الإمارات وكوريا تبحثان آليات جديدة لنمو أعمال الشركات الناشئة في أسواق البلدين

 بحث وزير الاقتصاد،عبدالله بن طوق المري،  و  وزيرة المشروعات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة في كوريا لي يونغ، تعزيز التعاون المشترك في تنمية ريادة الأعمال ودعم آفاق النمو للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في أسواق البلدين.

جاء ذلك خلال فعاليات "يوم الأعمال الكوري بالشرق الأوسط 2023"، والتي تعقد في مركز دبي التجاري العالمي على مدار يومي 12 و13 يونيو الحالي، بحضور مجموعة واسعة من رواد الأعمال وأصحاب الشركات الناشئة والمستثمرين وحاضنات ومسرعات الأعمال من البلدين.

حضر الاجتماع  رئيس إدارة الأعمال المصرفية في مصرف الإمارات للتنمية،شاكر زينل، ورئيسة قسم المشاركة المجتمعية في مركز الشارقة لريادة الأعمال “شراع"،إيمان بن شيبة،  و نائب الرئيس التنفيذي لـ "Hub71"، أحمد علوان، و مديرة النمو للشؤون الحكومية والاستراتيجية بـ "Hub71"،ريم عبدالله، والشيخ الدكتور ماجد القاسمي، شريك ومؤسس شركة سوما ماتر.

وأكد عبدالله بن طوق، أن دولة الإمارات وجمهورية كوريا الصديقة تجمعهما علاقات استراتيجية وروابط تاريخية تمتد لعقود طويلة، حيث تشهد هذه العلاقات تطوراً ملحوظاً في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، مدعومة بتوجيهات قيادتي البلدين الصديقين، والزيارات الرسمية المتبادلة رفيعة المستوى، بما يخدم المصالح والرؤى المشتركة، ويدعم النمو المستدام لاقتصاديهما.

وأضاف بن طوق“ تعد الإمارات الشريك التجاري الثاني خليجياً وعربياً لكوريا خلال عام 2022، حيث بلغ حجم التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين 3.4 مليار درهم ”917 مليون دولار أمريكي" خلال شهري يناير وفبراير من عام 2023 محققةً نمواً بنسبة 9% مقارنةً بذات الفترة من عام 2022، كما وصلت إلى 19.5 مليار درهم “5.3 مليار دولار أمريكي” خلال عام 2022 بنسبة نمو بلغت 14% مقارنة بعام 2021".

وقال المري“ حققت الصادرات الإماراتية نمواً مستمراً في الأسواق الكورية، إذ نمت بنسبة 35% خلال شهري يناير وفبراير من عام 2023 لتصل إلى قرابة 627 مليون درهم ”174 مليون دولار أمريكي" مقارنةً بذات الفترة من عام 2022، ووصلت إلى أكثر من 2.8 مليار درهم “781 مليون دولار أمريكي” خلال عام 2022 لتسجل نمواً بنسبة 17.5% مقارنةً مع عام 2021".

وعلى صعيد الاستثمارات المتبادلة بين البلدين، أكد معالي وزير الاقتصاد أن الاستثمارات الإماراتية ستشهد زخماً في مختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية في الأسواق الكورية، لا سيما أن دولة الإمارات أعلنت مؤخراً عزمها عن ضخ استثمارات تقدر بـ 110 مليارات درهم “30 مليار دولار أمريكي” خلال السنوات المقبلة، كما ترتكز استثمارات الدولة حالياً في كوريا على عدة قطاعات أبرزها الصناعة والتجارة والشحن والاتصالات والعقارات والتجارة، وفي المقابل بلغ رصيد الاستثمارات الكورية المباشرة في الإمارات قرابة 8.1 مليار درهم “ 2.2 مليار دولار” حتى مطلع عام 2021 بنمو 73% مقارنةً بمطلع عام 2013 وتركز هذه الاستثمارات على قطاعات المالية والتأمين والتعدين وتجارة التجزئة والعقارات والنقل والطاقة والتكنولوجيا.

واتفق الجانبان الإماراتي والكوري خلال اجتماعهما على تطوير خطط عمل جديدة تتضمن توفير برامج وتسهيلات من شأنها تسريع نمو أعمال الشركات الناشئة في أسواق البلدين وزيادة استثماراتها ودعم صادراتها للوصول إلى أسواق جديدة، إضافة إلى تشجيع وتحفيز أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال على الاستثمار في قطاعات الاقتصاد الجديد، بما يسهم في دعم زيادة نسبة مساهمة قطاع المشاريع والمتوسطة في الناتج المحلي للبلدين.

وقال بن طوق خلال لقائه مع الجانب الكوري " إن تحفيز وتنمية ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة في الدولة، يمثل أولوية وطنية ضمن مشاريع الخمسين عاماً المقبلة، حيث تعمل وزارة الاقتصاد بالتعاون مع شركائها بالقطاعين الحكومي والخاص على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي على تعزيز الممكنات والفرص الداعمة لنمو وتسريع أعمال الشركات الناشئة ودعمها للتوسع إقليمياً وعالمياً، بما يرسخ مكانة الإمارات وجهة عالمية رائدة لرواد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة".

وأضاف “ يعد قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة مساهماً رئيسياً في نمو الاقتصاد الوطني ودعم استدامته، حيث وصلت نسبة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي للدولة نحو 63% خلال عام 2020 بقيمة تصل إلى أكثر من 734 مليار درهم ”200 مليار دولار أمريكي"، كما أن 94% من إجمالي الشركات العاملة في الإمارات تندرج تحت شركات صغيرة ومتوسطة، بإجمالي 557 ألف شركة، وتهدف الوزارة إلى زيادتها لتصل إلى مليون شركة بحلول عام 2030، وتستحوذ الشركات الصغيرة والمتوسطة على 86% من إجمالي عدد العمالة بالقطاع الخاص في الدولة، وهو ما يؤكد أهميتها ودورها البارز في توفير الوظائف بمختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية".

وقال بن طوق " يمثل الاجتماع محطة جديدة لخلق المزيد من الفرص لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة في أسواق البلدين، وتعزيز تبادل الخبرات والمعرفة بين الإمارات وكوريا حول مجالات تمويل رأس المال المخاطر والتقنيات الحديثة والحلول الرقمية المبتكرة، لا سيما أن الإمارات تعد بوابة مهمة للشركات الناشئة الكورية للتوسع في أسواق جديدة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".

وتطرق الجانبان إلى تعزيز التعاون المشترك في القطاعات الاقتصادية الجديدة لا سيما التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والزراعة الذكية، والصحة، كما أطلع معالي بن طوق الجانب الكوري على المميزات والممكنات التي تمنحها مبادرات وبرامج مشروع "موطن ريادة الأعمال" لرواد الأعمال والشركات الناشئة في الإمارات.

ووجه الجانب الكوري الدعوة إلى الجانب الإماراتي للمشاركة في فعالية "2023 COMEUP" خلال الفترة من 8 إلى 10 نوفمبر 2023، والتي تمثل أكبر حدث لريادة الأعمال والشركات الناشئة في كوريا، حيث يشارك فيها أكثر من 60 ألف زائر و100 متحدث.

وشهدت فعاليات "يوم الأعمال الكوري بالشرق الأوسط 2023" مشاركة واسعة من رواد الأعمال وأصحاب الشركات الناشئة والمستثمرين وحاضنات ومسرعات الأعمال، حيث تنظمه مجموعة من مؤسسات الاستثمار وحاضنات الأعمال في البلدين.

تويتر