مديرون: السياحة الداخلية تسهم في الانتعاش التدريجي للقطاع
أفاد مديرون بأن السياحة الداخلية ستلعب دوراً بارزاً في الانتعاش التدريجي لقطاع السياحة خلال الفترة المقبلة، مشيرين إلى أن معظم الزوار من الداخل سيفضلون النزول في المنتجعات والفنادق الشاطئية، التي توفر خيارات ترفيه واسعة، خصوصاً للعائلات.
وذكروا، لـ«الإمارات اليوم»، أنهم يعملون حالياً على تصميم العروض المخصصة للسياحة الداخلية، بالتنسيق مع المنشآت الفندقية، لافتين إلى أن التدابير الاحترازية ستجعل من دبي الوجهة السياحية الأكثر استعداداً لاستقبال السياح، في حال استئناف حركة النقل الجوي الدولي، وفتح الدول لأجوائها أمام حركة الطيران.
وأوضحوا أن السياحة الداخلية تستأثر بنسبة تراوح بين 25 و30% من معدلات الإشغال الفندقي في الأيام الطبيعية، لكنها ترتفع لتصل إلى نحو 50% خلال الأعياد والمناسبات.
السياحة الداخلية
وتفصيلاً، قال نائب الرئيس التنفيذي لشركة الريس للسفريات، محمد جاسم الريس، إن «السياحة الداخلية ستعلب دوراً في عملية الانتعاش التدريجي خلال الفترة المقبلة، في إطار العودة التدريجية لهذا القطاع الحيوي»، لافتاً إلى أنه «لجأ إلى طرح بعض العروض الجذابة، تزامناً مع عطلة عيد الفطر، ولاقت إقبالاً ملحوظاً».
وذكر أن «السياحة الداخلية مكون بارز وأساسي في نجاح القطاع، خلال السنوات الماضية، وهي تستأثر بنسبة إشغال كبيرة لدى المنشآت الفندقية في مختلف المواسم»، لافتاً إلى أن «الوجهات والمرافق السياحية في دبي توفر بدورها العديد من خيارات الترفيه، التي تستقطب الزوار على الدوام من الداخل والخارج».
وتابع: «تمتاز السوق الفندقية في دبي بحجمها الكبير، إذ تضم نحو 130 ألف غرفة، ولذلك لا يمكن لقطاع السياحة الداخلية فقط مواكبة العرض المتاح في السوق»، مشيراً إلى أن «معظم الزوار من الداخل سيفضلون النزول في المنتجعات والفنادق الشاطئية، التي توفر خيارات ترفيه واسعة، خصوصاً للعائلات».
وقال الريس: «مع عودة حركة النقل الجوي، فإن السوق ستواصل الانتعاش بشكل تدريجي». وأضاف أن «الشركة تعمل حالياً على تصميم العروض المخصصة للسياحة الداخلية، بالتنسيق مع المنشآت الفندقية»، مشيراً إلى أن «قطاع السياحة في الإمارة يمتلك العديد من المقومات التي تؤهله للعودة بقوة، متى تتوافر الظروف المناسبة مع عودة حركة النقل الجوي، خصوصاً في ظل التدابير والاستعدادات التي اتخذتها لضمان صحة وسلامة النزلاء والزوار».
معدلات الإشغال
من جهته، قال المدير العام لفندق «تماني مارينا»، وليد العوا، إن «السياحة الداخلية تستأثر بنسبة تراوح بين 25 و30% من معدلات الإشغال الفندقي في الأيام الطبيعية، لكنها ترتفع لتصل إلى نحو 50% خلال الأعياد والمناسبات في السوق المحلية»، لافتاً إلى أن «قطاع السياحة الداخلية رافد أساسي ومهم من منظومة القطاع السياحي في دبي».
وبيّن العوا أن «الفنادق الشاطئية بدأت تتلقى حجوزات ملحوظة من السوق المحلية، خصوصاً خلال عطلة نهاية الأسبوع، فيما تتباين أداء الشقق الفندقية وهي تحقق معدلات مقبولة، لأنها تستقطب عادة نزلاء يقيمون لفترات طويلة تمتد لأشهر».
ولفت إلى أن «الفنادق التي تتركز مواقعها داخل المدينة، ستحتاج إلى إعادة بدء النشاط السياحي على المستوى الدولي، سواء أكان بغرض الترفيه، أو سياحة الأعمال»، مشيراً إلى أن «دبي تمتاز بمقومات سياحية فريدة، وهي ضمن قائمة أكثر مدن العالم زيارة، وانطلاقاً من ذلك ستستحوذ على حصة كبيرة من حركة السياحية العالمية بمجرد استئنافها».
قطاع السياحة
من جانبه، قال المدير العام لشركة بالحصا للسياحة، ناروز سركيس، إن «قطاع السياحة في دبي اتخذ العديد من التدابير الاحترازية، في إطار توفير شروط السلامة للزوار والنزلاء، مع بدء رفع القيود بشكل تدريجي»، مشيراً إلى أن «هذه التدابير ستجعل من الإمارة الوجهة السياحية الأكثر استعداداً لاستقبال السياح، في حال استئناف حركة النقل الجوي الدولي، وفتح الدول لأجوائها أمام حركة الطيران».
وأضاف أنه «في المرحلة الحالية، تعول الفنادق على السياحة الداخلية للانتعاش التدريجي، وتقليل التكاليف التشغيلية»، لافتاً إلى أن «السياحة الداخلية قطاع قوي قادر على الإسهام في رفع معدلات الإشغال بشكل تدريجي، لحين عودة حركة السياحة الدولية». وذكر أن «قطاع السياحة الداخلية سيقتصر على سياحة العائلات بالدرجة الأولى، خصوصاً خلال عطلة نهاية الأسبوع».
تدابير وآليات
قال رئيس شركة «العابدي»، القابضة للسياحة والسفر، سعيد العابدي، إن «دبي واصلت خلال الفترة الأخيرة، اتخاذ العديد من التدابير والآليات التي مكنتها من بدء استئناف الحركة الاقتصادية، ما ينعكس إيجاباً على مختلف القطاعات الاقتصادية بمرور الوقت وخلال الفترة المقبلة».
ولفت إلى أن «الانتعاش القوي لقطاع السياحة في الإمارة، يرتبط بدرجة كبيرة بحركة النقل الجوي الدولي، وفتح الحدود الدولية، لكن ذلك لا يعني أنه لا يستطيع الاستفادة من الفرص المتاحة، خصوصاً في ما يتعلق بالسياحة الداخلية».
وبيّن أنه «في ظل العدد الكبير من الغرف الفندقية المتاحة في السوق، فإن المنشآت ستلجأ إلى طرح العديد من العروض الترويجية وبأسعار مخفضة، لجذب أكبر عدد من المتعاملين»، مؤكداً أن «العروض الترويجية - على الدوام - تلعب الدور الأهم في رفع مستويات الطلب».
وذكر العابدي أن «عملية الانتعاش ستكون تدريجية مرتبطة بالعديد من العوامل، لكن الاستعداد مبكراً يؤهل قطاع السياحة في دبي لأخذ مكانة بارزة مع استئناف النشاط السياحي عالمياً»، مشيراً إلى أن «قطاع السياحة في دبي يمتاز بمرونة كبيرة في التعامل مع مختلف التحديات، في ظل الخبرات الكبيرة والشراكات التي تمتلكها».
إنفاق السياحة الداخلية
قدرت بيانات لمجلس السياحة والسفر العالمي، إنفاق سكان الإمارات، على السياحة والسفر داخل السوق المحلية بنحو 43 مليار درهم خلال العام الماضي، مقارنة بـ41.2 مليارا في العام السابق، بنسبة نمو تصل إلى نحو 4.32%، فيما قدر المجلس إنفاق السياح الدوليين داخل السوق الإماراتية بنحو 146 مليار درهم في 2019، وبنمو يصل إلى 7.43%.