نمذجة معلومات المباني نقلة نوعية في حلول إدارة المرافق
قال إبراهيم إمام، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في "بلانرادار" (PlanRadar)، إن "نمذجة معلومات البناء (BIM) لعبت دورا حيويا في تطور صناعة البناء في السنوات الأخيرة فقد شهد قطاع البناء والتشييد في دولة الإمارات العربية المتحدة تقدمًا ملحوظًا في العمارة المستدامة منذ تعميم استخدام نمذجة معلومات البناء في كافة المشاريع الحكومية عام 2015 خصوصًا في مشاريع البنية التحتية الحيوية".
وأضاف: "على الرغم من استخداماتها وفوائدها المتعددة لم يتم الاعتماد بشكل كامل على تلك التقنية الحديثة في قطاع إدارة المرافق والمنشآت ولتحقيق أقصى استفادة من الإمكانات الهائلة لها يتعين على قطاع إدارة المرافق تسريع وتيرة تبني نمذجة معلومات البناء".
وأشار إمام، إلى أن إدارة المرافق أصبحت بفضل نظام نمذجة معلومات البناء (BIM)، جزءا أساسيا من كل خطة بناء بدلاً من كونها عملية مستقلة في الماضي. يمكن لنمذجة معلومات البناء إنتاج نماذج رقمية قابلة للتطبيق خارج نطاق المشروع الإنشائي، والتي توفر معلومات قيمة تستخدم لتحسين صيانة وتشغيل المبنى وزيادة كفاءة استخدام الطاقة وتعزيز السلامة والراحة وتقليل التكاليف الإجمالية للتشغيل. كما يمكن أن تساعد تكنولوجيا نمذجة معلومات البناء في تحسين كفاءة إدارة المرافق وتمكين الشركات من تحسين جودة الخدمات التي تقدمها وتحسين تجربة المستخدمين".
كيف تعمل نمذجة معلومات المباني؟
قال الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في "بلانرادار" إن "نمذجة معلومات المباني هي نهج رقمي لتصميم وإدارة المباني، حيث يتم إنشاء نموذج رقمي ثلاثي الأبعاد للمبنى بمعلومات مفصلة تتضمن الأبعاد، والخصائص الهندسية، والمواد، والعمليات. ويعد هذا النموذج الرقمي بمثابة توأم افتراضي يتيح للمهندسين ومديري المرافق تحسين صيانة وإدارة المبنى.
على سبيل المثال، يمكن استخدام نموذج BIM لتتبع جداول صيانة المعدات، وتحديد المشاكل والاختلافات في نظام المبنى، وتوفير معلومات حول حالة المبنى في الوقت الفعلي. يمكن أيضًا تحديث نماذج BIM عند إجراء أي تعديلات على المبنى، وذلك لتحقيق إدارة أكثر كفاءة وفعالية مع مرور الوقت.
وأضاف إمام: "يعد نموذج BIM بديلاً رقمياً متكاملاً للخطط والرسومات الإنشائية التقليدية، مما يسمح بتوفير معلومات شاملة عن المبنى في منصة واحدة. ويمكن لهذه المعلومات أن تدعم عمليات إدارة المرافق، مثل تحسين كفاءة الطاقة وزيادة الأمان والراحة للسكان، وتقليل التكاليف الإجمالية لتشغيل المبنى".
فوائد نمذجة معلومات البناء في إدارة المرافق
وأكد إمام، أن تكنولوجيا نمذجة معلومات البناء (BIM) ساهمت في تطوير صناعة إدارة المرافق خلال الخمس سنوات الماضية. ومع تصاعد المنافسة في تقديم خدمات أفضل من أي وقت مضى، يجب على مديري المرافق الاستفادة القصوى من مميزات تكنولوجيا نمذجة معلومات البناء (BIM) وأن يكونوا على استعداد للتوسع في استخدامها، ومن بين طرق الاستفادة من نمذجة معلومات البناء لإدارة المرافق:
وتابع: "يُوفر نموذج معلومات البناء مصدرًا واحدًا للحقيقة، وبفضل المعلومات الدقيقة والمحدَّثة حول نظم ومعدات المبنى، يمكن لمديري المرافق تطوير جداول صيانة وتتبع أوامر العمل، والتأكد من أن المعدات تخضع للصيانة والإصلاح في الوقت المحدد وبحالة جيدة. كما يمكن أيضًا أن يساعد في تحديد المخاطر الأمنية المحتملة، مما يتيح لفرق الصيانة اتخاذ التدابير المناسبة لمعالجتها. ويمكن بذلك تقليل مخاطر الحوادث والإصابات، مما يعزز بيئة عمل أكثر أمانًا وصحةً".
علاوة على ذلك، يعتبر نموذج معلومات البناء من بين الأدوات الرقمية التي يمكن دمجها بسهولة مع معظم الأنظمة التشغيلية. يمكن حتى ربطه بإنترنت الأشياء لتشغيل المهام الأساسية في الصيانة تلقائيًا. مما يضمن الاستجابة السريعة للحوادث والاستخدام الفعال للموارد، وتعزيز قدرة المبنى على مواجهة التآكل والضرر.
التحديات أمام استخدام نمذجة معلومات البناء في إدارة المرافق
وقال إمام: "على الرغم من أن تقنية نمذجة معلومات البناء تعتبر أداة ثورية تنتشر بسرعة في مختلف الصناعات، فإنها مازالت تقنية جديدة تحتاج إلى اختبارات وتعديلات لتحقيق التكامل الكامل. وبالتالي، يمكن أن تواجه تحديات عند تطبيقها في إدارة المرافق ومن بين تلك التحديات:
• التكلفة العالية:
تعتبر عملية تكامل نمذجة معلومات البناء عالية، حيث يتعين على شركة إدارة المرافق الاستثمار في الأجهزة اللازمة والتدريب على البرمجيات، وهذا يشكل تحدًا بالنسبة للشركات الصغيرة أو تلك ذات الميزانيات المحدودة، ولكن العائد على الاستثمار مضمون.
•التدريب:
تعتبر تقنية نمذجة معلومات البناء حديثة نسبيًا، وبالتالي فإن التدريب على استخدامها قد يُعد تحديًا، ولا يتوفر العدد الكافي من المحترفين المدربين في هذه التقنية.
•التكامل:
لتحقيق أقصى استفادة من نمذجة معلومات البناء، يجب تكامله مع الأنظمة والعمليات الحالية، ولكن مشكلة العديد من هذه الأنظمة هي أنها قديمة أو غير متوافقة، مما يتطلب من شركات إدارة المرافق القيام بترقية أنظمتها لضمان انتقال سلس.
• إدارة البيانات:
تنتج نمذجة معلومات البناء كميات كبيرة من البيانات، فإن إدارة هذه البيانات بشكل صحيح يعد تحديًا آخر، مثل ضمان دقة البيانات واتساقها وإمكانية الوصول إليها.
• ملكية البيانات:
تثير نمذجة معلومات البناء العديد من التساؤلات حول ملكية البيانات، خاصةً عندما يشارك العديد من الأطراف في المشروع، مما يمكن أن يسبب تحديات في مشاركة البيانات وضمان تمكن الجميع من الوصول إلى المعلومات التي يحتاجون إليها.
مستقبل نمذجة معلومات البناء في إدارة المرافق
وقال إمام: "تعتبر التقنيات المبتكرة مثل نمذجة معلومات البناء BIM في غاية الأهمية وفي تطور مستمر وتستثمر فيها الكثير من الشركات، وفي مجال إدارة المرافق، من المتوقع أن يكون لنمذجة معلومات البناء مستقبلًا واعدًا، وفي تطور مستمر لتلبية التحديات التي تواجه إدارة المرافق وتحسين الكفاءة والاستدامة وتقليل التكاليف. ومن المتوقع أن تلعب نمذجة معلومات البناء (BIM) دورًا حيويًا في إدارة المباني الذكية، حيث يتم تحسين تكاملها مع تقنية الإنترنت الأشياء (IoT)، مما يحسّن أداء المبنى ويقلل من تكاليف الصيانة. وتوفر هذه التقنية أيضًا القدرة على القيام بالصيانة التنبؤية المتقدمة، مما يزيد من استجابة مديري المرافق للمشكلات والحوادث".
وأضاف: "سوف يتم دمج التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي مع نمذجة معلومات البناء (BIM) لتصبح مدخلات قياسية في إدارة المرافق المدعومة بتلك التقنية وستتم استخدام هذه الأدوات لتحليل البيانات المجمعة من نماذج BIM والأجهزة التي تعمل بتقنية إنترنت الأشياء IoT لتقديم رؤى من شأنها تحسين عمليات إدارة المبنى وتحسين استهلاك الطاقة وتوقع فشل المعدات وتحسين السلامة. وتعتبر الاستدامة جزءًا حيويًا من اتجاهات نمذجة معلومات البناء (BIM) المستقبلية في إدارة المرافق. حيث يتم استخدام نماذج BIM لتحديد العيوب في كفاءة استخدام الطاقة وتحسين أداء المبنى، مما يساعد على تقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز الاستدامة. وباستخدام هذه التقنية، سيصبح بناء المباني صفرية الطاقة ممكنًا".
ويعتبر استخدام نمذجة معلومات البناء (BIM) طريقة فعالة في تحسين إدارة المرافق. فهي تساهم بشكل كبير في زيادة كفاءة استخدام الطاقة في المباني وتحسين مستوى الأمان والراحة وتساهم في خفض التكاليف التشغيلية للمبنى. ومع ذلك، لا يمكن لتلك التقنية أن تعمل بمفردها بشكل كامل في تحقيق الأداء المثالي لنظام إدارة المرافق ويجب دمجها مع أدوات رقمية أخرى مبنية على تحليل البيانات، مثل برامج إدارة المشاريع وإدارة المرافق، لتوسيع قدراتها وتحسين النتائج المتوقعة.