الإمارة تقود زخم قطاع المعارض والمؤتمرات إقليمياً وعالمياً
مركز دبي التجاري يرفد اقتصاد دبي بـ 200 مليار درهم خلال 40 عاماً
قطاعات بَنت اقتصاد دبي
حققت إمارة دبي شهرة عالمية واسعة النطاق جعلتها وجهة عالمية للاقتصاد، وجاذبة لرؤوس الأموال وروّاد الأعمال من مختلف الدول، كما أصبحت محطة انطلاق لكثير من الشركات المليارية بفضل ما تتمتع به من بنية تحتية متطوّرة وبيئة تشريعية مرنة.
وأسهمت قطاعات عدة في نمو اقتصاد الإمارة وتحقيق طفرات وقفزات كبيرة في جميع المجالات خلال السنوات الماضية، ولعل من أبرز تلك القطاعات: الطيران والسياحة والتجزئة والتقنية والعقارات والتجارة الخارجية والتصنيع والخدمات المالية.
وواصل قطاع الطيران دعم نمو اقتصاد دبي مع ارتفاع معدلات تدفق المسافرين وربط الإمارة بالعالم الخارجي. ويعتبر مطار دبي الدولي رافداً أساسياً لاقتصاد الإمارة، وعامل تمكين رئيساً في نمو حجم تجارة الدولة عموماً، وإمارة دبي بشكل خاص، مع مختلف الأسواق العالمية.
وأسهم قطاع السياحة في تنويع اقتصاد الإمارة، حيث تمتلك دبي مقومات سياحية هائلة وبنية تحتية متطوّرة جعلتها وجهة مفضلة للزيارة على مدار العام.
ويُعدّ قطاع تجارة التجزئة من النشاطات الداعمة لنمو وتنوّع اقتصاد دبي، بحيث أسهم في مواكبة حركة التطوّر الاقتصادي في الإمارة.
كما سجّل قطاع العقارات مستويات نمو لافتة خلال الفترة الماضية، بحيث أصبحت دبي قبلة للمستثمرين من مختلف أنحاء العالم.
وشهدت عقارات دبي تحسّناً كبيراً في جاذبيتها الاستثمارية مع ارتفاع العائد الاستثماري من تأجيرها بفضل الإجراءات المحفزة.
أفاد مسؤولون ومديرون بأن دبي تقود زخم قطاع المعارض والمؤتمرات على الصعيد العالمي، مشيرين إلى استضافة الإمارة أكثر من 150 فعالية منذ بداية العام الجاري، إلى جانب المزيد من الفعاليات التي يجري الترتيب لها خلال الفترة المقبلة.
وذكروا، لـ«الإمارات اليوم»، أن هذا الزخم يعزّز مكانة دبي وجهة مثالية لاستضافة الفعاليات العالمية، ويؤكد أنها واحدة من أبرز الوجهات الآمنة لحضور الفعاليات الحية، لافتين إلى زيادة الإقبال على السفر، في ظل إعادة الافتتاح الجزئي للوجهات مع تسارع حملات التطعيم.
وأضافوا أن مركز دبي التجاري العالمي تصدر مشهد استضافة الفعاليات الحية، خلال مرحلة استثنائية مر بها العالم أجمع، مشيرين إلى أن سياحة الأعمال في دبي شهدت انتعاشاً متواصلاً، في ظل الفعاليات الكبرى والمؤتمرات التي تستضيفها، إلى جانب الزيارة بقصد الترفيه.
وأكدوا أن ذلك يعزّز من مكانة دبي وجهة مثالية لاستضافة الفعاليات العالمية، وأيضاً يؤكد أنها واحدة من أبرز الوجهات الآمنة لحضور الفعاليات المباشرة، وبالتالي الإسهام في تحقيق الهدف المتمثل في جعل دبي المدينة الأفضل للحياة والعمل والزيارة.
القطاع السياحي
وتشكل المعارض والمؤتمرات مكوناً أساسياً من مكونات القطاع السياحي في الإمارات، لا سيما خلال العام الجاري، الذي يشهد تنظيم العديد من المعارض والمؤتمرات، التي تستقطب آلاف الزوار والعارضين، ما يُشكل رافداً للقطاع السياحي والفندقي في الدولة.
وقالت مصادر عاملة في القطاع السياحي إن نسب الإشغال الفندقي في الإمارة خلال المعارض والمؤتمرات الكبرى، مثل معرض (سيتي سكيب وجيتكس وغلفود)، تراوح بين 90 و100%، خصوصاً في الفنادق القريبة من أماكن هذه الأحداث، مشيرين إلى أن الإمارة ستحتضن عشرات الفعاليات والمؤتمرات خلال الفترة المقبلة استكمالاً لمشهد التعافي الذي يعيشه الاقتصاد المحلي.
«إكسبو 2020»
ومثل معرض «إكسبو 2020 دبي»، إحدى أهم مبادرات الدولة التي أسهمت بصورة مباشرة في رفد القطاع السياحي بأعداد قياسية من السياح والإيرادات السياحية وإبراز ريادة قطاعات السفر والفنادق والضيافة والترفيه في الدولة، باعتبارها مواطن قوة سياحية مستدامة وجاذبة للسياح، ونجح المعرض في استقطاب أكثر من 24 مليون زائر خلال ستة أشهر.
ومن خلال إرث «إكسبو»، والمشروعات الريادية التي سيتم إنجازها في «مدينة إكسبو دبي»، ستحتضن الدولة وجهة جديدة على مستوى عالمي للإقامة، والأعمال، والتعليم، والابتكار، والنموذج الأحدث لمدن المستقبل، والمقرر افتتاحها في أكتوبر المقبل، الأمر الذي سيسهم في الارتقاء ببيئة السياحة الوطنية إلى مستوى جديد، خصوصاً سياحة الأعمال والمؤتمرات والمعارض والسياحة المرتبطة بالاطلاع على تقنيات المستقبل التي تواصل الدولة احتضانها وتطويرها وتحقيق الريادة من خلالها.
وقدم «إكسبو» نقلة نوعية في الفعاليات الإبداعية والعروض التي مزجت التقنية الحديثة بالثقافات العالمية بسبب حجم المشاركة الدولية في الحدث العالمي بـ192 دولة و200 مؤسسة وجهة محلية وعالمية، والتي سيكون لها تأثير إيجابي في تنشيط اقتصاد الدولة.
وبث «إكسبو 2020 دبي» روح التفاؤل الاقتصادي، رغم تحديات «كوفيد-19» التي أصابت العالم على مدار عامين، لتؤكد المؤشرات أن تأثير الحدث الإيجابي في العديد من القطاعات الاقتصادية ومنها الفعاليات والمؤتمرات، سيمتد لما بعد انتهاء فعاليات المعرض، لاسيما مع تطلع العالم لفترة انتعاش اقتصادي على جميع المستويات والعديد من القطاعات خصوصاً الدور الذي يلعبه قطاع الفعاليات والمعارض في إنعاش قطاع السفر والضيافة بقوة.
مشروعات مستقبلية
وجاء أداء قطاع المعارض والمؤتمرات بدبي، خلال السنوات الـ10 الماضية ليعبر بقوة عما يمثله هذا القطاع من أهمية كبرى لإمارة دبي، وهو ما أسهم في تدشين مشروعات مستقبلية نحو ضخ المزيد من المساحات الاستثمارية في هذا القطاع، الذي أصبحت دبي مركزه الإقليمي ومن أوائل المدن العالمية فيه.
وتستحوذ دبي، بحسب دراسات حول القطاع، على نحو 50% من حجم صناعة المعارض في منطقة الشرق الأوسط، مستفيدة من تطور بنيتها التحتية على صعيد الطرق والموانئ والمطارات، حيث استطاعت الإمارة خلال السنوات الـ10 الماضية، أن ترسّخ مكانتها مركزاً عالمياً للمعارض، مدعومة في ذلك ببنية تحتية قوية في هذا القطاع، على رأسها مركز دبي التجاري العالمي وحركة طيران قوية وفنادق عالمية.
وكشفت إحصائية حديثة، أن حجم صناعة المعارض عالمياً يحقق تريليوني دولار، موزعة على 9000 معرض بين معارض كبيرة عالمية ومتوسطة وصغيرة، مشيرة إلى أن سياحة المعارض والمؤتمرات، صناعة تتنافس عليها المقاصد السياحية الدولية والإقليمية.
وإقليمياً، تبرز دبي مركزاً إقليمياً في منطقة الشرق الأوسط، بالنسبة لهذه الصناعة، لكن هذا الدور لم يكن وليد اللحظة كما يقول خبراء القطاع، وإنما تحقق على مدار سنوات، أصبحت فيها دبي أيقونة عالمية وحققت الرقم الصعب في عالم المعارض، من خلال تنظيم سلسلة من المعارض التي تطورت عبر السنين، وباتت من أهم المعارض العالمية المتخصصة، مثل أسبوع جيتكس للتقنية ومعرض غلفود للأغذية.
أجندة متنوعة
وتعتبر أجندة دبي غنية بالفعاليات المتنوعة في مختلف القطاعات الحيوية، وتستقبل ملايين الزوّار على مدار العام.
وشكلت الفعاليات المنتظمة على مدار العام، منصة حيوية لتعريف العالم بما يتم تحقيقه من إنجازات داخل الدولة، إلى جانب الاطلاع على تجارب دول العالم الأخرى، وتبادل المعارف والخبرات وبناء العلاقات الدولية وخلق المزيد من الفرص والشراكات محلياً وعالمياً.
كما أسهمت المراكز الدولية المتخصصة في صناعة المعارض والمؤتمرات، التي تم تأسيسها في دبي، في نقل القطاع من المحلية إلى مستويات عالمية، وتعزيز مكانة الإمارة مركزاً دولياً لقطاع الفعاليات المتخصصة بفضل ما تتمتع به من بنية تحتية متطورة وانفتاح ثقافي وتجاري واستثماري وخدمات عصرية.
مهرجانات التسوّق
وتلبي الفعاليات التي تُقام في الدولة احتياجات جميع الفئات العمرية. وتشمل هذه الفعاليات مهرجانات التسوّق مثل مهرجان دبي للتسوق ومهرجان صيف دبي، التي توفر العديد من الخصومات والعروض المميزة. كما تستضيف الدولة بانتظام العديد من البطولات الرياضية بمشاركة لاعبين دوليين مشهورين، وتوزّع فيها مكافآت كبيرة.
كما تُعد دبي مركزاً إقليمياً للفعاليات الثقافية التي تقدمها وزارة الثقافة والشباب، إضافة إلى أنها تعتبر واحدة من أفضل الوجهات عالمياً لفعاليات الأعمال والمؤتمرات.
مركز دبي التجاري
لعب مركز دبي التجاري العالمي دوراً رئيساً في تنويع اقتصاد دبي، وعمل على خلق أثر اقتصادي أوسع، مرسخاً مكانة دبي مركزاً عالمياً للتجارة وسياحة الأعمال. وفتح المركز، الذي تأسس عام 1979، أبواب المنطقة أمام صناعة المعارض والمؤتمرات العالمية، وأصبح قلب مدينة دبي النابض بالحياة، حيث يواصل نموه كمنصّة للفرص والإبداع والتواصل لما يتمتع به من مكانة فريدة، بوصفه المركز الرائد للفعاليات والمعارض والمؤتمرات في المنطقة.
واعتبر تقرير صادر عن المركز، أن «مركز دبي للمعارض»، الذي تم تأسيسه في مدينة «إكسبو دبي» يمثل قيمة فريدة بما يُقدمه من مساحات عرض عالمية المستوى، وبما يمثله كمركز للأعمال والتجارة الدولية، وسيستضيف العديد من المعارض التجارية والاجتماعات والمؤتمرات وفعاليات الأعمال الدولية والإقليمية خلال الفترة المقبلة.
وعن إنجازات المركز في قطاع الضيافة والمعارض خلال السنوات الماضية، أكد التقرير أن المركز يعتبر مساهماً مباشراً في اقتصاد دبي، فقد منح المركز دائماً، المستثمرين الأجانب، الفرصة لرؤية ما يُمكن أن تقدّمه الإمارة من بنية تحتية متميّزة وعدد كبير من الصناعات سريعة النمو، إلى جانب الدعم الحكومي الكبير والبيئة التنظيمية الملائمة للأعمال، مع قدرة كبيرة على الوصول إلى الأسواق ذات الإمكانات العالية، ومعدلات النمو السكاني السريعة والاحتياجات المتنامية.
دور حيوي
وبشأن الدور الحيوي الذي استطاع المركز، أن يلعبه في اقتصاد دبي، أوضح التقرير أن مركز دبي التجاري العالمي لعب خلال الـ40 عاماً الماضية دوراً رئيساً في تنويع اقتصاد دبي، كما عمل في الوقت نفسه على خلق أثر اقتصادي أوسع، مرسخاً مكانة دبي مركزاً عالمياً للتجارة وسياحة الأعمال.
وذكر التقرير، أن مركز دبي التجاري العالمي يقوم بدور مهم في تيسير التجارة والتنمية بين القارات ويمتد دوره إلى ما هو أبعد من تشجيع التصدير والاستيراد المحلي، إذ يُعد بحق، مركزاً إقليمياً وعالمياً للأعمال ومحفزاً للنمو، يجمع العالم ويتيح التواصل لتحقيق الفرص المحتملة في كل مكان، ويسهم جميع منظمي الفعاليات والعارضين والزوار بشكل مباشر وغير مباشر في الإنفاق في جميع أنحاء دبي، ويغطي الأثر الاقتصادي المباشر مجموعة من القطاعات، تشمل الفنادق والمطاعم والتجزئة والنقل والخدمات الحكومية والتجارية.
قيمة مضافة
وأوضح التقرير، أن الأثر غير المباشر يأتي في شكل الصناعات التي توفّر المواد الخام والسلع المصنّعة والخدمات الإضافية لمركز دبي التجاري العالمي، والتي تشهد جميعها، ارتفاعاً في الطلب على منتجاتها كنتيجة مباشرة لإقامة المعارض والمؤتمرات التي نقوم بتنظيمها واستضافتها. وتخلق سلسلة التوريد هذه التي تتميز بمشترياتها العالية مثل المرافق والأغذية والسلع والتشييد والبناء، أثراً غير مباشر يتضاعف في جميع أنحاء دبي وصناعاتها، مما يدفع بعجلة النمو ويولد قيمة إضافية في الاقتصاد، كما يسهم في زيادة دخل الأسرة الناتج عن أنشطة مركز دبي التجاري العالمي والأثر الناجم عن الاستهلاك، ويظهر في زيادة الإنفاق على الأغذية والمنتجات الاستهلاكية والتجزئة والترفيه والمواصلات والسكن والتمويل والسلع والخدمات المتنوعة الأخرى.
وذكر أن مركز دبي التجاري العالمي، أسهم بأكثر من 200 مليار درهم كإجمالي ناتج اقتصادي في إجمالي الناتج المحلي لدبي خلال العقود الأربعة الماضية، نتيجة لاستضافته نحو 5000 معرض ومؤتمر وفعالية متنوعة جذب خلالها أكثر من 30 مليون زائر من رجال الأعمال إلى دبي، منهم 12 مليوناً من الأسواق الدولية، ما أسهم في تعزيز مكانة دبي مركزاً عالمياً لريادة الأعمال والإبداع.
وأكّد التقرير تحقيق فعاليات مركز دبي التجاري العالمي عوائد قياسية مرتفعة بلغت قيمتها 23 مليار درهم لعام 2018، منها 13.1 مليار درهم تم الاحتفاظ بها في الاقتصاد كقيمة تراكمية محتجزة تعادل 3.3% من الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، كما تمثّل نسبة 57% من قيمة العوائد بزيادة 3% على عام 2017.
سياحة المعارض
من جهته، قال مدير عام فندق «ميديا روتانا دبي»، شريف مدكور، إن «سياحة المعارض والمؤتمرات تستحوذ على نسب تراوح بين 20 و40% من إجمالي أعمال القطاع الفندقي، فيما ترتفع نسب الإشغال لتراوح بين 90 و100% خلال المعارض والمؤتمرات الضخمة، لا سيما في الفنادق القريبة من مواقع هذه المؤتمرات»، مشيراً إلى أن «الجهات الحكومية في الإمارات، نجحت في ابتكار حركة مستمرة مملوءة بالأحداث والفعاليات، التي تناسب جميع أذواق الزوار، من خلال استقطاب العديد من المؤتمرات والمعارض العالمية التي تغذي سياحة الأعمال في الدولة».
وأوضح أن «وجود شبكة قوية من حركة الطيران التي تصل إلى معظم دول العالم بخطوط مباشرة، أسهم بشكل كبير في نشاط صناعة المعارض والمؤتمرات، حيث باتت الإمارات حلقة وصل ونقطة لقاء رجال الأعمال من مختلف أنحاء العالم»، مشيراً إلى أن هناك مؤشرات مبشرة وعاماً متميزاً في القطاع السياحي بدعم من جدول الفعاليات الحافل.
وقال مدكور إن «سياحة الحوافز والاجتماعات والمؤتمرات والمعارض تعتبر أحد أهم روافد القطاع الفندقي، خصوصاً، والسياحي بشكل عام، كما تُعد مقياساً يمكن من خلاله معرفة مدى نجاح أي وجهة سياحية».
وأضاف أن «هناك العديد من العوامل التي جعلت من الإمارة مركزاً إقليمياً للمعارض والمؤتمرات، أبرزها وجود البنية التحتية المناسبة، واعتماد سياسة التعاون بين القطاعين العام والخاص، التي تتمثل في مشاركة كل القطاعات، مثل الطيران والفنادق ومراكز التجزئة والهيئات الرسمية، في ترسيخ مكانة الإمارة مركزاً عالمياً للمعارض والمؤتمرات في المنطقة».
أقطاب التجارة
وقال رئيس «اندكس القابضة»، الدكتور عبدالسلام المدني، إن «دبي أيقونة دولة الإمارات التي ملأت الدنيا وشغلت أقطاب التجارة والابتكار إقليمياً وعالمياً، وهو ما تدل عليه أرقام معارضها وتنوع تخصصاتها وأعداد زوارها الذين اصطحبوا حبها معهم إلى ديارهم».
وأضاف: «في العادة يكون لكل مجتهد نصيب، أما في حال المدن المتألقة، تكون الأرقام أصدق أنباء من أي نصيب، حيث ترجمت الأرقام الدولية بريق جهود الحكومة الرشيدة، من خلال تربع إمارة دبي على المرتبة الأولى في مؤشر الابتكار العالمي في المنطقة، عطفاً على تحقيقها تطوراً ملحوظاً في ترتيبها العالمي من خلال تخطيها مرتبتين على المؤشر العالمي لتحتل المرتبة 34 عالمياً، الأمر الذي عزز من مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة بين مصاف الدول الصناعية والمتقدمة، كونها من أكثر البلدان دعماً للابتكار بغية انتهاجه لاقتصادها كبديل عن النفط».
وتابع المدني: «ليس هناك خلاف على أنه خلال العقدين الماضيين، سطع نجم الإمارة في سماء المال والأعمال والعديد من القطاعات الرائدة، ليس على المستوى الإقليمي فحسب، وإنما بين مختلف دول العالم، وذلك بفضل تضافر جهود القطاعين الخاص والعام، اللذين اتفقا على أهمية التعاون لرفعة مكانة دبي في شتى المجالات. كما كان اهتمام الإمارة في صناعة المؤتمرات والمعارض أحد أكبر الحوافز التي أسهمت بشكل ملحوظ في رواج قطاع السياحة، بالإضافة إلى ثقتها بقطاع الابتكار والتكنولوجيا، سعياً منها لاستشراف المستقبل بمختلف المقاييس».
من جانبها، قالت مديرة شركة «يور مايند ميديا»، إليزابيث رايمنت: «نمت صناعة المعارض والمؤتمرات في دبي، بشكل كبير خلال العقد الماضي. وأضافت «غالباً ما نرى عملاءنا يأتون من بلدان أخرى إلى الإمارة خصيصاً للمشاركة في هذه المعارض». مشيرة إلى التأثير الإيجابي على أعمال الشركات التي تزور دبي لحضور المؤتمرات، ما يدفعها إلى طلب رخصة محلية وفتح مكاتب لتلبية الطلب الجديد. وتابعت «بطبيعة الحال، فإن العدد المتزايد من الشركات الجديدة التي يتم تشكيلها في دبي والحجم المتصاعد للسياح الذين تجلبهم هذه المعارض التجارية والمؤتمرات، لهما تأثير كبير على تطوير اقتصاد دبي».
• مركز دبي التجاري العالمي تصدر مشهد استضافة الفعاليات الحية، خلال مرحلة استثنائية مر بها العالم أجمع.
• سياحة الأعمال في دبي شهدت انتعاشاً متواصلاً بدعم من الفعاليات الكبرى والمؤتمرات.
معارض دبي
قدّمت دبي نموذجاً ريادياً يحتذى به دولياً لعودة الفعاليات على مستوى العالم، حيث قامت إمارة دبي منذ إعادة افتتاح الفعاليات المحلية في 15 سبتمبر 2020، والدولية في الأول من أكتوبر 2020، بدور كبير في استضافة مجموعة من أهم المعارض والأحداث الكبرى منها: «أسبوع جيتكس للتكنولوجيا»، ومعرض «غلفود»، وهو ما جعل دبي، المدينة البارزة في العالم التي تستضيف فعاليات دولية كبرى في أعقاب تراجع معدلات الجائحة، حيث شارك في كل من «جيتكس» و«غلفود» أكثر من 50 ألف شخص، يمثلون أكثر من 100 دولة.
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة «إنتوراج» للتسويق وإدارة الفعاليات، محمد تيم، أن «الطريقة التي تعاملت بها دبي مع الجائحة العالمية كانت مميزة ومثالية، ما جعلها الخيار الأول لاستئناف فعاليات الأعمال»، مؤكداً دور حكومة دبي في إدارة الجائحة منذ اليوم الأول، الأمر الذي أسهم في تعزيز مكانة دبي العالمية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news