الأسواق.. ارتفاع في أسعار اللحوم والأسماك واختفاء للعروض المعتادة

أكد مستهلكون وجود ارتفاعات سعرية في أصناف من اللحوم البرازيلية والأسترالية، والأسماك في السوق المحلية، فضلاً عن ارتفاع في أسعار المعلبات مثل سمك التونة والفول.

ولفتوا لـ«الإمارات اليوم» إلى اختفاء العروض الخاصة على اللحوم والأسماك، والعديد من السلع حالياً، خلافاً لما اعتاد عليه المستهلكون، في وقت أرجع فيه مسؤولو منافذ بيع، الزيادات السعرية إلى ارتفاع الطلب مقارنة بحجم الاستيراد، وحظر صيد بعض أنواع السمك المحلي، وكلفة الشحن، وتقييد بعض الدول عمليات التصدير لديها، في ظل اجراءات بدأت تفرضها الدول بعد تفشي فيروس كورونا «كوفيد ــ 19».

لحوم مستوردة

وتفصيلاً، قالت المستهلكة نهاد مصطفى، إن أسعار أصناف من اللحوم البرازيلية والأسترالية ارتفعت من ما يراوح بين 35 و37 درهماً لتراوح بين 42 و45 درهماً للكيلوغرام، كما ارتفعت أسعار اللحوم النيوزيلندية من 46 إلى 54 درهماً للكيلوغرام.

وأكدت كذلك ارتفاع أسعار سمك البلطي في منفذي بيع كبيرين إلى 22.90 درهماً للكيلوغرام، مقارنة بسعره الذي لم يتغير خلال السنوات الست الماضية ويبلغ 15 درهماً.

ولفتت مصطفى إلى اختفاء العروض الخاصة على اللحوم والأسماك، والعديد من السلع الأخرى حالياً، خلافاً لما اعتاد عليه المستهلكون.

من جانبها، قالت المستهلكة شذا الأنور إنها اشترت كيلوغرام لحم الغنم الأسترالي من منفذ بيع بـ60 درهماً مقابل 46 درهماً سابقاً، في ما رواحت أسعار بعض أصناف اللحم البقري في العديد من منافذ البيع بين 47 و52 درهماً، مقابل أسعار راوحت بين 35 و38 درهماً سابقاً.

واتفقت مع نظيرتها في اختفاء العروض الخاصة على اللحوم، مشددة على أن ارتفاع الأسعار يثقل كاهل المستهلكين، نظراً للظروف الحالية، وقرب شهر رمضان المبارك.


التونة والفول

في السياق نفسه، قال المستهلك أحمد سالم إن هناك ارتفاعاً بصفة عامة في أسعار الأسماك واللحوم، إذ ارتفعت أسعار بعض أصناف السمك من 28 إلى 48 درهماً للكيلوغرام.

وأشار إلى ارتفاع أسعار اللحوم، ليسجل أقل نوع 35 درهماً للكيلوغرام، بما فيه الهندي والباكستاني المنشأ، على الرغم من أن السعر لم يتجاوز 25 درهماً سابقاً، في ما يراوح سعر كيلوغرام اللحم المفروم بين 32 و35 درهماً حالياً مقابل أسعار راوحت بين 25 و27 درهماً سابقاً. ولفت سالم إلى رفع أسعار المعلبات مثل سمك التونة والفول، بين نصف درهم ودرهم.

أما المستهلكة إيناس محمد، فأكدت لـ«الإمارات اليوم» أنها لاحظت ارتفاعاً في أسعار بعض أصناف الأجبان من 45 درهماً إلى 54 درهماً للكيلوغرام، فضلاً عن ارتفاع أسعار أصناف من اللحوم المستوردة بين خمسة وثمانية دراهم، واختفاء عروض التخفيضات على اللحوم والاجبان بشكل تام.

أسعار السمك

إلى ذلك، قال المستهلك أحمد عادل، إنه اضطر إلى شراء سمك مستورد، بعد ان لاحظ وجود ارتفاعات كبيرة في أسعار الأسماك عموماً، واختفاء المحلية منها.

بدوره، قال المستهلك سمير حسن، إن منافذ البيع تعرض الأسماك حالياً بأسعار مرتفعة للغاية، لافتاً إلى ارتفاع سعر كيلوغرام الروبيان بين 40 و60 درهماً مقارنة بأسعار راوحت بين 30 و45 درهماً للكيلوغرام، في ما ارتفع سعر سمك السلمون النرويجي ليراوح بين 50 و55 درهماً للكيلوغرام مقارنة بسعر بلغ 45 درهماً سابقاً.

أما المستهلك محمود إبراهيم فأكد كذلك وجود زيادات متباينة في أسعار الأسماك، منها «البلطي» المستورد الذي كانت أسعاره سابقاً تراوح بين 16 و18 درهماً للكيلوغرام، ليراوح حالياً بين 22 و23 درهماً.

كلفة الشحن

من جانبه، أكد مسؤول المبيعات في منفذ بيع بأبوظبي، إدريس إبراهيم، وجود ارتفاعات سعرية على عدد من السلع المستوردة، مرجعاً ذلك إلى ارتفاع كلفة الشحن في ظل الظروف الراهنة، وتقييد بعض الدول عمليات التصدير، لافتاً إلى أن منع صيد بعض أنواع السمك المحلية رفعت أسعار بعض أنواع السمك المستوردة.

أما مسؤول إحدى شركات الشحن، يحيى محمود، فقال إن الارتفاعات السعرية لا تقتصر على السوق الإماراتية فقط، مرجعاً ذلك إلى ارتفاع الأسعار في دول المنشأ، نتيجة الظروف الراهنة التي أدت إلى نقص المعروض، فضلا عن ارتفاع كلفة الشحن بنسب متفاوتة. وأكد أن بعض الموردين يتحملون جانباً من الكلفة، حتى لا يتم رفع الأسعار بشكل كبير، خصوصاً بالنسبة للحوم.

زيادة مؤقتة

بدوره، قال مدير المبيعات في مركز للتجزئة، ديبال شرون، إن زيادات أسعار بعض أصناف الأسماك مؤقتة، وترجع إلى الطلب المرتفع خلال الفترة الماضية، وانخفاض التوريد، وهو ما يجرى التعامل معه عبر الاتفاق مع شركات توريد لزيادة كميات الاستيراد.

واتفق مسؤول البيع في قسم الأسماك بمراكز تجاري، علي حسان، بأن الارتفاعات السعرية للأسماك مؤقتة، ومرتبطة بتحديات الاستيراد بكميات كبيرة خلال الفترة الأخيرة.

وتوقع أن تعود الأسعار إلى معدلاتها السابقة مع إتاحة الصيد المحلي لأنواع مثل «الشعري» و«الصافي»، وتراجع الضغط على الأنواع المستوردة.


قيود التصدير

من جهته، قال مدير إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، الدكتور هاشم النعيمي، إن مسألة السيطرة على الأسعار هي إحدى الأولويات التي تعمل فرق الوزارة، بالتعاون مع شركائها في السلطات المحلية، لضمان ضبطها.

وأكد أن الفترة الماضية شهدت إغلاقات ومخالفات وإنذارات بالجملة، للعديد من منافذ البيع التي رفعت أسعار سلع غذائية وغير غذائية.

ودعا النعيمي المستهلكين إلى الإيجابية وإرسال الشكاوى إلى الوزارة والدوائر الاقتصادية في حالة رفع الأسعار للتحقيق فيها، والتعرف على أسبابها الحقيقية.

ولفت إلى أن بعض الدول التي تستورد منها الإمارات فرضت حظر تجول، وقيوداً على التصدير، ما أدى إلى ارتفاع في أسعار سلع يتم توريدها إلى جميع دول العالم وليس الإمارات فقط.


تحقيق ربح

إلى ذلك، أكد خبير شؤون التجزئة ابراهيم البحر، وجود مبالغات في أسعار بعض السلع من جانب بعض التجار، لتحقيق هوامش ربح عالية، استغلالاً لزيادة الطلب.
وأوضح أن ذلك لا ينفي ارتفاع أسعار الشحن وتأثير ذلك على بعض السلع المستوردة، لا سيما اللحوم التي تنقل جواً في معظمها، مشيراً إلى أن منع صيد بعض الأسماك المحلية أدى إلى زيادة الطلب على أصناف مستوردة ورفع سعرها.


طلب استهلاكي كبير

أما المدير العام في جمعية أسواق عجمان التعاونية، سامي محمد شعبان، فأرجع ارتفاع أسعار الأسماك، إلى الطلب الاستهلاكي الكبير، وحظر صيد بعض الأنواع المحلية سابقاً مثل «الشعري» و«الصافي»، مع السماح بصيدهما أخيراً، متوقعاً أن تعود الأسعار إلى معدلاتها السابقة تدريجياً خلال الأيام المقبلة.

ولفت إلى وجود قيود على شركات التوريد عموماً لمنع زيادة أسعار السلع الغذائية دون موافقات رسمية، وهو ما دعم استقرار أسعار السلع الغذائية بشكل عام أخيراً.

الأكثر مشاركة