مسؤولون: قلة الوعي ونقص الكوادر والكلفة العالية أبرز تحديات «الطباعة ثلاثية الأبعاد»
أفاد خبراء ومسؤولون مختصون في قطاع الطباعة ثلاثية الأبعاد بأن الصناعة تواجه حالياً تحديات عدة تعوق الانتشار والتوسع المناسب في استخدامها، لافتين إلى أن أبرز تلك المعوقات تتركز في قلة وعي المؤسسات بأهمية الاستعانة بتلك التقنيات، ونقص الكوادر المتخصصة محلياً وإقليمياً، وارتفاع كلفة الاستخدام.
وأشاروا، لـ«الإمارات اليوم» إلى أن قطاعات الصناعة والبناء والخدمات الطبية هي الأكثر طلباً لتلك التقنيات، وأن الإمارات تعد حالياً بمثابة مركز إقليمي لتقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد بدعم تواجد عدد كبير من الشركات المحلية والعالمية، وسرعة نمو الطلب على الاستخدام سنوياً مقارنة بدول المنطقة، لافتين إلى أنه من المتوقع أن تشهد الأسواق خلال الفترة المقبلة نمواً تدريجياً في استخدام تلك التقنيات، مع تراجع أسعار المواد الخام والأجهزة المصنعة عالمياً أخيراً.
تحديات الانتشار
وتفصيلاً، قال مدير المشاريع في شركة «ميت»، حيدر الحيدري، إن «قطاع الطباعة ثلاثية الأبعاد يواجه تحديات عدة تمنع الانتشار اللازم له، وأبرز تلك المعوقات تتركز في ارتفاع كلفة الاستخدام مقارنة بالطرق التقليدية، إضافة إلى ضعف الوعي بين الشركات والمستثمرين بفوائد الاستعانة بالطباعة ثلاثية الأبعاد، ونقص الخبرات والكوادر البشرية المتخصصة، ما يجعل جزءاً كبيراً من الاعتماد في القطاع يتم عبر شركات دولية».
وأضاف أن «الكلفة المرتفعة من المتوقع أن تتراجع بشكل تدريجي خلال الفترة المقبلة، وذلك مع كون التكنولوجيا المستخدمة مازالت حديثة وتستغرق وقتاً حتى تتراجع كلفتها، وهو ما يؤشر إلى توقعات نمو الطلب بنسب أكبر خلال الفترة المقبلة، خصوصاً إذا زاد وعي الشركات الخاصة والعامة بفوائد الاستعانة بتلك التقنيات»، لافتاً إلى أن قطاعات البناء والهندسة والصناعة والخدمات الطبية من ضمن أكثر القطاعات الأكثر طلباً لتلك التقنيات خلال الوقت الحالي.
الشركات المحلية
من جهته، قال المدير التنفيذي لشركة «إمانسا»، فهمي الشوا، إنه «على الرغم من كون الإمارات تتصدر المنطقة في تبني قطاع الطباعة ثلاثية الأبعاد، سواء من حيث عدد الشركات المحلية والعالمية المتواجدة بالأسواق أو من خلال النمو السنوي في بدء استخدام بعض تقنيات الطباعة، إلا أن المجال مازال يواجه تحديات عدة تعوق الانتشار الموسع له، وتتركز في ارتفاع الكلفة ونقص الوعي بفوائدها، إضافة لقلة الكوادر المتخصصة في القطاع»، مطالباً بضرورة رفع الوعي المجتمعي بتلك التقنيات باعتبارها أنظمة المستقبل، وتطوير قدرات كوادر بالدولة والمنطقة للاستفادة منها لاحقاً في القطاع.
صناعات المستقبل
بدوره، قال مدير المشاريع في شركة «بيوند ثري دي»، جوني ديلا كروز، إن «الطباعة ثلاثية الأبعاد على الرغم من كونها تعد أحد مجالات التنافس عالمياً حالياً كونها أحد الأعمدة الأساسية لصناعات المستقبل، فإنها مازالت تواجه تحديات عدة تعوق انتشارها بشكل مناسب في الدولة والمنطقة، من ضمنها قلة الوعي والكوادر الخبيرة بالمجال»، لافتاً إلى أن «الأسعار كانت تعد أحد التحديات، إلا أنها شهدت أخيراً مؤشرات تراجع على المستوى الدولي في أسعار المواد الخام والأجهزة المصنعة، ما يشير إلى إمكانية تجاوز تلك العقبة وزيادة الطلب المستقبلي على تلك الصناعة خلال الفترة المقبلة بشكل أكبر».
فوائد وإمكانات
وأضاف أن «فوائد الطباعة ثلاثية الأبعاد متعددة وتدعم تطوير قطاعات صناعية وتقنية مختلفة، فعلى سبيل المثال من خلال الطباعة ثلاثية الأبعاد أصبح بالإمكان حالياً تشكيل أجهزة طرفية بديلة، بحرفية ودقة أكبر للأفراد الذين يعانون فقد أو بتر أطرافهم لأسباب مختلفة، وبدلاً من التوجه السائد باستخدام قطعة واحدة كطرف صناعية موحدة المقاس للشخص، أصبح من الممكن تفصيل قطعة تتناسب مع حجمه وطوله بشكل دقيق وبمواد مختلفة، إضافة إلى أنه يمكن دمجها بشكل أسهل بتقنيات الذكاء الاصطناعي وربطها بمستشعرات الجسد والمخ وبما يجعلها أشبه بالطبيعية».
وأوضح كروز، أن «الطباعة ثلاثية الأبعاد تدعم الابتكار في الصناعات كافة، وبمجرد تصميم أي قطعة يقترح تركيبها بالأجهزة يتم تشكيلها وفقاً للرسم الهندسي لها، إضافة إلى أنها تلغي التحديات السابقة بعدم وجود قطع غيار معينة للسيارات مع إمكانية تشكيلها بأي خامة عبر أجهزة الطباعة ثلاثية الأبعاد».
وأضاف أن «القطاعات الأكثر طلباً لتقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد بالدولة والمنطقة هي قطاعات الصناعة، والخدمات الطبية، والتصميمات الهندسية والإنشاءات».
الشركات العالمية
وقال الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، حسين المحمودي، إن «الطباعة ثلاثية الأبعاد من القطاعات المستقبلية المهمة التي تتنافس الشركات العالمية في أخذ موقع الصدارة فيها، باعتبارها من الصناعات الأساسية التي ترتكز عليها مقومات الثورة الصناعية الرابعة، ولذلك اهتم (المجمع) بإقامة أكبر معرض للطباعة ثلاثية الأبعاد في المنطقة بقاعات تابعة له خلال بداية شهر أكتوبر وتستمر أعماله أيضاً خلال شهر نوفمبر، ويضم مختلف القطاعات التي تشملها تلك الصناعة بمشاركة عدد من الشركات المحلية والعالمية، كما يهتم بتوفير المقومات اللازمة لتطوير تلك الصناعة بالتعاون مع الشركات المختلفة».
وأضاف أن «الإمارات تعد من الدول السباقة في تبني تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، ما جعل العديد من الشركات العالمية تفضل العمل بالدولة، لاسيما مع وجود بعض مؤشرات الطلب التدريجية مقارنة بالعديد من دول المنطقة».
وأشار إلى أن «صناعة الطباعة ثلاثية الأبعاد تواجه بعض التحديات حالياً، من ضمنها قلة الوعي لدى الشركات بأهمية الاستعانة بهذه التقنيات، ما يتطلب وجود سياسات تحفيزية لدعم استخدامها بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة».
وأوضح أن «الطباعة ثلاثية الأبعاد سيكون لها دور رئيس في مستقبل العديد من القطاعات كالبناء والطب والطيران وغيرها، إذ تتم صناعة المنتجات عن طريق تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد».
تطلعات الإمارات
قال الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، حسين المحمودي، إن «الطباعة ثلاثية الأبعاد تواكب تطلعات الإمارات في قطاعات مختلفة من ضمنها الفضاء، وذلك مع توفيرها الإمكانات اللازمة لصناعات المستقبل»، لافتاً إلى أن «الإمارات شهدت تجارب للطباعة ثلاثية الأبعاد في قطاعات مختلفة، فيما يوفر (المجمع) عبر الشركات المتخصصة إمكانية الطباعة ثلاثية الأبعاد بكل الخامات، مع توافر أجهزة أكثر تنوعاً وتوافر مختبرات مناسبة يمكن الاستعانة بها لدعم تطوير منتجات مختلفة لتلك الصناعة».
ولفت إلى أن «مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار استقطب خلال عام 2019 شركات عالمية متخصصة في إنشاء الأبنية بتقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، إذ تم بناء أول منزل بهندسة معمارية تراثية اعتماداً على تلك التقنيات».
وأضاف أننا «نعمل في المجمع مع شركاء لنا من أرجاء العالم كافة، لنقل الخبرات في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد التي يتوقع أن تسهم في رفد الاقتصاد العالمي بـ300 مليار دولار بحلول عام 2025، الأمر الذي يوفر الفرص التي تنتظر كل المعنيين بالتكنولوجيا المتقدمة».
الإمارات مركز إقليمي لتقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد بدعم من الشركات المحلية والعالمية وسرعة نمو الطلب.