«غرفة دبي»: نمو واردات الإمارات من السيارات الكهربائية
كشف تقرير لغرفة تجارة وصناعة دبي، تنامي شعبية السيارات الكهربائية خلال فترة جائحة فيروس «كورونا» (كوفيد-19)، بسبب الحوافز التي قدمتها الحكومات، والبنوك، وتجار السيارات، فضلاً عن نمو واردات الإمارات من السيارات الكهربائية، على الرغم من بعض اضطرابات سلسلة التوريد في صناعة السيارات، خلال فترة الجائحة، إذ سجلت صادرات ألمانيا من السيارات الكهربائية إلى الإمارات في عام 2020 نمواً بنسبة 1.054% عن العام السابق، كما سجلت كوريا الجنوبية والمملكة المتحدة معدل نمو ثلاثي الخانات في صادرات السيارات الكهربائية إلى الإمارات.
وتوقعت الغرفة، في تقرير لها، استمرار شعبية السيارات الكهربائية في فترة ما بعد زوال جائحة «كورونا».
سيارات كهربائية
وتفصيلاً، قالت غرفة تجارة وصناعة دبي إن تفشي جائحة فيروس «كورونا» (كوفيد-19)، أدى إلى ظهور اتجاهات جديدة في مبيعات السيارات حول العالم، إذ تسببت المخاوف الصحية والمالية، وإجراءات الإغلاق، إلى انخفاض المبيعات العالمية للسيارات.
وأظهر تقرير للغرفة، حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منه، أن شعبية السيارات الكهربائية تنامت خلال فترة الجائحة، بسبب الحوافز التي قدمتها الحكومات، والبنوك، وتجار السيارات.
وذكر التقرير أنه على الرغم من بعض اضطرابات سلسلة التوريد في صناعة السيارات، وانخفاض الطلب، فقد استمرت صادرات السيارات الكهربائية من العديد من الدول في النمو خلال فترة الجائحة.
وأوضح أن ألمانيا، التي تعتبر ثاني أكبر مصدر للسيارات الكهربائية عالمياً، حققت معدل نمو من ثلاث خانات في صادرات السيارات الكهربائية إلى العالم بين عامي 2019 و2020، فيما بلغت قيمة صادرات ألمانيا من السيارات الكهربائية إلى الإمارات في عام 2020 نحو 15.9 مليون دولار، بزيادة قدرها 1.054% عن العام السابق.
بدورها، سجلت كوريا الجنوبية والمملكة المتحدة معدل نمو ثلاثي الخانات في صادرات السيارات الكهربائية إلى الإمارات. كما تظهر البيانات التجارية أن الولايات المتحدة كانت أكبر مصدر للسيارات الكهربائية إلى الإمارات في عام 2020، لكن هذه الصادرات تراجعت بنسبة مضاعفة من عام 2019 إلى عام 2020، كما لوحظ اتجاه مماثل في الصادرات العالمية.
فضلاً عن ذلك، حققت إسبانيا وفرنسا واليابان نمواً كبيراً في صادرات السيارات الكهربائية إلى العالم، إلا أنه كان لها نصيب ضئيل للغاية، ونمو سلبي في واردات الإمارات منها في عام 2020.
عوامل النمو
وتوقع تقرير «غرفة دبي» استمرار شعبية السيارات الكهربائية في فترة ما بعد زوال جائحة «كورونا»، وأن تحقق المبيعات العالمية للسيارات الكهربائية خلال العام الجاري 2021، معدل نمو سنوي قدره 46%، بسبب المعايير الصارمة المتزايدة لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، والدعم الحكومي لشراء السيارات الكهربائية، وتوسع خيارات شراء السيارات الكهربائية بأسعار معقولة، وتنامي وعي المستهلك بشأن تغير المناخ.
مبيعات عالمية
وبحسب التقرير، بلغ إجمالي مبيعات السيارات الكهربائية العالمية في عام 2020 نحو 3.2 ملايين وحدة، في وقت استحوذ فيه الطراز (3) من سيارات «تسلا» على نسبة 12% من حصة السوق في مبيعات السيارات الكهربائية، ما يجعله أشهر طراز للسيارات الكهربائية في العالم. وتشمل السيارات الكهربائية الشهيرة الأخرى في عام 2020: «وولينغ ميني إي في» التي استحوذت على نسبة (4%)، و«رينو زوي» 3%، و«تسلا واي» 3%، و«هيونداي كونا إي في» 2%، و«في دبليو آي دي.3» 2%.
تأثيرات الجائحة
ولفت تقرير «غرفة دبي» إلى أن الجائحة أدت إلى الحاجة لتحسين إمكانية الوصول إلى المنتجات والخدمات والمعلومات، إذ يشعر العديد من المتعاملين الآن بالراحة عند شراء ما يحتاجون إليه باستخدام قنوات الإنترنت، لأنها تقلل زيارة محال البيع، وتتيح تسوقاً ودفعاً للقيمة دون تلامس.
وقد لعب البيع عبر الإنترنت دوراً مهماً في مبيعات السيارات العالمية طوال فترة تفشي الجائحة، فيما أكد تقرير الغرفة أنه وحتى خلال فترة ما قبل ظهور الجائحة، كانت بعض شركات تصنيع السيارات مثل «تسلا» توفر هذا الخيار.
الدفع «أونلاين»
وذكر تقرير «غرفة دبي» أن منصة السيارات عبر الإنترنت (YallaMotor) أجرت في يناير 2021 استطلاعاً شمل 4120 شخصاً يعيشون في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لتحليل تأثير الجائحة على مبيعات السيارات. وأظهرت نتائج الاستطلاع أن نحو نصف المستجيبين منفتحون على تقديم دفعة أولى لشراء سيارة عبر الإنترنت، فيما قال ثلث المستجيبين إنه ليس لديهم مشكلة في دفع المبلغ كاملاً عبر الإنترنت.
كما كشف الاستطلاع أن معظم المشترين يفضلون نظام دفع مختلطاً، حيث يمكنهم دفع المقدم عبر الإنترنت، ثم رؤية صالة العرض فعلياً لإكمال عملية الشراء.
ووفقاً لتقرير حول نتائج المسح الإحصائي للتنقل 2020، فقد استخدم نحو 17% من المشاركين أجهزة الكمبيوتر أو الأجهزة اللوحية لشراء السيارات أثناء تفشي الجائحة، فيما استخدم 16% منهم الهواتف الذكية. ومن بين مستخدمي الهواتف الذكية، فإن هناك نسبة 24% تراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً، و20% تراوح أعمارهم بين 30 و44 عاماً.
توقعات المبيعات
وتوقع تقرير «غرفة دبي» أن تستمر مبيعات السيارات عبر الإنترنت في الارتفاع في عام 2021، وأن يكون الانتقال إلى الإنترنت أكثر انتشاراً في سوق السيارات المستعملة. كما سيستمر العديد من التجار في «رقمنة» مبيعاتهم بسبب محدودية تنقل المشتري، والتفاعل وجهاً لوجه.
كما يتوقع الخبراء أن يكون الواقعان «المعزز» و«الافتراضي» من الأدوات الشائعة في شراء السيارات في عام 2021. وستتوافر هذه التقنيات في صالات عرض السيارات، وستسمح للمتعاملين بتجربة السيارات قبل شرائها، وتوفير العديد من الأدوات التي تساعد في تلبية احتياجات المتعاملين الفردية.
سيارات مستعملة
وكشف تقرير «غرفة دبي» أنه وبسبب الصعوبات المالية، فقد اشترى العديد من المتعاملين سيارات مستعملة خلال فترة الوباء.
وأظهر الاستطلاع الذي أجرته «YallaMotor» أيضاً أنه في أبريل 2020، كان 70% من المشاركين في دول مجلس التعاون الخليجي على استعداد لشراء سيارات مستعملة، و20% حريصين على شراء سيارات جديدة.
ولفت التقرير إلى تغير هذا الاتجاه، عند مقارنة نتائج المسح بيناير 2021، مع إعادة فتح الدول لاقتصاداتها، واستعداد المستهلكين لشراء المزيد من السيارات الجديدة، إذ ذكر ما يقرب من نصف الذين شاركوا في المسح بدول مجلس التعاون الخليجي خلال يناير 2021، استعدادهم لشراء سيارات جديدة، وهو ما يزيد بنسبة 30 نقطة مئوية عن نتائج أبريل 2020.
رقائق إلكترونية
ولفتت «غرفة دبي» في تقريرها إلى الأخبار التي تشير إلى وجود نقص في الرقائق الإلكترونية المستخدمة في تصنيع السيارات في السوق العالمية، ما قد يقلل من إنتاج السيارات الجديدة في عام 2021.
وأوضحت أنه يمكن أن يكون التأثير كبيراً على صناعة السيارات الكهربائية، نظراً لأنها تحتاج إلى الكثير من أشباه الموصلات، ولذلك يتوجب على تجار السيارات في دبي التحسب لهذا التغيير، وأن يكون لديهم مخزون كافٍ لتلبية الطلب مستقبلاً.
قرار الشراء
أفاد تقرير «غرفة دبي»، بوجود عوامل عدة قد تؤثر في قرار المتعاملين بشراء سيارة.
وتظهر أحدث نتائج استطلاع «YallaMotor» أن 65% من المشاركين في دول مجلس التعاون الخليجي، يفضلون خفض الأسعار، بينما فضلت نسبة 17% منهم الحصول على قروض جذابة. وتشمل العوامل الأخرى: خدمات الصيانة المجانية (13%)، وخيارات التأجير أو الملكية المشتركة.
البيع في السوق العالمية
ذكر تقرير «غرفة دبي» أن هناك العديد من طرق البيع في سوق السيارات العالمي، ومن أشهرها النموذج القائم على الاشتراك. وفي هذا النموذج، لا يمتلك المتعاملون السيارة، لكن يمكنهم قيادتها عن طريق دفع رسوم شهرية، كما تتاح أمامهم فرصة استخدام السيارة دون دفع أي دفعة مقدمة.
ويقدم نموذج المبيعات هذا مجموعة متنوعة من السيارات، وقد يجذب المتعاملين الذين يفضلون تغيير السيارات كثيراً.
- توقعات باستمرار شعبية السيارات الكهربائية في فترة ما بعد زوال جائحة «كورونا»