مستأجرون يشكون إهمالها
عقاريون يطالبون مُلاكاً وشركات الإدارة بالصيانة الدورية للمرافق الداخلية
طالب عقاريون بضرورة رفع الوعي، لدى ملاك وشركات إدارة العقارات، بأهمية الصيانة الدورية للمرافق الداخلية للبنايات، بما يحافظ على مستويات جودتها.
وأشاروا، لـ«الإمارات اليوم»، إلى أن بعض الملاك وشركات إدارة العقارات، ليس لديهم الوعي الكافي بأهمية الصيانة الدورية للمرافق بالبنايات، كخزانات المياه، والسلالم الداخلية، وهو ما يستدعي المطالبة الدائمة من المستأجرين، معتبرين أن إهمال تلك الصيانة مازال حالات فردية لبعض الشركات.
فيما أفاد مستأجرون بأن بعض الشركات يقصّر في تنفيذ الصيانة الدورية لتلك المرافق، والبعض يماطل في تنفيذها.
الصيانة الدورية
وتفصيلاً، قال المستأجر، أحمد محمود، إنه «لاحظ تقصيراً في عمليات الصيانة الدورية لمرافق مثل السلالم الداخلية من حيث مستويات التنظيف اللازمة بشكل يومي، ما جعل الحشرات تظهر في الممرات».
وأوضحت المستأجرة، منى إبراهيم، أن «بعض الشركات يقصّر في تنفيذ عمليات الصيانة الدورية لمرافق داخلية، أو يماطل بها، بغرض تخفيض النفقات، وهو ما جعل الشركة تعتمد على موظف واحد في تنظيف الممرات أو غرفة صناديق القمامة».
وأضاف المستأجر، سامح عبدالغفار، أنه «طالب الشركة التي تدير بنايته بالصيانة الدورية لخزانات المياه، ومتابعة إمدادات مواسير المياه، بعد ملاحظة ظهور المياه الصفراء عند الفترة الأولى لفتح صنابير المياه».
وشكا المستأجر، ياسين المنصوري، عدم الاهتمام بالصيانة الدورية لمرافق العقار الأساسية، حيث ظل لمدة عام يشتكي من ضعف المياه، وضرورة معالجة المواسير التي تركوها للترسبات، ما تسبب في انسدادها.
وطالب بضرورة التشديد على هؤلاء الملاك ومن ينوب عنهم في الاهتمام بالصيانة الدورية للمرافق الخاصة ببناياتهم.
وأشار المستأجر، محمد الدوري، إلى أنه يقطن في إحدى البنايات منذ عام، وفي البداية كان هناك اهتمام كبير بالنظافة، لاسيما مع ظهور فيروس كورونا، لكن حالياً تراجع مستوى الاهتمام بالنظافة، ما أدى إلى زيادة الشكاوى.
المرافق الداخلية
بدوره، قال المدير التنفيذي في شركة «السوم العقارية»، سفيان السلامات، إن «إنجاز الصيانة الدورية للمرافق الداخلية من الأمور التي تحفظ جودة البنايات، وتقديم خدمات متميزة للمستأجرين، وهو ما يتطلب ضرورة رفع الوعي لدى بعض الملاك وشركات إدارة العقارات حول تلك الصيانة، مثل عمليات الفحص الدوري لخزانات المياه، أو الصيانة الدورية لمرافق المياه الأخرى»، لافتاً إلى أن «عمليات الصيانة الدورية للمرافق أو التقصير في تطبيقها يرجع لاختلاف سياسات العمل لكل شركة». واعتبر الوسيط العقاري، مجدي عبدالعزيز، أن «تقصير بعض الملاك وشركات إدارة العقارات في عمليات الصيانة الدورية لمرافق داخلية، يعد ممارسات فردية، ويحتاج لرفع الوعي»، لافتاً إلى أن «تقليل النفقات لبعض الشركات، دفعها للاعتماد على عدد أفراد أقل لإنجاز عمليات الصيانة، بسبب بعض المتغيرات في الأسواق، لاسيما عقب ظروف جائحة كورونا».
أمور الصيانة
من جانبه، قال المدير العام لـ«شركة الليوان الملكي للعقارات»، محمد حارب، إن «على المالك الاضطلاع بمسؤولياته تجاه عقاره، وألا يتهاون في أمور الصيانة، لأنها لمصلحته قبل أن تكون لمصلحة المستأجر، وذلك لأن عملية الصيانة الدورية تعمل على إطالة عمر المبنى»، مضيفاً أن البعض من الملاك أو من ينوب عنهم، يعتقدون أن تقليص الإنفاق عبر الترشيد في أمور الصيانة الدورية، من الممكن أن يعود عليهم بفوائض مالية، وهذا غير صحيح، لأن المشكلات المتعلقة بالصيانة الدورية من الممكن أن تتفاقم، وتكلف المالك فاتورة كبيرة، يمكن تفاديها إذا التزم بجدول الصيانة الدورية.
في السياق ذاته، قال المدير العام في شركة «عوض قرقاش» للعقارات، الدكتور رعد رمضان، إن «المشكلة تكمن في شركات إدارة العقارات، التي تحاول تقليص النفقات لمصلحة المالك، لكن التهاون في أمور الصيانة من الممكن أن يضر بحالة المبنى، ويقلل من جودته»، مطالباً بالمزيد من اللوائح التي تنظم العمل في ما يتعلق بأمور الصيانة.
خزانات المياه
من جهته، قال رئيس اللجنة التمثيلية لقطاع العقارات في غرفة تجارة وصناعة الشارقة، سعيد غانم السويدي، إن «عدم تطبيق بعض الملاك أو شركات إدارة العقارات لعمليات صيانة دورية للمرافق الداخلية، مثل خزانات المياه، يحتاج إلى المزيد من الوعي حول أهمية تلك الممارسات، وهو ما يتطلب بدوره أن يعتمد الملاك على شركات إدارة عقارات ذات خبرة مرتفعة في إنجاز عمليات الصيانة ومتابعتها، وبما يعود بشكل إيجابي على مستوى جودة البنايات، والحفاظ على سمعة جيدة في أسواق الإيجارات السكنية، ومستويات إشغال مرتفعة، مع الحفاظ على المستأجرين، وسهولة استقطاب مستأجرين جدد من خلال تلك الخدمات». وأضاف أن «أي مستأجر يلاحظ تقصيراً في الصيانة الدورية للمرافق الداخلية، عليه أن يطالب المالك أو الشركة المسؤولة عن إدارة البناية بإنجاز تلك الصيانة، كأن يتم تنظيف خزانات المياه بشكل دوري»، لافتاً إلى أن البنايات في الشارقة تستخدم خزانات حديثة، مصنعّة من مواد بلاستيكية أو (فايبر جلاس)، وليست خزانات مصنعة من مواد معدنية، قد تتعرض للصدأ، كما كان يحدث سابقاً. وأكد أن «للمستأجرين الحق، في حال الضرر، الشكوى للجهة المختصة من عدم تنفيذ صيانة دورية للمرافق».
مسؤولية الصيانة مشتركة بين المالك والمستأجر
أفاد مركز فض المنازعات الإيجارية، الذراع القانونية لدائرة الأراضي والأملاك بدبي، بأن «مسؤولية الصيانة مشتركة بين المالك والمستأجر، وقانون الإيجارات بدبي حدد نوعين من الصيانة للعين المؤجرة، بحسب حجم الأعمال التي تتطلبها عملية الصيانة. النوع الأول خاص بصيانة التكييفات، أو معالجة تسريب المياه، أو صيانة المرافق المشتركة من أحواض سباحة ومصاعد ومرافق أخرى في البناية الموجودة بها الوحدة السكنية التي قد تتكلف مبالغ كبيرة، وجميعها تقع على عاتق المؤجر أو المالك، باعتبارها تحتاج إلى أعمال واسعة، ولا يستطيع المستأجر القيام بها، وفي هذه الحالة يكون المالك ملزماً بها».
وأضاف أن «النوع الثاني من الصيانة، يرتكز على الأشياء البسيطة المتعارف عليها، كتلف بعض الأدوات الصحية بالوحدة السكنية، التي يكون المستأجر ملزماً بها».
وأكد المركز، على أن «المالك يلتزم بتسليم العقار بحالة صالحة للاستعمال، وأن يكون المالك مسؤولاً أثناء مدة الإيجار عن أعمال الصيانة للعقار، وعن إصلاح أي عطل أو خلل يؤثر في استيفاء المستأجر للمنفعة المقصودة منه، ما لم يتفق الطرفان على خلاف ذلك».
- إهمال صيانة المرافق الداخلية كخزانات المياه لايزال حالات فردية لبعض الشركات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news