مستهلكون يشكون محدودية عروض السيارات خلال «موسم الصيف»
أفاد مستهلكون بأن هناك محدودية في عروض السيارات خلال موسم الصيف الحالي، سواء التي تتعلق بالقيمة المضافة أو الأسعار، لافتين إلى أن ارتفاع أسعار السيارات وقلة العروض يزيدان من الأعباء المالية على المستهلكين الراغبين في شراء سيارات جديدة.
وأشاروا، لـ«الإمارات اليوم»، إلى أن العروض المتاحة في السوق حالياً طفيفة للغاية، وتعد الأقل مقارنة بالفترة خلال الجائحة أو ما قبلها.
بدورهم، أرجع مسؤولون في قطاع السيارات نقص العروض إلى أسباب تتعلق بنمو الطلب وقلة المعروض في الأسواق، مع استمرار اضطرابات التوريد والشحن للسيارات الجديدة.
وتفصيلاً، قال المستهلك، أمجد إبراهيم، إن «هناك ارتفاعاً في أسعار السيارات بمختلف أنواعها، نتيجة أزمات التوريد الدولية، لكن في الوقت نفسه تشهد الأسواق المحلية ندرة ومحدودية في عروض السيارات خلال موسم الصيف، وهو ما يجعل المستهلكين يعانون زيادة الأعباء المالية عند شراء سيارة جديدة».
وأضاف المستهلك، باسم حسن، أن «موسم الصيف الحالي يعد الأقل على مدار الـ10 أعوام الماضية في الأسواق المحلية، من حيث عروض السيارات المتاحة بالشركات والوكالات، بجانب أن محدودية العروض، مع ارتفاع الأسعار في السيارات، التي نشهدها بنسب متباينة منذ بداية العام الجاري، يصعّب من قدرة المستهلكين على شراء سيارات جديدة، ويضطر البعض للبحث عن سيارات مستعملة».
وأوضح المستهلك، سامر عبدالمجيد، أنه «كان يترقب موسم الصيف لشراء سيارة جديدة له ولزوجته، وذلك مع اعتياد طرح الوكالات عروضاً تنافسية موسعة، إلا أنه فوجئ بندرة ومحدودية لافتة في العروض المتاحة في الأسواق، سواء من حيث العدد أو في مضمون العروض القليلة المطروحة».
وأشار المستهلك، محمود إسماعيل، إلى أنه «فوجئ عند تجوله بين عدد كبير من الوكالات، بندرة عروض الصيف المطروحة على السيارات، إذ لم يلاحظ سوى عرضين أو ثلاثة عروض، تتضمن سيارات محدودة، ترغب الوكالات في تنشيط مبيعاتها، مع مميزات ضعيفة بالعروض، مثل مد فترة الضمان أو الصيانة، وهو متاح في بعض الوكالات من دون عروض بالفعل».
بدوره، قال المدير العام لـ«رولز- رويس موتور كارز»، المركز الميكانيكي للخليج العربي في دبي والمناطق الشمالية، ممدوح خيرالله، إن «الأسواق المحلية كانت في المعتاد خلال موسم الصيف تشهد بالفعل تنافسية موسعة بين الوكالات والشركات في طرح عروض على السيارات، بمختلف المحفزات السعرية أو المتعلقة بعروض وخدمات القيمة المضافة التي يحصل عليها المستهلكون عند الشراء»، لافتاً إلى أن «غياب تنافسية العروض، ومحدودية طرحها، خلال موسم الصيف الحالي، يعودان لعوامل عدة، من أبرزها السياسات السوقية من حيث عودة ارتفاع الطلب على السيارات، بعد ذروة جائحة (كورونا)، وفي المقابل قلة المعروض في الأسواق، نتيجة أزمة الشحن والتوريد».
وأضاف أن «اضطرابات التوريد للسيارات مازالت مستمرة، لعوامل تتعلق بارتفاع أسعار النفط ومحدودية عمليات الشحن، والتأخير في التوريد، إضافة إلى أزمة توريد الرقائق الإلكترونية التي مازالت تلقي بظلالها على الأسواق، وهو ما أدى بدوره إلى تأخير عمليات التوريد، ولجوء بعض الشركات للابتعاد عن النقل البحري، واللجوء إلى النقل الجوي للسيارات من الفئات السعرية المرتفعة، التي استحوذت على نسب كبيرة في عمليات التوريد، مقارنة بالسيارات الصغيرة المنخفضة السعر».
وأشار خيرالله إلى أن «اضطرابات الشحن والتوريد، لم تؤثر فقط في المعروض في الأسواق المحلية، ضمن ظاهرة عالمية خلفتها تداعيات جائحة (كورونا)، وانعكاسات الأزمة الروسية الأوكرانية، وإنما كان لها أيضاً انعكاس على أسعار السيارات التي تأثرت أيضاً بارتفاع المواد الأولية للتصنيع، سواء بالنسبة لقطع الغيار والمعادن المستخدمة أو حتى الجلود والإطارات».
وأضاف أن «كل العوامل السابقة، لم تحفز الوكالات بدورها على طرح عروض موسعة على السيارات، خلال موسم الصيف الجاري، لاسيما في ظل استمرار معدلات الإقبال على الشراء»، لافتاً إلى أن «بعض العروض المتاحة في الأسواق يتركز على السيارات الكبيرة، ذات الاستهلاك المرتفع للوقود، أو المرتفعة السعر، التي يكون الإقبال عليها أقل من السيارات الصغيرة أو ذات الطلب الشائع في الأسواق».
من جهته، قال المدير الإداري الأول لمجموعة «الفطيم للسيارات»، فنسنت وينن، إن «الأسواق تشهد طلباً كبيراً على السيارات، لكن مع عودة الطلب في السوق بشكل تدريجي إلى ما كان عليه في عام 2019، قبل جائحة (كورونا)، يستمر في المقابل خفض الإنتاج العالمي في إحداث تأثير في سوق السيارات، وهو ما يفسّر انخفاض عدد السيارات الجديدة المتاحة في السوق».
وأوضح أن «توريد المركبات الجديدة لايزال (مقيداً)، ليس فقط نتيجة لنقص أشباه الموصّلات، بل أيضاً بسبب الاضطراب العام في سلاسل التوريد نتيجة الجائحة، وزيادة كلفة المواد الخام، ونحن نتوقّع أن تستمر مشكلات التوريد طوال عام 2022 وحتى النصف الأول من عام 2023»، لافتاً إلى أن «ذلك لا يمنع من أن الطلب على السيارات الجديدة لايزال قوياً، لذا نتوقع أن تبقى أسعار السيارات الجديدة مرتفعة خلال السنوات القليلة المقبلة».
بدوره، أوضح مسؤول للمبيعات في إحدى وكالات السيارات الأوروبية المنشأ، بدبي، فضّل عدم ذكر اسمه، أن «ندرة عروض السيارات خلال الفترة الأخيرة ترجع إلى سياسة العرض والطلب في السوق، إذ إن المعروض من السيارات محدود في الوكالات، لكن الطلب كبير من المستهلكين، وبالتالي لا توجد محفزات قوية لطرح عروض لاستقطاب المستهلكين»، لافتاً إلى أن «استمرار اضطرابات التوريد كان له تأثيراته القوية على ندرة العروض المطروحة، مع قلة المعروض من المركبات، خصوصاً السيارات التي تحظى بشعبية في الأسواق».