طالبوا المطورين بالتركيز عليها خلال الفترة المقبلة
عقاريون: الإجراءات الاحترازية سترفع الطلب على «المساحات المكتبية الواسعة»
أفاد خبراء عقاريون بأن هناك تأثيرات متباينة لأزمة «كورونا» في المنتج العقاري المكتبي، بعضها سلبي والآخر إيجابي، مرجعين ذلك إلى أسباب عدة، أبرزها الإجراءات الاحترازية، والعمل عن بُعد، وتقليل النفقات للشركات، وتطور الكثير من التقنيات.
وأشاروا، في تصريحات لـ«الإمارات اليوم»، إلى أن أبرز التأثيرات الإيجابية تتمثل في إمكانية زيادة الطلب على المساحات المكتبية الأكثر اتساعاً وذلك بدعم من تطبيق الإجراءات الاحترازية والتباعد الجسدي. بينما في المقابل من الممكن أن يؤدي تطبيق سياسات العمل عن بُعد وترشيد الإنفاق من قبل الشركات، إلى تأثيرات سلبية على مستوى الطلب الكلي للمنتج العقاري المكتبي.
المنتج العقاري
وتفصيلاً، قال الرئيس التنفيذي لشركة «ستاندرد لإدارة العقارات»، عبدالكريم الملا، إن «المنتج العقاري من المكاتب سيتغير نتيجة تقليص المساحات، بفعل تقليل العمالة من المكاتب، مع وجود فرص للعمل من المنزل، رسختها أزمة (كورونا)»، مشيراً إلى أن كثيراً من الشركات العالمية، أصبح يعتمد فعلياً على العمل عن بعد، ما سيكون له تأثير كبير في قطاع المكاتب خلال الفترة المقبلة، حيث من المتوقع أن يزيد الطلب على فئات معينة من المكاتب، وهي المكاتب ذات المساحات الواسعة، بالتزامن مع الإجراءات الاحترازية المتبعة في الفترة الراهنة، كالتباعد الجسدي بين الموظفين، التي من المتوقع أن تطول لفترة من الوقت.
وأوضح أن هناك تغيراً في الطلب الكلي على قطاع المكاتب، بالتزامن مع إمكانية ترشيد الإنفاق من قبل الشركات التي ستكون لها أولوية لدى كثير منها في السنوات المقبلة، لاستيعاب التداعيات الاقتصادية الناجمة عن الوباء، ولاسيما بالتزامن مع نجاح تجربة العمل عن بُعد في كثير من الشركات، حيث أسهمت هذه التجربة التي فرضتها الظروف الصحية، في النظر إلى بند الإيجارات باعتباره من الخيارات الأكثر طرحاً لخفض النفقات.
سوق المكاتب
من جانبه، قال نائب رئيس الاتحاد الدولي للعقاريين العرب، الدكتور محمود هشام البرعي، إن «سوق المكاتب ستتأثر بعوامل عدة، أولها الانتقال إلى ثقافة العمل عن بعد، التي يتوقع أن تستمر أغلب الشركات فيها حتى بعد انتهاء الجائحة، ما سينعكس سلباً على عنصر الطلب على المساحات التجارية من باب تقليل التكاليف، مع صعود نجم المكاتب المشتركة عند الشركات الصغيرة والمتوسطة، ومن المتوقع أن يزيد الطلب على المكاتب ذات المساحات الواسعة، بالتزامن مع الإجراءات الاحترازية المتبعة، لذلك يتوجب على مطوري العقارات المكتبية تغيير استراتيجياتهم، وإمكانية إعادة تخطيط المشروع بشكل يتماشى مع المعطيات الجديدة».
بيئة العمل
بدوره، قال المدير الإداري لشركة «هاربور العقارية»، مهند الوادية، إن «التوقعات تشير إلى تغيير في بيئة العمل يتم الآن بشكل إجمالي، وهو ما سيؤثر في قطاع المكاتب والطلب عليه، والشكل المستقبلي المتوقع لما ستكون عليه مكاتب الشركات، بالتزامن مع الأزمة الصحية وما فرضته من إجراءات التباعد الاجتماعي وغيرها من الإجراءات الاحترازية، حيث من المتوقع أن يزيد الطلب على المساحات المكتبية الواسعة في مقابل المكاتب الضيقة، التي من الممكن أن تنخفض إيجاراتها في المستقبل في مقابل ارتفاع الفئة الأولى».
وأشار إلى أن من المتوقع أن يقل الطلب على المساحات المكتبية في أعقاب أزمة «كورونا»، بالتزامن مع اتجاه الشركات إلى زيادة حصة العمل عن بعد، مقارنة بفترة ما قبل الأزمة، مؤكداً أنه على المطور العقاري، الذي يعمل في تطوير مثل هذا النوع من المنتجات العقارية، أن يضع تصورات عن مستقبل هذه المكاتب، حتى لا يعرض نفسه للخسارة مع هذه التقلبات في السوق.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news