انخفاض الطاقة التشغيلية أثر في إيراداتها
مجموعة مطاعم دبي تعتزم بحث التمويل والقيم الإيجارية بعد «كورونا»
أكدت مجموعة عمل المطاعم في دبي أن قطاع المطاعم هو أحد أكثر الأنشطة التجارية تأثراً بفيروس فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، لافتة إلى وجود نحو 14 ألف مطعم في دبي.
وأوضحت أن القطاع تأثر بصورة كبيرة حتى بعد إعادة الافتتاح، مع الالتزام بسياسة التباعد الاجتماعي التي قللت من الطاقة التشغيلية، مشيراً إلى أن المجموعة ستدرس تحديات ما بعد «كورونا» التي تتعلق بالتمويل من قبل المؤسسات المصرفية، فضلاً عن إعادة النظر في القيم الإيجارية للمطاعم، مع انخفاض الطاقة التشغيلية.
قطاع المطاعم
وتفصيلاً، أكد رئيس مجموعة عمل المطاعم في دبي، التي تعمل تحت مظلة غرفة تجارة وصناعة دبي، ومالك مجموعة «تاشاس»، مبارك بن فهد، أن قطاع المطاعم هو أحد أكثر الأنشطة التجارية تأثراً بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، داعياً إلى توحيد جهود العاملين في هذا القطاع، للوقوف على التحديات التي تواجهه، واتخاذ الإجراءات التي تكفل مساعدة المطاعم على تجاوز تأثيرات الجائحة.
وأضاف لـ«الإمارات اليوم» أن تأسيس المجموعة يوحّد أصوات الشركات العاملة والمستثمرة في هذا القطاع، ويخدم أهدافها ومصالحها ونشاطاتها المهنية، لاسيما خلال الفترة الحالية، مشيراً إلى أن قطاع المطاعم واحد من أكبر القطاعات التجارية في دبي من حيث عدد المنشآت، إذ يصل عدد المطاعم العاملة في دبي إلى نحو 14 ألف مطعم بحسب إحصاءات رسمية.
وشدد على أن التعاون خلال الفترة المقبلة سيركز على تشجيع أصحاب المطاعم على الانضمام للمجموعة، من أجل تنسيق التواصل مع الهيئات الحكومية المعنية، في ما يختص بالتشريعات والمبادرات التي تخدم نشاطاتهم المؤسسية، وتوفر لهم قيمة مضافة في سوق العمل.
تحديات وإجراءات
وأوضح بن فهد أن قطاع المطاعم في دبي واجه تحديات تتعلق بالمنافسة، وتوافر العرض، قبل تفشي جائحة «كورونا»، مؤكداً أن الإجراءات الاحترازية، التي اتخذت للحفاظ على حياة الأفراد وصحتهم بالإغلاق الكلي والجزئي، كانت قرارات شجاعة، ووضعت الصحة العامة أولاً.
ولفت إلى أن قطاع المطاعم تأثر بصورة كبيرة حتى بعد إعادة الافتتاح، مع الالتزام بسياسة التباعد الاجتماعي التي قللت من الطاقة التشغيلية للمطاعم، وبالتالي خفضت من إيراداتها وأثرت في أسلوب عملها.
وتابع: «قلق المستهلكين وحذرهم في التعامل مع المطاعم بصورة خاصة، أديا إلى تأثير ملموس في القطاع، وتوقف بعد الأنشطة تماماً وتعثر بعضها».
أولويات الإنفاق
وأشار بن فهد إلى أن بقاء الأفراد في المنزل، انعكس على سلوكيات الرغبة في التسوق وارتياد المطاعم، لافتاً إلى أن شراء الطعام من المطاعم والتوصيل إلى المنزل ليسا كافيين لتغطية الكلفة التشغيلية للمنشأة، كما أنهما لا يصلحان لكل أنواع الأطعمة.
وقال إن أزمة «كورونا» أثرت في الأعمال الأخرى، وفي الرواتب، والدخول المالية، وبالتالي إعادة ترتيب أولويات الإنفاق لدى الأفراد والعائلات، حيث كان لأنشطة الترفيه ومن بينها ارتياد المطاعم والفنادق، جزء رئيس من عملية إعادة هيكلة الإنفاق الفردي على مستوى المجتمعات.
الاحتياطي النقدي
وذكر بن فهد أن كل القطاعات تأثرت بشكل متفاوت بالجائحة، لكن التأثير كان واضحاً وملموساً لدى قطاع المطاعم، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من المطاعم ليست لدية قدرة مالية على التعامل مع الأزمات على المدى الطويل، ذلك أن الاحتياطي النقدي لدى بعض المطاعم لا يمكّن من الصمود وتغطية الإنفاق ودفعات الموردين لمدة تزيد على شهرين، إذ يرتبط العمل بدورة محددة تتصل بقنوات التوريد وحسابات كلفة التشغيل التي تتضمن قيمة الإيجار ورواتب الموظفين وغيرهما.
ما بعد «كورونا»
وقال بن فهد إن المجموعة ستدرس تحديات ما بعد «كورونا»، التي تتعلق بالتمويل أيضاً، إذ لا تمول المؤسسات المصرفية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومن بينها المطاعم، كما تجب دراسة إعادة النظر في القيم الإيجارية للمطاعم، مع انخفاض القدرة التشغيلية التي تفرضها إجراءات التباعد الاجتماعي.
وأعاد التذكير بأن التباعد الاجتماعي يقلل عدد الطاولات المتاحة للاستخدام في المطعم الواحد، وبالتالي يؤثر في حجم مبيعات المطعم وإيراداته، وهو ما يجب أن يؤخذ في الاعتبار عند تقدير القيمة الإيجارية للمطاعم، خصوصاً تلك التي تعمل داخل المراكز التجارية.
ثقة المستهلكين
وشدد بن فهد على أهمية زيادة ثقة المستهلكين بقطاع المطاعم، والإجراءات التي تخذ للسلامة الصحية والحفاظ على حياة الأشخاص، مشيراً إلى أن ثقة المستهلكين عنصر مهم جداً لإعادة الطلب على ارتياد المطاعم.
وأضاف أن إحدى أهم الخطوات، خلال الفترة المقبلة، ضم المطاعم تحت مظلة المجموعة، لحصر التحديات ومناقشتها وعرضها على الجهات المعنية.
مجموعة عمل المطاعم
أعلنت غرفة تجارة وصناعة دبي، في يوليو الماضي، عن تأسيس «مجموعة عمل المطاعم» في دبي، لتشكّل مظلة تجمع أبرز الشركات والمؤسسات العاملة في القطاع، الذي يعد جزءاً أساسياً من قطاع الأغذية والمشروبات في الإمارة.
وأكدت «غرفة دبي» أن الإمارة وجهة رائدة للمطاعم المتخصصة في المطابخ العالمية، لافتة إلى أن المطاعم جزء أساسي من بيئة الأعمال المتنامية في دبي، التي يقيم فيها أكثر من 200 جنسية، إضافة إلى توافد زوار من أنحاء العالم، ما يتطلب توافر مطاعم تقدم كل الأذواق والثقافات.
رؤية مستقبلية
أشار رئيس مجموعة عمل المطاعم في دبي، مبارك بن فهد، إلى أن المجموعة التي تشكلت من تسعة أعضاء، ستركز جهودها خلال الفترة المقبلة على الارتقاء بسوق وأداء المطاعم في الإمارة، وتنسيق الجهود المشتركة وتحديد الأولويات للفترة المستقبلية، واتساق الجهود مع المبادرات الحكومية الخاصة بالقطاع، إضافة إلى العمل على التخفيف عن المطاعم من التأثيرات السلبية لـ«كوفيد-19».
وقال: «سنعمل على تعزيز العمل لبناء مستقبل مستدام لقطاع المطاعم في دبي، والعمل لإعادة هذا القطاع إلى الطريق الصحيح، والإسهام في بناء مستقبل جديد له».
- قطاع المطاعم أحد أكثر الأنشطة التجارية تأثراً بفيروس «كوفيد-19»
- إجراءات الإغلاق الكلي والجزئي كانت قرارات شجاعة، ووضعت الصحة العامة أولاً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news