4.8 مليارات دولار واردات دبي من أمريكا اللاتينية خلال 9 أشهر
أكد مشاركون في منتدى الأعمال لدول أميركا اللاتينية، الذي نظمته غرف دبي أمس، أهمية تعزيز العلاقات التجارية ما بين اقتصادات أمريكا اللاتينية ودولة الإمارات، مشيرين إلى أن الإمارات بوابة رئيسة إلى أسواق المنطقة، خصوصا وأنها تدعم منظومة الاقتصاد الأخضر ومشاريع البنية التحتية التي يتوقع لها أن تشهد نقلة نوعية في أسواق أمريكا اللاتينية على مدار السنوات العشر المقبلة.
ودعا مستثمرون ومسؤولون حكوميون رجال الأعمال الإماراتيين إلى الاستثمار في أميركا اللاتينية والاستفادة من الفرص الاقتصادية المتعددة المتاحة في العديد من القطاعات، مؤكدين على العلاقة الوثيقة بين صعود اقتصادات دول منطقة الشرق الأوسط وازدهار أسواق أمريكا اللاتينية، حيث يسهم ارتفاع حجم التبادل التجاري فيما بينها في إعادة تشكيل الروابط التجارية في العالم. لافتين إلى أن واردات دبي من دول أمريكا اللاتينية خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2021 بلغت 4.8 مليار دولار غالبيتها واردات غذائية، وأن إمارة دبي مستمرة في تعزيز الشراكات مع دول أمريكا اللاتينية بما يتعلّق بالأمن الغذائي باعتبارها مركزاً لإعادة التصدير لبقية بلدان الشرق الأوسط.
وأشار المشاركون إلى أهمية التكامل في الأعمال والأنظمة الرقمية الاقتصادية بين الدول، مع ضرورة وجود قاعدة بيانات معتمدة، وسياسات إصلاحية وممكنة لتوجهات الرقمنة و"البلوك تشين"، بما يؤسس لمستقبل اقتصادي متنوع ومتماسك، لا يهمش الصناعات التقليدية وفي الوقت ذاته يسمح للرقمية بالتطوير والتحسين والتعزيز.
وتفصيلا، دعا الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، المستثمرين في دولة الإمارات للاستثمار في بلاده والاستفادة من الفرص الاقتصادية المتعددة المتاحة في العديد من القطاعات، وذلك في كلمة مسجلة ألقاها خلال فعاليات اليوم الأول من النسخة الرابعة من المنتدى العالمي للأعمال لدول أمريكا اللاتينية الذي انطلقت فعالياته اليوم تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وينظم بالشراكة بين غرفة تجارة دبي وإكسبو 2020 دبي.
وتوجه بولسونارو بالشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على دعوته الكريمة له للمشاركة في الحدث مشيراً إلى أن بلاده شرعت في تنفيذ "برنامج الشراكة الاستثماري" الذي يعتبر أضخم برنامج مستدام للاستثمار في البنية التحتية في تاريخ البرازيل.
وخلال كلمته، أكد بولسونارو على التزام البرازيل بالانفتاح الاقتصادي، بما في ذلك الإدراج التنافسي للبرازيل في السيناريو الجديد الذي سيشكّل معالم العالم في حقبة ما بعد الجائحة، في ضوء التحديات التي حملهما العامان الماضيان، والتي دفعت البرازيل لتخصيص قدر كبير من مصادرها لمنع المزيد من التراجع الحادِّ على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، حيث واصلت البلاد مسار النمو الاقتصادي.
وأشار بولسونارو إلى أنه بعد انكماش بلغت نسبته 4.1 % في عام 2020، الذي يُعد من الأقل بين جميع الدول المتأثرة بالجائحة، شهد الناتج المحلي الإجمالي للبرازيل نمواً بلغت نسبته 4.6 %في عام 2021، مؤكداً إن الحاجة لضبط مستويات التضخم ستجعل من الصعب علينا أن نحقق النتائج ذاتها في هذا العام.
وقال بولسونارو: "نتوق لتحقيق النمو من خلال الفرص على المدى القصير والمتوسط والطويل، ليس فقط بالنسبة لرجال الأعمال الحاضرين في هذا المؤتمر، بل لكافة مجتمع الأعمال أيضاً."
وأضاف: "ندعو كافة رجال الاعمال للاستثمار في البرازيل. في ظل عملنا على تحقيق التعافي الاقتصادي الحذر والمستدام، فعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، نقلنا 131 من أصولنا إلى القطاع الخاص، مع إمكانية جلب استثمارات بما يقرب من أكثر من 150 مليار دولار وقرابة 25 مليار دولار من رسوم الامتيازات، وتتضمن محفظة البرنامج الاستثماري في عام 2022 أصولاً يبلغ عددها 153، مع استثمارات من المتوقع أن تصل قيمتها إلى 60 مليار دولار".
من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة غرف دبي، عبد العزيز الغرير، أن أسواق أمريكا اللاتينية ستلعب دوراً رئيسياً في تحقيق مستهدفات خطة دبي للتجارة الخارجية برفع قيمة تجارة دبي إلى 2 تريليون درهم خلال الأعوام الخمس المقبلة، مشيراً إلى واردات دبي من دول أمريكا اللاتينية خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2021 بلغت 4.8 مليار دولار غالبيتها واردات غذائية، موضحاً أن إمارة دبي مستمرة في تعزيز الشراكات مع دول أمريكا اللاتينية بما يتعلّق بالأمن الغذائي باعتبارها مركزاً لإعادة التصدير لبقية بلدان الشرق الأوسط.
وقال خلال كلمته إن 27 دولة من قارّة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي تمتلك إمكانات غير مستغلّة، وسيكون من الضروري الاهتمام بشكل أكبر بتعزيز التعاون معهم، والدفع في سبيل التكامل الاقتصادي والتسريع الرقمي وخلق آفاق جديدة للنمو، وهذا ما تسعى إليه إمارة دبي التي تمتلك واحداً من أسرع الاقتصادات نمواً في العالم والتي ستسخّر خبرتها وبنيتها التحتية المتكاملة لإطلاق العنان للإمكانات الاقتصادية لدول أمريكا اللاتينية من خلال قطاعاتها الرئيسية والمتمثّلة في الخدمات، والبنى التحتية المتطورة، وتجارة التجزئة، والسياحة، والخدمات المالية، إضافة إلى المناخ المتقدّم الجاذب للاستثمارات والذي يخدم الارتقاء بواقع التنمية المستدامة لاقتصادات دول أمريكا اللاتينية وحوض الكاريبي".
وأكّد أن غرفة تجارة دبي ملتزمة التزاماً تاماً بتسهيل التبادل بين مجتمعات الأعمال المحلية ودول أمريكا اللاتينية وحوض البحر الكاريبي من خلال مجموعة متنوعّة من البرامج والمبادرات، موضحاً أنه وإلى جانب تنظيم هذا المنتدى العالمي ستوفّر مكاتب الغرفة الخارجية في كلّ من البرازيل وبنما والأرجنتين إمكانية الوصول إلى فرص تجارية واستثمارية جاذبة للأعضاء، في الوقت ذاته تساهم تلك المكاتب في إتاحة الفرصة للشركات الأمريكية اللاتينية والكاريبية للدخول إلى أسواق دبي والانفتاح على أسواق المنطقة.
وبيّن ": منذ إطلاق استراتيجية التوسّع الدولي في المنطقة العام 2017 نما عدد الشركات الأمريكية اللاتينية المسجّلة لدى الغرفة بشكل كبير إذ يبلغ عدد الشركات اللاتينية اليوم 400 شركة، ونتطلع لزيادة هذا الرقم مستقبلاً في ظلّ كلّ تلك التفاعلات التي نلمسها بين مجتمعات الأعمال في اكسبو".
من جانبه، أكد مدير مجلس إدارة بنك باسا، ووزير المالية السابق، باراغواي سانتياغو بينيا على أهمية التكامل في الأعمال والأنظمة الرقمية الاقتصادية بين الدول، مع ضرورة وجود قاعدة بيانات معتمدة، وسياسات إصلاحية وممكنة لتوجهات الرقمنة و"البلوك تشين"، بما يؤسس لمستقبل اقتصادي متنوع ومتماسك، لا يهمش الصناعات التقليدية وفي الوقت ذاته يسمح للرقمية بالتطوير والتحسين والتعزيز.
وقال المؤسس والشريك الإداري لشركة "اثمار كابيتال".فيصل بلهول: "إن الإمارات أدركت أهمية وجود نوعية في الخدمات في أوقات التحديات، حيث أنها تعتمد نهج تحويل التحديات إلى فرص، وهو ذات النهج الذي تعمل وفقاً له القيادة الرشيدة التي تمتلك رؤى استشرافية حكيمة، وكان ذلك واضحاً في تعاملها مع جائحة كوفيد-19، ففي الوقت الذي تعيش فيه الإمارات مرحلة تعافي، لازالت هناك الكثير من الدول تعاني الأمرّين.
وأردف بلهول: "ثقة الأعمال في دبي بأعلى مستوياتها، حيث أن الاستثمارات في العقارات على سبيل المثال سجلت مستويات عالية حتى في الفترة ما قبل أزمة وتداعيات كورونا، واستمرت على هذا المنوال، وهو ما يعكس ثقة الشركات المختلفة في البيئة التي توفرها وتقدمها دبي للمستثمرين، بما في ذلك الخدمات والمناطق الحرة وغيرها الكثير، والأهم من ذلك قدرتها على التكيف مع المتغيرات".
وأضاف بلهول أن دبي حققت التوازن بين التجارة التقليدية والرقمية وحددت الفرص في الأخيرة للاستثمار بها بالشكل الصحيح والدفع قدماً نحو الازدهار والتنمية والاستدامة، إذ أن الإمارات شهدت الكثير من قصص النجاح بالاعتماد على البلوك تشين.
وأكد الرئيس التنفيذي لشركتي "أو إس سيتي"، و"جوف تيك هاب"، المكسيك، جيسوس سيبيدا أن 66% من حكومات العالم ستعمل على زيادة نسبة استخدام الخدمات الإلكترونية والرقمية 3 مرات أعلى، وهو أمر يجب أن يبنى على التكاملية والتأسيس له من خلال بناء شبكة رقمية جديدة تواجه التغيرات المتسارعة لاسيما بعد الوباء، لافتاً إلى أن العالم عاش بالفعل هذه التجربة وأثبت الإنترنت فعاليته في إتمام جميع المعاملات والخدمات التابعة للقطاعين العام والخاص، والاتكال عليها نوعاً ما.
من جانبه، أكد رئيس بنك التنمية الجديد في البرازيل، ماركوس ترويخو، أهمية تعزيز العلاقات التجارية ما بين اقتصادات أمريكا اللاتينية ودولة الإمارات العربية المتحدة باعتبارها بوابة رئيسية إلى أسواق المنطقة، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تدعم منظومة الاقتصاد الأخضر ومشاريع البنية التحتية التي يتوقع لها أن تشهد نقلة نوعية في أسواق أمريكا اللاتينية على مدار السنوات العشر المقبلة.
وأشار ترويخو إلى وجود علاقة وثيقة بين صعود اقتصادات دول منطقة الشرق الأوسط وازدهار أسواق أمريكا اللاتينية، مؤكداً أن ارتفاع حجم التبادل التجاري فيما بينها سيسهم بإعادة تشكيل الروابط التجارية في العالم.
وأكد ترويخو أن تطوير البنية التحتية، لاسيما في مجالات التقنية، يعتبر التحدي الأبرز للاقتصادات الناشئة، حيث تلعب التقنية دوراً حاسماً في النهوض بمجالات التنمية الأخرى بما في ذلك الصحة والتعليم. وحول تبني الإصلاحات الاقتصادية والتنظيمية، نوّه ترويخو بأن الهدف من الإصلاحات لا يقتصر على مواكبة الحاضر واللحاق بركب الاقتصادات القوية بل بضمان مستقبل مزدهر للأجيال المقبلة وتعزيز قدرة الاقتصادات الناشئة التنافسية.
من جانبه، قال السيناتور عن مدينة بيونس آيرس الأرجنتينية مارتن لوستو، إن الشركات الإماراتية مدعوة إلى الاستثمار في مشاريع البنية التحتية في الأرجنتين معتبراً أن بلاده بحاجة إلى خبرات قوية في هذا المجال، مشيراً إلى وجود العديد من خيارات النمو الاقتصادي لدى الأرجنتين مؤكداً ان بلاده تمتلك ثالث أكبر حوض للنفط والغاز غير التقليدي على مستوى العالم بنوعية مماثلة لأفضل الأحواض الموجودة في الولايات المتحدّة الأمريكية.