مستأجرون: مبادرات الإعفاء من الإيجارات مطلوبة وتحتاج دعم المُلاك
طالب مستأجرون، مُلاك العقارات، بالنظر إلى الأوضاع التي يمرون بها حالياً، لافتين إلى أن جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد ــ 19)، تسببت في تعثرات مالية وعدم دفع الاستحقاق الإيجاري في وقته لدى بعض المستأجرين.
وأكدوا أن مبادرات إعفاء المستأجرين، وإن كانت فردية، فإنها جيدة ومطلوبة، لكن المشكلة في مالك العقار.
وكان عاملون في القطاع العقاري أطلقوا في الفترة الأخيرة مبادرات فردية تهدف إلى إعفاء المستأجرين من القيم الإيجارية لفترات محددة، منها مبادرة «#ملاك_الخير»، و«ساعد_ مستأجرينك».
وأوضحوا لـ«الإمارات اليوم» أن المبادرات تشجع أصحاب العقارات على اتباع نهج إنساني تجاه المستأجرين في هذا الوقت من الأزمة، معربين عن أملهم في أن تزداد مثل هذه السلوكيات الاجتماعية الخيرية في المستقبل، لتشمل عدداً كبيراً من الملاك.
هموم وهواجس
وتفصيلاً، قال المستأجر فؤاد محمدي، وهو صاحب محل تجاري، إن دفع القيمة الإيجارية أصبح هاجساً بالنسبة له، لافتاً إلى أن مالك العقار يلاحقه يومياً، دون مراعاة لظروف عمله.
وأضاف أن ما نمر به حالياً من أزمة صحية طالت دول العالم جميعاً، أوقعته في تعثر وجعلته عاجزاً عن دفع القيمة الإيجارية، ما يتطلب نظرة من ملاك العقارات.
من جانبها، قالت المستأجرة أشواق رأفت، إن الإيجارات العقارية أصبحت للبعض هماً، داعية من في استطاعته المساعدة إلى المبادرة في هذا التوقيت الصعب.
ورأت أن المبادرات التي تهدف إلى إعفاء المستأجرين، وإن كانت فردية، فإنها جيدة ومطلوبة، لأنها تعكس أحوال بعض المستأجرين وتساعدهم، لكن المشكلة ليست في المستأجر، وإنما في المالك الذي لا يريد أن يتعاطف، حسب قولها.
أما المستأجر «مجدي.س»، فقال إن مكتب إدارة العقارات يلاحقه يومياً لدفع شيك إيجاري متأخر عليه، مطالباً بدعم المستأجرين في هذه الفترة الصعبة، وتفعيل المبادرات التي أطلقت في القطاع العقاري دعماً للمستأجرين المتأثرين.
صندوق دعم
في السياق نفسه، قال المستأجر «م.عايش»، إن الشركة التي تدير البرج السكني الذي يقيم فيه، أخبرته أن تجديد العقد الإيجاري لوحدته السكنية سيكون بالقيمة نفسها، أو يترك العقار، مستبعداً قيام ملاك العقارات بأي إعفاءات، مراعاة للظروف الحالية.
من جهته، شدّد المستأجر «عبيدة. أ» على أهمية دعم المستأجر من خلال إنشاء صندوق لدعم متعثري الإيجارات من الأفراد والأسر، مشيراً إلى أن هذا المقترح جيد، لا سيما أن هناك أفراداً فقدوا وظائفهم، وآخرين في قطاع التجزئة لاتزال محالهم مغلقة.
أما المستأجر «باسم.ج»، فتساءل إذا كان مدير العقار لم يوافق على تأخير شيك، فهل سيوافق على الإعفاء؟ وقال: «دعم المستأجرين، ومبادرات الإعفاء مقترحات جيدة، لكنها تحتاج إلى دعم من قبل الملاك أنفسهم».
مبادرة «#مُلاك_الخير»
إلى ذلك، قال رئيس شركة «دبليو كابيتال» للوساطة العقارية، وصاحب مبادرة «#مُلاك_الخير»، وليد الزرعوني، إن مبادرة «#مُلاك_الخير» تهدف إلى دعم المستأجرين بشكل مباشر من خلال إعفائهم من الإيجارات لفترة لا تقل عن ثلاثة أشهر، مراعاة لظروفهم الحالية الناتجة عن تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد ــ 19).
وأضاف: «تشجع المبادرة، أصحاب العقارات على اتباع نهج إنساني تجاه المستأجرين في هذا الوقت من الأزمة، فهذه المبادرة تحتاج إلى دعم من الملاك».
وأكد الزرعوني أن تبني إجراءات دعم المستأجرين من قبل ملاك العقارات، سيعزز الشراكة الاستراتيجية، مشيراً إلى إعفاء بعض الملاك، المستأجرين، من دفع قيمة الإيجار أشهراً عدة.
وقال: «نحن بحاجة إلى مزيد من هذا الدعم من قبل الملاك تجاه المستأجرين».
«ادعم مستأجرين»
من جانبه، قال المدير العام لـ«شركة الليوان الملكي للعقارات» وصاحب مبادرة «#ساعد_مستأجرينك»، محمد حارب، إن الوضع الحالي يستلزم تكاتف جميع الأطراف اجتماعياً، فالأمر يأتي من منطلق تحمل المسؤولية تجاه المستأجرين.
وأكد حارب أنه أعفى المستأجرين في العقارات التي يملكها لمدة شهرين، وعندما عرض الفكرة على ملاك آخرين رحبوا بالفكرة، وأعفوا مستأجرين في عقاراتهم شهرين.
وعبر حارب عن أمله في أن تزداد مثل هذه السلوكيات الاجتماعية الخيرية في المستقبل، لتشمل عدداً كبيراً من الملاك.
دعوة للمساعدة
إلى ذلك، دعا الرئيس التنفيذي لـ«شركة ستاندرد لإدارة العقارات»، عبدالكريم الملا، أصحاب العقارات لإطلاق مبادرات خاصة لدعم المستأجرين لديهم، والتخفيف من الضغوط الاقتصادية عليهم، ومساعدتهم على تجاوز هذه الأوضاع الطارئة الناتجة عن أزمة فيروس كورونا، وذلك بتقديم إعفاءات من الإيجارات لأصحاب الوحدات السكنية، لفترات معينة، حسب مقدرة كل منهم.
مالك عقار: ملتزمون تجاه البنوك
قال مدير عقاري، هاني بهجت، إن لدى الملاك رغبة في مساعدة المستأجرين، إلا أن عليهم التزامات مالية تجاه البنوك.
وأوضح: «هذه دائرة يؤثر كل من فيها على بعضهم بعضاً، فلو خففت البنوك على ملاك العقارات، فإن هؤلاء الملاك سيبادرون بالتخفيف والتسهيل على المستأجرين في عقاراتهم».
أما مالك العقار، «محمد.ل»، فقال لـ«الإمارات اليوم» إن العديد من ملاك العقارات ملتزمون أمام البنوك، فضلاً عن أن العقار قد يكون مصدر الرزق الوحيد عند بعض الملاك.
وأكد أن مالك العقار يريد التعاون مع المستأجر ومساعدته، لكن المشكلة في الضغوط التي يتعرض لها ذلك المالك.