رصيد «المركزي» من الذهب لأعلى مستوى منذ 2015

واصل مصرف الإمارات المركزي، تكوين احتياطيات من الذهب، سجلت أعلى مستوى لها بنهاية يناير الماضي، وذلك منذ عودة المصرف لإدخال المعدن الأصفر مرة أخرى ضمن أصوله، وتحديداً منذ عام 2015.

وكشفت بيانات أصدرها «المركزي» أمس، أن قيمة ما يمتلكه من سبائك ذهبية بلغ بنهاية يناير الماضي 16.8 مليار درهم، مقارنة مع 16 ملياراً و45 مليوناً نهاية ديسمبر السابق، بزيادة شهرية قيمتها 755 مليون درهم، تعادل نمواً نسبته 4.7%، ونمواً سنوياً نسبته 43%، مقارنة برصيد يناير 2022 الذي بلغ وقتها 11 ملياراً و733 مليون درهم.

وكان المصرف المركزي، عاد لإدخال الذهب في نهاية عام 2015 ضمن أصوله، حين قام بشراء سبائك تعادل 940 مليون درهم، ثم بدأ يراكم شهرياً رصيده حتى سجل أعلى مستوى له بنهاية يناير 2023.

وبحسب الأرقام، فقد ضاعف المصرف المركزي أصوله من الذهب 17 مرة منذ نهاية عام 2015 حتى يناير الماضي.

تنويع الاحتياطيات

وتعقيباً، قال الخبير المصرفي، أمجد نصر: «يُنظر إلى الذهب على أنه مخزن ثابت وموثوق للقيمة، كما يُنظر إليه أيضاً على أنه أصل آمن يمكن أن يوفر تحوطاً ضد التضخم وتقلبات أسعار العملات».

وأضاف نصر لـ«الإمارات اليوم» أنه من خلال شراء الذهب، يمكن للبنوك المركزية تنويع احتياطاتها، وتقليل تعرضها لأصول أخرى، مثل العملات الورقية.

وبيّن أن الذهب أصل ملموس لا يخضع لمخاطر الأصول المالية الأخرى

نفسها، حيث إنه من خلال الاحتفاظ بالذهب، يمكن للبنوك المركزية حماية احتياطياتها من المخاطر، مثل الهجمات الإلكترونية أو الاحتيال أو غير ذلك من أشكال عدم الاستقرار المالي.

زيادة الثقة

وأشار نصر إلى أن زيادة احتياطيات الذهب يمكن أن تساعد أيضاً على زيادة الثقة في اقتصاد الدولة ونظامها المالي.

وذكر أنه كجزء من السياسة النقدية، يقوم المصرف المركزي بشراء الذهب، موضحاً على سبيل المثال، أنه قد تستخدم بعض البنوك المركزية مشتريات الذهب لزيادة المعروض النقدي وتحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز مكانة وقوة العملة الوطنية.

ظروف خاصة

ولفت نصر إلى أن «البنوك المركزية قد تشتري الذهب أيضاً لأسباب سياسية أو جيوسياسية، فعلى سبيل المثال، إذا كان البنك المركزي قلقاً بشأن استقرار بعض العملات الدولية، فقد يشتري الذهب لإرسال إشارة إلى الأسواق بأن المصرف يعزز عملته ومكانتها».

وقال إن «بعض بنوك المدفوعات المركزية قد تشتري الذهب أيضاً كوسيلة للتسوية الدولية، ففي بعض الحالات، يمكن استخدام الذهب كبديل للعملات الاحتياطية الأخرى، مثل الدولار الأميركي».

وأضاف أنه يمكن أن تختلف الأسباب التي تجعل البنك المركزي يختار زيادة احتياطياته من الذهب، اعتماداً على الظروف الخاصة لكل بلد وبنكه المركزي، لافتاً إلى أن العديد من البنوك المركزية في بعض الدول مثل الصين وروسيا وتركيا تعزز من فترة من احتياطياتها من الذهب.

إقبال على الذهب

تقوم بنوك مركزية حول العالم بزيادة استحواذها على الذهب، تحوطاً من التضخم، ولدعم اقتصادات بلادها.

ومنذ العام الماضي أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي أعلى وتيرة شراء منذ أكثر من 50 عاماً، عندما كان الدولار يرتبط بقاعدة الذهب.

ويأتي الإقبال على الذهب في الوقت الذي تستمر فيه حالة من عدم اليقين، والمخاوف الناجمة عن التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا، وتداعياتها على الاقتصاد العالمي.

ومنذ ما يقرب من عام، واصلت أسعار الذهب قفزاتها إلى مستويات غير مسبوقة في خطٍ متوازٍ مع الاضطرابات التي تحاصر القطاع المصرفي العالمي، لاسيما بعد أزمة بنك «كريدي سويس» في سويسرا، ومن قبلها إفلاس «بنك سيليكون فالي» في الولايات المتحدة.

43 %

نمواً سنوياً في رصيد «المركزي» من الذهب بنهاية يناير 2023.

الأكثر مشاركة