محتالون يستخدمون أسماء أشخاص حقيقيين موثوق بهم

خدمات مالية.. تطبيقات المواعدة عبر الإنترنت.. ملفات مزيّفة وفخاخ للاحتيال المالي

عادة ما يطلب المحتالون تحويل الأموال بحجج مختلفة. ■ أرشيفية

يلجأ ملايين الأشخاص إلى تطبيقات المواعدة عبر الإنترنت، أو مواقع الشبكات الاجتماعية لمقابلة شركاء محتملين، إلا أن جزءاً كبيراً منهم يجد أنفسه ضحية لعمليات احتيال مالي منظمة في نهاية المطاف.

وبحسب لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية، خسر الضحايا نحو 201 مليون دولار في عام 2019، ضمن عمليات الاحتيال هذه خلال العامين الماضيين، أي أكثر من أي عملية احتيال أخرى تم الإبلاغ عنها لهذه اللجنة.

بناء الثقة

ووفقاً للجنة، يُنشئ المحتالون ملفات تعريف مزيفة على مواقع وتطبيقات المواعدة، أو الاتصال بأهدافهم، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة، في إطار سعيهم لبناء الثقة مع الضحية في المرحلة الأولى، ومن ثم يؤلفون قصة تنتهي بطلب المال، وسيقولون غالباً إنهم يعيشون في الخارج أو يسافرون باستمرار، وقد يستخدمون اسماً وهمياً، أو ينتحلون هويات أشخاص حقيقيين موثوق بهم.

وعادة ما يطلبون تحويل الأموال بحجج مختلفة، بدءاً من دفع ثمن تذكرة الطائرة أو نفقات السفر الأخرى، فضلاً عن تكاليف الجراحة أو النفقات الطبية، وغيرها من الأغراض، من خلال بطاقات الهدايا، لأنهم يستطيعون الحصول على النقود بسرعة والبقاء مجهولين.

«المعلومات الشخصية»

وبحسب موقع «سكام واتش»، التابع للجنة المنافسة والمستهلك الأسترالية، يعبّر المحتالون عن مشاعر قوية في فترة زمنية قصيرة نسبياً، ويقترحون نقل العلاقة بعيداً عن موقع الـ«ويب» إلى قنوات أكثر خصوصية، مثل الهاتف أو البريد الإلكتروني أو الرسائل الفورية، وسيبذلون قصارى جهدهم لكسب الاهتمام والثقة، من خلال مشاركة «المعلومات الشخصية» وحتى إرسال الهدايا للضحية، قد يستغرق الأمر شهوراً لبناء ما قد يبدو وكأنه علاقة رومانسية.

خطر

وذكر الموقع أنه يمكن للمحتالين أن يشكلوا خطراً على السلامة الشخصية للضحية، لأنهم غالباً ما يكونون جزءاً من الشبكات الإجرامية الدولية، ما يضعهم في مواقف خطيرة قد يكون لها عواقب مأساوية، لذلك ينبغي الحذر في ما ينشره الشخص وجعله «عاماً»، عبر الإنترنت، إذ يمكن للمحتالين استخدام التفاصيل التي تتم مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع المواعدة لفهم الضحية واستهدافه بالطريقة الأمثل. ولذلك من الضروري عدم إرسال أو استقبال أموال من أي شخص قابلته عبر الإنترنت، مهما كانت قصته مقنعة، وينطبق ذلك على معلومات الحساب المصرفي أو بطاقة الائتمان أو التفاصيل المالية الأخرى، مع الحذر الشديد عند استخدام كاميرا الـ«ويب»، حيث يمكن استخدام اللقطات ضد الضحية.

سيناريوهات

في السياق ذاته، أوضح موقع «Money Advice» أن المحتالين ينجذبون إلى مواقع المواعدة، لأنهم يعرفون أن الأشخاص الموجودين هناك يبحثون عن شريك لهم في العالم الافتراضي، ومن بين السيناريوهات التي يستخدمها المحتالون غالباً أنهم عالقون في الخارج في رحلة عمل ولا يمكنهم الوصول إلى حساباتهم المصرفية، فيما يحاول البعض الآخر الحصول على معلومات كافية عن الضحية لكي يتمكن من سرقة هويته، فالأمر لا يتعلق فقط بجعل الضحية لإرسال الأموال لهم فقط بل ابتززه بشكل مستمر.

نصائح

قدمت مؤسسات مالية على مواقعها الشبكية نصائح مهمة، لتحنب الاحتيال المالي عبر تطبيقات المواعدة، منها أنه ينبغي عدم قبول طلبات الصداقة من أشخاص لا نعرفهم، وتفادي تدوين الكثير من التفاصيل عن الحياة الشخصية عبر الإنترنت، مع تجنب إعطاء تفاصيل الحسابات المصرفية نهائياً.


المحتالون يسعون  إلى بناء الثقة مع الضحية في المرحلة الأولى.

تويتر