أكدوا وجود تحسن تدريجي في الطلب على مبيعات السيارات المستعملة
تجار: نواجه تحديات بسبب «كورونا» وارتفاع حدة التنافسية وتراجع التمويل البنكي
أكد مسؤولون بمعارض لتجارة السيارات المستعملة أن الأسواق شهدت أخيراً معدلات تحسن تدريجية بالمبيعات راوحت نسبتها بين 5 و10%، مرجعين ذلك إلى عودة النشاط الاقتصادي في الدولة، واستئناف حركة الرحلات الجوية، وعودة المقيمين من الخارج.
وأشاروا، لـ«الإمارات اليوم»، إلى أنهم يواجهون حالياً بعض التحديات المتعلقة بتداعيات جائحة «كورونا»، وأبرزها تراجع معدلات التصدير لبعض الأسواق، إضافة إلى تحديات تتعلق بارتفاع حدة التنافسية في الأسواق، بسبب توسع حركة المبيعات للأفراد على صفحات التواصل الاجتماعي، وزيادة المنافسة مع الوكالات، في ظل طرحها لتسهيلات الشراء على السيارات الجديدة والمستعملة، فضلاً عن وجود تحديات في الحصول على التمويل من جانب عدد من البنوك بسبب أوضاع السوق.
تحسن تدريجي
وتفصيلاً، قال مدير معرض «اليمامة لتجارة السيارات المستعملة»، مصطفى الحسن، إن «الأسواق شهدت أخيراً معدلات تحسن تدريجية، بنسب تجاوزت 5%، مع استئناف الأنشطة الاقتصادية، وعودة مقيمين من بلدانهم، وتوجه بعض المواطنين والمقيمين للشراء، لكن الأسواق لم ترجع إلى سابق معدلاتها قبيل فترة انتشار جائحة (كورونا)».
وأضاف أن «من المتوقع أن تتحسن المبيعات بنسب تدريجية، وبشكل أكبر خلال موسم الشتاء»، مبيناً أن «عدداً من المعارض يواجه حالياً تحديات تتعلق بالجائحة، وتتركز بتراجع معدلات التصدير، مع ضعف إقبال تجار من بعض الدول لاستيراد السيارات لبلدانهم بشكل مماثل للفترات التي سبقت تداعيات (كورونا)، إذ تراجعت حركة التصدير لمعارض بنسبة بلغت 80%، مقارنة بفترات ما قبل الجائحة».
وأوضح الحسن أن «التحديات الأخرى التي تواجه القطاع حالياً، هي: ارتفاع حدة التنافسية بالأسواق، وذلك من خلال مسارين، الأول يتعلق بزيادة حركة بيع أو شراء الأفراد لسياراتهم عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بدلاً من اللجوء للمعارض، والمسار الثاني يتضمن ارتفاع حدة التنافسية أخيراً من الوكالات، عبر طرح عروض تسهيلات على السيارات الجديدة والمستعملة».
حركة المبيعات
بدوره، قال مسؤول المبيعات في معرض «اكزوتيك لتجارة السيارات المستعملة»، مصطفى محمود، إن «حركة المبيعات سجلت تحسناً تدريجياً خلال الفترة الأخيرة بنسب وصلت إلى 10%، وذلك كتأثير لاستئناف الأنشطة الاقتصادية، وعودة عدد من المقيمين إلى الدولة، واستئناف الرحلات الجوية».
وأضاف أن «المعارض تواجه حالياً تحديات تتعلق بتداعيات (كورونا)، وتتركز في ضعف إقبال تجار مستوردين من الخارج لشراء السيارات وشحنها إلى بلدانهم، واقتصار بعض عمليات الشراء حالياً على استخدام بعض التجار لوسطاء من جنسيتهم مقيمين بالدولة، للاتفاق على شراء بعض السيارات وشحنها».
وأشار محمود إلى أن «معظم عمليات الاستيراد بالسوق، تتم من دول مثل الولايات المتحدة، وكندا، وكوريا الجنوبية، وألمانيا، وبريطانيا، فيما تتركز إعادة التصدير للسيارات في أسواق العراق، ونيجيريا، وغانا، والكونغو، وميانمار، وأوروبا الشرقية، وبعض عمليات التصدير المحدودة لبعض دول أوروبا الغربية». وأوضح أن «عمليات الاستيراد تتم للسيارات من خلال دخول المعارض لمزادات تشمل سيارات من أنواع مختلفة، ويتم شحنها إلى الدولة وبيع المطابق للمواصفات داخل الدولة».
واعتبر محمود أن «أبرز التحديات الحالية يتركز في ارتفاع المنافسة من جانب صفحات التواصل الاجتماعي، من حيث بيع وشراء الأفراد للسيارات من خلالها، وهو ما يواجهه بعض المعارض عبر تكثيف الإعلانات الترويجية على تلك الصفحات، مع عقود سنوية للترويج على مواقع إلكترونية متخصصة بتجارة السيارات».
وأشار إلى أن «بعض المعارض لجأ لمواجهة تداعيات (كورونا)، وتراجع الطلب على السيارات الفارهة، عبر التركيز بشكل أكبر على استيراد وشراء السيارات، من نوعية الصالون لفئات الأسعار المتوسطة والمنخفضة». وذكر أن «التحديات تشمل أيضاً تراجع التصدير لبعض الدول بالمنطقة».
تداعيات «كورونا»
من جهته، قال مدير معرض «الباشا لتجارة السيارات المستعملة»، أحمد حمد الشامسي، إن «تداعيات (كورونا) كانت لها تأثيرات كبيرة على مبيعات قطاع تجارة السيارات المستعملة، ورغم أنها بدأت في الفترة الأخيرة بالتحسن التدريجي، وبنسب تقدر بين 5 و10% مقارنة بنهاية الربع الأول من العام، إلا أنها مازالت لم تصل إلى المستويات العامة المعتادة خلال العام الماضي، إذ تراوح المبيعات الشهرية حالياً بين 5 و10 سيارات، مقارنة بمبيعات تراوح بين 50 و60 سيارة خلال العام الماضي».
وأضاف أن «التحسن المحدود بالمبيعات، من الممكن أن يرجع بشكل كبير لعودة الرحلات الجوية لوجهات مختلفة، إضافة إلى عودة مقيمين من الخارج»، لافتاً إلى أن «المعرض يتيح معاملات بيع السيارات بالتقسيط عبر تمويل بنكي، والحصول على مستندات تطلبها البنوك».
وأوضح أن «أبرز التحديات التي تواجه معارض تجارة السيارات المستعملة خلال الفترة الحالية، تتركز في تراجع عمليات التصدير، مع عدم تفضيل بعض التجار من دول مختلفة السفر لشراء السيارات، إضافة لرفض بنوك لعدد من معاملات الشراء بالتقسيط، ما يصعب عمليات الشراء بالتقسيط البنكي من خلال وضع شرط ألا يكون موديل السيارة المبيعة قبل عام 2014».
السيارات المستعملة
من جانبه، قال المدير العام لمؤسسة «ناصر للسيارات»، جمال ناصر، إن «النشاط بدأ يعود إلى قطاع السيارات المستعملة حالياً بشكل تدريجي، بعد انخفاض الحركة بنسبة تزيد على 70% خلال الأشهر الأولى من جائحة كورونا».
وأوضح ناصر أن سلوك مستهلكي السيارات المستعملة قد تغير بعد الجائحة، حيث أصبحوا يفصلون السيارات المستعملة ذات الاحجام الصغيرة والمتوسطة، التي يقل استهلاكها للوقود بصفة عامة، وذلك بهدف خفض الكلفة التي يتحملها المستهلك بشكل شهري
ولفت ناصر إلى أن الاقبال على معارض السيارات المستعملة، قد تراجع قبل الجائحة بصفة عامة، نظراً لتركز المبيعات على الإنترنت وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما أضر بالمعارض كثيراً، وبنسب تصل إلى 90%، ما دفع معارض كبيرة إلى فتح منصات ومواقع على الإنترنت للبيع.
وأرجع إقبال المستهلكين على البيع «أون لاين» إلى أن أسعار السيارات المستعملة عبر الإنترنت، تكون أقل من المعارض، خصوصاً أن المعارض تتحمل تكاليف عدة لا يتحملها البيع «أون لاين»، مثل إيجار المعرض وأجور الموظفين.
من جهته، قال المدير العام لشركة «العطار للسيارات المستعملة»، يوسف حسين، إن «هناك انخفاضاً يصل إلى 30% في بيع السيارات المستعملة خلال جائحة كورونا»، مشيراً إلى أن الفترة الأخيرة شهدت بداية لعودة النشاط للقطاع تدريجياً، بعد رفع الحظر والقيود على الحركة، والاطمئنان للإجراءات الاحترازية القوية من جانب المؤسسات المختلفة.
وأوضح حسين، أن الانخفاض يرجع إلى عوامل عدة، أبرزها الإجراءات التي اتخذتها شركات خاصة بخفض رواتب موظفين أو الاستغناء عنهم، وإحجام بنوك عن تمويل عمليات شراء السيارات المستعملة لبعض الفئات خلال الجائحة، ما أدى إلى تراجع أهمية شراء سيارات، واعتبار شراء السيارات (ترفاً) بالنسبة لبعض الأفراد. ولفت إلى أن «الجائحة» أدت إلى تغير في سلوك مستهلكي السيارات المستعملة، حيث لجأ عدد من المستهلكين إلى شراء سيارات مستعملة نقداً، بعد إحجام بنوك عن التمويل، وهو الأمر الذي أدى بالتبعية إلى تفضيل مستهلكين شراء موديلات قديمة مستعملة، بدلاً من الموديلات الجديدة المستعملة مثل 2020 و2019، وذلك نظراً لرخص أسعارها مقارنة بالموديلات الأخرى.
وركز على أن الشراء نقداً، بدلاً من التمويل البنكي، أدى إلى إقدام مستهلكين على شراء السيارات المستعملة ذات السعات الأصغر في المحرك، فضلاً عن شراء السيارات الأصغر حجماً، حتى يستطيعوا تمويلها نقداً.
وأشار حسين إلى أن هناك منافسة كبيرة بين معارض السيارات المستعملة والبيع عبر الإنترنت (أون لاين)، لافتاً في هذا الصدد إلى أن بعض المستهلكين لايزالون يفضلون الشراء من المعارض بدلاً من الشراء عبر الإنترنت، نظراً لنشوب مشكلات في بعض عمليات البيع «أون لاين»، بعد أن لاحظ مستهلكون وجود اختلافات كبيرة في مواصفات سيارات وحالتها في الواقع عن مواصفاتها على الإنترنت.
في السياق نفسه، قال مدير معرض «خط الصحراء» للسيارات، أحمد زيدان، إن «الأربعة أشهر الأولى من تفشي جائحة كورونا، شهدت شبه توقف في حركة بيع السيارات المستعملة، إلا أن الحركة بدأت تعود تدريجياً خلال الفترة الأخيرة»، مشيراً إلى أن عودة الحركة إلى ما كانت عليه قبل «كورونا» يحتاج لبعض الوقت، لاسيما بعد تخفيض شركات لرواتب موظفين أو الاستغناء عنهم، فضلاً عن عدم وجود عروض محفزة لتمويل الشراء من جانب بعض البنوك، وعدم إتاحة التمويل للكثير من الفئات في الشركات الخاصة.
ولفت زيدان إلى أن معظم عمليات بيع السيارات المستعملة تتركز حالياً على شراء السيارات المستعملة الاقتصادية والصغيرة، التي يقل استهلاكها للوقود بصفة عامة، مبيناً أن 90% من عمليات الشراء للسيارات المستعملة تتم في الفترة الراهنة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما يشكل تحدياً كبيراً للمعارض.
سوق السيارات المستعملة
أكد مدير التسويق والمبيعات في المسعود للسيارات، كايل جيلام، أن «سوق السيارات المستعملة والمعتمدة من الوكالة يشهد إقبالاً ملموساً حالياً، نظراً لثمن السيارة المقبول من جانب المستهلك، مقارنة بالجودة التي تتمتع بها»، موضحاً أن السيارات المستعملة «المعتمدة» من الوكالات، تشكل خياراً سهلاً وموثوقاً لدى الباحثين عن اقتناء سيارة مستعملة ومدعومةً بمعايير ومزايا السيارات الجديدة.
وأوضح جيلام، أن شركة المسعود للسيارات شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في طلبات التقديم لشراء السيارات المستعملة عبر التطبيقات الرقمية الخاصة بها، مؤكداً أن هذا الارتفاع لم يؤثر سلباً في سوق السيارات الجديدة، إذ إن العلاقة بين سوق السيارات الجديدة والسيارات المعتمدة علاقة شراكة وثيقة، وتشكل جزءاً من أولويات الوكالات في تلبية متطلبات العملاء، وتوفير المنتجات التي يريدها العميل، سواء كانت سيارة جديدة أو معتمدة مضمونة من الوكالة.
مصطفى الحسن:
«حركة التصدير لمعارض تراجعت بنسبة بلغت 80%، مقارنة بفترات ما قبل (الجائحة)».
توسع حركة المبيعات للأفراد على صفحات التواصل الاجتماعي وزيادة المنافسة مع الوكالات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news