متخصصون: أتاحت تقريب المشاركين ومواصلة الأعمال وأسهمت في خفض الكلفة
«كورونا» يرفع الإقبال على المعارض الافتراضية 100%
أكدت شركتان متخصصتان في تنظيم المعارض، وخبيران في الإعلام الرقمي والإنترنت، نمو قطاع تنظيم المعارض والفعاليات الافتراضية بنسبة 100% خلال الأشهر الماضية، بعد أن تعذر تنظيمها واقعياً بسبب تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وأوضحوا لـ«الإمارات اليوم» أن تلك الفعاليات أتاحت تقريب المشاركين، ومواصلة الأعمال، وأسهمت في خفض كلفة تنظيم وحضور تلك الفعاليات، لافتين إلى أن المعارض الافتراضية لن تكون بديلاً للمعارض والأحداث الواقعية التقليدية على المدى البعيد، رغم مزاياها المتعددة.
حلول متعددة
وتفصيلاً، قالت مديرة التسويق والاتصالات في شركة «أفايا» العالمية، إيمان غريب، إن تنظيم المعارض والفعاليات الافتراضية قدم حلولاً عدة، إذ أتاحت تقريب الناس، ومواصلة الأعمال، ودعم القطاع الطبي والتعليم، وغيرها من الأنشطة التي ساعدت الناس على تخطّي المصاعب، لافتة إلى تحقيقها وفراً كبيراً في التكاليف خلال مرحلة التدابير الاحترازية التي اتخذتها دول العالم للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وأضافت غريب أن شركات عدة في الدولة، نظمت معارض افتراضية وفرت فرصاً للآلاف للمشاركة، موضحة أن تلك المعارض عبارة عن منصة رقمية تتضمّن قاعات مختلفة وأجنحة شركات، يتم من خلالها استعراض المنتجات والخدمات والحلول.
نمو متوقع
وتوقعت غريب أن يستمر هذا النوع من المعارض طوال فترة ما تبقى من العام، مشيرة إلى أنه يمنح الشركات معلومات قيّمة متصلة بأعداد الزوار، واهتماماتهم، وتوجّهاتهم، ومدى نجاح حلول الشركات ومنتجاتها وكل ما يتعلق بالتسويق الافتراضي.
وأكدت أن المعارض والأحداث الافتراضية، نمت في دولة الامارات بنسبة جاوزت 100% منذ بدء أزمة «كوفيد-19»، مشيرة إلى أن «أفايا» شكلت منصة رقمية تستضيف من خلالها معارض وأحداثاً ومؤتمرات افتراضية، تزامناً مع مواصلة تطوير حلولها للقطاعات الاقتصادية والتجارية المختلفة.
ولفتت إلى ارتفاع استخدام المنصة بالاتصالات عبر الفيديو والتعاون بين فرق العمل، بنحو 2000%، فيما تم تسليم نحو 400 ألف إجازة استخدام جديدة خلال أزمة «كوفيد-19».
تحديات أمام الشركات
وذكرت غريب أن من أبرز التحديات التي تواجه المعارض الافتراضية، هو أنها لا تتيح فرصة الحوار المباشر، والمحافظة على ولاء المتعاملين، وثقة الشركاء، بالدرجة نفسها التي تتيحها المعارض الفعلية، لافتة إلى أن التكنولوجيا أتاحت فعل ما كنا نراه مستحيلاً في الماضي، لكن البشر يحتاجون كذلك إلى ممارسة الأعمال القائمة على العلاقات الإنسانية المباشرة.
منصة رقمية
في السياق نفسه، قال خبير الإعلام الرقمي والمحاضر في كلية الدار الجامعية بدبي، محمد الفقي، إن التداعيات الناجمة عن فيروس «كورونا» أدت الى تحقيق قطاع جديد مثل قطاع المعارض والأحداث الافتراضية نمواً كبيراً نتيجة قيام جهات حكومية وشركات بتنظيم معارض عبر الإنترنت في قطاعات مختلفة مثل الصناعة، والسياحة، والتعليم المدرسي، والجامعي.
وأوضح أن المعرض الافتراضي منصة رقمية مقسمة إلى أجنحة وأقسام تتيح الاطلاع على محتوياتها، مع توفير خاصية التحدث إلى المسؤولين عن تلك الأقسام، ومشاهدة الفيديوهات المرفقة.
واتفق الفقي على وجود مزايا كثيرة للمعارض الافتراضية أهمها سهولة التحضير، وانخفاض كلفة الاشتراك، مقارنة بالمعارض الواقعية، فضلاً عن ضخامة أعداد المشاركين التي تصل إلى الآلاف، وتنوعهم، نظراً لأن الاشتراك لا يتطلب نفقات السفر والتنقل، إضافة إلى توفير نفقات طباعة المنشورات، فيما يعد أبرز التحديات عدم وجود تواصل مباشر، وغياب شريحة غير المُلمّين بالتكنولوجيا.
وأكد الفقي أن التطبيقات المجانية التي أتاحتها هيئة تنظيم الاتصالات لعبت دوراً في دعم المعارض الافتراضية، كما اشترك عدد من الشركات في هذه التطبيقات بمقابل مادي لتنظيم المعارض والمؤتمرات والاجتماعات الداخلية لموظفيها لفترات طويلة.
استمرار عمل الشركات
في السياق نفسه، قال نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للإنترنت الآمن، المهندس عادل الكاف الهاشمي، إن تنظيم المعارض والأحداث افتراضياً، والمشاركة فيها، جاء للتغلب على تحديات عدم إمكانية تنظيمها واقعياً بعد تفشي «كوفيد-19»، وفي ضوء الإجراءات الاحترازية وضرورة التباعد الاجتماعي.
واعتبر الهاشمي تنظيم بعض الفعاليات افتراضياً، حلاً مهماً في هذه المرحلة لاستمرار عمل بعض الشركات، مع خفض كلفة الأعمال، وتحقيق نمو في المبيعات، مشدداً على أن المعارض الافتراضية لن تكون بديلاً للمعارض والأحداث الواقعية على المدى البعيد، رغم مزاياها المتعددة.
وأكد الهاشمي أهمية التواصل المباشر بين البائع والمشتري بالنسبة لبعض المنتجات للتحقق من جودة المنتجات المعروضة، وسمعة الجهات العارضة، داعياً الشركات المشاركة في هذه المعارض الى تقديم معلومات موثقة عبر الوسائل التقنية الحديثة حول الشركات نفسها، والمنتجات المعروضة، والشهادات الخاصة بالجودة.
مزايا متعددة
قال الرئيس التنفيذي لشركة «يونيفر» المتخصصة في تنظيم المعارض والمؤتمرات، أحمد أبوشيخة، إن شركات عدة نظمت في الدولة معارض وأحداثاً افتراضية تنوعت بين معارض تعليمية وسياحية وعقارية خلال أزمة «كوفيد-19»، لافتاً إلى مشاركة أعداد كبيرة من الشركات فيها، في وقت حقق فيه القطاع نمواً كبيراً بنسب زادت على 100% خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وتوقع أبوشيخة استمرار النمو في هذا القطاع، حتى بعد انتهاء أزمة «كوفيد-19»، بعد أن تحققت الشركات من المزايا العديدة للمعارض الافتراضية، وأهمها سهولة المشاركة من أي مكان في العالم، وخفض كلفة المشاركة، وتنظيم المعلومات التي حصل عليها المشارك من خلال خواص معينة.
ولفت إلى أن الميزة الرئيسة للمعارض الفعلية التي تقام على أرض الواقع، هي التواصل المباشر الذي يفضله البعض، واختبار جودة المنتجات بالنسبة للمعارض الصناعية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news