خبراء يقترحون «برنامج مكافآت» موحداً لدعم السياحة الداخلية
اقترح خبراء في قطاع السياحة والسفر، تأسيس برنامج مكافآت موحد، يستهدف دعم السياحة الداخلية على أن يكون مخصصاً لسكان الدولة، ويتيح لهم الاستفادة من العروض الترويجية والباقات الشاملة عبر آلية تربط البرنامج بمعدلات الإنفاق، للحصول على أسعار مخفضة ومنتجات مجانية، واختبار تجربة سياحية أو ترفيهية مقابل مكافآت أو نقاط يحصل عليها المتعامل، لاستخدامها خلال زيارته التالية لمرفق سياحي آخر.
وأكدوا لـ«الإمارات اليوم»، أن السوق المحلية تضم العديد من نقاط الجذب السياحي، والوجهات الترفيهية، فضلاً عن المنشآت الفندقية وخيارات الإقامة السياحية، لافتين إلى أن وجود نظام مكافآت مشترك يعزز ولاء المتعاملين، ويشجعهم على الاستفادة من آخر العروض المتوافرة، ويدعم استراتيجية السياحة الداخلية.
سياحة داخلية
وقال المدير العام لفندق «تماني مارينا»، وليد العوا، إن السياحة المحلية أو الداخلية تسهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد الوطني، وتزخر بالعديد من الفرص، مشيراً إلى أن حكومة الإمارات أطلقت في ديسمبر 2020 استراتيجية السياحة الداخلية، لتطوير منظومة سياحية متكاملة على مستوى الدولة، وتعزيز دور قطاع السياحة الداخلية في دعم الاقتصاد الوطني.
وأضاف: «من هذا المنطلق فإن توفير برنامج مكافآت مشترك بين الوجهات السياحية والترفيهية يتيح منصة مشتركة لطرح آخر العروض الترويجية، كما يتيح للمتعاملين نقاطاً لاستخدامها، ما يولد فوائد على أكثر من صعيد»، مؤكداً أن مكافأة المتعامل بالشكل الأمثل ستشجعه على الإنفاق أكثر على السياحة الداخلية وفي مختلف الوجهات.
ولفت إلى أن بعض التجارب على نطاق أصغر حققت فوائد عدة للمتعاملين وللمنشآت الفندقية والوجهات السياحية التي شاركت فيها، إذ أتاحت للمنشآت تسويق منتجاتها بأسعار تلائم شرائح واسعة من المتعاملين.
وأوضح أنه يمكن لبرنامج المكافآت المشترك أن يتيح مزايا إضافية، إذ يمكن الحصول على ليلة مجانية في الفنادق مقابل تسجيل عدد من النقاط وبشكل فوري، أو استخدام البرنامج في مرافق الطعام حتى خارج المنشأة الفندقية، لافتاً إلى أن معظم الفنادق أو سلاسل الفنادق العالمية لديها برامج ولاء ومكافآت خاصة بها على غرار الوجهات الترفيهية، إلا أن المنصة المشتركة بعروض مغرية ستزيد من إقبال المتعاملين.
آلية مرنة
من جانبه، قال المدير العام لـ«شركة العوضي للسفريات»، أمين العوضي، إن إيجاد آلية مرنة وشاملة بخصوص كلفة وأسعار الخدمات السياحية داخل السوق المحلية سيسهم بلا شك في نتائج مجدية لكل من الشركات والمنشآت، فضلاً عن المتعاملين الذين يبحثون عن صفقات مناسبة تلائم ميزانياتهم.
وأوضح أن اختبار تجربة سياحية أو ترفيهية مقابل مكافآت أو نقاط يحصل عليها المتعامل، لاستخدامها خلال زيارته التالية لمرفق سياحي آخر، سيشجعه بشكل كبير على الاستفادة من البرامج، كأن يحصل المتعامل على نقاط لقاء زيارته لـ«برج خليفة»، تؤهله للحصول على سعر مخفض لزيارة حديقة مائية، أو وجهة سياحية، أو حتى الاستفادة من هذه النقاط لحجز ليلة فندقية، أو خدمات طعام وغيرها، لافتاً إلى أن الأسعار المخفضة مقابل قيمة مضافة لها وقع إيجابي لدى المتعاملين.
وتابع: «يمكن إيجاد تطبيق أو موقع إلكتروني مباشر وتفاعلي يتيح للشركات والمنشآت الراغبة الانخراط فيه، فيما يتاح للمتعاملين الاشتراك فيه»، مشدداً على أهمية أن تكون المنصة تفاعلية بحيث يمكن للشركات تصميم باقات ترفيه موجهة للمتعاملين ضمن قوائم بحسب رغباتهم.
وذكر العوضي أن السوق المحلية تضم العديد من المرافق السياحية الشهيرة، لافتاً إلى ضرورة أن يشمل برنامج المكافآت جميع المرافق السياحية في إمارات الدولة، ما يشجع السياحة الداخلية بصورة أكبر.
وشدد كذلك على أهمية أن تكون الأسعار مدروسة ومجدية للمتعاملين، وتحقق لهم مزايا حقيقية مقارنة بالأسعار المتاحة على المواقع المنتشرة على شبكة الإنترنت، مع أهمية ربط حجم الإنفاق بعدد النقاط وبشكل فوري، مقترحاً أن يتم إطلاق المبادرة بالتزامن مع حملة «أجمل شتاء في العالم».
رقم عضوية
إلى ذلك، قال رئيس «شركة العابدي القابضة للسياحة والسفر»، سعيد العابدي، إن الحصول على مكافآت سيشجع المتعامل على زيارة وجهة ما، أو مرفق سياحي داخل الدولة، كونه سيحصل على مزايا لزيارة وجهة أخرى بكلفة مخفضة من خلال النقاط التي حصل عليها.
وأضاف أنه يمكن ربط البرنامج بمنصة أو موقع شبكي، برقم عضوية تتيح للمتعامل أيضاً الحصول على آخر العروض الترويجية التي تطرحها جميع الجهات المشاركة.
وأكد العابدي أن توفير المزيد من العروض والترويج المشترك بين المنشآت الفندقية في السوق المحلية والوجهات الترفيهية، سيزيد من جاذبيتها للسياحة الداخلية، مشيراً إلى أنه يمكن طرح عروض مباشرة وآنية باستمرار مخصصة لسكان الدولة على الموقع الشبكي أو التطبيق الخاص.
ولفت إلى أن دولة الإمارات تمتلك بنية تحتية متكاملة تتيح خدمات ذات جودة عالية وتحتضن العديد من المرافق السياحية والأنشطة التي تلائم مختلف شرائح الزوار، كما أن البيئة السياحية في الدولة تمتاز بجاذبية عالية جداً، مشدداً على أهمية أن تكون الأسعار مدروسة أو ضمن باقات تشجيعية للمتعامل.
«أجمل شتاء»
وأشار العابدي إلى أن النسخة الثانية من حملة «أجمل شتاء في العالم» حققت نتائج اقتصادية نوعية للسياحة الداخلية رفعت إيرادات المنشآت الفندقية إلى 1.5 مليار درهم مقارنة بمليار درهم في النسخة الأولى من الحملة (عام 2020)، فيما ارتفع عدد السياح المحليين من 950 ألف سائح إلى 1.3 مليون سائح، بزيادة نسبتها 36% عن النسخة الأولى للحملة، كما وصلت نسبة إشغال المؤسسات الفندقية إلى 73% مقارنة بـ66% نسبة الإشغال في عام 2021، بزيادة نسبتها 7% خلال فترة المقارنة.
وأكد أن إتاحة عروض متكاملة ومتنوعة تلبي مختلف متطلبات المتعاملين والترويج المشترك لها، سيزيدان من شعبيتها لدى الزوار من أفراد وعائلات وحتى مجموعات الشركات، مشيراً إلى أنه يمكن لهيئات السياحة التنسيق مع الجهات الاتحادية وتوفير برنامج مميز.
وتابع: «يمكن من خلال البرامج زيادة ولاء المتعاملين، وتوفير معلومات مهمة حول كيفية إنفاقهم وما هي المنتجات أو أنواع العروض الأكثر جاذبية، حيث سيسجل المتعاملون معلوماتهم الشخصية ويمنحون معرفاً رقمياً أو بطاقة عضوية، لاستخدامها عند إجراء عملية شراء».
وشدد كذلك على أهمية تصميم برامج سياحية تراعي احتياجات السائح الداخلي بأسعار اقتصادية شاملة للأنشطة الترفيهية، وخدمات الطعام، واستخدام مرافق الشاطئ وغيرها من الخدمات.