مكتوم بن محمد: جمعة الماجد من قصص دبي الملهمة ونموذج لتجارها
نشر سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، على حسابه في «تويتر» أمس، مقطع فيديو عن رجل الأعمال الإماراتي، جمعة الماجد، وأشار سموه إلى أن الماجد يجسد إحدى قصص دبي الملهمة.
وعلق سموه على مقطع الفيديو، قائلاً: «هو أحد قصص دبي الملهمة، وجزء من ريادتها ونجاحها، ونموذجٌ لتجارها الذين ارتبطت إنجازاتهم الاقتصادية بإنجازاتهم الإنسانية في خدمة المجتمع والناس.. كان مدركاً لطموح دبي ورؤية قيادتها، فسخّر حياته للبناء والإنجاز، وآمن ببركة العطاء فتضاعفت نجاحاته.. بجمعة الماجد وبأمثاله نحتفي ونفخر».
نائب حاكم دبي:
• «جمعة الماجد كان مدركاً لطموح دبي ورؤية قيادتها، فسخّر حياته للبناء والإنجاز».
• «آمن ببركة العطاء فتضاعفت نجاحاته.. بجمعة الماجد وبأمثاله نحتفي ونفخر».
«جمعة الماجد».. ريادة إنسانية ورحلة كفاح وصعود في الأعمال
وُلد رجل الأعمال الإماراتي، جمعة الماجد عام 1930 في منطقة الشندغة بدبي، ودخل عالم التجارة عندما كان عمره 18 عاماً بـ700 روبية اقترضها من خاله، الذي نصحه بفتح محل صغير لبيع الأقمشة، حيث استطاع تحقيق ربح في عامه الأول بمبلغ 2000 روبية.
وشكل عام 1950 نقطة انطلاق لـ«مجموعة شركات جمعة الماجد»، نابعة من رؤية رجل واحد ومبادرته ودوافعه، حيث إنه على مدى عقود من العمل الجاد، تمكن جمعة الماجد من إنشاء مجموعة اقتصادية تنشط في قطاعات مختلفة، تمكنت خلال فترة قصيرة من الإسهام في تحقيق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.
إنجازات
ولم تكن التجارة والأعمال اهتمام وشغف جمعة الماجد، بل إنه يُعد من أبرز روّاد العمل الخيري والإنساني والاجتماعي في دبي.
وتمتد إنجازات جمعة الماجد إلى مختلف جوانب المجتمع المحلي من تعليم واقتصاد وتجارة وخدمات اجتماعية ومبادرات خيرية، فله بصمة إيجابية في مختلف الميادين مع سجل حافل بالكفاح والإنجاز في عالم التجارة والاقتصاد والأعمال.
كما أنه يعتبر أحد رجالات الثقافة والفكر والعمل الخيري في دولة الإمارات والعالم العربي، حيث أسس المدارس الأهلية الخيرية، وكلية الدراسات العربية والإسلامية لأبناء دول الخليج والدول الأخرى، وهو أحد مؤسسي جمعية بيت الخير.
مدارس وكليات
في عام 1983 أطلق جمعة الماجد، المدارس الأهلية الخيرية، حيث أسس مدرستين، واحدة للذكور وأخرى للإناث، بهدف توفير فرص التعليم للأجانب المقيمين في الدولة، الذين يجدون صعوبة مادية في الالتحاق بالمدارس الخاصة.
وتتكفل تلك المدارس بكامل النفقات، إذ يتم إعفاء جميع الطلاب من الرسوم المدرسية في عامي الدراسة الأول والثاني، مع استمرار تقديم المساعدات للطلاب غير القادرين على دفع الرسوم في الأعوام التالية، والاكتفاء بالرسوم الرمزية للقادرين منهم والذين التحقوا بالمدرسة من أجل مستواها الذي أصبح مميزاً على مستوى مدارس الدولة.
كما أسس الماجد كلية الدراسات العربية والإسلامية سنة 1986، التي تمنح درجة البكالوريوس، وتوفر للطلاب الدراسة مجاناً، وبعدها بعام افتتح قسم الدراسات العليا الذي يمنح درجتي الماجستير والدكتوراه.
وتتبع الكلية مناهج جامعتي الأزهر والقاهرة، وشهادتها معترف بها لدى وزارة التعليم العالي الإماراتية.
العمل الخيري
إلى ذلك، أسهم جمعة الماجد في تأسيس جمعية بيت الخير بمبادرة ومساعدة نخبة من رجال الأعمال عام 1989.
وتقدم هذه الجمعية خدمات إنسانية وخيرية متخصصة بالعمل داخل دولة الإمارات، وتهدف إلى تقديم المساعدات المالية والعينية للمحتاجين من الفقراء والمتضررين، ومساعدة الطلبة المحتاجين، فضلاً عن التعاون مع جمعيات ومؤسسات النفع العام لتحقيق غاياتها.
وعلاوة على ذلك، تنفذ الجمعية مشروعات عديدة، مثل: مشروع المساعدات الشهرية المالية، ومشروع المساعدات الغذائية الشهرية، إلى جانب مشروع كفالة ورعاية الأيتام من أبناء الدولة، ومشروع كفالة المعاقين، فضلاً عن مشروع كسوة العيد، ومشروع البر الرمضاني، ومشروع توزيع الحقائب المدرسية، وغيرها من المشروعات الخيرية.
ثقافة وتراث
كما أسس جمعة الماجد مركزاً للثقافة والتراث، الذي تم افتتاحه رسمياً عام 1991 للباحثين والكتاب.
ويحتوي المركز على المطبوعات والمخطوطات باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والفارسية والأوردية. وتوجد في المركز أيضاً إدارة المكتبة والمعلومات وإدارة البحث العلمي والنشاط الثقافي، التي تضم الكتب الخطية والمطبوعة والدوريات والوثائق والمصورات والتراث الوطني والفنون والحاسوب والدراسات والترجمة وتحقيق المخطوطات والنشاطات الثقافية.
وأسس جمعة الماجد في عام 1992، قسم الحفظ والمعالجة والترميم، ليصبح الأول على مستوى الدولة، والذي وصل نشاطه اليوم إلى أكثر من 40 دولة.
وكرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، جمعة الماجد، بصفته مؤسس أول مركز إماراتي عالمي لترميم المخطوطات، وهو مركز «جمعة الماجد للتراث والثقافة»، وذلك ضمن قائمة شملت 44 شخصية إماراتية في الدورة الثانية من مبادرة أوائل الإمارات خلال عام 2015.
تجارة وأعمال
ودائماً، يدعو مؤسس مجموعة جمعة الماجد، الشباب الإماراتي للاجتهاد والتوجه إلى التجارة والأعمال الحرة لإطلاق مشروعات حتى لو كانت ناشئة تتوسع مع مرور الوقت. ويرى أن البدايات عادة ما تكون صغيرة وعلى نطاق محدود، لكن بالاعتماد على الإخلاص والتفاني تتوسع الأعمال على طريق النجاح.
ويؤكد أن العلم أساس يؤهل الشباب للنجاح في عالم المال والإعلام. كما يرى جمعة الماجد أن الإنسان يجب أن يكون طموحاً ومجازفاً حتى يصبح تاجراً جيداً، حيث إنه يعتبر أن الخوف والتردد لا يصنعان التجار، والمجازفة مطلوبة، على أن تكون في الأمور التي نعرفها، كما أن الخسارة واردة، ويجب ألا تكون حاجزاً لعدم دخول مجال التجارة.
وخلال مسيرته المهنية، تعرض جمعة الماجد للخسارة والإفلاس مرتين، عاد بعدهما مرة أخرى ليبدأ من جديد، أقوى مما كان، متسلحاً بالعزيمة والتعلم من الأخطاء والإصرار على النجاح، الأمر الذي دفعه إلى تنمية أعماله وتحقيق أرباح مستدامة، والتوسع في المشروعات.
• نجاحات وإنجازات تمتد إلى مختلف جوانب المجتمع المحلي في دبي.
جوائز وتكريمات
حصل جمعة الماجد خلال مسيرته على عدد كبير من التكريمات، منها تكريم وزارة العدل الكويتية، وجائزة شخصية العام الثقافية لدولة الإمارات 1992 من جائزة سلطان بن علي العويس، وجائزة دبي للجودة، وجائزة رجل أعمال العام من قِبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال عام 1994، وجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1999، وجائزة البر من «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في 1998، وجائزة الشخصية الدولية لخدمة الثقافة والتراث من قِبَل الرئيس المصري 2000، وجائزة الشارقة للعمل التطوعي 2003 من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كما تم تكريمه ومنحه جائزة الشخصية الإسلامية 2019، وفقاً لاختيار جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في دورتها الـ23، وغيرها الكثير من الأوسمة والتكريمات التي حصل عليها داخل الدولة وخارجها.
مناصب
تولى جمعة الماجد خلال مسيرة حياته المهنية مناصب عدة، سواء عبر تأسيسه لمجموعة شركات جمعة الماجد والتي ترأس مجلس إدارتها.
كما تولى في فترات سابقة منصب رئيس مجلس دبي الاقتصادي ونائب رئيس مجلس إدارة المصرف المركزي، ونائب رئيس مجلس إدارة بنك الإمارات، كما نال عضوية المجلس الأعلى لجامعة الإمارات، ومجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي، واللجنة الاستشارية لمركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة هارفارد.
مجموعة الأعمال
بدأت رحلة تأسيس مجموعة أعمال جمعة الماجد القابضة خلال عام 1950، وتوسعت مجالات أعمالها وتجارتها بشكل تدريجي لتشمل شركات مختلفة تحت مظلة المجموعة في قطاعات تتعلق أبرزها بتجارة السلع والأجهزة الاستهلاكية والخدمات.
وتنقسم أعمال المجموعة لقطاعات موسعة يندرج تحت كل منها العديد من الأنشطة، ومن أبرز تلك القطاعات القسم التجاري الذي يضم العديد من الأنشطة ومنها المركبات والأجهزة والمعدات الثقيلة. كما تشمل أعمال المجموعة قطاع المقاولات والخدمات والذي يعمل في مجالات مختلفة.
وتتضمن قطاعات أعمال مجموعة جمعة الماجد القابضة أيضاً مجال العقارات، إضافة إلى قطاعات أخرى بالمجموعة تتخصص في العمل بقطاع خدمات السياحة والسفر.