خبيران: 6 آليات رئيسة تدعم استخدام البيانات لتطوير أعمال الشركات
أفاد خبيران بقطاع تقنية المعلومات بأن هناك نحو ست آليات رئيسة، على الشركات اتباعها لتستفيد من البيانات لتنمية وتطوير أعمالها أو كمورد جديد لها، أو زيادة المبيعات أو التشغيل الأمثل وترشيد النفقات أو التسويق. وأشارا، لـ«الإمارات اليوم»، إلى أن أبرز الآليات، التي يمكن توظيفها للاستفادة من البيانات كقيمة فعلية تشمل: الرصد الشامل، وتحديد مصادر البيانات، والاستعانة ببنية تقنية مجهزة للتخزين، والتصنيف، والتنقية والتحليل، وتوظيف النتائج في تطوير عمليات وموارد الشركات.
بيانات الشركات
وتفصيلاً، قال نائب الرئيس الإقليمي للأسواق الناشئة في شركة «فيريتاس تكنولوجيز»، جوني كرم، إن «بعض الشركات، حتى الآن، ليس لديها الوعي الكافي حول أهمية البيانات التي بحوزتها، أو حتى إدراك سبل الاستفادة منها، وتحويلها كقيمة ومورد فعلي للشركات»، مبيناً أن «بعض الشركات لا تتمكن من الحصر الدقيق للبيانات مع إهمال بعض الأطر التنظيمية، كأن يتم استخدام بعض الموظفين للأجهزة الشخصية في العمل، واستخدام التخزين لبيانات العمل على ذاكرة الحوسبة السحابية الخاصة بحساباتهم، ما يمثل صعوبة في التحكم، وتحديد البيانات».
وأضاف: «الخطوات الأولى للأطر التنظيمية المهم اتباعها، للاستفادة من البيانات وتحويلها كمورد وقيمة فعلية، هي: تحديد البيانات التي تمتلكها كل شركة وموقعها، وذلك من خلال الاستعانة بأنظمة تقنية مساعدة ومتخصصة في ذلك، ومعرفة نوعية البيانات المتاحة وتصنيف أهميتها ومدى حساسيتها للشركة»، مبيناً أنه «على الشركات وضع سياسات حول كيفية التعامل مع تلك البيانات، والاستفادة بالبنية التقنية المجهزة في تخزينها، وأتمتة إدارة تلك البيانات بشكل دقيق».
تحليل البيانات
وأشار كرم إلى أنه «من المهم أن تتم الاستفادة من البيانات، عبر وجود أدوات تسهم في تحليل تلك البيانات، سواء عبر خبراء أو الأنظمة التقنية التي أصبحت شائعة، أخيراً، للذكاء الاصطناعي، والتي تدعم تحليل تلك البيانات، واستخراج النتائج المتعلقة بها في مجال عمل كل شركة، ونوعية البيانات التي تحصل عليها، من خلال عمليات سوقية، أو من خلال تعامل مع الجمهور، أو مع الشركات».
وأفاد بأن «استفادة الشركات من البيانات في تحويلها لقيمة ومورد، تتم عبر آليات ومسارات مختلفة، وفقاً لنوعية عمل ومجال كل شركة، فبعض الشركات يمكنها الاستفادة من نتائج البيانات في ترشيد النفقات وإعادة الهيكلة التي تدعم نمو وتطوير الشركة، وفقاً لرصد البيانات واستخراج ما يتناسب لوضع الخطط، ومعرفة نقاط القوة والضعف وكيفية التعامل والاستفادة من العوامل. كما يمكنها إذا كانت تعمل في قطاع يتعلق بالمبيعات وضع برامج، استناداً إلى تلك البيانات، لزيادة المبيعات وتحليل سلوك المتعاملين، ووضع العروض والخطط التسويقية المناسبة».
وأضاف أن «بعض الشركات، على سبيل المثال، تستفيد من قيمة البيانات المرصودة التي تتعلق بسلوك مستهلكين واهتماماتهم، وتسويق تلك النتائج لشركات تجارية، تستفيد بها في عرض منتجاتها بطرق معينة».
نفط المستقبل
بدوره، قال الخبير التقني والرئيس التنفيذي لشركة «إيفوتيك» للأنظمة الرقمية، جهاد طيارة، إنه «رغم كون البيانات هي (نفط المستقبل)، وتستخدمها العديد من الشركات الدولية، حالياً، كمورد وقيمة فعلية لتنمية وتطوير أعمالها، إلا أن عدداً من الشركات في الأسواق المحلية، حتى الآن، ليس لديها أي إدراك حول أهمية البيانات، وكيفية الاستفادة منها، أو توظيفها في قطاعات العمل المختلفة».
وأوضح أن «الشركات عليها، من خلال إدارات داخلية أو بالاستعانة بكوادر واستشارات خارجية، بدء العمل باتباع سياسات تنظيمة لدعم الاستفادة من البيانات، وتحويلها إلى قيمة فعلية، لمواكبة متغيرات الأسواق العالمية الحديثة».
وأضاف أن «أبرز الآليات، التي يمكن الاعتماد عليها في التحول للاستفادة من البيانات وتحويلها لمورد وقيمة، تتمثل في ضرورة رصد البيانات ومصادرها في أقسام الشركة، وذلك بطرق مختلفة، منها: أنظمة ومستشعرات رصد للبيانات ومجالات توزيعها، وفقاً للنمط المعتاد للعمل في الشركة، بغض النظر عن قطاعاتها، والاعتماد على ما يطلق عليه (واحة البيانات)، أو الاستعانة ببنية تقنية مجهزة لتخزين وأرشفة البيانات بشكل آمن». وأوضح أن «الخطوات التالية تشمل أهمية العمل على تنقية البيانات المستهدف تخزينها، وتصنيف البيانات حتى يسهل بعد ذلك استخدامها، والعمل، من خلال مختصين، في تحليل البيانات بالاستعانة بأنظمة الذكاء الاصطناعي، وبعد ذلك وضع السياسات والخطط حول كيفية توظيف نتائج تحليل تلك البيانات».
وقال إن «نتائج البيانات يمكن الاستفادة بها لتطوير أعمال الشركات أو زيادة المبيعات أو التشغيل الأمثل، وترشيد النفقات أو التسويق»، مبيناً أن «الحفاظ على خصوصية المتعاملين، يتضمن ضرورة الحصول على موافقتهم في استخدام أي بيانات تتعلق بهم، وهو ما تستفيد به شركات دولية في تسويق نتائج بيانات، وبيع تلك النتائج لشركات مهتمة بها، لزيادة مبيعاتها في قطاعات مختلفة، عبر الاستفادة من دراسة سلوك المستهلكين، وكيفية التسويق لمنتجات محددة».
إدارة البيانات
قال نائب الرئيس الإقليمي للأسواق الناشئة في شركة «فيريتاس تكنولوجيز»، جوني كرم، إن «بعض الشركات في الإمارات تجد صعوبة في إدارة بياناتها المظلمة، أو التي يطلق عليها (غير المصنّفة)، والمكررة والمتقادمة وعديمة الأهمية، ونظراً لتأثيرها المباشر في الامتثال الناجح للبيانات، ينبغي أن تعمد الشركات إلى ترتيب بياناتها».
وأوضح أن «دراسة تم إجراؤها، أخيراً، على عدد من الشركات في الدولة، كشفت نتائجها عن أن 75% من البيانات المخزّنة لدى الشركات المشاركة في الاستبيان بالإمارات عبارة عن بيانات مظلمة ومكررة ومتقادمة وعديمة الأهمية، حيث تعد 33% منها بيانات مظلمة، فيما تشكل البيانات المكررة والمتقادمة وعديمة الأهمية نسبة 42%».
بعض الشركات لا تتمكن من الحصر الدقيق للبيانات، مع استخدام بعض الموظفين للأجهزة الشخصية في العمل.