الإمارات تحقق قفزات نوعية بانتاج الهيدروجين الأخضر

حققت دولة الإمارات العربية المتحدة قفزات نوعية في إنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة النظيفة، في سياق خططها الاستراتيجية نحو بناء الاقتصاد الأخضر، ما أسهم في نمو التدفقات الاستثمارية الأجنبية وعقد مزيد من الاتفاقيات في هذه الصناعة الحيوية.
ويتوقع الخبراء في مجال الطاقة، أن تنخفض تكاليف إنتاج الهيدروجين الأخضر خلال الفترة المقبلة؛ ما سيخلق بدوره فرصاً استثمارية ضخمة في المنطقة تقدر بقيمة 600 مليار دولار.
ووفقا لمركز "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية" ومقره أبوظبي، تنامى رغبة حكومات المنطقة لتعزيز إنتاجها من الهيدروجين الأخضر وسط انتهاج عدد من الدول سياسات وخطط وطنية لدعم صناعة الهيدروجين الأخضر، وبث الاستثمارات الضخمة في بدائل الطاقة المتجددة على خلفية المساعي العالمية الطموحة لمكافحة التغير المناخي.
وفي ذلك السياق، تبحث العديد من الشركات الخاصة عن فرص لإطلاق مشاريعها في الهيدروجين الأخضر في المنطقة، كشركة "سيمنز" الألمانية التي حددت وحدها نحو 46 مشروعا قابلاً للتطبيق بنحو 92 مليار دولار.
وأظهر "إنترريجونال" تحركات دولة الإمارات المتسارعة في هذا المجال، حيث أعلنت 2021، عن عدة مشاريع جديدة منها ما أعلنته شركة "إنجي " الفرنسية، وشركة "مصدر للطاقة المتجددة" لاستثمار نحو 5 مليارات دولار في صناعة الهيدروجين الأخضر في الدولة، فضلاً عن إطلاق دبي أول مصنع هيدروجين أخضر في المنطقة.
ويأتي ذلك على خلفية إعلان دولة الإمارات أنها تخطط لبلوغ حصة 25% من سوق الهيدروجين المنخفض الكربون العالمية بحلول 2030، باعتبار ذلك جزءاً من مساعي الدولة لزيادة مساهمة الطاقة المتجددة في إجمالي مزيج الطاقة لديها إلى 75% بحلول العام 2050.
ولعل استضافة دولة الإمارات مؤتمر "كوب 28"، تجعلها الأنشط إقليميا من الدولة نشطة للغاية في ذلك المجال، من خلال عدة قنوات، منها الشراكة الاستراتيجية الإماراتية الأمريكية للاستثمار في الطاقة النظيفة، التي أُعلِن عنها في نوفمبر 2022، حيث تسعى المبادرة إلى تعزيز تحول الطاقة من خلال تحفيز 100 مليار دولار في التمويل والاستثمار في الطاقة المتجددة.
 وأشار المركز إلى أن التوسع في إنتاج الطاقة المتجددة في المنطقة، يجعلها مكاناً مثالياً لتطوير عمليات إنتاج الطاقة الخضراء من الهيدروجين الأخضر إلى طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
وبحسب موراي دوجلاس، رئيس أبحاث الهيدروجين في (Wood Mackenzie)، فإن المنطقة يمكن أن تصبح لاعباً رئيسياً في صناعة الهيدروجين الأخضر، فيما يتوقعا أن تشكل الطاقة المتجددة نحو 15% من مزيج الطاقة في المنطقة بحلول نهاية العقد.
ووقَّعت السعودية اتفاقية بقيمة 7 مليارات دولار لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الحرة بصلالة في سلطنة عمان مع أكوا باور ونفط عمان وشركة إير برودكتس 2021 إضافةً إلى بناء مصنع هيدروجين أخضر في مدينة نيوم بقيمة 5 مليارات دولار العام 2022.
ووقَّعت سلطنة عمان اتفاقية مع شركة بريتيش بتروليوم لتطوير مشاريع الهيدروجين الأخضر العام 2030، كما أطلقت مؤخراً استراتيجية جديدة بشأن الهيدروجين الأخضر، تتوقع استثماراً قدره نحو 140 مليار دولار بحلول عام 2050.
واعتباراً من يونيو 2022، بلغت طاقة مشروع الهيدروجين المعلن في مصر نحو 1.5 مليون طن سنوياً، وفقاً لتقديرات وود ماكنزي.
وتسير مصر في الوقت الراهن في طريقها نحو أن تصبح قوة هيدروجينية، على خلفية استضافتها مؤتمر “كوب 27” العام الماضي؛ حيث أدت المشاريع الأخيرة التي أطلقها لاعبون من الشرق الأوسط وأوروبا في مصر إلى دفع الاستثمارات المقدرة إلى ما يزيد عن 100 مليار دولار، وهي الاستثمارات التي يرتبط نحو 70% منها بالمشاريع التي تم الكشف عنها عقب المؤتمر عندما أُعلِن عن 9 مشروعات رئيسية، بإجمالي طاقة إنتاجية مجمعة تبلغ 2.1 مليون طن سنويّاً.
وأوضح مركز "إنترريجونال" أنه لا يزال هناك عدد من التحديات التي ربما تقف في طريق تحقيق ريادة المنطقة في صناعة الهيدروجين الأخضر وهي :  ضرورة تطوير استراتيجيات وطنية و الحاجة إلى تطوير البنية التحتية للصناعة وتحفيز الطلب المحلي و تطوير رأس المال البشري والتكنولوجيا وصياغة استراتيجيات تعاون مشتركة وتعزيز ربط أسواق المنطقة بالأسواق الأوروبية والآسيوية وإنشاء أنظمة شهادات موثوقة وشفافة لتعزيز ثقة المشتري.

الأكثر مشاركة