اعتبروه سلوكاً يضعف الثقة بمنفذ البيع.. ومسؤولان يرجعانه إلى كلفة النقل و«خطأ الموظف»
مستهلكون: منافذ بيع تخضع «العروض» لتعديلات ترفع الأسعار بشكل متكرر
قال مستهلكون إن منافذ بيع تخضع «العروض» الخاصة بسلع التخفيضات لتعديلات سعرية بشكل متكرر، متسائلين عن مبررات هذه التعديلات السعرية، لاسيما أنها تحدث في منفذ البيع ذاته، وخلال فترات قصيرة، وترفع سعر السلع إلى نسبة وصلت إلى 70% في بعضها.
وأظهرت جولة ميدانية لـ«الإمارات اليوم» في عدد من منافذ البيع، أن الارتفاع السعري شمل سلعاً غذائية وغير غذائية، ومنافذ بيع كبرى ومعروفة. بدورهما، قال مسؤولا منفذي بيع إن هناك عوامل تتحكم في أسعار العروض، مثل كلفة النقل التي تعاني تذبذباً، واضطرابات سلاسل التوريد عالمياً، مع إمكانية الخطأ البشري من الموظفين.
ثقة المستهلكين
وتفصيلاً، قال المستهلك أسامة عبدالمجيد، إنه لاحظ ارتفاعاً، من أسبوع إلى آخر، في أسعار بعض عروض التخفيضات بنسبة تصل إلى 70%، وذلك في منفذ البيع نفسه. وأوضح أن عرضاً على عبوة مناديل ورقية بسعر 20 درهماً، ارتفع خلال أسبوع إلى 28 درهماً، ثم إلى 34 درهماً في الأسبوع التالي.
وأشار كذلك إلى عرض على صنف من زيت الطبخ بسعر 18 درهماً، لكنه ارتفع إلى 22 درهماً، ثم إلى 24 درهماً.
وتساءل عبدالمجيد عن مبررات هذه التعديلات والارتفاعات السعرية المتقاربة، لاسيما أنها تحدث في منفذ البيع نفسه، وخلال فترة زمنية قليلة، معتبراً أن مثل هذه التغيرات السعرية المفاجئة على العروض تضعف ثقة المستهلكين في صدقية منافذ بيع بعينها.
عرض سعري
من جانبها، قالت المستهلكة أمينة الشامسي، إن «سعر العرض على أربع عبوات من معلبات غذائية ارتفع من 12 إلى 14 درهماً في منفذ البيع نفسه خلال أسبوع، ثم ارتفع مجدداً في مطلع الأسبوع الثالث إلى 16.55 درهماً، مع احتفاظ منفذ البيع بلافتة (عرض سعري)».
وقالت الشامسي إن «هذه التغيرات السعرية غير مفهومة وغير مقبولة، خصوصاً أنها تتم في منفذ البيع ذاته، وليس في منفذ بيع آخر، مع فارق زمني يبلغ أسبوعاً بين كل تغيير سعري»، متفقة على أن «مثل هذا السلوك من قبل بعض منافذ البيع يضعف ثقة المستهلكين بها».
واتفق المستهلك نزار سامي في ارتفاع أسعار عروض تخفيضات سلع في منفذ البيع نفسه، من أسبوع إلى آخر، ولأسباب قال إنها غير مفهومة. وأضاف: «بلغ سعر نوع من منظف منزلي في عرض سعري 43 درهماً، وفي الأسبوع التالي انخفض سعر العرض إلى 36 درهماً، ثم ارتفع في الأسبوع الذي يليه مباشرة إلى 46 درهماً»، متسائلاً عن أسباب ذلك.
عوامل متعددة
إلى ذلك، قال المسؤول في منفذ بيع، إدريس إبراهيم: «يتم الاتفاق على سعر العروض المشمولة بالتخفيضات عادة بين منافذ البيع وموردي السلع الذين يعتبرون طرفاً رئيساً في تحديد أسعار العروض».
وأضاف أن «هناك عوامل تتحكم في قيمة العروض، مثل أسعار النقل التي تعاني بدورها تذبذباً، فضلاً عن سلاسل التوريد التي لاتزال تعاني بعض الاضطرابات».
أما المسؤول في منفذ بيع آخر، أحمد صديقي، فرأى أن مثل هذه الممارسات تمثل نسبة بسيطة من عروض منافذ البيع. وقال: «قد ترجع إلى ظروف خاصة في منفذ البيع أو المورد أو السوق نفسه»، مستدركاً أنه لا يمكن إغفال إمكانية الخطأ من قبل بعض الموظفين الجدد.
البحر: سلوك يدل على عدم صدقية العروض
قال خبير شؤون التجزئة رئيس شركة البحر للاستشارات، إبراهيم البحر، إن «التغير في السعر من أسبوع إلى آخر في منفذ البيع ذاته دلالة على عدم صدقية العروض، وعلى استغلال المستهلكين عبر عروض غير حقيقية، إذ إن ارتفاع الطلب على سلع يدعم رفع أسعار عروضها».
وأرجع البحر هذه الظاهرة إلى رغبة منافذ بيع في زيادة أرباحها من خلال رفع قيمة العروض، لاسيما أن بعض المستهلكين يسرعون إلى الشراء لمجرد وجود عرض على السلعة.
وأشار البحر إلى موردي سلع يتفقون مع منافذ بيع على سعر العروض لفترة معينة، ثم يتركون لمنفذ البيع حرية تحديد سعر العرض بعد ذلك، ما يجعل منفذ البيع يرفع سعر العرض لزيادة أرباحه.
ودعا البحر المستهلكين إلى عدم شراء السلع لمجرد أنها مشمولة في عروض تخفيضات، مشدداً على أهمية معرفة أسعار السلع التي يشترونها بشكل دائم للتحقق من جدية تلك العروض، كما طالب المستهلكين بضرورة عدم الاستعجال في الشراء، واستخدام الإنترنت في المقارنة السعرية بين منافذ البيع المختلفة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news