خبير تجزئة ينصح بـ «بدائل» المنتج ومنفذ البيع دون التقيد بعلامات تجارية محدّدة

مستهلكون: الأسواق تشهد طرح منتجات بأحجام كبيرة وأسعار مرتفعة

صورة

قال مستهلكون لـ«الإمارات اليوم»، إن الأسواق تشهد حالياً سحب منتجات وطرح أخرى من العلامة التجارية نفسها، ولكن بأحجام كبيرة وأسعار مرتفعة، لإجبار المستهلكين على شراء المنتجات الجديدة. وطالبوا بعدم سحب المنتجات القديمة بأحجامها المتعارف عليها، وترك حرية الاختيار للمستهلكين، لشراء ما يناسبهم، خصوصاً العائلات قليلة العدد أو محدودة الدخل.

بدورهما، قال مسؤولان في شركتين تجاريتين: «إن طرح منتجات جديدة يعدّ استجابة لظروف السوق وارتفاع كلفة الإنتاج والتوريد»، مشيرين إلى أن طرح منتجات بأحجام كبيرة يسهم في دعم اقتصادات الشركات، وخفض كلفة الإنتاج.

وأوضحا أن «الشركات ترغب عند طرح منتج جديد، في التعرف إلى مدى قبول المستهلكين له من حيث الحجم، والسعر، والنوعية، فتفضل سحب القديم»، لافتين إلى أن اختفاء المنتجات بالعبوات القديمة، قد يكون مؤقتاً، لتوجيه خطوط الإنتاج للمنتجات الجديدة، خلال الفترة الأولى من طرح المنتج الجديد.

شكاوى مستهلكين

وتفصيلاً، قالت المستهلكة آمال يوسف: «إنها لاحظت طرح شركة مواد غذائية منتجاً بعبوات كبيرة الحجم ومرتفعة السعر، في وقت اختفت فيه عبوات المنتج المتداولة في السوق سابقاً، التي كانت بأسعار مناسبة وأحجام صغيرة ومتوسطة»، معتبرة ذلك طريقة لإجبار المستهلكين على شراء العبوات الجديدة الكبيرة الحجم.

وأوضحت يوسف أن «سعر عبوة المنتج القديم من الحجم المتوسط بلغ 25 درهماً، مقابل 58 درهماً للعبوة الجديدة من الحجم الكبير»، مشيرة إلى أنها لا تحتاج إلى الحجم الكبير، فضلاً عن أنه يتعرض للتلف، وأقل جودة من المنتج القديم.

وطالبت يوسف بعدم سحب المنتجات بالعبوات المتعارف عليها في السوق، مع طرح أحجام مختلفة، لترك حرية الاختيار أمام المستهلكين، مشيرة إلى أن بعض العائلات صغيرة الحجم، أو محدودة الدخل، لا يناسبها شراء منتجات بأحجام كبيرة الحجم أو العدد، إذ يعدّ هدراً للمال.

أكياس أرز

من جانبه، قال المستهلك أحمد عبدالعزيز: «إن شركة للأرز المعبأ، طرحت عبوات وأكياساً من الأرز بوزن 20 كيلوغراماً وبسعر يجاوز 100 درهم، في وقت اختفت فيه العبوات السابقة المعتادة بوزن كيلوغرام، وكيلوغرامين، وخمسة كيلوغرامات، و10 كيلوغرامات من السوق تماماً، التي كانت بأسعار تبدأ من خمسة دراهم».

ولفت عبدالعزيز إلى أنه وجد أن العبوات الجديدة مرتفعة السعر، وبجودة أقل، فضلاً عن أنه لا يحتاجها، ومعرضة للتلف بشكل كبير، ولا يتوافر لديه مكان للتخزين.

واتفق على ضرورة عدم سحب أحجام المنتجات المتعارف عليها من السوق، وطرح أحجام مختلفة، لمنح المستهلكين حرية الاختيار، خصوصاً للأفراد والعائلات قليلة العدد.

«مُنعّمات» الأقمشة

في السياق نفسه، قال المستهلك أنور حماد: «إنه لاحظ طرح عبوات جديدة من مُنعّم معروف للأقمشة، بحجم كبير جداً، وسعر مرتفع، لا يناسب العائلات، سواء كانت صغيرة أو متوسطة العدد، أو محدودة الدخل، في وقت اختفت فيه العبوات الصغيرة والمتوسطة المشابهة التي تنتجها الشركة نفسها، في محاولة لإجبار المستلهكين على شراء العبوات الجديدة». وأوضح أن «سعر العبوة من الحجم الصغير كان يباع بـ17 درهماً، والمتوسطة 30 درهماً، بينما تباع العبوة الجديدة بـ70 درهماً».

وطالب بابقاء العبوات السابقة في السوق، وطرح أخرى بأحجام مختلفة، حتى لا يضطر المستهلك إلى دفع مبالغ كبيرة في سلعة لن يستهلكها، لاسيما أن المنتج الجديد قد لا يحوز رضا المستهلك، وبجودة مختلفة.

رغبات وأذواق

إلى ذلك، قال مسؤول المبيعات والتسويق في شركة تجارية، عمار لطيف، إن «طرح منتجات جديدة، يلبي احتياجات وأذواق مستهلكين مختلفين».

وأوضح أن «اختفاء المنتجات بالعبوات القديمة، قد يكون مؤقتاً، لتوجيه خطوط الإنتاج للمنتجات الجديدة، خلال الفترة الأولى من طرح المنتج الجديد»، لافتاً إلى أن الشركات تعمل في العموم على طرح منتجات جديدة أكثر جودة، مع التطوير في الشكل والألوان، لاجتذاب المستهلكين.

التوجه إلى «البدائل»

إلى ذلك، قال خبير شؤون التجزئة، إبراهيم البحر، إن «طرح شركات لمنتجات جديدة بأحجام كبيرة وبأسعار مرتفعة يستهدف تحقيق نمو سريع في المبيعات».

وأكد البحر ضرورة أن تطرح الشركات أحجاماً مختلفة تناسب مختلف فئات المستهلكين، وتتيح لهم حرية الاختيار، وعدم التركيز على طرح حجم واحد فقط.

وأضاف البحر: «لا ينبغي إجبار المستهلك على شراء أي منتج، بل ينبغي على المستهلك من واقع مصلحته، البحث عن منتجات تناسبه أكثر في علامات تجارية أخرى، خصوصاً إذا لاحظ تدني جودة المنتج الجديد، حتى إذا اعتاد على استخدام علامة تجارية محددة طول سنوات».

ودعا البحر، المستهلكين، إلى ايجاد بدائل تناسبهم من منتجات أخرى في منافذ بيع أخرى، من دون التقيد بعلامات تجارية محددة، مشيراً إلى أن ميزة سوق الإمارات وجود تنوّع كبير في العلامات التجارية والمنتجات، بحيث يجد المستهلك أمامه خيارات تسمح له باختيار أفضل ما يناسبه.

ارتفاع كلف الإنتاج والتوريد

اعتبر مسؤول تسويق في شركة كبرى لإنتاج المواد الغذائية، فضل عدم ذكر اسمه، إن طرح منتجات جديدة يعد استجابة لظروف السوق الجديدة، وارتفاع كلف الانتاج والتوريد. ورأى أن طرح منتجات كبيرة الحجم يسهم في دعم اقتصادات الشركات وتقليل كلفة الانتاج، مشيراً إلى أن الشركات ترغب عند طرح منتج جديد، في التعرف على مدى قبول المستهلكين له من حيث الحجم، والسعر، والنوعية، فتفضل سحب القديم، أو طرحه في منافذ بيع صغيرة.

• اختفاء العبوات القديمة قد يكون مؤقتاً، لتوجيه خطوط الإنتاج للمنتجات الجديدة.

تويتر