التغير المناخي والبيئة تطلق منصة إلكترونية وطنية لرصد جودة الهواء
شهد وزير التغير المناخي والبيئة الدكتور عبدالله بن محمد بلحيف النعيمي، اليوم إطلاق أول منصة إلكترونية وطنية لرصد جودة الهواء في دولة الإمارات، بحضور كل من، المستشار في وزارة شؤون الرئاسة ورئيس مجلس أمناء المركز الوطني للأرصاد فارس محمد المزروعي، ومدير المركز الوطني للأرصاد رئيس الاتحاد الآسيوي للأرصاد الجوية الدكتور عبدالله المندوس، والأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي الدكتورة شيخة سالم الظاهري، والممثل الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) الدكتورة نوال خليفة الحوسني، وذلك ضمن فعالية رسمية أُقيمت بهذه المناسبة في مقر المركز الوطني للأرصاد في العاصمة أبوظبي.
ويأتي إطلاق المنصة بالتزامن مع احتفال العالم باليوم الدولي لنقاوة الهواء من أجل سماء زرقاء تحت شعار"هواء نقي للجميع"، وبحسب الموقع الرسمي للفعالية التابع للأمم المتحدة، فإنه يهدف إلى بناء مجتمع عالمي للعمل يشجع التعاون على الأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية. كما يدعو البلدان إلى مضافرة الجهود لمعالجة تلوث الهواء وتوفير هواء نقي للجميع، إلى جانب دعوة الحكومات والشركات ومؤسسات المجتمع المدني والأفراد لاتخاذ إجراءات للحد من تلوث الهواء وإحداث تغيير تحولي في أنماط حياتنا.
وتمثل جودة الهواء إحدى القضايا ذات الأولوية القصوى في دولة الإمارات نظراً لانعكاساتها الصحية والاقتصادية والبيئية، حيث تولي الدولة اهتماماً خاصاً بها برز جلياً في وضعها كإحدى مستهدفات رؤية الإمارات 2021 وأجندتها الوطنية من خلال استهداف رفع مستويات جودة الهواء من نسبتها الحالية إلى 90% بحلول العام القادم 2021.
وتأتي المنصة التي تم إطلاقها في إطار التوجهات الوطنية، حيث تمثل مرجعاً رسمياً ومركزياً لحالة جودة الهواء في الدولة، كما تضمن سهولة وصول المعلومات الخاصة بجودة الهواء لجميع أفراد المجتمع بالإضافة إلى الاستفادة من هذه المعلومات من قبل قطاعات متعددة منها القطاعين الصحي والأكاديمي.
وبهذه المناسبة قال الدكتور عبدالله بن محمد بلحيف النعيمي: "إن اعتماد الأمم المتحدة ليوم دولي لنقاوة الهواء يعكس مدى الاهتمام العالمي المتزايد بصحة الإنسان وحماية البيئة وتعزيز التعاون الرامي لتخفيف آثار التغير المناخي. وهي جميعاً أهداف رئيسية أكدت عليها القيادة الرشيدة وتبنتها حكومة دولة الإمارات منذ سنوات وعملت على تحقيقها عبر العديد من المشاريع والمبادرات الرائدة التي تضمن استمرارية التنمية المستدامة لبلادنا خلال العقود القادمة".
وأضاف بلحيف النعيمي: "إطلاق أول منصة إلكترونية وطنية لرصد جودة الهواء خطوة مهمة لتمكين المختصين والأكاديميين من دراسة مجموعة من العوامل كالبيئة الصحراوية والتقدم الصناعي والكثافة السكانية وغيرها من التي تؤثر على جودة الهواء، حيث تستعرض المنصة حالة جودة الهواء في الدولة بشكل يومي من خلال المعلومات الواردة من 31 محطة قياس موزعة في مختلف الإمارات مما سيساعد في فهم أفضل للتأثيرات في جودة الهواء والمساهمة بالحفاظ على صحة المواطنين والمقيمين بشكل خاص وبيئتنا الوطنية بشكل عام".
وأكد بأن وزارة التغير المناخي والبيئة تركز على تحسين مؤشرات جودة الهواء الوطنية بالتنسيق والشراكة مع كافة الأطراف المعنية في مختلف إمارات الدولة من خلال إعداد الدراسات الفنية وتنفيذ أفضل الممارسات الخاصة بإدارة جودة الهواء ووضع خطط ومبادرات مشتركة مع تلك الأطراف تهدف إلى تحسين جودة الهواء المحيط سعياً لتحقيق مستهدفات الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021.
وثمن الدور المهم الذي قامت به الكوادر الإماراتية في الهيئات الحكومية المشاركة في إنشاء المنصة، وأشاد بالدعم المتواصل الذي تقدمه وزارة شؤون الرئاسة لتطوير الأداء المؤسسي والرفع من تنافسية دولة الإمارات في مجال جودة الهواء.
وهدفت وزارة التغير المناخي والبيئة من خلال إنشاء المنصة لتعزيز التعاون بين كافة الأطراف المعنية بالدولة في رصد جودة الهواء والتنسيق فيما بينها من خلال منصة مركزية تشتمل على قاعدة بيانات متقدمة لجودة الهواء وتفعيل الربط الكتروني بين جميع محطات رصد نوعية الهواء المحيط في الدولة، بالإضافة إلى اعتماد آلية موحدة للإبلاغ عن البيانات من كافة محطات الرصد بهدف حساب مؤشر جودة الهواء ومؤشر تراكيز المواد الجسيمية في الدولة.
كما تقوم الوزارة بالتنسيق والتعاون مع مختلف الشركاء لتطوير الحملات التوعوية على مستوى الدولة بهدف إظهار مخاطر ملوثات الهواء على الصحة العامة وتشجيع المجتمع على تنفيذ برامج ومشاريع تقلل من تراكيز الملوثات وانبعاثاتها وتشجيع الممارسات الصديقة للبيئة والتي تؤثر إيجابياً على نوعية الهواء، وتقدم الوزارة الدعم الفني وتكرس مبدأ تبادل الخبرات ونقل المعرفة في المجالات ذات الصلة بين جميع الأطراف.
من جانبه أكد مدير المركز الوطني للأرصاد رئيس الاتحاد الآسيوي للأرصاد الجوية الدكتور عبدالله المندوس، أن مراقـبة جودة الهـواء في دولة الإمارات تعتبر من الأولويات التي منحتها القيادة الرشيدة أهـمية قصوى، وذلك لما يشكله هذا الموضـوع من أثر بالغ على صحـة الإنسان وبيئتـه التي يعيش فيها.
وقال: "يسرنا التعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة وهيئة البيئة بأبوظبي وهيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة في إنشاء أول منصة وطنية إلكترونية لحالة جودة الهواء في دولة الإمارات، حيث اضطلع المركز الوطني للأرصاد بدورٍ محوري في هذا المشروع الواعد من خلال إنجازه لهذه الشبكة الإلكترونية المتخصصة برصد ملوثات الهـواء. وقام المركز بتكليف فريق من المختصين لمتابعة ومراجعة البيانات الواردة من شبكة رصد جودة الهواء الخاصة به والتي تتكون من 11 محطة بشكل مستمر، كما توفر المنصة لكافة أفراد المجتمع المعلومات اللازمة التي تمكنهم من تفادي المناطق ذات نسب التلوث العالية خصوصاً الفئات التي تعاني من مشاكل صحية أو كبار السن والأطفال".
من جهتها، أكدت الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي الدكتورة شيخة سالم الظاهري، على أهمية المنصة الالكترونية الوطنية في تعزيز الجهود التي تبذلها وزارة التغير المناخي والبيئة وشركائها الاستراتيجيين، مشيرة إلى أن وجود منصة إلكترونية سيساهم بلا شك في جمع بيانات آنية عن ملوثات الهواء الأمر الذي سيساهم في اتخاذ قرارات ووضع سياسات مستنيرة حول ضوابط تلوث الهواء وتقييم فعالية التدابير المتخذة لتحسين أو المحافظة على جودة الهواء فضلاً عن توفير معلومات للجمهور عن جودة الهواء ليتمكنوا من خلالها التعرف على جودة الهواء في المنطقة المحيطة بهم واتخاذ القرارات المناسبة بشأن التعرض لمستويات مختلفة من جودة الهواء، والتحكم بشكل أفضل في العوامل التي تؤثر على صحتهم.
وأشارت سعادتها إلى أن الهيئة وعلى مدار سنوات، طورت واحدة من أفضل وأشمل شبكات مراقبة جودة الهواء في منطقة الخليج العربي، حيث تزود هذه الشبكة إمارة أبوظبي بصورة شاملة ودقيقة حول جودة الهواء، حيث تقوم الهيئة منذ عام 2007 بتشغيل وصيانة شبكة تضم عشرين محطة ثابتة ومحطتين متحركتين لمراقبة جودة الهواء. وباستخدام هذه الشبكة يتم جمع بيانات تفصيلية حول مستويات تركيز كل ملوث في الإمارة تمكن الهيئة من تطوير الاستراتيجيات المستدامة لإدارة وتحسين جودة الهواء.
وأكدت بأن هيئة البيئة-ابوظبي تقوم بمشاركة بيانات شبكة جودة الهواء الخاصة بالإمارة مع وزارة التغير المناخي والبيئة والتي ستغذي منصة جودة الهواء الالكترونية الجديدة بالبيانات، موضحة بأن إطلاق هذه المنصة الوطنية سيعزز تبادل البيانات والوصول إليها من جميع الإمارات من أجل تحقيق رؤية الإمارات 2021 وأجندتها الوطنية.
بدورها قالت رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة هنا سيف السويدي، إن المنصة الإلكترونية الوطنية لرصد جودة الهواء تتواكب مع متطلبات التنمية المستدامة والمحافظة على البيئة من خلال مراقبة جودة الهواء في الدولة عبر بيانات آنية لجميع المحطات تتضمن مؤشرات وقياس وتركيز الملوثات في الهواء".
وأضافت هنا السويدي أن هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ودعم ومتابعة المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة، قامت بإنشاء شبكة الشارقة لرصد جودة الهواء ومراقبة الأنشطة التي تضرّ بالبيئة للحد من تأثيراتها، تقوم برصد 12 متغيراً على الطقس والهواء، باستخدام أجهزة قياس عالية الدقة، الأمر الذي يأتي في إطار استراتيجية الهيئة لتطوير العمل في مجال حماية البيئة ورصد ومراقبة الأنشطة التي من شأنها الإضرار بالبيئة وتلويثها والحد من تأثيراتها، وبهدف تحقيق أمن وسلامة الفرد والمجتمع.
وتستعرض المنصة حالة جودة الهواء في الدولة بشكل آني عن طريق مؤشر جودة الهواء وهـو تمثيـل مبسـط للبيانـات لتحديـد مـدى جـودة الهـواء فـي كل محطـة فـي جميـع أنحـاء الإمـارات، حيث تسـتند الحسـابات لمؤشـر جـودة الهـواء (AQI) علـى قياسـات خمسـة ملوثـات رئيسـية، هـي: ثانـي أكسـيد النيتروجيـن (NO2)، وأول أكسـيد الكربـون (CO)، والأوزون الأرضي (O3) والجســيمات بقطــر أقــل مــن 10ميكــرون (PM10)، وثانــي أكســيد الكبريــت (SO2).
ويقسـم مؤشـر جـودة الهـواء مـن 0 إلـى 500 درجــة، وتمثــل الدرجــة 500 أعلــى قيمــة؛ أي هـواء أكثـر تلوثـاً، وكلمـا نقصــت القيمــة دلــت علــى هــواء أكثــر نقــاءً، كما يعرف بأنه مؤشر يومي يعرض نوعية الهواء في دولة الإمارات، حيث يتم رصد جودة الهواء عن طريق محطات ذات جودة عالية، وتغطي تلك المحطات مختلف مناطق الدولة السكنية والصناعية والريفية، إضافةً إلى المناطق القريبة من الطرق الرئيسية.
يشار إلى أن المنصة الوطنية لرصد جودة الهواء متوفرة الآن أمام الجمهور العام عبر الرابط (https://airquality.ncm.ae/?lang=ar) في الموقع الإلكتروني الرسمي للمركز الوطني للأرصاد، وسيطلع أفراد المجتمع من خلالها على مؤشر جودة الهواء في مناطق معينة وسيتمكنون من معرفة المستوى الصحي في تلك المناطق بناءً على جودة الهواء ضمن دلالات لونية محددة وهي: "الأخضر" والذي يشير إلى أن جودة الهواء تعد مناسبة لممارسة الرياضة والتمتع بالأنشطة في الهواء الطلق لجميع الفئات، و"الأصفر" الذي يوضح أن جودة الهواء مقبولة لمعظم السكان إلا أنها تعطي شعوراً غير مريح للفئات الحساسة للغاية عند بذل جهد إضافي أو ممارسة الرياضة في الهواء الطلق، و"البرتقالي" والذي يدل على أن جودة الهواء قد تؤثر في هذا النطاق على الفئات الحساسة في حال ممارسة الرياضة أو بذل مجهود في الهواء الطلق، لكن التأثير يكون بسيطاً في حال المشي أو الجلوس فقط، ولا يواجه الأشخاص الأصحاء أي تأثير، أما "الأحمر" فيدل على أن جودة الهواء قد تؤثر على الأشخاص الأصحاء في حال ممارسة الرياضة أو بذل مجهود في الهواء الطلق، ويزداد الأثر الصحي هنا على الفئات الحساسة، وبدوره يبين اللون "البنفسجي" أن جودة الهواء لها تأثير صحي على الفئات الحساسة كما يمكن أن تؤثر على الأشخاص الأصحاء في حال التواجد في الخارج لفترات طويلة، وينصح بتلافي ممارسة الأنشطة في الهواء الطلق، أما اللون "العنابي" فيشير إلى أن جودة الهواء لها تأثير صحي على معظم فئات السكان، وفي هذه الحالة ينصح بالبقاء في الأماكن المغلقة وتجنب الخروج في الهواء الطلق لفتراتٍ طويلة.
سيمر المشروع بعد الاطلاق بمراحل تطويريه أخرى ستساهم في زيادة الوعي حول جودة الهواء حيث سيتم الاستعانة بصور من الأقمار الصناعية لترصد الغبار وحركته بالإضافة إلى تطوير النماذج المتعلقة بجودة الهواء.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news