توطين الوظائف الرئيسة والهندسية يستحوذ على الحصة الكبرى في القطاع الصناعي

أكدت شركات صناعية التزامها بتطوير ودعم المواهب الإماراتية، وزيادة نسبة التوطين عموماً في كادرها الوظيفي، في وقت كشفت فيه شركتان إماراتيان ارتفاع نسبة توطين الوظائف الرئيسة والفنية والهندسية لديها.

وبلغت نسبة توطين الوظائف الهندسية والفنية لدى «مجموعة حديد الإمارات أركان» 60%، في وقت وصلت فيه نسبة توطين الوظائف الرئيسة والإشرافية لدى «الإمارات العالمية للألمنيوم» إلى 42%.

«حديد الإمارات أركان»

وقال الرئيس التنفيذي لـ«مجموعة حديد الإمارات أركان»، المهندس سعيد غمران الرميثي، إن «نسبة التوطين في المجموعة جاوزت 20%»، لافتاً إلى وجود 600 مواطن يعمل في المجموعة، في وقت بلغت فيه نسبة توطين الوظائف الهندسية والفنية 60%.

وأضاف أن «المجموعة فازت بجائزة أفضل مستوى للتوطين في قطاع الصناعة، وذلك في حفل جوائز (اصنع في الإمارات)، لالتزامها بتوطين صناعة الحديد والصلب، واستقطاب الكفاءات الإماراتية للعمل في الصناعة».

وأكد الرميثي التزام المجموعة بتطوير ودعم المواهب الإماراتية بالمهارات والخبرة اللازمة، لتولي أدوار قيادية في المستقبل، كما تسعى من خلال إطلاق البرامج التدريبية، وبرامج استقطاب المواهب، إلى سد الفجوة التي قد يسببها نقص تلك المواهب في بعض المجالات الهندسية والفنية المتخصصة.

وكشف أن «المجموعة تتعاون مع المؤسسات التعليمية، لتقديم المنح الدراسية، وتوفير برامج تدريب داخلي وبحث وتطوير للمواهب الإماراتية، كما أطلقت العديد من البرامج المبتكرة المحددة للمسارات الوظيفية، مثل برنامج (مسار) لإعداد الموظفين للمناصب الإشرافية، وبرنامج (قادة المستقبل والتميز الإداري) لإعداد الموظفين لشغل منصب مدير أو مدير أول لتولي أدوار قيادية، وبرنامج (الطموح الوظيفي) لاستقطاب الخريجين الجدد من الشباب الإماراتي، وإعدادهم للعمل في قطاع الصلب والحديد في الدولة».

وأكد الرميثي أن «الاعتماد على الكوادر الوطنية الإماراتية في الشركات، يمكن الدولة من استثمار مواهبها المحلية، وتعزيز النمو الاقتصادي، ونقل المعرفة والخبرات اللازمة إلى القوى العاملة الإماراتية، لاسيما أن الكوادر الوطنية عادة ما تكون ملمّة بديناميكية السوق المحلية».

«الإمارات للألمنيوم»

من جانبها، ذكرت شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، أنها تضم أكثر من 7000 موظف، من بينهم 1200 مواطن إماراتي، في وقت بلغت فيه نسبة التوطين في الوظائف الرئيسية والإشرافية 42% بنهاية عام 2022.

وأضافت أن «العام الماضي شهد توظيف أكثر من 220 مواطناً ومواطنة، من بينهم 100 مواطنة».

وذكرت الشركة أن لديها أعلى معدل للتوطين في الصناعات الثقيلة، في وقت تهدف فيه إلى توفير 500 فرصة عمل للإماراتيين بحلول عام 2026، ما يؤدي إلى رفع نسبة التوطين إلى 45% في الوظائف الرئيسة والإشرافية، كما توظف 500 إماراتي متخصص ضمن 1500 متخصص في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات التي تعتبر الركائز الأساسية لتحقيق «مشروع 300 مليار» و«خطة مئوية الإمارات 2071».

وكشف «الإمارات العالمية للألمنيوم» أن «أكثر من 5000 إماراتي في 20 مدرسة، استفادوا العام الماضي من برنامج (هندسة المستقبل) الذي تنظمه الشركة مع مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، لتشجيع طلاب المدارس على دراسة تطبيقات العلوم والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات في الصناعة، كما استفاد أكثر من 1000 طالب خلال العام الماضي من برنامج سفراء الشركة، الذي يقوده مجموعة من المهندسين والمتخصصين الإماراتيين، لتشجيع طلاب الجامعات على الاتجاه للوظائف المرتبطة بمجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات».

شركة «ساب»

في السياق نفسه، قالت المدير العام لشركة «ساب» في دولة الإمارات، آنا كارين روزن، إن «عدد الموظفين الإماراتيين لدى الشركة شهد ارتفاعاً بنسبة 200% منذ يونيو 2020».

وأكدت أن «الشركة ملتزمة بزيادة عدد موظفيها الإماراتيين، كما توفر مسارات وظيفية مجزية، تمكن الإماراتيين من تقديم مساهماتهم لتعزيز اقتصاد الدولة المتنامي، وقطاع الأمن والدفاع المزدهر».

ولفتت روزن إلى أن «مهام موظفي (ساب) المواطنين متنوعة، وتشمل قطاعات الهندسة، ووضع الاستراتيجيات، وتطوير المنتجات والموارد البشرية، كما يشغل البعض وظائف في مجال التكنولوجيا المتقدمة التي تدعم جهود التنوع الاقتصادي في الدولة».

وأوضحت أن «(ساب) تعمل على تطوير المهارات الإماراتية من خلال برامج التدريب والتطوير الشاملة، وفرص الإرشاد والتدريب، كما تركز على عدد من البرامج التي تستهدف بناء المهارات الهندسية، وصنع وظائف عالية التقنية في الدولة».

وأكدت التزام «ساب» بتمكين المواهب الإماراتية في قطاع الدفاع، من خلال إسهاماتها في برنامج استدامة، وتعزيز توطين الصناعات الدفاعية والأمنية، للارتقاء بقدرات المواهب الوطنية، موضحة أن «أربعة إماراتيين شاركوا في برنامج مدته ستة أشهر في السويد، للعمل مع خبراء عالميين، واكتساب خبرة عملية في مختلف الإدارات، بما في ذلك أنظمة الطائرات، وصيانة الأنظمة الفرعية، والدعم اللوجستي، وتطوير البرامج، وأسهم البرنامج في تسليط الضوء على القدرات الاستثنائية التي أظهرها هؤلاء المتدربون، ما دفع الشركة إلى تقديم عروض عمل لهم للانضمام إلى الشركة فور استكمالهم البرنامج».

وأضافت أن «لدى الشركة خطط للتوسع في التوطين من خلال تعزيز الشراكة مع برنامج التسريع العالمي الإماراتي التابع لـ(مجلس توازن)، وتوسيع الشراكات مع الجامعات في الدولة لاستقطاب المواهب الإماراتية».

«المسعود للخدمات البترولية»

إلى ذلك، قال نائب رئيس مجلس إدارة «شركة المسعود للتوريدات والخدمات البترولية»، أحمد رحمة المسعود، إن «الشركة نفذت عدداً من المبادرات المتعلقة بالتوطين على مدار السنوات الـ10 الماضية، بالتعاون مع مؤسسات أكاديمية، من بينها إنشاء مركز لتدريب الشباب الإماراتي من المهندسين، بالتعاون مع (جامعة خليفة)، لاكتشاف المواهب المستقبلية، وتوفير العديد من الفرص للمهندسين الإماراتيين في قطاع الطاقة».

وأضاف أن «الشركة طورت العديد من البرامج التدريبية لإعداد كوادر عمل إماراتية تواكب سوق العمل، كما أبرمت العديد من اتفاقيات التدريب مع الجامعات الإماراتية لتدريب الطلاب وحديثي التخرج، لاكتساب الثقة والخبرة العملية».

تنوع الوظائف

قال نائب الرئيس التنفيذي لشركة صناعية، (أ.م)، إن «التوطين في الشركات الصناعية الخاصة بدأ يشهد تطوراً ملموساً خلال العامين الأخيرين، مع دعم جهود تأهيل الإماراتيين للعمل في القطاع الذي يحتاج مهارات فنية متخصصة، ما أدى إلى ارتفاع التوطين بنسب تجاوز 100% في شركات صناعية خاصة».

وأضاف أن «الوظائف التي يشغلها المواطنون شهدت توسعاً وتنوعاً أكبر، لتشمل العديد من الوظائف في مجالات الهندسة والبتروكيماويات والتكنولوجيا والثورة الصناعية الرابعة، بجانب الشؤون المالية والإدارية والموارد البشرية».

الأكثر مشاركة