى ذلك، قال مسؤول البيع بأحد المنافذ، رحمن محمد: «إنه لا توجد منذ أسبوع أي مطهرات ومعقمات تحتوي على الكحول، نتيجة سحب غير مسبوق لكل الكميات الموجودة خلال فترة تقل عن شهر»، مشيراً إلى زيادة الطلب بنسب جاوزت 300%، بعد تفشي «كورونا» عالمياً.
وأضاف أن «المعقمات، التي تحتوي على الكحول نفدت بسرعة، بينما تتوافر المعقمات الأخرى»، مشيراً إلى أنه «تم طرح معقم جديد للأيدي مصنوع محلياً، بعد نفاد بقية الكميات من الأنواع الأخرى المستوردة».
ولفت محمد إلى أن معظم المطهرات والمعقمات التي تحتوي على الكحول، خصوصاً المحتوية على نسب كبيرة تصل 70% مستوردة، بينما المنتجات في السوق المحلية لاتزال قليلة، ومن الصعب أن تفي بالاحتياجات بعد ارتفاع الطلب بشكل غير مسبوق.
منتجات محلية
في السياق ذاته، قال مسؤول البيع بمنفذ آخر، كو ألفين، إن الكميات التي كانت موجودة في المنفذ سابقاً نفدت بسرعة، لافتاً إلى أن الاستيراد يحتاج إلى بعض الوقت، في ظل ظروف تفشي «كورونا».
وذكر أن «هناك منتجات محلية من معقمات الأيدي طرحت، أخيراً، للمرة الأولى، ونجحت في سد جانب من النقص».
أما مسؤول البيع في أحد المنافذ الأخرى، الذي اكتفى بالتعربف عن اسمه بـ(ج.إن.إن)، قال: «إن تحديد قرار شراء قطعتين يعد مؤقتاً، نظراً للإقبال الكبير في الوقت الذي تقل فيه الكميات الموجودة، ولتصاعد الإقبال بشكل غير مسبوق لإتاحة الفرصة لجميع المستهلكين للحصول عليه».
زيادة الطلب
من جانبه، قال مدير المشتريات والعمليات في جمعية الإمارات التعاونية، وليد المغربي: «إنه مع زيادة الطلب بمعدلات فائقة على منتجات التعقيم السائلة للأيدي، لاسيما الكحولية منها، قل توافر بعضها في الأسواق بشكل عام، ما جعل بعض شركات التوريد تغطي الطلب بطرح منتجات تعقيم سائلة من علامات تجارية جديدة وبأسعار مرتفعة، خصوصاً مع عدم القدرة على رفع الأسعار للعلامات التجارية الشهيرة المتوافرة من قبل، مع رفض التعاونيات والمراكز التجارية تنفيذ أي زيادات إلا وفق موافقات رسمية بذلك».
عبوات محددة
واعتبر مدير إدارة الاتصال المؤسسي في مجموعة مراكز «اللولو التجارية»، ناندا كومار، أن ارتفاع الطلب على مواد التعقيم ولجوء البعض لشراء كميات كبيرة تفوق حاجته الفعلية لأغراض التخزين دون داعٍ، يعد من الأسباب الرئيسة لقلة توافر هذه المنتجات، الأمر الذي جعل إدارة المجموعة تحرص على تخصيص عمليات البيع بالقطعة وعبوات محددة للمستهلكين، وكذلك لمواجهة محاولات الاستغلال من بعض البقالات لشراء كميات كبيرة من منافذ البيع وإعادة بيعها بأسعار مرتفعة مرة أخرى للمستهلكين.
تأثر التوريد
قال المدير العام بجمعية أسواق عجمان التعاونية، سامي محمد شعبان، إنه من الطبيعي أن يكون هناك نقص في بعض أنواع مواد التعقيم السائلة، خصوصاً المحتوية على كحول، وذلك تأثراً بتباطؤ عمليات التوريد، وارتفاع الطلب عليها بمعدلات غير مسبوقة، خلال الفترة الأخيرة.
وأضاف أن انتشار فيروس «كورونا»، حول العالم، قد يكون من العوامل التي انعكست على وصول بعض شحنات التوريد لعدد من منتجات التعقيم إلى الدولة، لكنه أكد أن شركات التوريد عملت على توفير أنواع بديلة بشكل عام في الأسواق، ما جعل هناك تنوعاً في المتوافر، وفي الأسعار.
السبب الرئيس
أفاد مدير المبيعات بأحد مراكز التجزئة، ديبال شرون، بأنه رصد بعض المستهلكين يشترون كميات كبيرة، أخيراً، من عبوات التعقيم الكحولية، معتبراً أن هذا هو السبب الرئيس في نقص معظمها من الأسواق. وقال إن ذلك اضطر منافذ البيع للقبول بعلامات تجارية جديدة من المعقمات تباع بأسعار مرتفعة، مقارنة بأسعار مثيلاتها من منتجات العلامات التجارية الشهيرة، والتي أصبحت تشهد نقصاً في توافرها بشكل عام، متوقعاً عودة أسعار تلك المنتجات إلى طبيعتها خلال الفترة المقبلة، مع تزايد المنافسة بين شركات التوريد في طرح منتجات بديلة مختلفة.
• توريد علامات جديدة من مواد التعقيم بأسعار مرتفعة.
• المطهرات التي لا تحتوي على الكحول شهدت توافراً كبيراً.
وليد المغربي:
• «زيادة الطلب على المعقمات جعلت بعض الشركات تطرح منتجات جديدة بأسعار مرتفعة».
ناندا كومار:
• «مواجهة محاولة بعض البقالات شراء كميات كبيرة من مواد التعقيم، لإعادة بيعها بأسعار مرتفعة».