الإماراتية ندى المازمي.. «نهج التعلّم» يكون جسر التواصل بين الطلاب حول العالم
تجربة فريدة كرّستها لأول مرة على مستوى الإمارات والعالم، طالبة الإعلام الإماراتية ندى المازمي، من خلال تأهلها لتحقيق الـ10 مراكز العليا في «تحدي مستقبل التعلّم الرقمي»، الذي أطلقه «إكسبو دبي 2020» للطلاب حول العالم، لتطوير مستقبل أنظمة التعليم الرقمي على مستوى المنطقة وفي الخارج، وتوفير فرص تعليمية متساوية للطلبة، والاستفادة من تطبيقات التكنولوجيا والحلول الرقمية، وذلك بالتنسيق مع المفوض الإيطالي لـ«إكسبو دبي 2020»، واعتماد من منظمة اليونسكو العالمية «مستقبل التربية والتعليم»، الرامية إلى إعادة تصور ملامح مستقبل البشرية من بوابة المعرفة والتعلّم.
تجربة رائدة
في وصف هذه التجربة الرائدة التي دخلتها المازمي بآمال كبيرة على الفوز، قالت: «شارك في تحدي مستقبل التعلّم الرقمي 633 طالباً من 47 دولة، فيما تمحور موضوع المسابقة حول إمكانية ابتكار وتطوير فكرة مشروع يسهم في رسم ملامح مستقبل التعليم حول العالم، بالاعتماد على الحلول الرقمية والتكنولوجيا المتاحة حالياً، من أجل توفير إمكانية المعرفة عن بُعد بطريقة ذكية ومرنة للطلاب، ليس فقط من شتى الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية والمستويات التعليمية فحسب، وإنما من أي بلد حول العالم».
وأضافت: «تم فرز الطلاب المشاركين في هذا التحدي، الذي امتد العمل عليه لما يزيد على ستة أشهر، إلى مجموعات طلابية متفاوتة الأعمار ومتعددة الاختصاصات والمستويات، إذ تم توزيعها بالتساوي من قبل اللجنة التنظيمية للجائزة، لتضم جنسيات وخبرات جامعية ومدرسية متفوقة في مجال الإعلام والعلوم التطبيقية والعلوم الإنسانية، وغيرها من المجالات المعرفية الأخرى»، مشيرة في الوقت نفسه إلى تصديها كأول طالبة إماراتية لتمثيل بلدها في المنافسات، إلى جانب ستة من طلاب مدارس وجامعات من إيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية.
في سياق متصل، أكدت المازمي الطالبة في السنة الثالثة بجامعة الإمارات: «تضم المسابقة المعتمدة على التنافس في ابتكار مشروع ينهض بواقع التعليم حول العالم، 48 مجموعة، يتم اختبارها وتجربتها ومن ثم فرزها على أساس مردودية نتائجها، لاختيار 20 مجموعة منها. في الوقت الذي يتم الانتقال لاحقاً إلى التصفيات النهائية للإعلان عن 10 أفضل مجموعات فائزة، وقد سعدت جداً باختياري لأكون الإماراتية الوحيدة التي وصلت إلى هذه المرحلة».
معايير عالمية
يتمحور المشروع المتميز، الذي أطلقت عليه مجموعة المازمي اسم «نهج التعلّم»، حول فكرة إنشاء «كارافان» تعليمي ذكي ومتنقل، زوّد بأحدث التقنيات التعليمية والتكنولوجيات المتطورة، إذ أكدت المازمي: «رغم محدودية عدد الطلاب المتاح لهم التعلّم في هذه المدرسة المتنقلة، فإنها ترقى - برأيي - إلى أعلى معايير الجودة والتميز التي تطرحها أنجح المؤسسات التعليمية المرموقة، باعتبار توفيرها لتجربة تعلّم متكاملة عن بُعد تلائم الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها، ولايزال، الكثير من الطلاب حول العالم، إما بسبب ما فرضته جائحة (كورونا) من تحديات، أو ما فرضته الحروب من دمار وفقر ولجوء، كل ذلك بالاعتماد على مناهج وخبرات اختصاصيين تربويين من حول العالم، وبطرق ذكية ومرنة تناسب شتى الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية، وحتى المستويات التعليمية للطلبة حول العالم».
وأضافت: «لتسهيل مهمة البحث والتعلّم وإدارة المحتويات والاستفادة منها، تم تجهيز (الكارافان) ببطاقات دخول ذكية مزوّدة برموز شريطية، تضم مسوحات خاصة لجميع بيانات الطالب ومرحلته التعليمية، وحتى اختصاصه الأكاديمي وموقعه الجغرافي، إذ بمجرد تسجيل الدخول، تتم بشكل آلي تهيئة جميع إعدادات (الكارافان) للاستجابة لاحتياجات الطالب ومستواه، فإذا كان طفلاً مثلاً، ستتم مخاطبته بشكل يناسب مساقاته التعليمية وقدراته الفكرية».
من جهة أخرى، أكدت المازمي: «إلى جانب ذلك، زوّد هذا المشروع بفيديوهات تفصيلية وشروحات مبسطة تسهل عملية التعلّم، في الوقت الذي سيتم تجهيزه لاحقاً (بروبوت) خاص للاستجابة لمختلف الاستفسارات الخاصة بالطلبة وتسهيل عملية تعلّمهم. ولمزيد تكريس مبدأ النجاعة في ملاءمة هذه التجربة لمتطلباتهم المختلفة، تم إجراء دراسات استقصائية شاملة وموسعة في كل بلد، لمعرفة المراجع والمعلومات التي يرغب الطلاب في توافرها في اختصاصاتهم، وإدراجها ضمن بيانات المشروع».
قبول وتفاعل
في سياق حديثها عن المشروع، لفتت المازمي قائلة: «للتأكد من مدى فاعلية هذه الخطوة، تم في مرحلة ما استجلاب عدد موسع من تلاميذ المدارس في مختلف الدول، لقياس مدى تقبلهم للتجربة وقدراتهم على استثمار فوائدها لتطوير واقعهم التعليمي، وقد فوجئنا صراحة بالحماسة الكبيرة التي لمسناها لدى الكثيرين، وتقبلهم لهذه التجربة وانسجامهم الواضح معها، خصوصاً فئة الأطفال المعروفين بتعنتهم في البداية في تقبل تجربة التعليم بشكل عام بأنظمته التقليدية القائمة اليوم، ما يشجع بشكل مطرد، حسب رأيي، على اعتماد تنفيذ هذا النمط ليكون البديل الفاعل للتعليم المدرسي، باعتباره محفزاً قبل تجربة التعلّم، على تجربة التلاقح الثقافي والتواصل الفاعل بين الشعوب، في ظل التقارب الذي حققته من قبله ثورة التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الرقمي».
طموحات مستقبلية
تحمّست المازمي في وصف نجاح «نهج التعلّم»، فيما أشارت إلى إمكانية عرض فكرته خلال فعاليات «إكسبو 2020»، لافتة إلى اهتمام جهات كبرى في الإمارات وإيطاليا بتبنيه واعتماد تنفيذه مؤكدة: «سعيدة جداً بالصدى الواسع للمشروع، وبالحماسة التي وجدها لدى الكثير من الشركات الكبرى داخل الإمارات وخارجها، التي تعهدت برعايته وتنفيذه، وهذا أمر محفز للمواهب الإماراتية الشابة على الانخراط في نهج الابتكار وتبادل التجارب وتقريب وجهات النظر بين البشر وبالتالي، إعادة تصور تجربة المعرفة والتعلّم في عالم تتزايد فيه الأزمات والضبابية، وكذلك الهشاشة بسبب مخلفات جائحة (كورونا)».
المازمي: «شركات كبرى داخل الإمارات وخارجها، تعهدت برعاية المشروع وتنفيذه».
تمحور مشروع «نهج التعلّم» حول فكرة إنشاء «كارافان» تعليمي ذكي ومتنقل، زوّد بأحدث التقنيات التعليمية والتكنولوجيات المتطوّرة.