حمدان بن محمد: اقتصاد دبي نمــوذج ملهم في تخطي التحديات وتحويلها إلــى فرص للنجاح

أعلن سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، تحقيق اقتصاد الإمارة نمواً بنسبة 4.6% خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2022، مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، وبقيمة إجمالية قدرها 307.5 مليارات درهم وفقاً للبيانات الصادرة عن مركز دبي للإحصاء بهيئة دبي الرقمية.

وفي هذه المناسبة، أكد سموه أن «نسبة النمو القوية لاقتصاد الإمارة تأتي تتويجاً لجهود مختلف القطاعات الاقتصادية وتضافرها في تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لجعل اقتصاد دبي نموذجاً عالمياً في مواكبة المتغيرات بمرونة وكفاءة عالية وقدرة على رصد الفرص المتاحة وتحقيق أعلى استفادة ممكنة، وإدراك واعٍ لمتطلبات التطوير على المديين القريب والبعيد، وهو ما يكفل لدبي مواصلة طموحاتها بخطى ثابتة وإصرار على التميز».

وقال سموه: «يقوم اقتصاد دبي، على ثوابت راسخة من تنويع مصادر الدخل والاهتمام بتنمية القطاعات الرئيسة ودعم وتحفيز الأنشطة الاقتصادية المستقبلية وتطبيق السياسات المالية الرشيدة وتطوير وتحديث الأطر القانونية المرنة الداعمة للأعمال، بشراكة قوية مع القطاع الخاص سواء المحلي أو العالمي، والتي تُعّد من أهم تلك الثوابت التي تمكننا من مواصلة النمو بخطى ثابتة ورؤية طموحة هدفها تصدّر مؤشرات التنافسية العالمية».

وأعرب سمو ولي عهد دبي، عن تقديره لكل الجهود التي تضافرت في تحقيق هذا الأداء الاقتصادي المشرّف، رغم ما يشهده العالم من تقلبات وما تمر به اقتصاداته من تحديات، مثمناً سموه ما أثمرته تلك الجهود من نتائج تؤكد نجاح استراتيجيات التطوير وخطط التنمية الشاملة المستدامة، وجدوى التعاون المثمر بين القطاعين الحكومي والخاص، داعياً القطاعات كافة إلى الاستمرار في نهج التطوير وتشجيع الأفكار المبدعة ليبقى اقتصاد دبي دائماً النموذج المُلهِم في القدرة على تخطي التحديات بل وتحويلها إلى فرص جديدة للنجاح لدبي وشركائها.

وقال سموه في تغريدة على موقع «تويتر» أمس: «حقق اقتصاد دبي نمواً بنسبة 4.6% خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2022 مقارنة بالفترة ذاتها من 2021 وبقيمة إجمالية قدرها 307.5 مليارات درهم. هذه نتائج العمل الجماعي من مختلف الجهات لجعل دبي نموذجاً عالمياً رائداً على المستويات كافة».

مرونة وديناميكية

وكشف تقرير «دبي للإحصاء» بهيئة دبي الرقمية، أن نشاط تجارة التجزئة والجملة استمر في الاستحواذ على النصيب الأكبر من حيث حجم المساهمة، حيث أسهم بنسبة 24.1% من مجمل اقتصاد الإمارة، ويعكس هذا الأداء مجموعة حقائق، من أهمها الأداء المتميز لنشاط النقل والتخزين الذي أسهم بنسبة 56% من مجمل النمو المتحقق، على الرغم من أن مساهمته في الاقتصاد بصورة عامة لا تتجاوز 11.7%، ما يدل على ديناميكية هيكل اقتصاد الإمارة، حيث تؤدي الأنشطة أدواراً تبادلية من حيث تكامل تأثيرها على مجمل الاقتصاد.

أرض صلبة

وقال مدير عام هيئة دبي الرقمية، حمد عبيد المنصوري: «تأتي هذه الأرقام لتؤكد مرة أخرى أن اقتصاد دبي يقف على أرض صلبة من السياسات والبرامج الاقتصادية الحكومية الناجحة، ضمن نموذج يتخطى التأثيرات الاقتصادية للتقلبات على اختلاف أنواعها، حيث يتمتع هذا النموذج الفريد بدعم قيادي رشيد وهيكلية قوية، وبنى تحتية وخدمات نوعية متكاملة. وعلى الرغم من الظروف التي تسود العالم منذ جائحة (كوفيد-19)، وبينما تظهر توقعات المنظمات الدولية المعنية مدى الضغوط التي يتعرض لها الاقتصاد العالمي، إلا أن دبي ودولة الإمارات عموماً تسير بثقة نحو المستقبل الذي رسمت معالمه برؤية قيادتها وعقول أبنائها وتفاني العاملين فيها».

قفزات مستدامة

من جانبه، قال مدير عام دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، هلال سعيد المرّي: «تُشير نتائج تقرير (دبي للإحصاء) إلى قدرة قطاعات الأعمال في الإمارة، على تحقيق قفزات نمو مستدامة، بفضل الرؤى الاستراتيجيّة لقيادتنا الرشيدة التي أسهمت في الارتقاء بالبيئة الاقتصادية إلى مراحل متقدّمة، لتتصدّر المشهد العالمي كمدينة رائدة في النمو والازدهار وتمكين سياسات التنويع الاقتصادي، انسجاماً مع المسار التنموي الهادف إلى تعزيز مكانة دبي وجهة مفضلة في العالم للعيش والعمل».

وأضاف المرّي: «سنعزّز جهودنا والشراكات الاستراتيجية بين القطاعين العام والخاص، للحفاظ على مكتسباتنا وتطويرها، وإحداث مزيد من النهضة والازدهار وترسيخ الميزات التنافسية في مختلف القطاعات التي تصدّرت مشهد النمو في الإمارة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري في مختلف قطاعات الاقتصاد والسياحة».

نشاط التجارة

وحقق نشاط التجارة قيمة مضافة مقدارها 74 مليار درهم خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، لينمو بنسبة 1.6% مقارنة بالفترة الزمنية نفسها من عام 2021، حيث أسهم بنسبة 24.1% من مجمل الاقتصاد، وبنسبة 9% من مجمل النمو المتحقق. ويعتبر نشاط التجارة، نشاطاً مؤثراً في مختلف الأنشطة، حيث يعمل ضمنه مجموعة من أكبر الشركات في الدولة والمنطقة، وتتنوّع تجارتها لتغطي مجموعة كبيرة من السلع سواء كانت سلع استهلاك نهائي أو وسيطة أو سلعاً رأسمالية.

النقل والتخزين

وحقق نشاط النقل والتخزين نمواً ملحوظاً في الأشهر التسعة الأولى من عام 2022، بنسبة بلغت 26.3% مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، محققاً قيمة مضافة بلغت 35.8 مليار درهم، ودافعاً مجمل الاقتصاد نحو النمو بمعدل 2.5%، ويشمل نشاط النقل والتخزين جميع الأنشطة التي تعمل في النقل البري للأفراد والبضائع وأنشطة النقل المائي وأنشطة المناولة والتخزين وأنشطة البريد وأنشطة النقل الجوي للأفراد والبضائع والأنشطة الداعمة لها.

ويعتبر نشاط النقل الجوي، النشاط الأكثر مساهمة في قطاع النقل والتخزين، نظراً لحجم إنتاجه، حيث تأثر أداؤه بزيادة الطلب على خدمات الناقلات الوطنية، والتي نما عدد الركاب على متنها في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، بنسبة 151% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، متأثراً إيجاباً بإنهاء إجراءات تقييد السفر في معظم دول العالم.

الفنادق والمطاعم

ومن حيث النمو، تفوق أداء نشاط خدمات الإقامة والطعام في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، على جميع الأنشطة الاقتصادية، إذ حقق نمواً بنسبة 28% بقيمة مضافة بلغت نحو 15.8 مليار درهم، وذلك بمساهمة مئوية بلغت 5.1% في مجمل الاقتصاد، وأسهم بنسبة 26% في مجمل النمو المتحقق للفترة. وبلغ حجم الزوار الدوليين إلى إمارة دبي خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2022 نحو 10.12 ملايين زائر بمعدل نمو بلغ 163% وفقاً لبيانات دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، وذلك تتويجاً لجهود الجهات المعنية بتنظيم الفعاليات والأنشطة الجاذبة للزوار بما في ذلك المؤتمرات والمعارض الدولية والفعاليات والبطولات الرياضية العالمية، وكذلك الفعاليات الثقافية والإبداعية المتنوعة وغيرها من الأنشطة والفعاليات التي تزخر بها أجندة دبي على مدار العام.

نشاط العقارات

وأظهر تقرير مركز دبي للإحصاء بهيئة دبي الرقمية، نمو نشاط العقارات بنسبة 2.5% مساهماً بنسبة 9.1% في مجمل الاقتصاد، وبنسبة 5% في مجمل النمو المتحقق، كنتيجة لنمو الهوامش العقارية التي تحققت من المبيعات العقارية التي نمت في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري وفقاً لبيانات دائرة الأراضي والأملاك بنسبة 76% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وذلك بفضل التوجيهات الحكيمة للقيادة الرشيدة، وحزم التحفيز الاقتصادي المقدمة من حكومة دبي، إضافة إلى مرونة وجاذبية القطاع، والثقة والشفافية التي يكفلها للمستثمرين ومختلف فئات المتعاملين.

■ تجارة التجزئة والجملة تستحوذ على النصيب الأكبر من المساهمة في نمو الاقتصاد بنسبة 24.1%.

■ نشاط التجارة ينمو 1.6% في 9 أشهر، ويقدم قيمة مضافة 74 مليار درهم.

■ نمو لافت لقطاع النقل والتخزين بنسبة 26.3%، وبقيمة مضافة 35.8 مليار درهم.

■ نشاط خدمات الإقامة والطعام تفوّق على جميع الأنشطة الاقتصادية، بنمو 28% وبقيمة مضافة 15.8 مليار درهم.

ولي عهد دبي:

■ «اقتصاد دبي يقوم على ثوابت راسخة من تنويع مصادر الدخل، وتنمية القطاعات الرئيسة، وتحفيز الأنشطة المستقبلية».

■ «مواصلة النمو بخطى ثابتة ورؤية طموحة هدفها تصدّر مؤشرات التنافسية العالمية».

■ «اقتصاد دبي نموذج عالمي في مواكبة المتغيرات بمرونة وكفاءة عالية، وتحقيق أعلى استفادة ممكنة».

القطاع المالي

حققت الأنشطة المالية وأنشطة التأمين نمواً بنسبة 1.2% في الأشهر التسعة الأولى من عام 2022، مساهمة بما نسبته 10.7% في الناتج المحلي الإجمالي، بقيمة مضافة بلغت 32.8 مليار درهم، ومساهمة بنسبة 3% في مجمل النمو المتحقق. وتشير بيانات المصرف المركزي الإماراتي إلى نمو الائتمان 1.4%، ونمو الودائع بنسبة 4.9% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وتراجع سعر الفائدة على القروض بمعدل 1.1% وتراجع الفائدة على الودائع بمعدل 15%، الأمر الذي عزّز القطاع المصرفي خلال الفترة.

الأكثر مشاركة