الكمامات.. قطاع أعمال جديد للشركات.. وخيارات متنوعة للمستهلكين
أكد مسؤولو منافذ بيع لتجارة التجزئة، لـ«الإمارات اليوم»، أن تداعيات فيروس كورونا المستجد (كوفيدـ19)، فرضت سوق الكمامات قطاع أعمال جديداً، رفع حدة التنافسية بين الشركات الموردة، ووفر خيارات متنوعة للمستهلكين، لافتين إلى انخفاض متوسط سعر علبة الكمامات التي تحتوي على 50 قطعة، من 130 درهماًـ خلال مارس 2020، إلى ستة دراهم حالياً.
وأظهرت جولة ميدانية، لـ«الإمارات اليوم»، في أسواق دبي والشارقة، تنوعاً في الكمامات، من حيث العلامات التجارية، والأنواع والأشكال، فيما تباين سعر الكمامة المصنوعة من القماش بين ثلاثة دراهم و99 درهماً، بحسب جودة القماش، وما إذا كانت مزودة بفلتر أم لا، فضلاً عن عدد طبقات القماش فيها.
جولة ميدانية
وتفصيلاً، كشفت جولة ميدانية، لـ«الإمارات اليوم»، في أسواق دبي والشارقة، تنوعاً كبيراً في أنواع وأشكال الكمامات، فضلاً عن تباين كبير في أسعارها، إذ راوح سعر العلبة التي تحتوي على 50 قطعة، وتستخدم لمرة واحدة، بين ستة دراهم و50 درهماً، بحسب جودتها، ومنافذ البيع التي تعرضها.
وتفاوت سعر الكمامة المصنوعة من القماش، والقابلة للغسيل بين ثلاثة دراهم و99 درهماً، وفقاً لخامات التصنيع وجودتها، وما إذا كانت مزودة بفلتر داخلي أم لا؟ فضلاً عن عدد طبقات القماش فيها.
تنوع الألوان
كما بينت الجولة تنوعاً في ألوان الكمامات ذات الاستخدام للمرة الواحدة، التي كانت تقتصر على اللون الأزرق الفاتح، لتشمل، حالياً، ألواناً تلبي أذواق المتعاملين، من أبرزها: البنفسجي، والوردي، والأسود، والأبيض.
كما تنوعت الكمامات المخصصة للأطفال، التي لم تكن موجودة من قبل بشكل ملحوظ، وبدأت في الانتشار التدريجي، إذ تظهر على بعضها أشكال مطبوعة لشخصيات كرتونية شهيرة، أو رسومات مخصصة للأطفال، ويراوح سعرها بين 30 و48 درهماً، للعبوة التي تتضمن 50 قطعة.
علامات تجارية
ورصدت الجولة، كذلك، ظهور كمامات بعلامات تجارية في قطاع الملابس الجاهزة أو الملابس الرياضية، مثل علامة «أميركان إيغل»، التي طرحت عبوات لكمامات مصنوعة من القماش تتضمن ثلاث قطع، منها المصمم للنساء بسعر 50 درهماً، وعبوات للرجال تتضمن كمامات بألوان أو سادة، بـ40 درهماً، فيما طرحت شركة «جيوردانو» عبوة من قطعتين بسعر 39 درهماً.
بدورها، طرحت علامة «أديداس» الرياضية عبوة كمامات من ثلاث قطع، باللونين: الأسود والأزرق الفاتح، مصنوعة من القماش بـ59 درهماً، فيما وفرت علامة «ريبوك» عبوات من ثلاث قطع بالسعر نفسه، كما عرضت علامة «فيلا» الرياضية نوعين من الكمامات: الأول قماشي مزود بفلتر هواء بـ60 درهماً، والثاني قماشي دون فلتر بـ50 درهماً.
وأكدت علامات تجارية أخرى عزمها توفير كمامات، خلال الفترة المقبلة، مثل: «دولتشي آند غابانا»، و«أندر آرمور»، و«بوما». وكشفت الجولة طرح كمامات بلاستيكية شفافة بسعر 25 درهماً للقطعتين.
الكمامات الجراحية
وعرضت في الأسواق، كذلك، كمامات قماشية بمواصفات تشبه تقنية «إن 95»، بسعر يراوح بين 95 و99 درهماً للقطعة، إلا أن عرضها قليل، مقارنة بالكمامات التقليدية أو التي يطلق عليها «الجراحية»، التي تتكون من أشرطة قماشية، معظمها مزود بحاجز معدني رفيع عند الأنف، وتتيح حماية من الرذاذ والقطرات كبيرة الحجم نسبياً، ويكون معظمها بلون أزرق فاتح على شكل طبقات تدريجية من الخارج.
أما نوعية «إن 95»، فتتضمن مواصفات مخصصة للعاملين بالقطاع الطبي، نظراً لتوفيرها حماية كبيرة لكبح جزيئات الهواء الصغيرة بنسبة 95%، لكنها قد تعرقل التنفس عند ارتدائها فترات طويلة، خصوصاً للمصابين بأي مشكلات مرضية تتعلق بالتنفس.
قطاع جديد
وقال المتحدث الرسمي لمراكز مجموعة «أسواق»، التابعة لمؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية، عبدالحميد الخشابي، إن تداعيات جائحة «كوفيدـ19» فرضت سوقاً وقطاعاً جديداً للأعمال، هو «الكمامات» التي شهدت توسعاً في الأنواع بدعم من استمرار الطلب، ما رفع حدة التنافسية بين الشركات الموردة، واستقطاب أنواع جديدة أسهمت في خفض الأسعار بنسب كبيرة.
وأضاف أن سعر عبوة الكمامات المكونة من 50 قطعة وصل، خلال مارس 2020، إلى 130 درهماً، لتنخفض حالياً إلى 30 درهماً، مع زيادة التنافسية، ودخول شركات موردة جديدة، فيما تباع بعض الأنواع في منافذ بيع أخرى، بأسعار أقل، وفقاً لجودتها، تراوح بين 15 و20 درهماً للعلبة.
وتوقع الخشابي استمرار دخول أنواع جديدة من الكمامات إلى الأسواق، خلال الفترات المقبلة، تتيح توسعاً أكبر في الجودة والسعر.
وفرة المعروض
من جهته، قال مدير إدارة التسويق والسعادة في «تعاونية الاتحاد»، الدكتور سهيل البستكي، إن سوق الكمامات في الدولة شهدت مراحل تغير ملحوظة، خلال الفترة الأخيرة، تضمنت تنوعاً في الأشكال والأنواع، وارتفاع التنافسية، ما خفض الأسعار بشكل كبير، وأسهم في وفرة المعروض.
وأكد أن سوق الكمامات أصبحت من القطاعات الجاذبة للعديد من الشركات الموردة، ما أسهم في زيادة الأنواع المعروضة، بدعم من استمرارية الطلب، لافتاً إلى أن نمو الطلب على تلك المنتجات شمل منصات إلكترونية، وفرت مجالاً واسعاً لتجارة الأنواع المختلفة من الكمامات.
ورأى البستكي أن تنافسية الشركات، وزيادة التنوع، تصبان في النهاية بالفائدة على المستهلكين، الذين تتاح لهم منتجات بأسعار منخفضة بنسب كبيرة، مقارنة بأسعار مارس 2020، إضافة إلى توفير أشكال وألوان أكثر تنوعاً.
كمامات مناسبة للتعرق
أكد مسؤول المبيعات بمنفذ بيع لتجارة الملابس الرياضية في دبي، ديب راكيش، وجود طلب مرتفع على الكمامات القماشية، خصوصاً التي تحمل علامات رياضية، ومصنعة من خامات الملابس الرياضية، مع كون تلك الكمامات تتناسب بشكل أكبر مع ممارسي الرياضة، ومرتادي الصالات الرياضية، فهي مناسبة لامتصاص التعرق، مقارنة بالكمامات التقليدية، لافتاً إلى أن تنوع الكمامات القماشية خفض أسعارها.
«فيروماسكس»: 200% ارتفاعاً في الطلب على الكمامات
عثمان خالد. من المصدر
قال الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة «فيروماسكس» لإنتاج الكمامات، عثمان خالد، إن أسواق الكمامات في الدولة تشهد تنوعاً ونمواً كبيراً في معدلات الطلب، منذ بداية أزمة فيروس «كوفيدـ19»، إذ شهدت معدلات الطلب على منتجات الشركة من الكمامات ارتفاعاً في الأسواق المحلية، بنسب وصلت إلى 200% من يونيو إلى يوليو 2020.
وأضاف أنه مع الاتساع والتنوع الكبيرين في قطاع الكمامات، الذي يعد من الأسواق الجديدة التي فرضت نفسها في ظل جائحة «كورونا»، فإنه من المتوقع أن تستمر حتى عقب انتهاء الجائحة.
ولفت خالد إلى توافر العديد من الكمامات في الأسواق، إلا أن هناك ضعفاً في الوعي بالفروق بينها، ووظائفها بالنسبة لعدد كبير من المستهلكين، موضحاً أن الكمامات، ووفقاً للتعليمات والمعايير الصحية في ظل جائحة «كورونا»، تعد من الأدوات المهمة لمواجهة انتشار المرض، لكنها تستلزم المزيد من الوعي لاستخدام الكمامة المناسبة.
وأشار إلى أن العديد من المتعاملين ليست لديهم المعرفة، بأن الكمامات التقليدية الجراحية، التي سميت بذلك نظراً لانتشار استخدامها بين الجراحين والأطباء، مخصصة وفقاً لطبيعة تصنيعها لمنع انتشار الرذاذ من شخص إلى آخر، خصوصاً إذا كانت مصنعة من خامات جيدة تمنع انتقال الرذاذ، وبالتالي فهي مخصصة لحماية الآخرين من الشخص الذي يرتدي تلك النوعية من الكمامات، لكنها محدودة الحماية للشخص نفسه من آخرين لا يرتدونها.
وأوضح أن الكمامات الأعلى في الحماية، هي من نوعية «إن 95»، أو الكمامات التي تعمل بتقنية استخدام الفلتر والحماية المزودجة، وهي شبيهة بكمامات «إن 95»، لكنها غير قابلة لاعادة الاستخدام مرات عدة.
ولفت إلى أن بعض الأشخاص يقعون في أخطاء شائعة، بإعادة غسل الكمامات المعدة للاستخدام المؤقت فقط، وبالتالي تفقد فاعليتها تدريجياً، فيما يستخدم البعض كمامات من أقمشة خفيفة أحادية، قد تسمح بانتقال الرذاذ من الفم أو الأنف، وبالتالي تكون فاعليتها محدودة أيضاً.
تنافسية الشركات وزيادة التنوع تصبان في مصلحة المستهلكين.