5 توجهات جديدة للمستهلكين في قطاع تجارة التجزئة
أفاد مسؤولون في قطاع تجارة التجزئة بأنهم رصدوا، خلال الفترة الأخيرة، خمسة توجهات جديدة في سلوك المستهلكين عند التسوّق، مقارنة بالسلوك الاستهلاكي خلال العام الماضي، مع بداية جائحة «كورونا» أو في فترات ما قبلها.
وأوضحوا لـ«الإمارات اليوم»، أن «تلك التوجهات تمثلت بالتركيز بشكل أكبر على عروض التخفيضات، مع تراجع مستويات الإنفاق على السلع الكمالية، فضلاً عن تراجع الإنفاق الاستهلاكي بشكل عام، إضافة إلى زيادة الاعتماد على التسوّق الإلكتروني، والتركيز أكثر على السلع العضوية أوالصحية المدعمة بالفيتامينات».
وأضافوا أن «التوجهات الجديدة انعكست بدورها على القطاع، عبر توسع منافذ البيع بعروض التخفيضات، وزيادة المنافسة بين المنصّات الإلكترونية لاستقطاب المستهلكين».
البحث عن عروض
وتفصيلاً، قال المدير العام لجمعية الإمارات التعاونية، محمد يوسف الخاجة، إن «الفترة الأخيرة شهدت تركيزاً أكبر من جانب المستهلكين على البحث عن عروض التخفيضات للشراء، مقارنة بفترات بداية جائحة (كورونا) أو حتى بفترات ما قبلها».
وأضاف أن «هذا التغيّر أو التوجه الجديد في سلوك المستهلكين، انعكس بدوره على سياسات منافذ البيع في زيادة العروض، وزيادة عدد السلع التي تشملها، وهو ما ظهر في (عروض رمضان 2021)، مقارنة بالموسم الرمضاني من العام الماضي».
وبيّن الخاجة أن «من ضمن المتغيّرات الجديدة التي ظهرت على سلوك وتوجهات المستهلكين، هي تراجع مستوى الإنفاق على السلع الكمالية، والتركيز بشكل أكبر على السلع الأساسية، ما انعكس بدوره على نوعية السلع المشمولة بعروض التخفيضات».
تراجع الإنفاق
من جهته، أكد الرئيس التنفيذي لتعاونية الاتحاد، خالد حميد بن ذيبان الفلاسي، أن «هناك فعلاً متغيّرات وتوجهات جديدة طرأت على سلوك المستهلكين خلال الفترات الأخيرة، أبرزها تراجع نسب الإنفاق الاستهلاكي بشكل عام بمنافذ البيع، مقارنة بفترات بداية الجائحة أو حتى بفترات ما قبلها».
وأوضح أن «من ضمن المتغيّرات نمو الطلب الاستهلاكي بنسب متباينة على الشراء عبر منصّات التجارة الإلكترونية، الأمر الذي زاد من المنافسة بين المنافذ على تطوير المنصّات، وزيادة عدد السلع المعروضة على تلك المنصّات».
الحصص الأكبر
بدوره، اتفق مدير الاتصال المؤسسي في مجموعة «اللولو العالمية»، ناندا كومار، مع الخاجة والفلاسي، بأن هناك عدداً من التوجهات الجديدة التي ظهرت بشكل ملحوظ، أخيراً، على سلوك المستهلكين، مقارنة بالعام الماضي، أو بالفترات التي سبقت «كورونا»، مبيناً أن «من أبرز تلك التوجهات، تركز عمليات الشراء على سلع عروض التخفيضات، التي أصبحت تستأثر بالحصص الأكبر من المبيعات، مقارنة بالسلع الأخرى».
وأضاف أن «من ضمن التوجهات الحديثة بسلوك المستهلكين، هي نمو الطلب على المنتجات العضوية والمنتجات الصحية المدعمة بالفيتامينات، سواء مشروبات أو أغذية بشكل عام»، لافتاً إلى أن الجائحة رسّخت تلك التوجهات بشكل تدريجي، حتى وصلت إلى سلوك رئيس حالياً بين عدد كبير من المستهلكين.
ولفت كومار إلى أن التوجهات الجديدة للمستهلكين شملت أيضاً ترسيخ مكانة المنصّات الإلكترونية كوجهة لشراء متطلبات البقالة ومنتجات التجزئة بشكل عام، ما أدى بدوره إلى زيادة اهتمام منافذ البيع بالمنصّات، والعمل على تطويرها بشكل أكبر للمنافسة في استقطاب المستهلكين وفقاً للتوجهات الجديدة.
الكميات الكبيرة
في السياق ذاته، قال المتحدث الرسمي لمراكز مجموعة «أسواق» التابعة لمؤسسة «دبي للاستثمارات الحكومية»، عبدالحميد الخشابي، إن «هناك متغيّرات جديدة في سلوك المستهلكين، ظهرت خلال الفترات الأخيرة، مقارنة بفترات بداية الجائحة أو ما قبلها».
وأفاد بأنه أبرز تلك التوجهات تمثل بالتركيز بشكل أكبر على سلع العروض التخفيضية، مع نمو الطلب على الشراء من خلال المنصّات الإلكترونية، فضلاً عن تراجع عمليات شراء الكميات الكبيرة من السلع، أو الشراء لأهداف التخزين مع زيادة عدد مرات الشراء، لكن دون الشراء بكميات كبيرة.
• «التوجهات الجديدة انعكست على القطاع، عبر التوسع بالعروض، وزيادة المنافسة بين المنصّات الإلكترونية».
مزج بين المنافذ التقليدية والمنصّات
قال مدير شركة «البحر للاستشارات» وخبير شؤون التجزئة، إبراهيم البحر، إن «الفترة الأخيرة شهدت توجهات جديدة وتغيّرات لافتة في سلوك المستهلكين، انعكست بدورها إيجاباً على قطاع تجارة التجزئة، وهو ما ظهر بشكل واضح، أخيراً، عبر الزيادة في طرح عروض التخفيضات، وزيادة عدد المنتجات المشمولة»، مشيراً إلى أنها عروض موسّعة وتعدّ الأكبر منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
وبيّن أن «التوجهات الجديدة شملت المزج في الحصول على متطلبات البقالة بين المنافذ التقليدية والمنصّات، الأمر الذي أدى بدوره إلى توسع المنصّات الإلكترونية في عرض متطلبات البقالة، وزيادة المنافسة بين شركات تجارة التجزئة على تطوير منصّات خاصة بها».